ألقى جهاز أمن الدولة الإماراتي القبض على الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة لإمارة رأس الخيمة.
وقال نشطاء لشبكة «CNN» الأمريكية أن الأمير الإماراتي كان يرأس جمعية للإصلاح تم إغلاقها ومطاردة أعضائها، مضيفين أن اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي (وهو غير الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة) يُعد سابقة هي الأولى من نوعها، وتوقع النشطاء أن تكون هذه الخطوة بمثابة إنذار للنشطاء الحقوقيين والإصلاحيين بأن السلطات لن تقف عند حد معين في وقف الدعوات الإصلاحية.
وقال عبد الله القاسمي، نجل الشيخ، إن والده تلقي قبل ساعات من اعتقاله مكالمة هاتفية من أحد أفراد الأسرة الحاكمة، يبلغه فيها باعتزام السلطات الحاكمة في إمارة أبو ظبي «العاصمة» اعتقاله لتزعمه للنشطاء المطالبين بإصلاحات سياسية.
وأضاف نجل الشيخ أن العائلة خاضت مفاوضات طويلة، انتهت للاتفاق على ترك مهلة زمنية قبل اعتقال الشيخ للتوصل إلى حل يرضي العاصمة، لكن «أشخاصًا مسلحين اعتقلوا الشيخ سلطان بن كايد دون تهمة أو مذكرة اعتقال رسمية».
بدأ الشيخ سلطان بن كايد القاسمي قبل عامين في تزعم مجموعة من النشطاء الحقوقيين باتت تُعرف باسم «دعوة الإصلاح»، وطالبت المجموعة بإصلاحات في النظام السياسي بالدولة الفيدرالية المكونة من اتحاد عدة إمارات عربية كانت مستقلة ومنفصلة قبل عام 1971.
وتعرض هؤلاء النشطاء إلى مطاردات من الأجهزة الأمنية التي جردت سبعة منهم من جنسيتهم الإماراتية، كما قامت بسجن ستة من هؤلاء المجردين من الجنسية بسبب رفضهم ترك البلاد.
وأصدرت «دعوة الإصلاح» بيانًا نددت فيه باعتقال الشيخ، وقالت إن جهودًا بُذلت «لتفكيك الأزمة» بين أسرته الحاكمة برأس الخيمة وجهاز أمن الدولة في أبو ظبي قبل أسبوعين.
وأضاف البيان: «تجاوبًا مع المصلحة الوطنية العليا، في هذا الظرف الدقيق، وافق الشيخ القاسمي على الحوار حول علاج الأزمة الحالية بين دعوة الإصلاح وجهاز الأمن، ورغم ذلك، فقد فوجئ الشيخ مساء الجمعة 20 أبريل 2012 بطلب اعتقال شفهي، نُقل على إثره إلى بيت الحاكم حيث تم احتجازه».
وأدانت «دعوة الإصلاح» الاعتقال، ووصفته بخطوة «تصعيدية واستفزازية غير مسبوقة، فيها إصرار على تدمير الشعور الوطني بالأمن والأمان، وانتهاك صارخ لمشاعر الإماراتيين» وعدت الاعتقال تجاوزًا لما سمته بالخطوط الإماراتية الحمراء، واستمرارًا لفشل جهاز أمن الدولة في «تشخيص العدو الحقيقي للإمارات».
وتعد الإمارات واحدة من الدول التي تشهد حالات اختفاء قسري متكررة لنشطاء إصلاحيين ومعارضين لنظام الحكم بالبلاد، ويجد الإصلاحيون اعتقال الشيخ سلطان بن كايد تهديدًا لوحدة الإمارات في الوقت الذي تواجه فيه ما سماه البيان «تهديدات إيرانية متصاعدة».
في سياق متصل أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بالقاهرة اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس جمعية «دعوة الإصلاح» دون أسباب معلنة حتى الآن ودون مذكرة اعتقال.
وتعتقد الشبكة العربية أن اعتقال القاسمي جاء عقاباً له على مقال منشور، دافع فيه عن قضية المواطنين السبعة الذين قامت السلطات بتجريدهم من جنسياتهم الإماراتية، عقاباً لهم على دعوتهم الإصلاحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى