يقول الدكتور الجنزورى إن عودة الأمن هى أهم أولوياته فى هذه المرحلة، أتمنى أن لا يكون الدكتور مثل سابقيه مؤمنا بأن عودة الأمن تعنى أن نرى ضباطا أكثر فى الشوارع وأن نقوم بحركة تنقلات بين أبناء الداخلية، وتمام على كده.
عودة الأمن أولا مرتبطة بعودة العدل وامتلاك الحكومة جرأة محاسبة القتلة..
بالأمس رحل عننا شهيد جديد من أبناء التحرير أصيب بطلق نارى فى العمود الفقرى.. لن يعود الأمن ما دام قاتل هذا الشاب موجودا بيننا يمارس عمله.
هل يمتلك الجنزورى الجرأة الكافية لفتح ملفات قتلة الشهداء فى ماسبيرو ومحمد محمود والعباسية؟ هل يمتلك الجرأة الكافية لفتح التحقيق مع قائد الشرطة العسكرية فى فضيحة كشف العذرية؟ هل يمتلك الجنزورى الجرأة الكافية لفتح التحقيق مع الجهات التى أدانتها بوضوح وصراحة لجنة تقصى الحقائق فى أحداث ماسبيرو وهم مسؤولو التليفزيون بمن فيهم وزير الإعلام السابق والمذيعة التى حرّضت ورئيس قطاع الأخبار الذى تردد أنه سرّب إلى الشاشة خبر هجوم الأقباط على الجيش المصرى؟
هل يمتلك الجنزورى الجرأة الكافية لفتح التحقيق فى موضوع الغازات السامة وقنابل الغاز الفاسدة التى أهلكت بها الداخلية أهل التحرير ثوارا وسكانا عاديين؟
هل يمتلك الجنزورى الجرأة الكافية لأن ينحاز للثورة وضحاياها وأن يحارب من أجل حقوق من ساهموا بشكل كبير فى عودته إلى أضواء الحكم ولعبوا الدور الأهم فى كونه يحظى الآن بصلاحيات رئيس الجمهورية، وهو أمر لم يكن يحلم به يوما؟
هل سيتغافل الجنزورى عن إقرار العدل ومحاكمة المجرمين سواء كانوا فى مناصب قيادية أو يقفون فى الشارع يضربون ويقتلون ويكشفون عن العذرية؟
أمام الدكتور الجنزورى فرصة لأن يدخل التاريخ بأن ينحاز للثورة التى غيّرت وجه مصر ومستمرة فى تغييره إلى الأفضل، أما أن ينحاز للمجلس العسكرى ويعتبره ولىّ نعمته فسيخرج من التاريخ نادما على اليوم الذى قبل فيه مهمته.
الإنقاذ الوطنى لا يعنى إنقاذ الاحتياطى النقدى يا دكتور جنزورى، الإنقاذ الوطنى أن تحمى البلد من المجرمين والمستبدين وبقايا النظام الحاقدين على الثورة فى كل مكان وأن تقف فى وجه مجلس عسكرى أتت به الثورة لسدة الحكم فى مصر فكافأها بالتفنن فى إخمادها وتفتيتها وتشويه أصحابها ودعم الكائنات الضالة التى تتجرأ قولا وفعلا على شباب انحنى لهم العالم احتراما.
الإنقاذ الوطنى يعنى إنقاذ الثورة نفسها ممن يريدون بنا شرا عقابا على الثورة، وإنقاذ الفكرة الأكثر وضوحا ونبلا فى مصر من القتلة وهاتكى الأعراض والمحرضين.
إعادة الأمن مرتبطة باستعادة كرامة وحقوق من ناضلوا من أجل تغيير حياتنا للأفضل، واستعادة الأمن لن تتحقق إلا باستعادة هيبة الدولة وإظهار جرأتها وحسمها فى معاقبة المفسدين وملاحقتهم. دون ذلك ستظل تلك الطائفة تورط البلد يوما بعد يوم فى صراعات كثيرة.. والقائمة التى تضم هذه الأسماء طويلة ومعروفة للجميع يا دكتور، من الإسكندرية إلى التحرير مرورا بالشرطة العسكرية واللواءات الذين يحرضون الأهالى فى مداخلات هاتفية على مقاومة الثوار لأنهم عملاء ويقبضون من الخارج.
هل تمتلك يا دكتور الجرأة الكافية؟ أم أن الجرأة لم تكن من بين الصلاحيات التى منحك إياها المجلس العسكرى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى