رفضوا التهويد وطالبوا بفتح شارع الشهداء في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل وتُصيب عددًا من الفلسطينيين في الخليل والمسجد الأقصى
القدس المحتلة، رام الله ـ ناصر الأسعد/ سونا الديك
أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر الجمعة، عددًا من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق في مدينة الخليل، جراء إطلاقها قنابل الغاز والمياه العادمة صوب المشاركين في مسيرة سلمية بمناسبة الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم الإبراهيمي تطالب بإعادة فتح شارع الشهداء، فيما اندلعت مواجهات أخرى عنيفة بين المصلين والشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف، ولاحق الاحتلال بالعصي الشبان الفلسطينيين الذين تظاهروا عقب الصلاة رفضًا لسياسة التهويد والاقتحامات المتكررة التي تنفذها قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، بينما استشهد الشاب طلعت رامية (25 عامًا) خلال مواجهات مع جيش الاحتلال على حاجز قلنديا الواصل بين مدينتي القدس المحتلة ورام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.وقد خرج الفلسطينيون في مسيرة سلمية في الخليل، نظمها تجمّع "شباب ضد الاستيطان" و"لجنة الدفاع عن الخليل" وعددًا من الفعاليات الشعبية والرسمية، بدأت من منطقة تل الرميدة صوب شارع الشهداء في منطقة الكرنتينا، وأدى المشاركون صلاة الجمعة في مسجد الأربعين، تضامنًا مع سكانها المعرضين لإجراءات الاحتلال وسياسات الطرد والتهجير، فيما تصدّت قوات الاحتلال لمسيرة أخرى، انطلقت من مسجد "وصايا الرسول" في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، كما كثّف الاحتلال تواجده في منطقة طارق بن زياد في المدينة، وأطلق قنابل الغاز والصوت، والمياه العادمة صوب المشاركين في المسيرة.
وقد احتشد مئات الفلسطينيين، في مسيرة سلمية، لإحياء الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، التي راح ضحيتها 29 شهيدًا وعشرات الجرحى والمصابين، في 25 شباط/ فبراير من العام 1994، وانطلقت المسيرة للمطالبة لفتح شارع الشهداء، أحد أهم شوارع مدينة الخليل، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ذلك الشارع الذي يربط بين الأحياء الجنوبية والأحياء الشمالية في قلب المدينة، ومنذ ما يزيد عن عامين، تجري فعاليات شعبية سلمية مطالبة بفك الإغلاق عن قلب الخليل، وإعادة فتح الشارع الرابط بين الأحياء الفلسطينية، حيث أغلقت قوات الاحتلال الشارع منذ عشرات السنين، وعلى الرغم من الطوق الأمني الشديد الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المدينة بكاملها، إلا أن الفلسطينيين ينظمون في يوم ذكرى المجزرة، العديد من الفعاليات أبرزها، مظاهرة فتح شارع الشهداء المغلق في وجه الحركة الفلسطينية، إضافة إلى صلاة الجمعة في منطقة تل الرميدة، والاحتفالات المركزية في المدينة.
وتحيي محافظة الخليل سنويًا ذكرى المجزرة، في تاريخيها الميلادي والهجري، بينما يطالب السكان بإزالة تداعيات المجزرة التي ما زالت ماثلة في داخل الحرم الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة في المدينة، وقد شكلت سلطات الاحتلال في أعقاب المجزرة، لجنة سُميت "لجنة شمغار"، انتهت أعمالها بإصدار قرار بتقسيم الحرم الإبراهيمي، وتقديم شقّه الأكبر للمستوطنين، إضافة إلى تحويل محيطه إلى ثكنة عسكرية، ويتدخل جنود الاحتلال لمنع الآذان في المسجد بدعاوى الإزعاج للمستوطنين، وإغلاق المسجد بشكل كامل أمام المصلين لما يقارب من 10 أيام في العام، بينما يفتحون الحرم بشقّيه أمام المستوطنين لتدنيسه.
وقد تحولت مدينة الخليل إلى مركز للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي، وبخاصة تلك المنطقة التي وقعت فيها المجزرة، وتحديدًا في الحرم الذي تطوقه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بجنودها وكاميراتها، ويتواجد مئات المستوطنين في المدينة، الذين حولوها إلى مدينة أشباح من خلال عربدتهم في الشوارع، وبعد أن تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى جزأين، يسيطر المستوطنون على أكثر من 60% من مساحته، ويعيش نحو400 مستوطن و200 طالب صهيوني من طلاب المدرسة الدينية في ست بؤر استيطانية في المدينة، تقع على امتداد شارع الشهداء، وغالبية هؤلاء متورطون في اعتداءات وأعمال تنكيل بحق سكان مدينة الخليل والمناطق المحيطة بالبؤر الاستعمارية، ويواصلون اعتداءاتهم على كل ما هو فلسطيني، مثل رشق البيوت والمارة الفلسطينيين بالحجارة، وإعاقة الحركة من وإلى البيوت والأحياء القريبة من البؤر الاستعمارية، فضلاً عن توجيه الألفاظ النابية للسكان، والسخرية من معتقداتهم الدينية الإسلامية والمسيحية، وبخاصة النبي محمد عليه الله السلام، الذي ينعتونه بأحط الألفاظ، إلى جانب قطع الأشجار وتدمير الممتلكات.
وقد شدد الاحتلال من الإجراءات الأمنية التي تحيط بالحرم حتى حوله إلى ثكنة عسكرية، حيث يوجد جنود الاحتلال على البوابات جميعها، ويتجولون بين المصلين إضافة إلى التفتيش الإجباري الذي يتعرض له الفلسطينيون المتوجهون للصلاة في المسجد.
وفي مسيرة المعصرة الاسبوعية المنددة بجدار الضم والتوسع العنصري منعت قوات الاحتلال المشاركين فيها من الوصول إلى مكان اقامة الجدار.
وأفاد رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية، بأن المسيرة التي شارك فيها عدد من أهالي المعصرة ومتضامنين أجانب، انطلقت من أمام المدخل الرئيسي للقرية ورافع المشاركون فيها الاعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الوطنية، إلا أن جنود الاحتلال منعوهم من التقدم والوصول إلى مكان اقامة الجدار على أراضي المعصرة.
وفي سياق ذي صلة اعتقلت قوات من جيش وشرطة الاحتلال، اليوم الجمعة، مواطنا من قرية دير قديس غرب رام الله، واعتدت على عدد من المواطنين أثناء مداهمة القرية.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على الشاب، بعصي كهربائية وأنه أغمي عليه، ورفضت قوات الاحتلال السماح لسيارة الإسعاف الفلسطينية بتقديم الإسعاف له، مؤكدا أنه يقبع الآن في سجن الرملة.
ونكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بالعديد من المواطنين في قرية زبوبا غرب جنين ونشرت قوة راجلة من الجنود والمجندات في شوارع وأحياء القرية، وشرع الجنود بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالمواطنين في خطوات عدوانية واستفزازية.
وارتكب المتطرف الصهيوني، الطبيب باروخ غولدشتاين، مذبحة الحرم الإبراهيمي في العام 1414 هـ / 1994، بمساعدة المستوطنين وجيش الاحتلال، حيث أطلق نيرانه على المصلين في المسجد أثناء صلاة الفجر، ليقتل 29 مصلياً ويجرح 150 آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه، وعلى الرغم من حملات التضامن مع الحرم إلا أن سلطات الاحتلال ما زالت تفرض بطشها على محيطه، وتنشر حواجزها العسكرية وبواباتها الالكترونية، في وقت ضمّت حكومة الاحتلال الحرم إلى ما يسمى بالتراث اليهودي، وما زالت وطأة إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين ماثلة، حيث أقيمت أربع بؤر استيطانية في وسط الخليل، وتعدّ مصدرًا لعمليات التوسع على حساب البيوت والمنازل الفلسطينية القديمة، ويغلق الاحتلال عددًا من الشوارع في قلب المدينة، بحجج أمنية لتوفير الأمن للمستوطنين
في السياق ذاته، شهدت ساحات ومصليات ومرافق المسجد الأقصى المبارك، تجمعات حاشدة من المصلين من مدينة القدس وضواحيها وأحيائها وبلداتها، بالإضافة إلى المصلين الوافدين من مختلف التجمعات السكانية داخل الأراضي المحتلة عام 48م، وخلال المواجهات حلّقت طائرة عمودية إسرائيلية في أجواء المسجد الأقصى، وأُصيب عدد كبير من المرابطين وصحافيين، بالإضافة لإصابة الناشط المقدسي فخري أبو دياب، فيما اندلعت لاحقًا مواجهات عنيفة في منطقة باب حطة في البلدة القديمة من القدس، وفي حي رأس العامود القريب من المسجد الأقصى.
وأكد شهود عيان لمراسل "صفا" في القدس، أن قوات الاحتلال كانت تتمركز على باب المغربة منذ ساعات الصباح، وفور انتهلاء الصلاة اقتحمت هذه القوات المسجد الأقصى وباشرت بإطلاق قنابل الصوت والغاز بكثافة في اتجاه المصلين، الذين ردو برشق الحجارة، موضحين أن المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية انتشروا منذ الصباح في محيط المسجد، وحوّل المنطقة إلى ثكنة عسكرية، ووضع العراقيل أمام الشبان المتوجهين للمسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة.
وكان نشطاء من القدس قد دعوا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المشاركة في تظاهرة ضخمة تنطلق الجمعة من باحات المسجد الأقصى بعد الصلاة، احتجاجًا على عمليات الاستهداف المبرمجة من قبل قوات الاحتلال والجماعات اليهودية للمسجد، وتعاظم الاقتحامات في الآونة الأخيرة للمسجد المبارك.
على الصعيد ذاته، استشهد الشاب طلعت رامية (25 عامًا) خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة على حاجز قلنديا الواصل بين مدينتي القدس المحتلة ورام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح شهود عيان، أن الشاب رامية من بلدة الرام في مدينة رام الله، أصيب برصاصة حية مما أدى إلى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج وهو في حالة حرجة، فيما أعلنت مصادر طبية، أن الشاب وصل المستشفى في حالة حرجة للغاية، وخضع لعدة عمليات جراحية، لكن لم يتمكن الأطباء من انقاذ حياته وفارق الحياة مساء الجمعة.
كما أُصيب شابان على الأقل ومصور صحافي برصاص الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في المواجهات.
وأفاد شهود عيان، أن شابين أصيبا بالرصاص المعدني في أطرافهم فيما أصيب المصور الصحافي فادي العاروري بصورة طفيفة أيضًا في المواجهات التي اندلعت بعد ظهر الجمعة عقب تصاعد الأحداث في القدس المحتلة، وأن عشرات الشبان بادروا بإشعال إطارات السيارات ورشق قوات الاحتلال المتواجدة على الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة، وردّت الأخيرة بإطلاق وابل من قنابل الغاز والرصاص المعدني.
وأغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا الذي يفصل شمال ووسط الضفة الغربية، عن مدينة القدس وجنوب الضفة، ومنعت حركة المركبات في الاتجاهين.
وكان الآلاف قد أمّوا صلاة الجمعة، وجاءت المواجهات في أعقاب حالة التوتر المسيطرة على القدس عقب تهديد متطرفين يهود باقتحام المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، فيما شددت سلطات الاحتلال الجمعة، إجراءاتها العسكرية والأمنية في القدس ومحيط المسجد الأقصى وحولت المدينة وبلدتها القديمة إلى ما يُشبه الثكنة العسكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى