اندلعت مساء الأحد احتجاجات عنيفة في "حي التضامن"، الشعبي، في العاصمة التونسية، إثر إقدام شاب يُدعى خالد الجبالي (30 سنة) على إضرام النار في جسده، في الطريق العام، وذلك بعدما سكب عليه مادّة سريعة الالتهاب في ظروف وُصفت بالغامضة. وقام المئات من الشباب الغاضبين، بعد تشييع جنازة الضحية، بإغلاق الطرقات المؤدّية إلى حي
التضامن الذي يعتبر من أكبر وأفقر الأحياء الشعبية في تونس العاصمة، ويسكنه حوالي مليون مواطن، كما أضرموا النار في العجلات المطاطية.
وبحسب المعلومات الأوّلية، فإنّ الشاب خالد الجبالي، أقدم على إضرام النار في جسده احتجاجا على "المكيدة التي تعرّض لها من قبل أحد رجال الأعمال، الذي يعمل لديه، والذي رفض إعطاءه أجرته، كما اتّهمه باقتحام منزله واستدعى له الشرطة التي قامت بالتحقيق معه".
وطالب المحتجون بالانتقام من "رجل الأعمال الذي كان يعمل لديه صديقهم والأمنيين، الذين قاموا بالتحرّي معه في القضية الكيدية التي لفّقها له مُشغّله".
كما رفع المحتجّون شعارات مطالبة بالكشف عن أسباب إقدام ابن حيّهم على الانتحار حرقًا، معتبرين أنّ ظروف الفقر والتهميش والبطالة التي يعيشونها هي التي تدفع أبناء الأحياء الشعبية إلى الانتحار.
وأبدى المحتجّون امتعاضهم من "الاحتقار" الذي يعانون منهم بسبب انتمائهم إلى أحد أكبر الأحياء التونسية فقرا وتهميشا، معتبرين أنّ ما حصل لابن حيّهم يحصل معهم بشكل يومي، وبأشكال مختلفة.
إلى ذلك، أكّدت وزارة الداخلية التونسية "أنّ الشاب المنتحر لوحق قضائيًا في الآونة الأخيرة، ويعاني من وضع نفسي هش"، كما أوضحت أنّها "فتحت تحقيقا قضائيا في الغرض".
يُذكر أنّ "الانتحار حرقا" أصبح شائعا في تونس نظرا لما يحمله من رمزية كبيرة، ولا سيما بعدما اندلعت الثورة التونسية في 17 كانون الأول/ديسمبر، من العام 2010، إثر إقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه، في مدينة سيدي بوزيد، وسط تونس، ما تسبب بوفاته لاحقًا خلال علاجه من الحروق التي أصيب بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى