هل تجري جولة جديدة من المواجهات بين "ألتراس الأهلي" وقوات الأمن؟

تثور المخاوف من تجدد أعمال العنف بالقاهرة بعد الدعوة التي نشرتها رابطة مشجعي النادي الأهلي المصري (الألتراس) على صفحتها الرسمية بموقع "الفيس بوك" للتظاهر احتجاجا على بطء إجراءات إنجاز العدالة واسترجاع حقوق الضحايا الذين سقطوا قتلى في مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد الشهر الماضي، رغم تأكيد الرابطة على سلمية المظاهرات.. فهل هذه المخاوف في محلها وما هي جدوى التظاهر الآن؟

حسين عمارة / فرانس 24 

في محاولة جديدة لإعادة قضية أحداث مدينة بورسعيد الكروية، والتي وقعت في الثاني من فبراير/شباط الماضي وراح ضحيتها أكثر من سبعين شخصا من مشجعي النادي الأهلي، إلى سطح الأحداث، قرر شباب ألتراس الأهلي (رابطة مشجعي النادي) الخروج في مظاهرات حاشدة غدا الخميس للاحتجاج على البطء الشديد في الكشف عن مرتكبي هذه المجزرة والمحرضين عليها. سبب آخر يضاف إلى هذا الغضب كما قال لنا أبو علي، أحد شباب الألتراس ومدير موقع أهلي سبورت، هو قرار النيابة العامة المصرية بإصدار طلب ضبط وإحضار لثلاثة من قياديي الرابطة وهم إدريس وعبدينيو وكريم عادل، وهو القرار الذي لم يعلن بعد عن الأسباب التي دفعت النيابة إلى اتخاذه.

وكانت أحداث بورسعيد قد أدت إلى اندلاع أعمال عنف شديدة في محيط وزارة الداخلية المصرية الشهر الماضي، أسفرت عن مصرع أحد عشر شخصا وسقوط مئات المصابين، قادها متظاهرون وناشطون غاضبون يتهمون قوات الأمن بالتواطؤ في الأحداث المأساوية.

ونشرت دعوة الألتراس على صفحتهم الرسمية بموقع "الفيس بوك" وبعنوان" بيان هام ... إحنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت" أكدوا فيها على أن الكيل قد فاض بهم بعد مرور 40 يوما على الأحداث ولا جديد تم في سير القضية، واعتبروا أن الوقت قد حان لبداية تحرك فعلي وفعال من أجل استرداد حقوق زملائهم الذين قتلوا في الأحداث ودعوا الجماهير المصرية للتظاهر.

تحدثنا مع الأستاذ جمال عيد، المحامي ورئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الذي قال بأن تحقيقات النيابة بخصوص أحداث بورسعيد قد انتهت وأن القضية الآن في مكتب النائب العام بانتظار إحالتها للقضاء وإعلان أسماء الأشخاص الذين توصلت النيابة إلى اتهامهم بالوقوف خلف هذه الأحداث. وأكد أن قرار الضبط والإحضار الصادر بحق قادة الألتراس ليس معناه قانونيا إلقاء القبض عليهم بل ربما هو لاستكمال التحقيقات بعد ظهور قرائن جديدة.

الدعوة الجديدة أثارت المخاوف من اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف

رغم أن دعوة الألتراس للتظاهر كانت واضحة في التأكيد على سلمية هذه التظاهرات. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، يرى أن هذه الدعوات للخروج في مظاهرات تعد وسيلة مهمة للحشد وتذكر الشعب والرأي العام بالقضية التي يعتقد أصحابها أنه أهيل عليها التراب. كما أنها وسيلة مشروعة في ظل التباطؤ الشديد في الكشف عمن يقف وراء هذه الأحداث. لكنه يرى أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، لأن رابطات المشجعين في مصر تعد من أقوى الحركات المنظمة على الأرض وربما أقوى من جماعة "الإخوان المسلمون" نفسها، على حد قوله، وهي تضم عددا كبيرا من الشباب المتحمس والمستفز في الوقت ذاته ما قد يحول المظاهرات السلمية إلى مواجهات عنيفة إذا حاولت قوات الأمن التدخل لفضها بالقوة.

بينما يكمل جمال عيد قائلا إن التظاهر والاحتجاج حق مكفول دستورا وقانونا وأنه في ظل حالة الاحتقان الناتجة عن تجاهل حقوق ضحايا أحداث بورسعيد فمن حق جماهير الأهلي وغيرهم من فئات الشعب المصري التظاهر لاسترجاع الحقوق ، وأنه إذا ما تحولت المظاهرات السلمية لأعمال عنف فإن قوات الأمن ستكون المسؤول الوحيد عن ذلك، لأن الأحداث أثبتت أن قوات الأمن كانت هي التي تعتدي على المتظاهرين دائما.

مواضيع مشابهة