(الجزيرة نت)
لم يكتف جهاز أمن الدولة و"مجموعة النشاط الإخواني" فيه برصد الأنشطة التنظيمية لجماعة الإخوان، وإنما تعدى ذلك إلى مناسباتهم الاجتماعية. وبحسب وثائق الجهاز المسربة فقد امتد نشاط أمن الدولة إلى رصد زوار البلاد من الإخوان حتى ولو كانوا وزراء.
فهذه وثيقة تبين مدى ما بلغه هوس جمع المعلومات عن الإخوان لدرجة رصد أرقام السيارات الخاصة التي يتردد أصحابها للتهنئة بمناسبات اجتماعية عامة على عناصر الإخوان، ثم فرز أسماء هؤلاء في تقارير جديدة، وهو ما يعني جهودا هائلة كان الجهاز يقوم بها في عمليات الرصد تلك.
وتكشفت تلك الحقائق بعد تسرب وثائق من مقر جهاز مباحث أمن الدولة بمدينة نصر نجت من الإحراق، حيث عثر عليها أحد المواطنين، فأطلع عليها الجزيرة نت وهو في سبيله إلى تسليمها للنيابة العامة.
ومن بين هذه الوثائق وثيقة تعود إلى عام 2007 مرفوعة من مدير الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بالجيزة إلى المساعد الأول لوزير الداخلية لجهاز مباحث أمن الدولة تحت عنوان "الإدارة العامة للنشاط المتطرف- مجموعة النشاط الإخواني- قسم الإخوان بالمنطقة المركزية".
الجهاز تعقب نشاط أحد الإخوان في خمسينيات القرن الماضي (الجزيرة نت)
أرقام السيارات
وترصد المذكرة مستعملي السيارات أرقام (كذا وكذا...) وترددهم -كما تقول- على عقد قران سارة ابنة الناشط الإخواني محمد خيرت الشاطر في الأول من أغسطس/ آب 2007 بمسجد دار الأرقم بمدينة نصر.
وبحسب الوثائق تحرى أمن الدولة عن مستعملي السيارات المشار إليها بإدارة مرور الجيزة ونشاطهم السياسي. ولم تكشف التحريات بأرشيف الإدارة عن تصنيف سياسي للمذكورين -وعددهم تسعة- ما عدا واحدا منهم، "وهو من العناصر الإخوانية المسجلة"، كما جاء في التقرير.
وكان الشاطر -وقت عقد قران ابنته- قابعا في سجن طرة يقضي حكما بالسجن خمس سنوات لاتهامه من محكمة عسكرية بالانتماء "لجماعة محظورة تأسست بخلاف القانون لقلب نظام الحكم"، وذلك بعد أن برأته المحكمة من تهمتي غسل الأموال والإرهاب.
قسم قديم
وتميط الوثائق اللثام عن أن قسم الإخوان بأمن الدولة كان موجودا بداية خمسينيات القرن المنصرم. وبحسب أوراق ومستندات تم العثور عليها وتخص إحداها طالبا بكلية العلوم اسمه "علي إبراهيم محمد" فقد "لوحظ تردد بعض الأشخاص الملتزمين دينيا على محل إقامته".
وتفيد إحدى الوثائق الصادرة عن "قسم الإخوان" طلب تحريات موجه من مساعد أول وزير الداخلية رئيس جهاز مباحث أمن الدولة حسن عبد الرحمن إلى القسم عن ذلك الطالب الأزهري وطبيعة المترددين عليه.
بطاقة لوزير سوداني سابق لأنه من الإخوان (الجزيرة نت)
وزير إخواني
وتظهر الوثائق أن أمن الدولة كان يرصد العناصر الإخوانية حتى خارج مصر مهما كان وضعها.. فهذا هو الوزير السوداني السابق "الدكتور عصام الدين أحمد بشير"، يعمل -كما يقول تقرير المتابعة- موظفا، عندما جاء إلى مصر، قبل أن يصبح وزيرا في بلاده، وبجانبه تأشيرة تفيد أنه "من العناصر الإخوانية"، أي أن له ملفا عند أمن الدولة كان يتم فتحه كلما جاء إلى مصر.
ووصل الرصد الأمني للإخوان إلى درجة قياس مدى شعبيتهم في الشارع، وحملت الوثائق تأكيدا على أهمية وجود قاعدة معلومات تستهدف تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأن عناصرهم في جميع المؤسسات، لاسيما الطلابية وأعضاء هيئة التدريس، وكذا متابعة المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت لرصد ما يستجد من معلومات، هكذا قالت إحدى الوثائق.
وبجانب ما سبق، هناك تحذير من انفراد من تصفهم وثيقة بـ"القوى السياسية غير الشرعية" بالتعبير عن نبض المواطن، كما تحتوي أخرى على بيانات عن أعضاء مجلس الشعب من الوطني والإخوان، علاوة على بطاقات تعريف أرشيفية بطلاب وعناصر الإخوان، وبجوار كل اسم إشارة إلى اعتناقه الفكر الإخواني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى