فاليوم هو يوم عرس للشرفاء الوطنيين من أبناء مصر, يسترجعون بكل العرفان والتقدير والامتنان والاحترام مسيرة رجل خرج من بين صفوفهم, نذرته الأقدار لمرحلة حاسمة في تاريخ مصر, ودفعته المقادير لخوض معارك الحرب والسلام.
اليوم هو الرابع من مايو, يوم ميلاد الرئيس محمد حسني مبارك.
ولد يوم كانت مصر ضيعة بريطانية تكافح من أجل الاستقلال وإنهاء احتلال طال مداه.عايش في سني حياته ظروف المد والجزر في الحياة السياسية المصرية وسنوات الصعود والهبوط والنصر والانكسار.
خبرات طويلة تراكمت وسنوات طويلة مضت قبل أن يحمل عنا مسئولية قيادة أمة كانت في خطر.
وفي السادس من أكتوبر عام1981. وبينما مصر كلها تحتفل بعرس انتصارها المجيد سقط الرئيس السادات غدرا بيد الإرهاب الأسود. كانت مصر في تلك اللحظات تترنح تحت ضربات تلك الشرذمة من الإرهابيين الذين اغتالوا رئيسها ونشروا الرعب في أرجائها, وهددوا أمنها ومستقبلها, وكادوا يطفئوا وهج العطاء الحضاري لمصر والمصريين.
دفعت الأقدار بالرئيس مبارك إلي مقدمة الصفوف ليقيل أمة من عثرتها, ويمنع سقوطها بين يدي قوي الظلام المتربصة بكل عقل سوي, وبكل وجدان ومزاج مصري. وليقود أمته في طريق شاق وطويل من تحرير ما تبقي من أرض مصر, ونجح في تحرير كامل التراب المصري, وأعاد لمصر سيادتها كاملة, إلي مواجهة حاسمة لمشكلات كانت قد تراكمت فتشابكت وتعقدت.
في ذلك اليوم ولدت مصر من جديد.
ولدت حين اندحرت قوي الإرهاب بالدولة التي أقامها مبارك قوية قادرة بالإرادة والقانون علي أن تستأصل ذلك الوباء الأسود.
ولدت حين عادت أرض مصر كاملة لأبنائها حرة ومصونة.
ولدت حين بدأنا عصرا من النهضة والعمران والبناء, وعصرا من الحرية والتطور الديمقراطي.
ولدت يوم عرفنا طريقنا إلي ما نحن فيه اليوم.
لايحتاج منا الرئيس مبارك أن ندافع عما وعد فأنجز, وعمل فأعطي. ولكننا نحتفي اليوم بما حققناه تحت قيادته.
نحتفي بسجل طويل ومشرف من الإنجازات به ومعه. فالرجل الذي ولي الحكم ورؤوس تيارات الفكر والسياسة في مصر يرزحون في أغلال الحبس والاعتقال فأطلق سراحهم وحفز أقلامهم وتجاوز كثيرا عن مساوئهم ليس بحاجة إلي من يدافع عنه.
والرجل الذي ولي حكم مصر وليس فيها مرفق واحد لايعاني وهنا أوضعفا, له فيما نحن فيه اليوم شاهد علي روعة الأداء وعظمة الإنجاز.الدولة التي وليها حسني مبارك كانت شبه عاجزة عن تدبير فاتورة الغذاء لشعبها(7 مليارات جنيه), وكان إنتاجها المحلي لا يزيد علي35 مليار جنيه, هي اليوم بعد سنوات حكمه تقترب بناتجها المحلي من تريليون جنيه (1000 مليار جنيه) وقادرة بجدارة علي سداد فاتورة غذاء بقيمة175 مليار جنيه سنويا.
كانت مصر يوم وليها الرئيس مبارك42 مليون نسمة أحاطت بهم الأزمات من كل جانب, واليوم يسكنها75 مليون مصري. كان متوسط عمر المصريين نحو59 سنة واليوم يزيد علي73 سنة بالتغذية والوعي والرعاية الصحية.. قائمة طويلة من الإنجازات يصعب حصرها أو حتي الإشارة إليها جميعا في هذا المقال.
عرفه المصريون منذ بداية عهده واقعيا وصريحا, وهما صفتان كانتا من الفرائض الغائبة عن الخطاب السياسي المصري زمنا طويلا. كانت صراحته ترياقا أفقنا به من وهم طويل علي حجم ما لدينا من مشكلات.
وكانت واقعيته صمام أمان لحلول لتلك الأزمات.
لم يغامر بمصير أمته يوما ولم يقايض علي مصالحها.
سوف يظل الرئيس مبارك جزءا عزيزا من تاريخنا المعاصر في حربه وسلامه. فهو جزء من التاريخ المعاصر للعسكرية المصرية في سنوات الانكسار والبناء والانتصار فوق الرمال في الصحراء وتحت أشعة الشمس الحارقة. وسوف يظل رمزا لوجودنا وجهودنا علي مدي سنوات مضت. وجزءا من ضميرنا الوطني في مواجهة الأزمات. وراية نهتدي بها في مساعينا وتحقيق أحلامنا بالعبور إلي الأمان والاستقرار لأجيالنا القادمة.
سيادة الرئيس كل عام وأنت بخير فمادمت بخير فإن مصر وشعبها بك ومعك بخير دائما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى