جانب من ثورة 25 يناير
تحت عنوان "مصر تئن تحت وطأة الثورة لكنها ستنجو" كتب مجدى عبد الهادى، محلل الشئون العربية السابق بهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" عن الأوضاع الحالية فى مصر، وقال فى مقال له بصحيفة "الجارديان" البريطانية إنه على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية القادمة تشهد نوعا من جنون العظمة وأزمة ثقة على الصعيد الوطنى، إلا أن هذا لا يعنى أن الثورة كانت فكرة سيئة.
ويرى الكاتب أنه من المستحيل فى بعض الأحيان أن يحدد المرء فى مصر ما إذا كانت الفوضى من فعل القوى المعادية للثورة أم أنها مجرد أمر عادى. فهناك حريق كبير تقريبا كل أسبوع آخرها كان فى بترول السويس. وهذا أثار على الفور مخاوف من أعداء الثورة مرة أخرى.
ويقول الناس إن الفوضى ستقنع المصريين العاديين بأن الثورة كانت فكرة سيئة، بما يدفعهم إلى التصويت لصالح الاستقرار فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، و الأسوأ يطلبون من المجلس العسكرى البقاء فى السلطة.
لكن الرجل الذى وُصف بأنه مرشح "الاستقرار" أى عمر سليمان، تم استبعاده من السباق الانتخابى.
ويصف عبد الهادى السباق الرئاسى بأنه مجرد واحد من المعارك الكثيرة التى تخوضها مصر اليوم. فقد أثبتت المعركة الخاصة الدستور أنها مشاكسة، بعد أن تحول الأمر إلى القضاء الذى حكم بدوره ببطلان اللجنة التأسيسية للدستور.
وأصبحت مصر بعد مرور أكثر من عام على الثورة بلا رئيس مدنى وبلا دستور، المشهد السياسى مربك ومشوش، فأين الخطأ الذى حدث؟.
ويمضى الكاتب فى القول إن الكثيرين يلقون باللوم على خارطة الطريق التى وضعها المجلس العسكرى بمباركة الإخوان. فبدلا من أن يصوغوا دستورا جديدا يقدم رؤية للمستقبل وأحكاما جديدة على أساسها يتم انتخاب برلمان ورئيس جديد، فإن كليهما وافقا على تعديل النظام القديم، وكانت دوافعهما مختلفة، فبينما سعى المجلس العسكرى إلى الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النظام القديم، فإن الإخوان رآها فرصة تاريخية للسيطرة على السلطة سريعا.
لكن اللوم لا ينصب فقط على خارطة الطريق الخاطئة، حسبما يقول الكاتب، بل أيضا مجتمع فى أزمة زادت حدة وعمقا بسبب اضطرابات الثورة. ولا يزال دور الدين فى الحياة العامة أكثر العوامل الحاسمة فى كل القضايا، حيث يضغط الإسلاميون من أجل دستور قائم على مبادئ الشريعة.
واليساريون القدامى من جانبهم، رأوا فى الثورة، فرصة لإبعاد البلاد عن اقتصاد السوق وإعادة تأميم شركات القطاع الخاص. لكن لا الإسلاميون ولا الليبراليون أعجبهم هذا النهج.
وفقد شباب الثورة الثقة فى الجميع: اليمين واليسار والوسط.
ورغم أن المشهد فى مصر الآن يبدو كارثيا أيا كان الاتجاه الذى يسير نحوه، إلا أن من يتمتعون ببعد النظر يقدمون قراءة مختلفة. فإحدى مزايا الثورة أنه فضحت الإسلاميين كسياسيين يكذبون ويتلاعبون بالرأى العام مثلهم مثل الآخرين كالبلكيمى الذى كذب بسبب أنفه، ومن ثم تضررت صورتهم كأشخاص يخشون الله ويتقونه، كما أن الثورة جعلت السياسة مثيرة للغاية ومتصلة بالشعب الذى لم يكلف نفسه عناء الاهتمام بها من قبل.
وختم عبد الهادى مقاله بالقول إن مصر تبدو دائما إلى حد ما على حافة شيء ما أو آخر. والترنح هو سمة المبانى القديمة، ومصر مكان قديم للغاية وتنوء تحت ثقل ووطأة الثورة، على العكس مما كانت عليه من قبل، لكن المصريين نشأوا على العيش فى ظروف لا يمكن تصورها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى