جانب من المؤتمر
أطلق الدكتور محمد البرادعى، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حزب "الدستور"، وحدد البرادعى وكيل مؤسسى الحزب، فى المؤتمر الصحفى الأول الذى أقيم اليوم للإعلان عن تأسيس الحزب بمقر نقابة الصحفيين، أهم أهداف الحزب التى قال إنها ستساهم فى إنقاذ الثورة المصرية بعد أن انحرفت عن مسارها وقاربت من إجهاضها، وذلك من أجل استعادة وحدة المصريين فى تحقيق أهداف الثورة "عيش – حرية – كرامة إنسانية" ولم شملهم بعدما تم تنحية الشعب جانبا خلال المرحلة الانتقالية إضافة إلى العودة مرة أخرى لبداية الثورة عن طريق عمل سياسى منظم وموحد.
وقال البرادعى أمام المئات من مؤسسى ومؤيدى الحزب الجديد " قد نكون خسرنا معركة قصيرة خلال الفترة الانتقالية.. لكننا بالتأكيد سنكسب الحرب".
وانتقد البرادعى فى هذا الشأن، ما آلت إليه الأوضاع السياسية بعد مرور عام على بدء المرحلة الانتقالية فى ظل أسلوب إدارة المجلس العسكرى الذى وصفه بـ "غير الرشيد وغير العقلانى"، قائلا "لم نكن نتصور ما آلت إليه الأوضاع من تدهور فى الملفين الاقتصادى والأمنى، ومن برلمان مشكوك فى شرعيته ولا يمثل المجتمع تمثيلا متوازنا، إضافة إلى عدم اتفاق أطراف اللعبة السياسية على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، والذهاب إلى انتخابات رئيس جمهورية لا يعرف صلاحياتها، وفى ظل وجود المادة 28 من الإعلان الدستورى التى تخص قرارات اللجنة العليا للانتخابات، وإحالة النشطاء إلى المحاكمات العسكرية، ووصول القضاء إلى هذا المستوى من عدم الاستقلالية وتدخل السلطة التنفيذية فى أعماله، وإعلام رسمى غير فى شكله لكنه استمر بوقا للنظام القديم".
وأضاف البرادعى وسط هتافات الحاضرين، "شد القلوع يا برادعى.. مفيش رجوع يا برادعى" قائلاً: إنه قد حان الوقت لنقل السلطة إلى جيل الشباب الذى فجر الثورة، والعمل على بناء كوادر وقيادات من الشباب، لتسليمهم السلطة فى أول انتخابات مقبلة تشريعية ورئاسية.
وأعلن البرادعى عن مد يد مؤسسى الحزب لجميع الأحزاب المصرية، مشيرا إلى أنهم قد بدأوا بالفعل التواصل مع كافة الأحزاب، بهدف تشكيل قوة موحدة، لإنقاذ الثورة بعد فترة من الانحطاط الفكرى والاقتصادى والاجتماعى.
كما أوضح أن الكثيرين من أحزاب أخرى، طلبوا الانضمام لـ "الدستور"، غير أنه أكد على رغبة المؤسسين فى التعامل مع ملف العلاقة مع الأحزاب الأخرى بشكل منظم، تمهيدا للوصول إلى مرحلة من الاندماج أو تكوين جبهة أو ائتلاف.
وحول اختيار المؤسسين لاسم الدستور، أوضح البرادعى، أن الدستور هو العقد الاجتماعى والقانون الاساسى الذى يربط جميع المصريين، كما أنه مجموعة القيم الأساسية التى نتفق عليها ونعيش تحت ظلها من حرية وعدالة اجتماعية قائلا: هدفنا عقد اجتماعى يربط جميع المصريين بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس، وقد اخترنا هذا الإسم ليعبر عن حلم الشعب المصرى فى التغيير، والتمتع بحرية العقية، والحرية من الخوف والحرية من الفقر.
كما شدد البرادعى، على ضرورة وحدة الشعب المصرى فى ظل هذه القيم، بعدما تشرذم خلال المرحلة الانتقالية، تحت شعارات جوفاء وإيديولوجيات مصطنعة. وحول إيديولوجية الحزب، قال البرادعى: إنه ليس لنا إيديولوجية، غير أننا جميعا مصريون، ولا أعتقد فى مرحلة بناء دولة من الصفر، أن ينشأ خلاف بين اليسارى أو اليمينى حول أولويات المرحلة الحالية من ضرورة توفير التعليم لمجتمع ثلثه لا يقرأ ولا يكتب، وتوفير رعاية صحية لنصف المجتمع الذى لا يخضع لأى مظلة رعاية صحية، ورفع مستوى الدخل لنصف المجتمع الذى يقل دخله السنوى عن 1800 جنيها، وخمسه يعيش بثلاثة جنيهات فى اليوم.
ودعا البرادعى إلى العمل، ونسيان الشعارات، قائلا: إيديولوجيتنا هى العلم والكفاءة، والمصداقية، والمحاسبة والديموقراطية التى هى مدخلنا للإنطلق إلى الأمام فى مشروع نهضوى.
كما أكد البرادعى، أن انفتاح الحزب على كل أطياف المجتمع، رافضا المزايدة على العقيدة، بقوله "أنا مسلم أحترم الأقباط ولا أسمح لأحد أن يزايد علي فى الإسلام"، مطالبا باحترام حرية العقيدة والخروج من عصر الظلمات إلى عصر النور.
واشار إلى أن مؤسسي الحزب، يستهدفون على المدى المتوسط "3 إلى 4 سنوات"، بناء حزب على أسس سليمة ديموقراطية وعقلانية، عبر عمل عقلانى رشيد لضم خمسة ملايين عضو، و20 مليونا على المدى البعيد، قائلا: نحن أغلبية الشعب المصرى ونحن من سيحدد مستقبل مصر إن شاء الله.
وشدد على ثقته فى أن "الدستور" سيكون هو الحزب الذى سيبنى مشروع نهضة مصر المستقبل، كما سيكون حزب مصر الوسطية والإعتدال والمساواة والسماحة والعدل.
كما أكد على ضرورة أن يعمل الحزب مع القواعد الشعبية، ويصل لكل البسطاء ولكل عامل وفلاح، برسالة مفادها، أنه الحزب المعبر عن آماله وأحلامه.
وشدد على أن مؤسسي الحزب، لن يسمحوا، بأى خلافات داخلية، قائلا: على كل شخص يرغب فى الانضمام إلى الحزب، أن يكون هدفه مستقبل مصر، وليس ما سيحققه الحزب له.
ورفض البرادعى تصنيف "الدستور" بحزب "النخبة"، بقوله "هذا الحزب هو حزب كل مصرى، ومن أجل كل مصرى"، داعيا كل من يريد الإنضمام إليه إلى أخذ زمام المبادرة وعدم انتظار أن تأتى إليه.
ووصف البرادعى حزب "الدستور"، بأنه "بارقة أمل فى ظلام حالك نعيشه اليوم"، قائلا: يجب أن نعمل لتحقيق طموحات الشعب، ولا يجب أن نخذله، بعد أن خذلنناه لعقود طويلة، يجب أن نكون صادقين معه ويرى أفعالنا، لا أقوالنا.
وتعهد البرادعى، بالعمل داخل الحزب فى إطار ديموقراطى، قائلا "كلنا كأسنان المشط، وسنمارس الدينموقراطية بشكل حقيق".
ورفض البرادعى وصف توقيت الإعلان عن تأسيس الحزب بـ "المتأخر"، قائلا: لم يكن لدينا خلال هذه الفترة القصيرة القدرة على بناء حزب قوى، كما أن المصريين لم يكونوا فى حالة توحد، بالإضافة إلى أن الثوار فشلوا فى قيادة الثورة، وانقسموا إلى ائتلافات، وهذه أحد الأخطاء التى يجب أن نتعلم منها، وننظر إلى الأمام.
وأعلن البرادعى عن عقد لقاء جماهيرى موسع يوم الجمعة الموافق 18 من مايو المقبل، لتدشين الحزب جماهيريا، مشيرا إلى أن إجراءات تنظيم الحزب ستستغرق نحو شهر أو شهرين.
وعلى الجانب الاخر قال الطبيب أحمد حرارة وكيل مؤسسى الحزب – فى كلمته التى ألقاها ممثلا للشباب- إنه دخل هذا الحزب لأنه يحلم بتغيير نفسه"، داعيا فى هذا الصدد إلى العمل على بناء مجتمع مدنى قوى، عبر شبكة قوية تتبادل خلالها منظمات المجتمع المدنى الخبرات.
وقالت جميلة إسماعيل فى كلمتها، التى ألقتها أمام المؤتمر ممثلة عن المرأة، إن هذا الحزب ليس لقطيع، وليس للبرادعى ولكنه لكل المصريين ولكل المهمشين"، وأبدت أملها فى أن يفرض الحزب الواقع السياسى الذى يختاره ويؤسسه، وليس الواقع المفروض من السلطة.
وأضافت إسماعيل: نريد أن نؤسس لدولة جديد، بعيدة عن المماليك ولا نريد أن يفرض أى شخص سطوته أو نفوذه على من يدخل هذا الحزب، نريد حزب يعطى ويفتح طاقة أمل للشباب، نريد حزب بلا قوالب ولا يتم تقييده وتشويهه بالحذاء الصينى.
.بوابة الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى