آخر المواضيع

آخر الأخبار

11‏/12‏/2011

صبغة شعر مبارك وسر الديكتاتور!!

47 

كتب طارق الشناوي

هل يقبل الجمهور المصرى على مشاهدة فيلم تسجيلى طويل وهو لم يسبق له أن تعود على مشاهدة هذا النوع؟
قبل يومين افتتح مهرجان دبى دورته الثامنة بفيلم «مهمة مستحيلة» الجزء الرابع الذى يلعب بطولته «توم كروز» ورغم ذلك فلقد كنت أتابع عبر النت أصداء عرض الفيلم التسجيلى «الطيب والشرس والسياسى» فى القاهرة حيث إنها من الحالات الاستثنائية التى تشهد دور العرض فيلما تسجيليا يقطع من أجله الجمهور تذكرة الدخول لمشاهدته.
فيلم «الطيب والشرس والسياسى» تنضح تفاصيله بحالة إبداعية حقيقية لعمل فنى يرصد ويحلل ويمنح المتلقى أيضاً مساحة لكى يرصد ويحلل فهو فى أجزائه الثلاثة يترك للمتفرج الكثير للإضافة والتحليل.. الفيلم استوحى عنوانه من الفيلم الإيطالى الشهير «الطيب والشرس والقبيح» 1966 إخراج «سيرجيو ليون».. يقع فى إطار ما أطلق عليه الويسترن الإيطالى «الاسباجيتى» وهى أفلام تسخر من أفلام الويسترن «الغرب الأمريكى» «الفيلم المصرى حافظ على الطيب واعتبره الشعب و«الشرس» جهاز الشرطة ،أما القبيح فلقد تم تغييره إلى السياسى وهو «حسنى مبارك».. تغيير المقطع الثالث جاء فى اللحظات الأخيرة خوفاً من أن يصدر المخرج حكماً قاطعاً من البداية على «مبارك» رغم أنه قدم حكماً مسبقاً على الشعب «الطيب» والشرطة «الشرس» هذا الجزء بالمناسبة يدين المخلوع منذ اللقطة الأولى ولكنه أراد ألا يكون مباشراً فى العنوان ولا أدرى كيف تستقيم الأمور بين الإدانة المباشرة للشرطة بوصفها الشرس ثم الحياد فى العنوان لمن أمر الشرطة بالشراسة؟!
فى الجزء الأول يقدم المخرج «تامر عزت» الشعب «الطيب» الذى تحمل الكثير اختار عناصر من الشباب الذين كانوا من علامات الثورة كل منهم يروى حكايته تستطيع أن تقول وأنت مطمئن أن لا أحد توقع رحيل النظام فى اليوم الأول بل لا أحد اقتنع أن يوم 25 يناير سوف يصبح هو فجر الثورة إلا أن من حضره أيقن أن فجراً جديداً يطل على مصر.. 28 يناير جمعة الغضب يوماً لا ينسى فى تاريخ الثورة عندما تأكد الجميع أن لا عودة لما قبل 25 يناير.. الخطب التى كان يرددها المخلوع خلال تلك الأيام كانت تقابل برفع الأحذية فى مواجهة صورته خاصة خطبة 10 فبراير التى انتظر الناس أن يقول لهم فيها إنه سيتنحى نهائياً فوجئوا به يتحدث باعتباره لا يزال صاحب قرار.. الجزء الثانى الذى أخرجته «آيتن أمين» أراه وثيقة إدانة ضد «مبارك» و«العادلى» تؤكد ضلوعهما فى جريمة قتل المتظاهرين.. سجلت آيتن» العديد من الحوارات مع رجال شرطة ورجال أمن دولة تحدثوا مباشرة عن تعليمات جاءت إليهم بالضرب فى المليان.. شهود العيان من الضباط سجلوا شهادتهم صوتاً وصورة!!
الجزء الثالث أخرجه «عمرو سلامة» باسم السياسى فمن هو السياسى هل كان «مبارك» رجلا سياسيا؟! الفيلم ينفى عنه ذلك تماما فلقد كان مغيباً حيناً وغائباً حيناً.. استعان الفيلم بروشتة كيف تصبح ديكتاتوراً المكونة من عشرة مقاطع أطرفها الصبغة السوداء وهى التى حللها «د.أحمد عكاشة» باعتبارها نوعا من التحايل على الزمن وخداعا للناس.. الإذاعى «وجدى الحكيم» أكد أن الجميع كانوا ينافقون «مبارك» مثل «صفوت الشريف» و«فتحى سرور» ويضعون على رؤوسهم نفس النوع من الصبغة. ملحوظة قبل أن يترك د.الجنزورى رئاسة الوزراء ببضعة أشهر أثناء زمن المخلوع أتذكر أنه فعلها مرة واحدة وصبغ شعر رأسه ورغم ذلك لم يطل به الأمد على الكرسى.
الفيلم خاصة فى جزئه الثالث يذكرنا بما كان يقدمه المخرج التسجيلى الأمريكى «مايكل مور» فى أفلامه من نقد لاذع يصل إلى حد اتهام «بوش» بالغباء.. إنه حتى الآن هو أهم عمل فنى استلهم روح الثورة ،الأهم أنه وثيقة إدانة قانونية فهل من أمر بقتل شعبه من الممكن أن يفلت من العقاب؟.. أتمنى أن تصبح الإجابة لا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى