39 جثة لأشخاص أعدموا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم في إدلب
لاجئون سوريون في تركيا بعد أن هربوا إليها فرارا من قمع نظام الأسد، أمس (إ.ب.أ)
بيروت: بولا أسطيح لند: «الشرق الأوسط»
لم تلتزم قوات الأمن ولا الناشطون السوريون باستراحة المحارب بعد 365 يوما من المعارك في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، بل بالعكس تماما، إذ وصلت حدة المعارك لشوارع العاصمة دمشق مع استمرار مسلسل المجازر الوحشي في إدلب حيث تم اكتشاف 39 جثة بإدلب منهم 23 قرب مزرعة وادي خالد، غرب مدينة إدلب، عليها آثار «تعذيب شديد»، مشيرا إلى أن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية». حسب منظمة آفاز أمس.
وفي الوقت الذي تحدث فيه مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن سقوط 9113 قتيلا منذ اندلاع الثورة، بينهم 2468 من العسكريين والجنود المنشقين، قالت هيئة الثورة إن 48 شخصا قتلوا أمس في أكثر من محافظة سورية.وكان مجلس قيادة الثورة السورية أعلن أن انفجارين وقعا في حي جوبر بدمشق فجر أمس، تزامنا مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة.
وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت قبيل فجر أمس في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق، وسمعت أصوات انفجارات. وأضافوا أن الاشتباكات والانفجارات في جوبر وقعت عقب انشقاق عناصر من أحد الحواجز، وتحدثوا عن اشتباكات متزامنة في حيي برزة والقابون.
وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث اشتباكات مسلحة وانفجار سيارة مفخخة في حي برزة دون أن يشير إلى خسائر إصابات.
وقامت هيئة التنسيق الوطنية بإلغاء الدعوة إلى التظاهر في ساحة الحجاز وسط العاصمة دمشق لإحياء مناسبة مرور عام على ثورة «الكرامة» بعدما احتلت قوات الأمن والشبيحة الساحة وبات من المستحيل التظاهر هناك، إلا أن مدينة دمشق لم تهدأ حيث أصر السوريون المناهضون للنظام على الاحتفال بثورتهم، وقام ناشطون بإلقاء منشورات ثورية في أكثر من حي (برزة وجوبر والمزة والقابون والميدان وركن الدين والميسات..) ووزعت أعلام الاستقلال، كما قاموا بقطع عدة طرق حيوية بإشعال النار خلال ليل أول من أمس، وسمع فجر أمس صوت انفجارين في بلدة جوبر التي تتصل بحي العباسيين، مع الإشارة إلى أن جوبر تشهد منذ عدة أيام حصارا خانقا وحملات مداهمات واعتقالات متواصلة، ومع ذلك خرجت هناك مظاهرة نسائية هتفت للحرية واحتفت بالثورة وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حي القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة، ليل أول من أمس تبع إطلاق نار كثيف. ويوم أمس وبعد خروج مظاهرة حاشدة في حي نهر عيشة القريب من حي الميدان، اقتحمت قوات الأمن الحي وقامت بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين، وعلى المحلات التجارية المغلقة ضمن إضراب عام، وقال ناشطون إن قوات الأمن قامت بتكسير المحلات المغلقة ونهبت محتوياتها، وداهمت البيوت في حملة اعتقالات عشوائية، وتواردت أنباء عن حصول اشتباكات هناك ترافقت مع تحليق طيران حربي. كما خرجت أمس مظاهرات غاضبة في حيي القدم والعسالي وجرى إطلاق رصاص كثيف على المتظاهرين مع حملة اعتقالات عشوائية، وفي حي الميدان وبعد قيام ناشطين هناك بإلقاء المنشورات وقطع الطرق شهد يوم أمس إطلاق نار رشاشات «بي كي سيه» من قبل قوات الأمن، لا سيما حارات منطقة القاعة. كما شهد حي برزة إطلاق نار كثيفا على المنازل. وتأزمت الأوضاع الأمنية في مدينة دوما بريف دمشق وجرى إطلاق نار بشارع الجلاء وحاجز الشيفونية مع حملة اقتحام وتكسير للمحلات التجارية في ساحة الشهداء.
وفي إدلب التي اقتحمها الجيش السوري مؤخرا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط خمسة قتلى أمس ثلاثة منهم في معرة حرمة وخان شيخون إثر إطلاق رصاص من القوات السورية، فيما تحدث المرصد السوري عن مقتل مواطنين «إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفر نبل» الواقعة في ريف إدلب. هذا وتحدث ناشطون عن عملية انشقاق عسكريين مع ثلاث مدرعات أعقبها اشتباكات مع قوات الأمن.
وأعلن ناشطون عن العثور على 23 جثة بجانب مزرعة وادي خالد في الجهة الغربية من المدينة. وجميع الجثث كانت مقيدة الأيدي بربطات بلاستيكية ومعصوبة الأعين بربطات من قماش، وواضح أنه تم إعدامهم جميعا رميا بالرصاص في الرأس، ورجح الناشطون أنهم أعدموا بعد التحقيق معهم من قبل الجهات الأمنية وذلك لوجود آثار ضرب ودماء، وفق إفادة طبيب، شاهد الجثث خلال مرورها بالمزرعة صباح أمس باتجاه مشفى ميداني خارج المدينة لمعالجة مصابين من «الجيش الحر» إثر المواجهات في المدينة خلال الأيام الماضية.
كما قتل في إدلب أمس أربعة أشخاص نزحوا من المدينة وكانوا يستقلون سيارة عندما أطلقت عليهم قوات الجيش النظامي النار على طريق معرة مصر ين تفتناز عند قرية كفريا. وفي مدينة أريحا في ريف إدلب، انفجرت سيارة قابعة لقوات الأمن على الطريق السريع أريحا - اللاذقية وقتل من فيها، كما جرى تبادل لإطلاق النار بين «الجيش الحر» والجيش النظامي وسمع دوي انفجار ضخم جدا هز مدينة أريحا ترافق مع إطلاق نار كثيف على المدينة وإطلاق قذائف مدفعية على المدينة وعلى منطقة الوادي الأخضر في أريحا.
أما في ريف دمشق، فأفيد باشتباكات وقعت بين الجيش السوري و«الجيش الحر» في كفر بطنا. وقال مراد الشامي، عضو مجلس قيادة الثورة، إن القوات الحكومية تشن حربا حقيقية على معظم أنحاء ريف دمشق.
وفي المحافظة ذاتها، تحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في دوما، في حين أعلن «الجيش الحر» أنه اعتقل العميد في الجيش السوري نعيم خليل عودة، وأمهل «الجيش الحر» السلطات ثلاثة أيام لإطلاق معتقلي دوما وإلا أعدم الضابط، وتحدث «الجيش الحر» أيضا عن استهداف عقيد في الجيش كان ضمن قافلة عسكرية على الطريق بين دمشق والقنيطرة.
وفي مدينة حمص، قامت قوات الجيش النظامي بقصف حي باب السباع بصواريخ حرارية أدت إلى اشتعال النيران، ترافقت مع إطلاق قذائف مدافع «هاون»، وسقوط الكثير من القتلى والجرحى هناك، كما انهمرت عشرات القذائف على مدينة الرستن، وسجلت أكثر من عشرين إصابة بين المدنيين معظمها حالات خطيرة. وفي مدينة القصير، شيع 8 قتلى سقطوا خلال قصف عنيف على المدينة يوم أول من أمس، وقال ناشطون إن قوات الجيش النظامي استخدمت قنابل ضوئية في قصفها للمدينة ليل أول من أمس، ولا تزال الأوضاع متوترة هناك، تحت حصار خانق أدى إلى نزوح آلاف العائلات إلى المناطق المجاورة.
وفي حماه، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا خلال قصف على بلدة قلعة المضيق في ريف حماه مستمر منذ عدة أيام، وتهدم أهم أبراج الحراسة في القلعة الأثرية القديمة، كما تضرر عدد كبير من المنازل ومعظمها لم يتم الوصول إليها لمعرفة عما إذا كان هناك ضحايا تحت الأنقاض. وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري، انطلقت مظاهرة كبيرة في شارع أنطاكيا قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها مع قنابل صوتية هزت المنطقة تبعها حملة اعتقالات شرسة. وفي مدينة بانياس الساحلية، شنت قوات النظام حملة اعتقالات عشوائية في حي ابن خلدون عقب تفريق مظاهرة حاشدة انطلقت في الحي. وفي مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في حي المفتي وحي العزيزية جرت مهاجمتها وإطلاق الرصاص الحي لتفريقها.
وفي ريف دير الزور (شرق) قال المرصد السوري «إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف».
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات جاءت نتيجة «مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة».
وعلى وقع استمرار النظام بارتكاب المجازر في حمص وإدلب تصاعدت الأحداث في مدينة حلب، وخرجت أمس مظاهرة كبيرة من الجامع الأموي، كما انطلقت مظاهرة أخرى نحو قلعة حلب، ردا على مسيرة التأييد التي نظمتها السلطات في سعد الله الجابري، وقال ناشطون في حلب إن قوات الأمن والشبيحة هاجموا المتظاهرين وأطلقوا النار عليهم، مما أسفر عن قتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات بجروح، وجرت اشتباكات استمرت عدة ساعات، في محيط قلعة حلب مع الشبيحة الذين قاموا بتكسير المحلات التجارية في المنطقة، والذين انتشروا في المنطقة بكثافة وهو يحملون السكاكين والسيوف والعصي. كما حوصر أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر داخل الجامع الأموي الذي طوقته قوات الأمن من كل الأطراف وترافق ذلك مع إطلاق رصاص حي في محيط السبع بحرات، إلى حين وصول تعزيزات أمنية وباصات ضخمة لاعتقال المحاصرين داخل الجامع.
وقالت وكالة «فرانس برس» إن عشرات الآلاف من السوريين في عدد من المدن السورية شاركوا أمس في «المسيرة العالمية من أجل سوريا»، التي دعا إليها موالون للرئيس السوري بشار الأسد للتعبير عن «حبهم لسوريا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى