مرشحو الرئاسة بين الحقيقة ولغة الجسد
وتستمر القراءة تفصيليا لكشف سمات الشخصية، فاستكمالاً للملف الهام الذي فتحته (أهل كايرو) في الأعداد الماضية نواصل معكم وبالاستعانة بمدربة المهارات البشرية وخبيرة لغة الجسد (رغداء السعيد) قراءة محايدة من خلال علم (لغة الجسد)، متناولين فيها تحليلا للصفات الشخصية لمرشحي الرئاسة التي تظهرها لغة جسدهم؛ فقد تناولنا في الأعداد الماضية قراءة لكلٍّ من عمرو موسى، البرادعي، مرتضى منصور، حمدين صباحي، بثينة كامل، هشام البسطويسي، عمر سليمان، محمد علي بلال، توفيق عكاشة، أحمد شفيق، عبد الله الأشعل، حازم صلاح أبو إسماعيل ،أيمن نور، محمد سليم العوا، ومجدي حتاتة.. وفي هذا العدد نقدم لكم قراءة في شخصية كمال الجنزوري، عبد المنعم أبو الفتوح ومجدى أحمد حسين.
كمال الجنزوري
كبر سنه يخفى تعبيرات وجهه الحقيقية
مواليد 12 يناير 1934 (العمر 77 عاما )، رئيس وزراء مصر الأسبق، لُقب بوزير الفقراء والوزير المعارض لما ظهر منه في وقت رئاسته للوزراء وعمله الذي اختص برعاية محدودي الدخل، فقد بدأت في عهده عدة مشاريع ضخمة بهدف تسيير عجلة الإنتاج والزراعة، كما أقر مجموعة من القوانين والخطوات الجريئة، من بينها قانون الاستئجار الجديد محدود المدة، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي، كما شهد عصره تعثر بنك الاعتماد والتجارة، وتدخلت الحكومة لحل الأزمة وضم البنك إلى بنك مصر.
وكما ذكرنا فإن كمال الجنزورى يبلغ من العمر 77 عاما، وهذا ما يجعل تعبيرات وجهه هادئة تغلب عليها ملامح هذا العمر، وخاصة منطقة العينين والحاجبين، فهى تبدو متهدلة ويصعب عليه التعبير عما بداخله كاملا من خلال تعبيرات وجهه، وخاصة العينين، تغلب على ملابسه الألوان القاتمة، وهذا يدل على ثقة بالنفس وتميز وثبات وكهيئة مرشح لرئاسه الجمهورية، فليس لضعف الشخصية ولكن لكبر السن ينقص ظهره وأكتافه الاستقامه، وهو انطباع بعدم قوة الشخصية في لغة الجسد، فنحن لا ننظر في علم المهارات البشرية إلى العمر، ولكن ننظر إلى الهيئة وما تعطيه من انطباعات حول الشخصية .
تتميز نبرة صوته بالهدوء والنبرة المنخفضة، ولكنها ليست النبرة التى تبعث الملل للمتلقى، ومما يساعده على كسر هذا الملل في نبرة الصوت حركه يديه الكثيرة، ولكنها هادئة وتترجم شخصيته التحليلية، بمعنى أدق أنه يستخدم يديه لوصف ما يقوله من كلمات، ومن الملاحظ أثناء حديثه استخدام يده اليسري أكثر من اليمنى وارتفاعها عنها، مما يدل على شخصيته العاطفيه، وتوجد حركة مميزة له يستخدمها كثيرا أثناء الحوار، وهي ضم السبابة والأوسط مع الإبهام، مما يوحى بأن هذه الشخصية صبورة وهادئة وكأنه يرسل للمتلقي إشارات بالتحلى بالصبر والإنصات له، كما تتشابك أصابعه أثناء الحديث، مما يوحى أنه ينظم أفكاره ويلملم طاقته لكى يسرد بتنظيم ما يريد الحديث عنه.
وأخيرا فانحناء جسده وذقنه للأمام يترجم في لغة الجسد أنه يمكن استفزازه في لحظة، ولكن ليس بسهولة الوصول لهذه اللحظة.
مجدى أحمد حسين
الشخصية الدقيقة الذى لا يدقق في اختيارات ألفاظه
هو سياسي وكاتب صحفي من مواليد 23 يوليو 1951 عمل رئيسا لتحرير صحيفة (الشعب) المصرية المغلقة حاليا، والناطقة بلسان حزب العمل الإسلامي المصري، تعرض للسجن عدة مرات أبرزها عام 1998 بعد حملة على وزير الداخلية وعامي 1999 و2000 بسبب حملة أخرى على وزير الزراعة يوسف والي، وفي فبراير 2009 حكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن عامين وتغريمه خمسة آلاف جنيه بعد أن أدانته بتهمة التسلل عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة، وكانت السلطات المصرية قد قامت باعتقاله أثناء عودته من القطاع.
هو شخصية ذو خلفية إسلامية (حزب العمل الإسلامى) + اللحية = انطباع عند الشعب والمحاورين لاستفزازهم للسؤال عن علاقه الدين بالسياسة، وبالتالى برنامجه الانتخابي، فيجيب صاحب هذه الشخصية الحذرة والدقيقة بأن الحزب يفتح الباب للمسيحيين، وأنه ليس قائما على الإسلام فقط، ويعطى المثال بالشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني.
دقة الشخصية تظهر في الثبات وراحة الظهر على الكرسي الذى يجلس عليه، وحمله للقلم اثناء الحديث وتدوينه للنقاط المهمة خلال حواره يعطى انطباعا بالتدقيق في الكلام واختيار النقاط المهمة لطرحها علي المتلقي .
هو شخصية بصرية يستخدم عينيه، فيرفعها إلى الأعلى ناحية اليسار كثيرا عند الحديث، وذلك لترتيب الأفكار واسترجاعها من الذاكرة، له ضحكتان ملاحظتان أثناء الحوارات التليفزيونية التى شاهدناها له إحداهما من القلب لا يتحكم فيها فتظهر عالية كالقهقهة.. أما الأخرى فهى ضحكة سخرية صريحة لا يستطيع إخفاءها عندما يستمع لشيء يستفزه أو يثيره من فرد أو موضوع .
مهارات التحدث عنده جيةه من حيث ترتيب الأفكار والدبلوماسية في الرد، ولكنها لا تستمر طويلا على هذا المنوال، حيث تظهر عبارات لا تليق بمرشح لرئاسة الجمهورية أو حتى أى شخص عادى يظهر في أى برنامج تليفزيوني، فلا يمكن أن ينجح شخص أو يعلو بذم شخص آخر مهما كان هذا الشخص سيئا ومنافسا له في نفس المكان، كمرشح اخر لرئاسة الجمهوريه، فلا يصح أن يظهر شخص يرشح نفسه للرئاسة وينعت مرشحا آخر "بالرخامه" ويصف السياسة الحالية بكلمة "وساخة وسياسة وسخة" في برنامج على الهواء يشاهده الملايين، وبالتالى فهو شخص يفتقر اختياراته لمفرداته اللغوية في الوقت والمكان المناسبين .
عبد المنعم أبو الفتوح
اختباؤه وراء مكتبه أثناء أحاديثه يثبت سريان جماعة الإخوان في دمه
من مواليد 15 أكتوبر 1951.. هو الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، هو صاحب المناقشة الشهيرة مع السادات حين شغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، واتهم السادات بأن من يعمل حوله هم مجموعة من المنافقين، متعللاً بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي. فغضب الرئيس السادات وأمره بالوقوف أثناء مناقشته، طالباً منه أن يحترم نفسه لأنه يتحدث مع كبير العائلة .
تم اعتقاله في عام 1981م، ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة، ثم حوكم في أحد قضايا المحاكم العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، حيث سجن عام 1996 لمدة 5 سنوات.
هذه الشخصية شديدة الثقة بالنفس، فمناظرته مع السادات خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى انشقاقه عن الجماعه، فهى جرأة، وهذه الثقه تنعكس على جرأته في الحديث والحوار وعدم الخوف من الخوض في أى حوار مهما كان .
هو شخصيه هادئة الطباع، نبرة صوته ثابتة ومنخفضة، بشوش الوجه.. وهذه الأشياء تعطيه نوعا من الكاريزما التى قد تجذب قاعدة عريضة من الناس الذين عرفوه مع جماعه الإخوان، وحتى من هم ضد الجماعة حاليا، قلما ينفعل لأنه يتميز بالثبات الانفعالى .
بالرغم من حديثه الدائم عن الحرية والليبراليه إلا أن خلفيته الإخوانية تنعكس كثيرا على لغة جسده، فجلسته دائما ما تكون بتربيع اليدين، وهذا يعنى في لغة الجسد الشخصية المنغلقة ذات الحواجز والحدود، وفي حالات أخرى تتشابك يداه معا مما يعطى نفس الانطباع لاحتياج هذه الشخصية للأمان الاستقرار .
في بعض الاوقات التى تكون يداه مفتوحتين أثناء الحديث سوف تلاحظ أن مفردات حديثه معظمها عن الجماعة أو عن معتقداته الشخصية، لأن هذه الحركه في لغة الجسد تعني أن الكلام صادر من القلب ولا يوجد حساب وقتئذ عن التركيز في مفرادات معينة، مما يدل على تلقائية شديدة أثناء الحديث عن انتمائه الأول لجماعة الإخوان المسلمين, وبالتالى فمهما قال عن الحرية وفصل الدين عن السياسة فاختباؤه وراء مكتبه الدائم خلال أحاديثه التليفزيونية واتخاذه كساتر له يوحى بجريان انتمائه للجماعة التى تسري في دمه.
رغدة السعيد
خبيرة لغة جسد و مدربة مهارات بشرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى