جانب من جدارية «الثورة مستمرة» («الشرق الأوسط»)
القاهرة: محمد عجم
استقبل ميدان التحرير بوسط القاهرة، أمس، السبت، جدارية «الثورة مستمرة» التي قام بتنفيذها الفنان التشكيلي الفنان طه القرني، التي شرع في رسمها عقب قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) مباشرة لتجسيد أحداثها. ويعد عرض الجدارية في ميدان التحرير هو العرض الجماهيري الثاني لها، بعد أن تم عرضها بميدان العباسية خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، وقبل أن تنتقل بعد ذلك للعرض في دار لأوبرا المصرية لمدة 10 أيام.
وتعد الجدارية جزءا من نسيج أحداث حقيقية تظهر طاقة وحماس الشباب المصري، وإبراز الروح الوطنية التي تجلت في وقوف الكثير من الرجال والنساء والشباب حول هدف واحد، وتحتوي الجدارية على كثير من المشاهد التي تجمع طوائف الشعب، حيث جسد القرني الثورة في 18 مقطعا تشكيليا، تبلغ مساحة كل مقطع منفصل 2.5 متر بارتفاع 1.5 متر، بطول إجمالي بلغ 45 مترا، ومن أهم لوحاتها: «يوم 25 يناير»، «جمعة الغضب»، «جمعة الإنذار الأول»، «جمعة الرحيل أو التنحي»، و«جمعة الشهداء».
وعن عرض الجدارية في ميدان التحرير، قال القرني لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي عرض الجدارية في ميدان التحرير، وفقا لقرار وزير الثقافة، محمد صابر عرب، الذي قام بافتتاح عرض الجدارية بميدان العباسية برفقة نخبة كبيرة من المهتمين بالحركة التشكيلية، وفي رأيي أن هذا العرض للجدارية في مسرح عمليات الثورة هو أكبر إضافة لها، فهو نوع التفعيل لمضمونها الذي يدور على أرض الميدان، كما أنه نوع من نشر ثقافة الفن التشكيلي، ومساحة جديدة لأن تطلع عليها فئات مختلفة تجوب الميدان، واختراق لأرضية جديدة للفن التشكيلي لم تكن موجودة من قبل».
ويؤكد القرني أن اللوحات جميعها تشكل صورة فنية متكاملة لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، حتى لا تحدث ارتباكا في الفهم، فلا نجد صورة أقل أهمية من الأخرى، فكل الصور تتكامل وتشكل صورة 25 يناير في هذه الجدارية.
كان وزير الثقافة قد قال في تعليقه على الجدارية، إنها تؤكد البدء في جني ثمار ثورة 25 يناير من الناحية الفنية، وأضاف: «تجسد هذه الجدارية الرائعة المشهد الحقيقي للثورة بالألوان وبالخيال وبالصورة الحالة منذ يومها الأول وحتى أن اكتملت الثورة»، وتابع: «إننا نعلن للمجتمع وللعالم أننا قد بدأنا في استعادة روحنا، وهذا أعظم ما يمكن أن ينجم عن الثورة المصرية التي استطاعت أن تعبر عن نفسها في الأدب والفن، وهذا معناه أنها حققت نصيبا كبيرا من نجاحاتها وإحداث حالة من الحالات الإنسانية هدوءا واستقرارا وتواصلا مع المستقبل».
وأشار عرب إلى أن هذه الجدارية عمل جديد يحدث لأول مرة في توثيق الحالة الثورية، متمنيا أن تعبر الثورة عن نفسها ليس فقط في مجال الفن التشكيلي، وإنما في السينما والأدب وكل الفنون الراقية.
كما قرر وزير الثقافة أن تجوب «جدارية الثورة» القاهرة الكبرى وجميع المحافظات المصرية، كما طلب من القرني أن يرسل صور الجدارية لدار الكتب والوثائق القومية التي تقوم بوثيق الثورة منذ 6 أشهر للاستعانة بها في التوثيق. وهو ما يعلق عليه القرني قائلا: «هذا القرار يعكس استنارة من جانب الوزير لدور وأهمية الفن التشكيلي، وكيف أنه مكون أساسي للثقافة والتاريخ ولا ينفصل عن الواقع».
وأشار القرني إلى أن مثل هذه العروض يحصل فيه الفنانون التشكيليون على أكثر من مكسب من أرضية الشارع المصري للتعامل مع الجمهور، مؤكدا أنه يجب أن يتفاعل الفن مع الشارع في آلامه وأفراحه وثوراته، كما أنه مكسب للفن التشكيلي من خلال أرضية لجمهور جديد على الساحة التشكيلية ما بين العامل والفلاح والمترجل العادي والشباب الصغير والكبير وعامل النظافة والموظف والمثقف، وبرأيه أن هؤلاء جميعا أصبحوا الآن من جمهور الفن التشكيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى