اليوم.. «محيط» تتذكر جريمة «إسرائيل» ضد مدرسة أطفال بحر البقر
مرت اليوم ذكري قيام طائرات الفانتوم الإسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية وهو ما أدي إلي استشهاد وإصابة غالبية أطفالها ومدرسيها، وللأسف مرت الذكري في ظل انشغال أبناء شعبنا بالانتخابات الرئاسية، ولم يتذكرها إلا أهل الشهداء إخوانهم وأخواتهم وإباءهم.
ففي ظهيرة مثل هذا اليوم من 42عام مضت، نفذت طائرا الفانتوم الإسرائيلية أمريكية الصنع غارة جوية بشعة، استهدفت من خلالها مدرسة ابتدائية يتعلم فيها المئات من الأطفال الذين لا ذنب لهم، وخلفت من وراء قصفها لتلك المدرسة الواقعة في أرياف محافظة الشرقية ،خلفت الغارة مجزرة بحر البقر ،وأدت هذه إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50، و هي عملية إرهابية إسرائيلية قامت بها القوات الجوية للعدو، وهزت ضمير العالم وقتها.
ومدرسة بحر البقر المشتركة التي تعرضت للجريمة تقع في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، ومدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التي تقع بزراعة 2 بحر البقر بمركز الحسينية –محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة، جنوب بورسعيد)، وكانت وقتها تتكون من دور واحد وتضم ثلاثة فصول، وتلاميذها 150 طفلا.
وقد تسبب العدوان في نسف المدرسة المكونة من 3 فصول وتسويتها بالأرض، بعد ضربها بخمسة قنابل وصاروخين، استشهاد نحو ثلاثين طفل. وإصابة أكثر من خمسين طفلاً بجروح وإصابات بالغة خلفت عدداً من المعوقين.
" قلمى الرصاص أنقذنى من الموت ! "
يروى " التلميذ " أحمد الدميرى – أحد المصابين فى الغارة الجبانة ما حدث كما راه وهو طفل صغير فيقول :
كان الطيران الإسرائيلى يحلق فوق منطقتنا كالعادة منذ يونيو 1967م ، ولكن فى هذا اليوم كان وضع الطيران غريباً جداً فقد كان منخفضاً جداً ، وأثناء تواجدى فى الفصل سقط منى قلمى الرصاص أسفل المقعد فنزلت أبحث عنه ، ولم أشعر بما حدث إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من الغيبوبة فى المستشفى ، وكانت إصابتى نتيجة الغارة عبارة عن كسر فى الجمجمة وكسر بالساق اليسرى وجرح نافذ أسفل العين .
وبسبب هذه الإصابات أعانى حتى اليوم معاناة شديدة لاتختلف عن معاناة أطفال غزة والعراق ، حينما يتعمد الطيران الحربى الصهيونى والأمريكى المجرم الطيران على ارتفاعات منخفضة ليصيب الأطفال بالرعب والفزع .
ويستكمل " التلميذ " عاطف الطحاوي – قائلاً :
تم قصف المدرسة بعنف حتى أصبحت كومة من الرماد وسقط العديد من زملائنا شهداء ، ولم يستطع العالم المتحضر أن يفعل شيئاً يتجاوز الإدانة ، ورغم ذلك فكيف نلوم عليهم إذا كانت دولتنا لم تراعينا أو تحتفى بنا أو بأسر الشهداء كما ينبغى وكما نستحق ، فإن ما حدث بالنسبة لنا لم ينتهى فما زلنا نعيشه باستمرار فى اليقظة والمنام ، وكان جزاؤنا أن تقوم وزارة الشئون الإجتماعية فى عام 2004م بإيقاف المساعدات المالية التى منحتها لنا من عام 2000م !!!!!
وبأسى شديد يتابع " التلميذ " سعيد سليمان متولي – بالقول :
إن المساعدات ضرورية لنا برغم ضآلتها ، حيث كان يصرف لأسرة الشهيد مبلغ 150 جنيهاً ، ولأسرة المصاب مبلغ 100 جنيه في العام ! ، ولا تصرف لنا إلا بعد أن نسمع كلام – يسم البدن – من موظفى تأمينات الحسينية لأننا كما يقولون " عالة عليهم ومهماش ناقصين قرفنا " !!! .
أما رفعه مجاور عسر – والدة الشهيد محمد – فتقول :
لقد تم منع المساعدات المالية عنا ولم يخصص لأسر الشهداء أى معاش أسوة بباقى الشهداء الذين فقدتهم مصر فى الحروب ، وكأن أبنائنا ليسوا شهداء ، أو كأننا من الأثرياء ولا نحتاج لمعاش برغم أننا " أغلب من الغلب " ، ولا نملك أى مصدر للدخل يساعدنا على الحياة .
والدة الشهيد إبراهيم – نبيله علي محمد حسن – بكت وهى تقول :
فقدت ابنى فى الغارة ، حيث ذهبت لأجده مفتوح الرأس على " التخته ومافيهوش نفس " ، والآن نحن فقراء ومحتاجون ومرضى ولا نملك مصاريف العلاج ، فلماذا لاتصرف لنا الحكومة معاش يساعدنا ويحسسنا اننا قدمنا أبنائنا فداء الوطن ؟؟ .
هذه بعض روايات التلاميذ القلائل – الذين تخطوا الآن العقد الرابع من أعمارهم - ، بعد أن نجوا من المذبحة الخسيسة لتستمر معاناتهم النفسية من الحادث تارة ومن التجاهل الحكومى الذى يستكثر عليهم بضع جنيهات شهرياً ليمنحها دعماً للغاز الذى يصدرونه لأصدقائهم الصهاينة !!! .
بعد هذه اللقاءات المبكية ، جمعنا الأوراق ونحن نفكر فى هؤلاء الناس الذين قدموا أبناؤهم الزهور فداءً للوطن ، ولا يجدون اليوم قوت يومهم ، والحكومة تمنع عنهم المساعده القليلة التى لا تكفى لوجبة من وجبات كلاب أحد الأغنياء من رواد لجنة السياسات !! .
توجهنا بعد ذلك لقرية " الجمالية " القريبة وقابلنا السيد / يوسف عبده - الناشط فى مجال العمل الإجتماعى والخدمى وأمين الحزب الناصرى بمركز الحسينية ، فاشتكى لنا من الإهمال الحكومى لأسر الشهداء ، وقال : إننا كمجتمع مدنى نحاول مساعدتهم قدر المستطاع ولكن هذا لا يكفى ولا ينبغى أن يكون بديلاً عن رعاية وتبنى الحكومة لهم .
ذهبنا لمجلس محلي محافظة الشرقية وقابلنا الأستاذ / عاطف مغاوري – عضو المجلس عن حزب التجمع ، الذى فاجئنا بقوله :
الأغرب من كل ما سمعتموه هناك هو ما ستعلمونه الآن ، فقد تم إختفاء كل كتب وكراسات أبنائنا الشهداء ومرايلهم الملطخة بالدماء من متحف الزعيم أحمد عرابي – متحف الشرقية – مما أدى لدفن الذكرى ، ولا نعلم لمصلحة من يحدث هذا ولا من قام به .
نحن ندفن تاريخنا وبطولاتنا بأيدينا فى الوقت الذى يبحث فيه الصهاينة عن تاريخهم ولو بالكذب كأن يدعون أن أجدادهم هم بناة الأهرام !!
وبعد كل ما سمعنا ورأينا قررنا أن نتوجه بالسؤال للحكومة ممثلة فى السيد الوزير / علي المصيلحي وزير التضامن الإجتماعى ، وابن محافظة الشرقية ، والنائب عن دائرة أبو كبير المركز القريب من مركز الحسينية وقرية بحر البقر :
هل أضفتم أسماء أسر الشهداء فى بحر البقر إلى قائمة المساعدات والدعم التى تقوم سيادتك بعرضها على أعضاء مجلس الشعب كأحد إنجازات حكومة الحزب الوطنى ، أم أنهم سقطوا سهواً ، أو وضعتموهم خارج نطاق الخدمة ؟ ؟
جريدة الأنوار المصرية
صور للمذبحة
ترى ماذا فعلت هاتان الطفلتان البريئتان
ويسعون في الأرض فساداً
دماء الأطفال تخضب كتبهم بفعل الصهاينة
بقايا ملابس وكتب التلاميذ الشهداء
هدايا من أطفال العالم إلى أطفال بحر البقر
تضم يدها على صدرها في براءه لعلها تجد الحنان
بقايا شظايا قنابل العدو الصهيوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى