برنامج سرى للغاية
ماهو سر الطائره المصريه التى سقطت فى المحيط الأطلنتى هل أسقطت عمدا من قبل القوات الأمريكيه بأتفاق مع أسرائيل لوجود أكثر من 20 طيارتم تدريبهم فى أمريكا وأستقلوا الطائره فى رحله العوده الى وطنهم تعللوا نقرأ معا هذا التحقيق الذى أذاعته قناه الجزيره الفضائيه
وليد البطوطي:
بقول: الحمد لله إني أنا إنني لسه ما رحتش، لأنه أنا لو كنت أنا هناك كان يمكن هيبقى العملية بالنسبة لهم هم أصعب، لأني أنا لا إكِل ولا أمل، الموضوع مش حأسكت، ولا يضيع حق ووراه يعني صاحب، يعني أنا حفضل [أظل] أدور [أبحث] على الحق، وقلتها قبل كده كثير جداً: مش حسكت إلا لازم يسكتوني، إلا لازم يسكتوني
يسري فوده :
بدأ الأمر بصدمة شابَها رجاء، ثم ما لبثت أجواء أم الدنيا القاهرة أن تعلقت بدخان كثيف من الشك والريب والتكهنات، بعضها مستنير مبنيٌّ على ربط تفاصيل ما أرِيدَ لنا أن نعرفه وما لم يُرَدْ، وأكثرها غير ذلك.
قناة الجزيرة تلقي بنظرة إلى ملف لم يغلق بعد، وربما لن يغلق أبدًا، وتطرح التساؤل: لماذا -إذا كان الله والقانون الدولي وواقع الأمر قد أعطونا جميعًا حرية الاختيار- أن نختار الخصم بأيدينا نحن، كي يكون خصمًا وحكمًا في آنٍ معا؟ وكيف حين يلقي إلينا غباء الخصم بأقوى ورقة نلقي بها بأيدينا نحن إلى هدوء، فيما تشتعل نفوس الثكالى والغيورين؟؟.
قبل سبع سنوات من الكارثة [يعرض على شاشة التليفزيون عرض عقد قران (إنجي) ابنة الطيار الحبشي، ويظهر الطيار الحبشي في الصورة]:
الزواج سنة مرغوبة، ورغبة محمودة، سنها لنا الرسول بقوله: "الزواج من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني". ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنما الدنيا متاع، ومن خير متاعها المرأة الصالحة".
يسري فوده:
من كان له بعد ذلك بسبع سنوات أن يقود رحلة مصر للطيران رقم 990، أحمد الحبشي توكل على الله وزوَّج ابنته (إنجي) عام 92 .
[مشهد للمأذون ويردد وراءه الطيار أحمد الحبشي]
قل [لولي الزوجة]: إني استخرت الله -تعالى-، وزوجت ابنتي موكلتي الآنسة (إنجي) البكر البالغة الرشيدة على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى الصداق المتفق عليه بيننا عاجله وآجله .
قل له [للزوج]:
قبلت منك زواجها لنفسي دون غيري على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله .
[نص مكتوب على الشاشة]: قبل ستة أسابيع من الكارثة
يسري فوده:
في عرس عائلي آخر لم يكن أحمد الحبشي يعلم أنه سيموت بعد ستة أسابيع، ولا كان يعلم أنه لن يرى أبدًا حفيدته من ابنته نفسها، التي كانت يومئذ على وشك الولادة.
في منزله قابلتها، على ذراعها حفيدة أبيها، تشهد على أن هذا الذي اتهمه الأمريكيون -لأول وهلة بإسقاط الطائرة-، مات وفي حقيبته حوائج الولادة لأمها الحامل، وهدايا الطفولة.
إنجي أحمد الحبشي:
فالرحلة ده بالذات هو كان يعني حاطط همّهُ يعني الأولاني إنه هو لما يوصل نيويورك إنه هو يعمل (shopping) [تسوق] للحاجات ده ويرجع بيها، وعلى أساس أنها رحلة قصيرة، فكانت فرصه إنه هو يجيب الحاجات ده ويرجع على طول، بدل ما يوخذ رحلة طويلة وما نعرفش أيه اللي ممكن يحصل في الوقت ده يعني. ومن (الفيزا) قدرت أعرف حتى الحاجات اللي هو دخلها يعني، محلات زي [مثل]: (toys R us) و(Kids R us) والحاجات ده كلها، ده حاجات أطفال وهي حاجات (maternaty) وكده فهو ده كل اللي كان بيعملوا يعني.
[أثناء الكلام تعرض صورة للفيزا على الشاشة]
أميمة البطوطي:
الكابتن حبشي أنا سافرت معاه مرة واثنين وثلاثة متدين، ويعرف الله، وإنسان طيب جدًّا، وبعدين ده حبيبه [تقصد جميل البطوطي] يعني عارفة يعني يمكن: ثلاثة أرباع السفريات مع بعض.
[مشهد يظهر فيه الكابتن جميل البطوطي في أحد الأفراح]
يسري فوده:
انتهى دوره فأستأذن للوضوء، فلم تفلت روحه، وأفلت اسمه، لكن ثمة من دفع به إلى خشبة المسرح، ولم يستقر المشاهدون بعد في مقاعدهم -مساعده جميل البطوطي.
وليد البطوطي:
تكوين الرجل ده يخبرنا يعني أنه لا يفعل هذا أبدًا، يعني كان حيستنى يزوِّج ابنه الكبير ده برضه، ويستنى لما محمد أو كريم يتخرج، ولا يمكن يعمل كده في آية، ولا يمكن يآخذ معاه جوه [داخل] المحيط كل أوراق بتاع آية، احنا لا نمتلك شيء لآية ده الوقتِ، كل الأوراق، كل التحاليل بتاعتها، كل التقارير الطبية كلها في المحيط تحت، لا يمكن، يقولوا: بعث فلوس،كان يبعث تقارير بنته.
أميمة البطوطي:
وكلمني كانت من (لوس أنجلوس) بيسأل عيهم، وقال لي : أميمة خلي الولاد اللي هم كريم ومحمد يقابلوني في المطار علشان أنا جبت (فَرْدَتين كاوتش) لكريم، ثاني مكالمة كانت من نيويورك أخباركُ أيه؟ يعني كالعادة برضه، أيه الحاجات الرفيعة اللي إنتُ عايزينها وكده؟ قلت له: ما فيش عايزة (كولونين) لآية للمدرسة، قال لي ربنا يسهل لو المحلات فعلاً فاتحة ربنا يسهل.
يسري فوده:
الطريق إلى العشاء الأخير في اليوم الأخير من أكتوبر / تشرين الأول عام 1999، رحلة مصر للطيران رقم 990 تبخرت هكذا فجأة، وفريق الضيافة لم يكد يلمم أواني العشاء.
وليد مراد:
بداية الرحلة من مطار كيندي لغاية ما وصلت لثلاثة وثلاثين ألف كل شيءٍ طبيعي، ابتدينا نتكلم في الشيء الغير الطبيعي، أول حاجة إنه الطيارة وقعت، ونيجي للحلقة الثانية الحلقة الثانية أو للجزء الثاني من السؤال، الطيار ما قالش: (مَيبي)، الطيار ما قالش: (مَيبي) ده يعني..
يسري فوده [مقاطعًا]:
استغاثة.
وليد مراد:
آ، ما قالش الاستغاثة، الاستغاثة تعني أنه في شيء قوي جدًّا، مفاجئ جدًّا، أدى إلى عـدم إمـكانية الطيارين بالاتصال بالمحـطة الأرضية، شيء قوي جـدًّا ما خلانيش أو ما خلاش -الله ريحمه مش شغلاه- إنه هم يقولوا: مي. بتداس على، يعني يضغط على زرار يقول مي، يقول: غوث.
الطيار ديفيد ليرمونت:
لقد التبس الأمر في ذهني، لكنني تساءلت عن ذلك الشيء الذي يمكن أن يجعل طائرة كهذه تخرج من نطاق السيطرة بهذه السرعة! حتى أن الطيارين لم يبعثوا بنداء استغاثة! تساءلت عن ما عساه قد احتل اهتماهم تمامًا، رغم كون الطائرة على ارتفاع كبير، أي أنها كانت لابد ستستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تهوي وتسقط على الأرض، وذلك من دون أن يبعثوا بنداء الاستغاثة! التساؤل البديل بالطبع: هل ثمة عملية تخريبية؟ يبقى ذلك احتمالاً قائمًا.
ماثيو وورلد:
إذا أقلعت طائرة، ووصلت مرحلة الاستقرار، لا يوجد الكثير مما يمكن أن يخرج عن السيطرة، قد تصطدم في السماء بشيء ما، لكن ذلك لم يحدث للطائرة المصرية، وقد تتعطل المحركات، لكن ذلك لا يجبر الطائرة على السقوط، وحوادث الطيران بسبب تعطل المحركات في غاية الندرة، ولذا يبدو أن شيئًا ما في غاية الغرابة حدث هنا، لأنه حدث أثناء مرحلة الاستقرار دون تدخل خارجي واضح.
الطيار يسري حامد:
إعلان اختفاء طائرة على هذا الارتفاع ما يعنيش غير حاجة واحدة هي: انفجار الطائرة، أسباب الانفجارأيه؟ بقى ده يمكن لها سبب أو ىخر أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة. لكن هي انفجار، إذا الطيارة بتبقى موجودة على الرادار، بقتش موجودة على الرادار إذن ما فيش طيارة؟!.
كيران ديلي:
بمرور الوقت اكتشفنا أن نظرية الدفع العكسي لا تنطبق على هذه الحالة، وهو الأمر الذي جعلنا نفكر في احتمال وقوع سلسلة من الأعطال الفنية، لكننا تعبنا من التفكير حتى أنني شخصيًّا لم أجد أمامي سوى احتمال العمل الإجرامي.
مصطفى بكري:
في البداية نحيت موضوع المؤامرة جانبًا، ولكن عندما أمنعنت وقرأت المعلومات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية أمريكا، أيقنت أن في الأمر شيء، توقفت أمام عدد من الملاحظات الهامة، الملاحظة الأولى: أنه كان على متن هذه الطائرة ثلاثة وثلاثين ضابط مصري، منهم عدد من الطيارين على الطائرة الأباتشي العسكرية.
الأمر الآخر: أن هناك معلومات ترددت عن وجود عالم ذرة مصري في هذه الطائرة، هذا الحدث في حد ذاته دعاني إلى أن أفكر: لماذا؟ وكيف سقطت هذه الطائرة؟ توارد المعلومات من الولايات المتحدة أكد أيضًا أن هناك حالة من التخبط الشديد في البيانات الأمريكية تجاه التعامل مع قضية الطائرة.
محمود عوض:
أما حكاية الموساد، ورا الموضوع... إذا كان الموساد ورا الموضوع، سيكون حيبقى بلعب مش ضد مصر فقط، وإنما أيضًا ضد مصر وضد أمريكا، وده قصة أخرى، إنما يعني أنا أصله الانسان ده، في نوع من الناس عندنا من كثرة ما هو قاعد يتكلم عن الموساد، الله فبقى متهيأ له أنه الموساد ده موجود تحت كل كرسي، تحت كل ترابيزة، ورا كل المطبخ، وده بيدي لإسرائيل ما لا تستحقه، الموساد في آخر ثلاث أربع سنين، آخر عمليتين ثلاثة عملهم كانوا فضائح (بجلاجل)، اللي في سويسرا، واللي في الأردن بتاعت خالد مشعل وده، فضائح ما يعملهاش جهاز مخابرات مبتدئ، رغم إنه التكنولوجيا اللي استخدموها متطورة جدًّا.
فالموساد ماهواش حكاية يعني عظيمة، يعني أنا عايز أقول: إسرائيل عموماً ما احنا أيه؟ يعني إسرائيل ما هياش (ميكي ماوس)، لكن ما هي (رامبو)، يعني ما نقعد ننقل يا إما هي تبقى (ميكي ماوس) إما تكون (رامبو)، وقادرة على كل شيء، لا ده تفكير لا أستبعده، لكن مش وقته.
يسري فوده:
هذا وقت التحليل الفني، يعتمد المحققون في ذلك على أربعة مصادر للحقيقة، لا على خيال ولا على استنتاج، فقط ما يمكن أن يشكل دليلاً أو مؤشرًا إلى دليل، هذه المصادر هي:
1ـ قراءة رادار برج المراقبة والرادارات القريبة.
2ـ قراءة عدادات الطائرة المسجلة في الصندوق الأسود.
3ـ فحص الشريط الصوتي لقمرة القيادة.
4ـ فحص حطام الطائرة.
يقول لنا المحققون: إن رادار برج المراقبة يقول لهم: إن الطائرة وصلت إلى ارتفاع ثلاثة وثلاثين ألف قدم، ثم اختفت من على الشاشة.
حقيقة لا يستطيع رادار برج المراقبة وحده تحديد ارتفاع الطائرة.
ماثيو وورلد:
تقرأ الرادارات خط الطول ودائرة العرض ولا تقرأ الارتفاع، وإنما على متن الطائرة جهاز يحدد الارتفاع ويرسله إلى الأرض .
الطيار يسري حامد:
لا، الرادار ما يقدرش يجيب ااـ.. الرادار أصله.. في في أجهزة الطيارة بترسل نبضات للرادار بحيث تظهر نقطة كبيرة، لما بتنفجر الطائرة الجهاز نفسه ما بيبقاش موجود، فما بترسلش هذه العملية، إلى جانب أن نفس الطيارة بترسل، الأجهزة اللي فيها هي اللي بترسل الموجات اللي بتظهر على شاشة الرادار، ساعة ما تختفي الطيارة مين اللي سيبعث هذه الموجات؟ إذن هي مش موجودة.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن الطيار الآلي فُصِل قبيل اختفاء الطائرة.
حقيقة يمكن للطيار الآلي أن ينفصل بضغطة إصبع، كما يمكن له أن ينفصل من تلقاء ذاته.
ماثيو وورلد:
هناك أسباب كثيرة تدعوك إلى فصل الطيار الآلي، فإذا حدث خلل، تمدُّ يدك أولاً فتفصل الطيار الآلي، كي تتحكم في الطائرة، ولكن في هذه الحالة لا يبدو أنه فُصِل لسبب يمكن تحديده، إذ لا تسجل عدادات الطائرة حدوث خلل ما.
الطيار وليد مراد:
لو حصل تغيير، فبرضه مش عاوز أخش في حاجات فنية، الحاجات الفنية يمكن برضه المشاهد ما يستوعبهاش.
يسري فوده [مقاطعًا]:
يعنيهذه النقطة هامة، نريد أن أن ……
الطيار وليد مراد:
لو حصل تغيير في الكهرباء يفصل، لو حصل تغيير في دورات…، لو حصل أعطال في حاجات معينة، لو حصل تغيير من كمبيوتر خاص بعدادات معينة، أحوله لعدادات معينة ثانية يفصل، لو حصل فيه هو نفسه عطل يفصل، لو حصل (Force)[قوة] عليه يفصل، لو حصل (Command) [أمر] غلط يفصل، يعني ليه حاجات كثير جدًّا جدًّا جدًّا... ممكن يفصل فيها.
الطيار ديفيد ليرمونت:
من المعروف أن الطيار الآلي أنه يتعطل ويخرج بالطائرة ولو مؤقتًا عن نطاق السيطرة، ولذا يوجد زر فصل الطيار الآلي لدى إبهام الطيار، فإذا حدث خلل به، تكفي مجرد ضغطة، فينفصل.
الطيار يسري حامد:
اللي تقال: اللي حصل إنه الطيارة كانت تطير عادي، وبعدين (Automatic Pilot) اللي ماسك الطيار فُصل أو انفصل.
يسري فوده [مقاطعًا]:
الطيار الآلي.
الطيار يسري حامد:
الطيار الآلي، وده ممكن يحصل، إذا حصل برضه زي ما قلنا في منطقة الذيل الورانية حصل ده، وده لما تروح بحصل ضغط، الطيارة عايزة تنزل و(Automatic Pilot) ده بيحاول بيمنعها من النزول إلى مرحلة ممكن أن يفصل لوحده، أو هو اللي حصل. إنه سُمع صوت في غرفة القيادة بيقول: (Control)، ده دليل يعني ربما يدل على إنا نحنا عندنا شاشة تبين إذا كان في عيوب الطيارة. فحصل إنه ظهر عيب مكتوب (Control) فواحد من القاعدين قال: (Control)، وبناءً عليه الـ(Command) يا فكَّ (Automatic Pilot) يا هو فكَّ لوحده، يعني: الطبيعي عندما يحصل عيب في الـ(Control)، بنعزل (Command) ونتصرف…
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن أنف الطائرة انحدر بزاوية تزيد عن أربعين درجة، وأنها هوت إلى حوالي تسعة عشر ألف قدم في نحو أربع وثلاثين ثانية.
حقيقة تنعدم الجاذبية في ظل هذا المعدل من السقوط، فلا يشعر ركاب الطائرة بأوزانهم.
الطيار يسري حامد:
الإعلان التالي اللي حصل فعلاً إنه هو نزلت من 33 لـ 19000.100 في 34 ثانية، ده معناه أنها لو حسبناها تزيد حوالي 22500 قدم في الدقيقة، وده شيء ما يحصلش للطيارة بأي حال من الأحوال، يعني كطائىة بمواصفات طائرة فيها كل مواصفات.. مقومات الطائرة، أقصى ارتفاع تقدر تنزله طبيعي من 7000، 8000 قدم في الدقيقة، لكن 22000 قدم لازم يكون فيها عيب خطير، أو بمعنى أصح عيب في المنطقة الخلفية من الطائرة اللي هي ذيل الطيارة.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن محركات الطائرة أوقفت أو توقفت عن العمل في بداية رحلة السقوط.
حقيقة لا يؤدي توقف المحركات وحده إلى سقوط الطائرة ناهيك عن سقوطها بمثل هذا المعدل.
الطيار ديفيد ليرمونت:
إن رؤية محركات الطائرة مغلقة عند هذه النقطة بالتحديد مسألة مفاجئة جدًّا ومحيرة جدًّا أيضًا، وأنا شخصيًّا لا أدري لماذا أغلقت المحركات؟ لا يوجد سبب معقول للقيام بذلك، الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله: إنه حين قامت الطائرة بهذه المناورات العنيفة، وهي بالطبع من نوع المناورات التي لا يقوم بها عادة الطيار، كما أنه لا يضطر إلى القيام بها، ربما يؤدي ذلك إلى بلبلة عقله، وقد يسيطر عليه الخوف، وعندئذ من الممكن أن تتأثر ردود فعله وقراراته بحالته الذهنية.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون أيضًا: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن عصا القيادة أثناء هذه المرحلة كانت في وضع الهبوط.
حقيقة عصا القيادة أمام مساعد الطيار مطابقة تمامًا لعصا القيادة أمام قائد الطائرة، وهما مصممتان بحيث إذا اتجهت إحداهما صعودًا أو هبوطًا تتبعها الأخرى في الاتجاه نفسه، هل من الممكن إذن أن يكون حدث خلل فني، لسبب أو لآخر؟.
الطيار يسري حامد:
آ، طبعًا، هو الحركة بتيجي بالعصاية اللي قدام الكابتن لغاية الذيل ورا خالص، وتمر بمراحل في وصلات كهرباء، أي كل ما في الأمر في وصلة كهرباء، وبعدين في (Cables) طويل بيصل ما بين الجزء الأمام من الطائرة لذيل الطائرة.
وبعدين في (Hydraulic) [محرك] (Syestem) نظام بيشتغل فيه (سلندرات) و(بساتم) بروح وييجي، هو اللي بيحرك إلى جانب نفس الدول بيحرك على (رولاز)، فده عيب في الـ(رولاز) أو عيب في الـ(سيرفودايز) أو المساكب يعني، أو عيب في الـ(Cables)، يعني اللي هي الوصلات أو عيب كهربائي، أو عيب في العصا القدمانية نفسها، وأي عيب من دول كلهم يمكن يؤثر ويعمل خلل في المنطقة.
ماثيو وورلد:
هذه الطائرة لا تزال تستخدم أسلاكًا تصل إلى الخلف، حيث المشغِّل الميكانيكي بعكس بوينج 777 مثلاً التي تستخدم دفقة كهربائية، ترسل إلى حيث المشغل.
يسري فوده:
ثم يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن رافعتي الصعود والهبوط في مجموعة الذيل، كانتا في اتجاهين متضادين .
حقيقة نظريًّا، الرافعتان مصممتان كي تعملا في توافق، وعمليًّا يمكن لسبب أو لآخر أن تتوقف الرافعتان أو إحداهما عن العمل.
فرانك غرانيتو:
قبل هذه الحادثة لم أسمع مطلقًا بانفصال الرافعتين، لأن أحدًا ما اندفع إلى الأمام والآخر شُدَّ إلى الوراء، تقول بوينج: إنها مصممة بهذا الشكل، هذا جديد عليَّ، وأود بالتأكيد أن أرى الأساس الهندسي، والدليل على أن ذلك في تصميم الطائرة.
الطيار يسري حامد:
مجموعة الذيل ده بتتكون من جزأين: جزئين أفقي، وفي جزء رأسي وده اللي هو الدفة اللي في التحرك ده، ما إلناش دعوة بيه دهالوقت، الجزء الأفقي ده هو المسؤول اللي يتحرك لفوق وبتحرك لتحت، مسؤول عن طلوع الطائرة، فلو حصل له إنه هو نزل بهذا الشكل وحصل له إنه هو نزل بهذا الشكل، لسبب من الأسباب، وحصل له اتقفش أو اصتك أو غرجن على هذه الحتة، معناه إنه هو لما بنيجي نشدُّه، ما بيتحركش خالص، ولو شديناه بقوة جامدة اشوية، أو لازم الاثنين الكباتن اللي جوه يمسكوا الطيارة مع بعض، يمسكوا العصاي مع بعض ويشدوا بقوة زيادة، تؤدي إلى إنه في وصلة بين الاثنين دول، ممكن تتكسر هذه الوصلة، ويصبح كل جزء من دول بيتحرك لوحده، ما بشتغلوش مع بعض. لو في واحد فيهم قافش لسبب من الأسباب، القافش ده حيفضل قافش، الثاني حيتحرك، وهو ده يعني ظهر في الـ( Fly Data Recorder) بتاع الطائرة، إنه فعلاً في واحد منهم لفوق وواحد لتحت، فده بيبين أنه هم في أثناء ما بشدوا، وده باين برضه في الـ(Voise data Recorder) أنه هو بيقول له: شدّ معي، شدّ معي، شدّ معي، إذن الاثنين بيشدوا مع بعض في لحظات معينة، أدت إلى كسر الوصلة اللي بين الجزأين دول، أدت إلى إنه الجزء المصتك انفصل عن الجزء دهوت، والثاني ابتدأ يتحرك، عند تحرك هذا الجزء أصبح يمكن للطائرة لأنه ده حيقبض فيه الهواء، وحيشيل الطيارة وبالسرعة العالية ويخليها تطلع ثاني.
الحلقه الثانيه
سر الطائره المصريه
ماثيو وورلد:
لو حدث خلل ميكانيكيّ وتوقفت إحدى الرافعتين، فإنك تحتاج إلى فصلهما، كي تتمكن الرافعة الأخرى من التحرك، والطائرة مصممة بحيث إذا وضع الطيار قوة كافية، يستطيع فصل الرافعتين لعلاج الخلل الميكانيكي المتمثل في توقف إحدى الرافعتين عن العمل.
وليد البطوطي:
فالراجل بعث قال لي: لا، الطيارة ده ما تعملش غير 12 درجة، والطيارة ده ما فيش فيها (الفلابس) اللي هم الكلام اللي قالوا عليه، واحد نزل، وواحد طلع، فكلام يعني ناس ما ركبتش طيارات، ولا ناس بتفهم، والمفروض أنه سيناريو وحيعدي.
واحد طفى الماكين، طفى ماكين الطيارة والطيارة طايرة في الجو، البني آدم العادي، اللي ما ركبش طيارة وما بفهمش ييقول لك: آ، [نعم]. طفى الطيارة ده بـ، طيب ده ممكن بطفي الطيارة عشان بهرب من صاروخ في الليل.. حرارة..مشى ورا الطيارة، وبيعمل (Gleding)، والطيارة مصنعة على إنها تعمل (Gleding)، يعني تطير شراعي، كويس ولكن زاوية الانكسار.. كويس وباللغة العربية أقولها لحضرتك العربية احنا لما بنسوق العربية (الدركسيون) له زاوية ما بيروحش بعدها، مهما إنت عملت بقى وحطيت قوة عليه، حتتكسر الطارة لكن ما تقدرش.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن السرعة النسبية للطائرة اقتربت من سرعة الصوت، وإن لم تصل إلى حد كسر حاجز الصوت، فيما تزيد سرعة الطائرة أي طائرة، يتضاغط الهواء أمامها حتى إذا بلغت حدًّا معينًا، يشكل الهواء جدارًا صلدًا لا تستطيع اختراقه، فإذا حاولت لتمزقت إلى أشلاء من تلقاء ذاتها، لو كانت هذه الطائرة طائرة عسكرية مصممة لذلك، لمزقت الهواء، ولو فعلت ذلك على ارتفاع منخفض لمزق الهواء الممزق نوافذ المدينة.
الطيار ديفيد ليرمونت:
هذه الطائرة ليست مصممة إلا للقيام بتلك المناورات التي يتحملها الجسد البشري بسهولة، يمكنها فقط -مثلاً- تطبيق الجاذبية الإيجابية، وهو الإحساس الذي يسيطر على راكب أرجوحة في ملهى، حين ترتفع فجأة، فيندك في مقعده، وأقصى ما تستطيعه الطائرة يعادل مرتين ونصف المرة من الجاذبية، فيشعر الراكب بأن وزنه زاد مرتين ونصف المرة، وهذه ليست مشكلة، إن طائرات كهذه -ببساطة- ليست مصممة للقيام بمناورات تحتوي على تطبيق قوى عنيفة من هذا النوع.
يسري فوده:
وأخيرًا، يقول لنا المحققون: أن رادار سلاح الطيران الأمريكي يقول لهم: إنه التقط الطائرة، وهي ترتفع مرة أخرى إلى 24000 قدم ثم تهوي إلى 10000 قدم قبل أن تتبخر .
ماثيو وورلد:
لدى سلاح الطيران الأمريكي رادار من نوع خاص، يستطيع تحديد الارتفاع، وقد قالوا: إنه بعد سقوط الطائرة، رأوها تصعد مرة ثانية لمسافة ميل، ثم تسقط مرة أخرى، وهذا نمط غريب جدًّا، أثار مزيدًا من التساؤلات، وبعد أيام قليلة، وجدوا الصندوقين الأسودين اللذين أكدا هذا السقوط المفاجئ، ثم الصعود مرة أخرى.
الطيار ديفيد ليرمونت:
كان هذا هو الرادار الذي رسم صورة مكنت المحققين من تكوين فكرة عن بداية انفجار الطائرة من جراء ديناميات الهواء، رأوها تتفسخ، فبدلاً من رؤية نقطة واحدة، رأوا فجأة أكثر من نقطة في المنطقة نفسها، وهنا أدركوا أن الطائرة تنفجر.
يسري فوده:
سلمت مصر مقاليد التحقيق إلى الجانب الأمريكي، تحول الخصم إلى خصم وحكم في آنٍ معًا.
محمود عوض:
سنة 1980 السعودية ما هي وقعت لها طيارة، ريس الطياره أمريكاني، في البداية برضه حاولوا يعني يلبسوا التهمة للطيار السعودي، كان معاه مساعد اللي هو المهندس الميكانيكي اللي كان معاه أمريكاني، ووبعدين تبين بعد كده لما السعوديين راحوا جابوا خبرا بريطانيين يحللوا لهم الموضوع، طلع إنه عيب في التصميم تاع الطيارة، في عندك حوادث كثير، يعني نقدر نسترسل في هذا، ما ننساش أبدًا إنه في تضارب مصالح، لا حكاية بقى لا صاحبي، ولا مش صاحبي، هنا أنا لي مصلحة تختلف تمامًا عن مصلحتك.
مصطفى بكري:
هو ده، نحن -للأسف- سمحنا للجان تحقيق أمريكية بأن تأتي هنا، وتستجوب أسر الضحايا، وكان الأولى بنا أن نطردهم من هنا، وأن نكون نحن الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية، لنحقق في هذه الجريمة التي وقعت على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، أو في مياه دولية على الأقل، من حقنا أن نكون طرفًا فعلاً، لكن للأسف أنا شاعر بتقصير، ويشعر كل مصري بتقصير حكومي مصري تجاه التعامل مع قضية الطائرة.
محمود عوض:
قعدوا يقولون: آه، لا، ده نحن مشتركون، ودينا وفد، ودينا لجنة وبتاع، لغاية التفريغ بتاع الشريط الثاني مثلاً، عرفنا إنه في الجلسة الأولى بتاع الاستماع لتفريغ الشريط الثاني، الصندوق الثاني، مُنِعت مصر للطيران من حضور جلسة الاستماع، ومُنِع مجلس الطيران الفيدرالي الأمريكي نفسه، واقتصرت جلسة الاستماع على مندوبين من وكالة المخابرات الأمريكية اللي هي الـ( C.I.A)، طيب إفرض عمل معاه شغل عافية، يعني ما هو أنا مش حأخش [أدخل] فيه وأبقى ماسك له مسدس وأقول له خش على الأوضة ولا ما تخشش، يبقى كان لازم يطلع متحدث باسم مصر للطيران، ثاني يوم يقول جملة واحدة، ما يخشش في اشكالات ولا عواطف ولا مشاعر ولا صداقة ولا عداوة، تسجل مصر للطيران أنها منعت من حضور جلسة الاستماع الأولى، ده أهميتها أيه بقى؟ أهميتها إنها حتخلي الأمريكان يفوقوا مش في وجه مصر للطيران ولا مواجهة مصر، في مواجهة روابط الطيارين، وشركات الطيران حول العالم، لأنه هنا مصداقيته على المحك.
يسري فوده:
ولأن الموضوع يعِج بالتفاصيل الفنية، قررت أن أضع هذه المصداقية عمليًّا على المحك، ألقت بي مصر للطيران إلى مطار الدوحة، إلى هنا -على أية حال- ألقت الصدفة بأجيال من طيّاري مصر للطيران، لا للسياحة، ولا للتجارة، ولا للعمل، بل للتدرب على فنون الطيران.
ذهبت كارثة الرحلة 990 بمجموعة من خيرة طيَّاري طراز بوينج 767 ، أحمد الحبشي، رؤوف نور الدين، جميل البطوطي، عادل أنور، وغيرهم.. ومعهم كبير الطراز نفسه حاتم رشدي، كبيرهم الآن هو الطيار رشدي زكريا، وصل إلى الدوحة بعد الكارثة لتدريب صف جديد من الطيارين.
سياج من الحساسية غير مُبَرَّر يلف طيَّاري مصر للطيران في معظم اتصالاتي بهم بعد الكارثة، مفروض عليهم أحيانًا، وغير مفروض في معظم الأحيان، واحد فقط من أبرزهم، وأكثرهم كفاءة -لا أستطيع الآن ذكر اسمه- تحمس لفكرة بزغت في ذهني عندما قابلته في القاهرة، وافق على أن يلحق بي إلى هذا المركز التدريبي الملحق بالمطار، كي نختبر معًا على أرض الواقع مدى صدق التحليلات الأمريكية المبنية على ما يقولون لنا: إنه حقيقة، قدمنا طلبًا إلى شركة طيران الخليج، التي تملك وحدها في منطقة الشرق الأوسط هذا المحاكي لطراز الطائرة بوينج 767، وانتظرنا الرد.
في اليوم التالي توجهنا إلى صالة الاستقبال في مطار الدوحة انتظارًا لوصول الطيار المصري، كنا نعلم أنه ربما لن يأتي، وكان لدي أمل أنه ربما سيأتي، كان الصيد على أية حال أثمن من أن أضيع أخفت بارقة من الأمل، حطَّت الطائرة على مدرج المطار، لكنه لم يكن قائدها، ولا كان بين الركاب، في ذلك اليوم كانت الصحف قد نقلت عن وكالات الأنباء تصريحات لرئيس شركة مصر للطيران محمد فهيم ريان، يعبر فيها لأول مرة عن قناعته بأن شيئًا ما حدث في ذيل الطائرة، هو الذي أدى إلى سقوطها، قالت لي مصادر مقربة: أنه استشاط غضبًا، لأنه لم يكن يتوقع أن تخرج قناعته هذه إلى الملأ، بعد ذلك قال لي الطيار المصري الذي كنت في انتظاره: إنه حين عُلِم باتفاقه معي طُلِب إليه عدم السفر، رغم أنهم مقتنعون بسلامة موقفهم، متحمسون للدفاع عن أنفسهم، ما الذي يخشاه المصريون بعد ذلك إذن؟.
مصطفى بكري:
أنا لا أعرف الحقيقة، ولكن -للأسف- يعني الموقف المصري في قضية الطائرة في حاجة إلى مراجعة حقيقية، وأعتقد أن كل مواطن مصري يشعر بالجرح، لأنه يعني شعر بإهانة قومية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكل مواطن مصري يدرك أن دماء هؤلاء الشهداء معلقة في رقاب الأمريكان، لا أعرف إذا كانت مصر ستظل إلى متى عند هذا الموقف؟ والحكومة متى ستتحرك؟ هل هي بالفعل في انتظار نتائج التحقيق؟ ومتى يمكن أن تظهر نتائج التحقيق؟.
محمود عوض:
خلينا نبتدي أولا بالجزء الإيجابي، إنه في أول 48 ساعة، طلع رئيس شركة مصر للطيران وقال: والله لو ثبت مسؤولية مصر للطيران، فأنا استقالتي حكون أول حاجة أعملها، كان يجب هنا تنتهي مهمة رئيس الشركة، الجملة ده وهي يعني كافية جدًا، وما نشوفش رئيس الشركة بعد كده.
د جيهان رشتي:
بصفة عامة، وهذا رأيي قد لا يكون علمي أو بل انطباعي، إنه أداء مصر للطيران كان سيِّء، وأنت لما ما كنتش تصمم على حقوقك، ما حدش حيديها لك، خصوصًا مع الطرف الأمريكي، أنت لازم تكون قوي، ولازم لو كنت صاحب حق تصمم عليه، وما تتنازلش، يعني احنا شُفنا الإسرائيليين بيعملوا أيه معاهم.
محمود عوض:
طبعًا كان ممكن يبقى الأداء مختلف عن هذا، يعني أداء مصر للطيران، وبالمناسبة أنا أيضًا أشرك في المسؤولية الحكومة المصرية نفسها، ما كانش هو الأداء المثالي، وبالعكس احنا ارتكبنا أخطاء ما كانش لازم ترتكب.
[مشهد من أرض المطار إبَّان خبر سقوط الطائرة حيث صراخ وعويل على أرض المطار]
يسري فوده:
منذ الإعلان عن تلك الكلمة: توكلت على الله، وما أعقبها من ثورة شعبية، لزم المسؤولون المصريون الصمت، تبدو حجة انتظار نتائج التحقيق الرسمي في عيون بعض المراقبين حقًّا يراد به باطل، هذا اعتذار موثق عن حديث طلبناه من رئيس شركة مصر للطيران فهيم ريان، وهذا خطاب مسجل إلى سفير المصري في واشنطن نبيل فهمي، اعتذر عنه بالهاتف، وهذا اعتذارٌ آخر من المدير العام لفرع مصر للطيران في نيويورك سمير الشنواني. [يعرض على الشاشة صورًا للخطابات المذكورة].
بدأت الإجابة على أية حال تتسرب إلينا فيما تلا ذلك من مراحل إنتاج تحقيقنا هذا، لا الطيار المصري وصل إلى الدوحة، ولا شركة طيران الخليج قبلت أن تفتح لنا أبوابها، الحجة هذه المرة أن محاكي الطراز المطابق لطراز الطائرة المصرية محجوز، هكذا..محجوز إلى يوم القيامة..! لا بأس، كلفت أحد زملائي في لندن باستئجار ساعتين على طائرة بريطانية من الطراز نفسه، لم يكد يشرح لهم من نحن حتى قالوا له: إن كان الأمر يتعلق بطائرة مصر للطيران فلتنسه تمامًا.
فكرت في باكستان، فكرت في السودان، فكرت في أفغانستان، فكرت في كل هؤلاء المغضوب عليهم من وجهة نظر الغرب، لكن قناعة كانت قد تكونت لدي، بأن الأمر إن لم يتم هنا في الدوحة، فلن يتم في أي مكان آخر على وجه الأرض.
الذي رسَّخ من قناعتي هذه أن مطار جون كيندي، رغم أنه واقعيًا أغلق الباب أمامنا، كان أذكى، فأرسل إلينا ما يبدو ظاهريًّا موافقة على استقبالنا، اشترط فيها عدم تصوير نقاط التفتيش الأمني، عدم تصوير صالة السفر رقم4 التي تضم مصر للطيران، وبصفة خاصة -على حد تعبيرهم- عدم تصوير أي عنصر أو مادة أو لافتة تشير إلى مصر للطيران، أضف إلى ذلك اعتذارًا هاتفيًّا من شركة بوينج، وآخر كتابيًّا من شركة (براتن وتني) المصنعة لمحركات الطائرة.
رسالتان أخريان منا مسجلتان أولاهما: إلى مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) (لويس شو ليرو) الذي صرح مرة بضلوع مكتبه في التحقيقات، رغم أنف الجميع، وثانيتهما إلى رئيس الهيئة القومية لسلامة المواصلات (NTSP) (جيم هول)، كان مصيرهما أيضا اعتذارًا هاتفيًّا عن عدم الحديث .
وليد البطوطي:
في البحث في ملفات جميل البطوطي لقوا إنه ما عندوش أي دوافع، فحيبصوا على واحد من الطيارين، لا، لأنه المرة القادمة أنا حأروح أقف أي طيار ثاني، وحأقف برضه، لا، لو يجيبو لنا العـيب والمشكلة فين يجيبوها. هـم عارفينها، هـم عارفينها كويس. شوف حضرتك سر الطيارة ده هم يعلموه تمامًا، وأنا مقتنع بالكلام ده، وقعدني مع (جيم هول) كده قدامه و(Face To Face) [وجهًا لوجه]، ربع ساعة حيوقع هو، الحقيقة الطيارة ده معروفة.
يسري فوده:
في العاصمة الأردنية عمان، زادت قناعتنا ترسُّخًا، عندما علمنا أن طاقم الطائرة الملكية الأردنية في رحلتها رقم 262، وقَّع قبل أيام من ذلك التاريخ على وثيقة ينفي فيها شهادته الأولى التي قال فيها: إن مساعد الطيار عواد الراشد رأى كتلة نار ملتهبة تقترب من طائرته في الموقع نفسه، الذي شهد سقوط الطائرة المصرية بعد ذلك بثلاث ساعات ونصف الساعة، لسنا ندري بعد ذلك إن كان الطيار الألماني الذي أدلى بشهادة مماثلة قبل ذلك، ثم سكت تمامًا، إن كان سكت وحده، أم أُجبر على السكوت مثلما لا ندري إن كان الطيار الأردني أحمد خفاجة قد رفض الحديث إلينا، أم أنه أُجبر على الرفض، رغم ذلك فقد استطعنا الوصول إلى من استطاع الوصول إليه، ثم أملى ضميره عليه بعد ذلك أن يبعث بهذا الكتاب إلى وزير الخارجية المصري عمرو موسى، وإلى شركة مصر للطيران.
لأننا لا نملك من الأدوات الفنية، أو ربما من الإرادة ما يمكننا من تفنيد ما يقولون لنا إنه حقيقة، لا أقل إذن من قليل من المنطق.
أترى حين أفقأ عينيك.
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى.
ولا أقل إذن من قليل من الإرادة، في الحلقة القادمة من هذا التحقيق ندخل معكم أخيرًا بهذه التفاصيل الفنية كلها، رغم هذه الضغوط كلها إلى محاكي طراز الطائرة المصرية بوينج 767، كي نناقش نظرية الانتحار على أرض الواقع، نضع بين أيديكم ما وقع بين أيدينا من حديث اللحظات الأخيرة، في قمرة القيادة، ونناقش حرية إعلامهم في هتك أحشاء من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، حتى ذلك.. طيب الله أوقاتكم.
وليد البطوطي:
الإعلام بتاعهم قال: ضغوط سياسية. بيكلموا يعني بيكلموا..احنا ناس متعلمين يعني، ما الواحد ما بيقللش من من شأن بلده أبدًا، لأننا احنا لنا وضعنا طبعًا في المنطقة، ولكن يعني ما ييجيش يقول لي: مصر عملت ضغوطًا سياسيةً على أمريكا!! لا، مصر فقست أو.. أو.. أوقف عندك، أوقف والزم حدودك، سمعني الشريط [شريط غرفة القيادة].
ماهو سر الطائره المصريه التى سقطت فى المحيط الأطلنتى هل أسقطت عمدا من قبل القوات الأمريكيه بأتفاق مع أسرائيل لوجود أكثر من 20 طيارتم تدريبهم فى أمريكا وأستقلوا الطائره فى رحله العوده الى وطنهم تعللوا نقرأ معا هذا التحقيق الذى أذاعته قناه الجزيره الفضائيه
وليد البطوطي:
بقول: الحمد لله إني أنا إنني لسه ما رحتش، لأنه أنا لو كنت أنا هناك كان يمكن هيبقى العملية بالنسبة لهم هم أصعب، لأني أنا لا إكِل ولا أمل، الموضوع مش حأسكت، ولا يضيع حق ووراه يعني صاحب، يعني أنا حفضل [أظل] أدور [أبحث] على الحق، وقلتها قبل كده كثير جداً: مش حسكت إلا لازم يسكتوني، إلا لازم يسكتوني
يسري فوده :
بدأ الأمر بصدمة شابَها رجاء، ثم ما لبثت أجواء أم الدنيا القاهرة أن تعلقت بدخان كثيف من الشك والريب والتكهنات، بعضها مستنير مبنيٌّ على ربط تفاصيل ما أرِيدَ لنا أن نعرفه وما لم يُرَدْ، وأكثرها غير ذلك.
قناة الجزيرة تلقي بنظرة إلى ملف لم يغلق بعد، وربما لن يغلق أبدًا، وتطرح التساؤل: لماذا -إذا كان الله والقانون الدولي وواقع الأمر قد أعطونا جميعًا حرية الاختيار- أن نختار الخصم بأيدينا نحن، كي يكون خصمًا وحكمًا في آنٍ معا؟ وكيف حين يلقي إلينا غباء الخصم بأقوى ورقة نلقي بها بأيدينا نحن إلى هدوء، فيما تشتعل نفوس الثكالى والغيورين؟؟.
قبل سبع سنوات من الكارثة [يعرض على شاشة التليفزيون عرض عقد قران (إنجي) ابنة الطيار الحبشي، ويظهر الطيار الحبشي في الصورة]:
الزواج سنة مرغوبة، ورغبة محمودة، سنها لنا الرسول بقوله: "الزواج من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني". ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنما الدنيا متاع، ومن خير متاعها المرأة الصالحة".
يسري فوده:
من كان له بعد ذلك بسبع سنوات أن يقود رحلة مصر للطيران رقم 990، أحمد الحبشي توكل على الله وزوَّج ابنته (إنجي) عام 92 .
[مشهد للمأذون ويردد وراءه الطيار أحمد الحبشي]
قل [لولي الزوجة]: إني استخرت الله -تعالى-، وزوجت ابنتي موكلتي الآنسة (إنجي) البكر البالغة الرشيدة على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى الصداق المتفق عليه بيننا عاجله وآجله .
قل له [للزوج]:
قبلت منك زواجها لنفسي دون غيري على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله .
[نص مكتوب على الشاشة]: قبل ستة أسابيع من الكارثة
يسري فوده:
في عرس عائلي آخر لم يكن أحمد الحبشي يعلم أنه سيموت بعد ستة أسابيع، ولا كان يعلم أنه لن يرى أبدًا حفيدته من ابنته نفسها، التي كانت يومئذ على وشك الولادة.
في منزله قابلتها، على ذراعها حفيدة أبيها، تشهد على أن هذا الذي اتهمه الأمريكيون -لأول وهلة بإسقاط الطائرة-، مات وفي حقيبته حوائج الولادة لأمها الحامل، وهدايا الطفولة.
إنجي أحمد الحبشي:
فالرحلة ده بالذات هو كان يعني حاطط همّهُ يعني الأولاني إنه هو لما يوصل نيويورك إنه هو يعمل (shopping) [تسوق] للحاجات ده ويرجع بيها، وعلى أساس أنها رحلة قصيرة، فكانت فرصه إنه هو يجيب الحاجات ده ويرجع على طول، بدل ما يوخذ رحلة طويلة وما نعرفش أيه اللي ممكن يحصل في الوقت ده يعني. ومن (الفيزا) قدرت أعرف حتى الحاجات اللي هو دخلها يعني، محلات زي [مثل]: (toys R us) و(Kids R us) والحاجات ده كلها، ده حاجات أطفال وهي حاجات (maternaty) وكده فهو ده كل اللي كان بيعملوا يعني.
[أثناء الكلام تعرض صورة للفيزا على الشاشة]
أميمة البطوطي:
الكابتن حبشي أنا سافرت معاه مرة واثنين وثلاثة متدين، ويعرف الله، وإنسان طيب جدًّا، وبعدين ده حبيبه [تقصد جميل البطوطي] يعني عارفة يعني يمكن: ثلاثة أرباع السفريات مع بعض.
[مشهد يظهر فيه الكابتن جميل البطوطي في أحد الأفراح]
يسري فوده:
انتهى دوره فأستأذن للوضوء، فلم تفلت روحه، وأفلت اسمه، لكن ثمة من دفع به إلى خشبة المسرح، ولم يستقر المشاهدون بعد في مقاعدهم -مساعده جميل البطوطي.
وليد البطوطي:
تكوين الرجل ده يخبرنا يعني أنه لا يفعل هذا أبدًا، يعني كان حيستنى يزوِّج ابنه الكبير ده برضه، ويستنى لما محمد أو كريم يتخرج، ولا يمكن يعمل كده في آية، ولا يمكن يآخذ معاه جوه [داخل] المحيط كل أوراق بتاع آية، احنا لا نمتلك شيء لآية ده الوقتِ، كل الأوراق، كل التحاليل بتاعتها، كل التقارير الطبية كلها في المحيط تحت، لا يمكن، يقولوا: بعث فلوس،كان يبعث تقارير بنته.
أميمة البطوطي:
وكلمني كانت من (لوس أنجلوس) بيسأل عيهم، وقال لي : أميمة خلي الولاد اللي هم كريم ومحمد يقابلوني في المطار علشان أنا جبت (فَرْدَتين كاوتش) لكريم، ثاني مكالمة كانت من نيويورك أخباركُ أيه؟ يعني كالعادة برضه، أيه الحاجات الرفيعة اللي إنتُ عايزينها وكده؟ قلت له: ما فيش عايزة (كولونين) لآية للمدرسة، قال لي ربنا يسهل لو المحلات فعلاً فاتحة ربنا يسهل.
يسري فوده:
الطريق إلى العشاء الأخير في اليوم الأخير من أكتوبر / تشرين الأول عام 1999، رحلة مصر للطيران رقم 990 تبخرت هكذا فجأة، وفريق الضيافة لم يكد يلمم أواني العشاء.
وليد مراد:
بداية الرحلة من مطار كيندي لغاية ما وصلت لثلاثة وثلاثين ألف كل شيءٍ طبيعي، ابتدينا نتكلم في الشيء الغير الطبيعي، أول حاجة إنه الطيارة وقعت، ونيجي للحلقة الثانية الحلقة الثانية أو للجزء الثاني من السؤال، الطيار ما قالش: (مَيبي)، الطيار ما قالش: (مَيبي) ده يعني..
يسري فوده [مقاطعًا]:
استغاثة.
وليد مراد:
آ، ما قالش الاستغاثة، الاستغاثة تعني أنه في شيء قوي جدًّا، مفاجئ جدًّا، أدى إلى عـدم إمـكانية الطيارين بالاتصال بالمحـطة الأرضية، شيء قوي جـدًّا ما خلانيش أو ما خلاش -الله ريحمه مش شغلاه- إنه هم يقولوا: مي. بتداس على، يعني يضغط على زرار يقول مي، يقول: غوث.
الطيار ديفيد ليرمونت:
لقد التبس الأمر في ذهني، لكنني تساءلت عن ذلك الشيء الذي يمكن أن يجعل طائرة كهذه تخرج من نطاق السيطرة بهذه السرعة! حتى أن الطيارين لم يبعثوا بنداء استغاثة! تساءلت عن ما عساه قد احتل اهتماهم تمامًا، رغم كون الطائرة على ارتفاع كبير، أي أنها كانت لابد ستستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تهوي وتسقط على الأرض، وذلك من دون أن يبعثوا بنداء الاستغاثة! التساؤل البديل بالطبع: هل ثمة عملية تخريبية؟ يبقى ذلك احتمالاً قائمًا.
ماثيو وورلد:
إذا أقلعت طائرة، ووصلت مرحلة الاستقرار، لا يوجد الكثير مما يمكن أن يخرج عن السيطرة، قد تصطدم في السماء بشيء ما، لكن ذلك لم يحدث للطائرة المصرية، وقد تتعطل المحركات، لكن ذلك لا يجبر الطائرة على السقوط، وحوادث الطيران بسبب تعطل المحركات في غاية الندرة، ولذا يبدو أن شيئًا ما في غاية الغرابة حدث هنا، لأنه حدث أثناء مرحلة الاستقرار دون تدخل خارجي واضح.
الطيار يسري حامد:
إعلان اختفاء طائرة على هذا الارتفاع ما يعنيش غير حاجة واحدة هي: انفجار الطائرة، أسباب الانفجارأيه؟ بقى ده يمكن لها سبب أو ىخر أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة. لكن هي انفجار، إذا الطيارة بتبقى موجودة على الرادار، بقتش موجودة على الرادار إذن ما فيش طيارة؟!.
كيران ديلي:
بمرور الوقت اكتشفنا أن نظرية الدفع العكسي لا تنطبق على هذه الحالة، وهو الأمر الذي جعلنا نفكر في احتمال وقوع سلسلة من الأعطال الفنية، لكننا تعبنا من التفكير حتى أنني شخصيًّا لم أجد أمامي سوى احتمال العمل الإجرامي.
مصطفى بكري:
في البداية نحيت موضوع المؤامرة جانبًا، ولكن عندما أمنعنت وقرأت المعلومات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية أمريكا، أيقنت أن في الأمر شيء، توقفت أمام عدد من الملاحظات الهامة، الملاحظة الأولى: أنه كان على متن هذه الطائرة ثلاثة وثلاثين ضابط مصري، منهم عدد من الطيارين على الطائرة الأباتشي العسكرية.
الأمر الآخر: أن هناك معلومات ترددت عن وجود عالم ذرة مصري في هذه الطائرة، هذا الحدث في حد ذاته دعاني إلى أن أفكر: لماذا؟ وكيف سقطت هذه الطائرة؟ توارد المعلومات من الولايات المتحدة أكد أيضًا أن هناك حالة من التخبط الشديد في البيانات الأمريكية تجاه التعامل مع قضية الطائرة.
محمود عوض:
أما حكاية الموساد، ورا الموضوع... إذا كان الموساد ورا الموضوع، سيكون حيبقى بلعب مش ضد مصر فقط، وإنما أيضًا ضد مصر وضد أمريكا، وده قصة أخرى، إنما يعني أنا أصله الانسان ده، في نوع من الناس عندنا من كثرة ما هو قاعد يتكلم عن الموساد، الله فبقى متهيأ له أنه الموساد ده موجود تحت كل كرسي، تحت كل ترابيزة، ورا كل المطبخ، وده بيدي لإسرائيل ما لا تستحقه، الموساد في آخر ثلاث أربع سنين، آخر عمليتين ثلاثة عملهم كانوا فضائح (بجلاجل)، اللي في سويسرا، واللي في الأردن بتاعت خالد مشعل وده، فضائح ما يعملهاش جهاز مخابرات مبتدئ، رغم إنه التكنولوجيا اللي استخدموها متطورة جدًّا.
فالموساد ماهواش حكاية يعني عظيمة، يعني أنا عايز أقول: إسرائيل عموماً ما احنا أيه؟ يعني إسرائيل ما هياش (ميكي ماوس)، لكن ما هي (رامبو)، يعني ما نقعد ننقل يا إما هي تبقى (ميكي ماوس) إما تكون (رامبو)، وقادرة على كل شيء، لا ده تفكير لا أستبعده، لكن مش وقته.
يسري فوده:
هذا وقت التحليل الفني، يعتمد المحققون في ذلك على أربعة مصادر للحقيقة، لا على خيال ولا على استنتاج، فقط ما يمكن أن يشكل دليلاً أو مؤشرًا إلى دليل، هذه المصادر هي:
1ـ قراءة رادار برج المراقبة والرادارات القريبة.
2ـ قراءة عدادات الطائرة المسجلة في الصندوق الأسود.
3ـ فحص الشريط الصوتي لقمرة القيادة.
4ـ فحص حطام الطائرة.
يقول لنا المحققون: إن رادار برج المراقبة يقول لهم: إن الطائرة وصلت إلى ارتفاع ثلاثة وثلاثين ألف قدم، ثم اختفت من على الشاشة.
حقيقة لا يستطيع رادار برج المراقبة وحده تحديد ارتفاع الطائرة.
ماثيو وورلد:
تقرأ الرادارات خط الطول ودائرة العرض ولا تقرأ الارتفاع، وإنما على متن الطائرة جهاز يحدد الارتفاع ويرسله إلى الأرض .
الطيار يسري حامد:
لا، الرادار ما يقدرش يجيب ااـ.. الرادار أصله.. في في أجهزة الطيارة بترسل نبضات للرادار بحيث تظهر نقطة كبيرة، لما بتنفجر الطائرة الجهاز نفسه ما بيبقاش موجود، فما بترسلش هذه العملية، إلى جانب أن نفس الطيارة بترسل، الأجهزة اللي فيها هي اللي بترسل الموجات اللي بتظهر على شاشة الرادار، ساعة ما تختفي الطيارة مين اللي سيبعث هذه الموجات؟ إذن هي مش موجودة.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن الطيار الآلي فُصِل قبيل اختفاء الطائرة.
حقيقة يمكن للطيار الآلي أن ينفصل بضغطة إصبع، كما يمكن له أن ينفصل من تلقاء ذاته.
ماثيو وورلد:
هناك أسباب كثيرة تدعوك إلى فصل الطيار الآلي، فإذا حدث خلل، تمدُّ يدك أولاً فتفصل الطيار الآلي، كي تتحكم في الطائرة، ولكن في هذه الحالة لا يبدو أنه فُصِل لسبب يمكن تحديده، إذ لا تسجل عدادات الطائرة حدوث خلل ما.
الطيار وليد مراد:
لو حصل تغيير، فبرضه مش عاوز أخش في حاجات فنية، الحاجات الفنية يمكن برضه المشاهد ما يستوعبهاش.
يسري فوده [مقاطعًا]:
يعنيهذه النقطة هامة، نريد أن أن ……
الطيار وليد مراد:
لو حصل تغيير في الكهرباء يفصل، لو حصل تغيير في دورات…، لو حصل أعطال في حاجات معينة، لو حصل تغيير من كمبيوتر خاص بعدادات معينة، أحوله لعدادات معينة ثانية يفصل، لو حصل فيه هو نفسه عطل يفصل، لو حصل (Force)[قوة] عليه يفصل، لو حصل (Command) [أمر] غلط يفصل، يعني ليه حاجات كثير جدًّا جدًّا جدًّا... ممكن يفصل فيها.
الطيار ديفيد ليرمونت:
من المعروف أن الطيار الآلي أنه يتعطل ويخرج بالطائرة ولو مؤقتًا عن نطاق السيطرة، ولذا يوجد زر فصل الطيار الآلي لدى إبهام الطيار، فإذا حدث خلل به، تكفي مجرد ضغطة، فينفصل.
الطيار يسري حامد:
اللي تقال: اللي حصل إنه الطيارة كانت تطير عادي، وبعدين (Automatic Pilot) اللي ماسك الطيار فُصل أو انفصل.
يسري فوده [مقاطعًا]:
الطيار الآلي.
الطيار يسري حامد:
الطيار الآلي، وده ممكن يحصل، إذا حصل برضه زي ما قلنا في منطقة الذيل الورانية حصل ده، وده لما تروح بحصل ضغط، الطيارة عايزة تنزل و(Automatic Pilot) ده بيحاول بيمنعها من النزول إلى مرحلة ممكن أن يفصل لوحده، أو هو اللي حصل. إنه سُمع صوت في غرفة القيادة بيقول: (Control)، ده دليل يعني ربما يدل على إنا نحنا عندنا شاشة تبين إذا كان في عيوب الطيارة. فحصل إنه ظهر عيب مكتوب (Control) فواحد من القاعدين قال: (Control)، وبناءً عليه الـ(Command) يا فكَّ (Automatic Pilot) يا هو فكَّ لوحده، يعني: الطبيعي عندما يحصل عيب في الـ(Control)، بنعزل (Command) ونتصرف…
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن أنف الطائرة انحدر بزاوية تزيد عن أربعين درجة، وأنها هوت إلى حوالي تسعة عشر ألف قدم في نحو أربع وثلاثين ثانية.
حقيقة تنعدم الجاذبية في ظل هذا المعدل من السقوط، فلا يشعر ركاب الطائرة بأوزانهم.
الطيار يسري حامد:
الإعلان التالي اللي حصل فعلاً إنه هو نزلت من 33 لـ 19000.100 في 34 ثانية، ده معناه أنها لو حسبناها تزيد حوالي 22500 قدم في الدقيقة، وده شيء ما يحصلش للطيارة بأي حال من الأحوال، يعني كطائىة بمواصفات طائرة فيها كل مواصفات.. مقومات الطائرة، أقصى ارتفاع تقدر تنزله طبيعي من 7000، 8000 قدم في الدقيقة، لكن 22000 قدم لازم يكون فيها عيب خطير، أو بمعنى أصح عيب في المنطقة الخلفية من الطائرة اللي هي ذيل الطيارة.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن محركات الطائرة أوقفت أو توقفت عن العمل في بداية رحلة السقوط.
حقيقة لا يؤدي توقف المحركات وحده إلى سقوط الطائرة ناهيك عن سقوطها بمثل هذا المعدل.
الطيار ديفيد ليرمونت:
إن رؤية محركات الطائرة مغلقة عند هذه النقطة بالتحديد مسألة مفاجئة جدًّا ومحيرة جدًّا أيضًا، وأنا شخصيًّا لا أدري لماذا أغلقت المحركات؟ لا يوجد سبب معقول للقيام بذلك، الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله: إنه حين قامت الطائرة بهذه المناورات العنيفة، وهي بالطبع من نوع المناورات التي لا يقوم بها عادة الطيار، كما أنه لا يضطر إلى القيام بها، ربما يؤدي ذلك إلى بلبلة عقله، وقد يسيطر عليه الخوف، وعندئذ من الممكن أن تتأثر ردود فعله وقراراته بحالته الذهنية.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون أيضًا: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن عصا القيادة أثناء هذه المرحلة كانت في وضع الهبوط.
حقيقة عصا القيادة أمام مساعد الطيار مطابقة تمامًا لعصا القيادة أمام قائد الطائرة، وهما مصممتان بحيث إذا اتجهت إحداهما صعودًا أو هبوطًا تتبعها الأخرى في الاتجاه نفسه، هل من الممكن إذن أن يكون حدث خلل فني، لسبب أو لآخر؟.
الطيار يسري حامد:
آ، طبعًا، هو الحركة بتيجي بالعصاية اللي قدام الكابتن لغاية الذيل ورا خالص، وتمر بمراحل في وصلات كهرباء، أي كل ما في الأمر في وصلة كهرباء، وبعدين في (Cables) طويل بيصل ما بين الجزء الأمام من الطائرة لذيل الطائرة.
وبعدين في (Hydraulic) [محرك] (Syestem) نظام بيشتغل فيه (سلندرات) و(بساتم) بروح وييجي، هو اللي بيحرك إلى جانب نفس الدول بيحرك على (رولاز)، فده عيب في الـ(رولاز) أو عيب في الـ(سيرفودايز) أو المساكب يعني، أو عيب في الـ(Cables)، يعني اللي هي الوصلات أو عيب كهربائي، أو عيب في العصا القدمانية نفسها، وأي عيب من دول كلهم يمكن يؤثر ويعمل خلل في المنطقة.
ماثيو وورلد:
هذه الطائرة لا تزال تستخدم أسلاكًا تصل إلى الخلف، حيث المشغِّل الميكانيكي بعكس بوينج 777 مثلاً التي تستخدم دفقة كهربائية، ترسل إلى حيث المشغل.
يسري فوده:
ثم يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن رافعتي الصعود والهبوط في مجموعة الذيل، كانتا في اتجاهين متضادين .
حقيقة نظريًّا، الرافعتان مصممتان كي تعملا في توافق، وعمليًّا يمكن لسبب أو لآخر أن تتوقف الرافعتان أو إحداهما عن العمل.
فرانك غرانيتو:
قبل هذه الحادثة لم أسمع مطلقًا بانفصال الرافعتين، لأن أحدًا ما اندفع إلى الأمام والآخر شُدَّ إلى الوراء، تقول بوينج: إنها مصممة بهذا الشكل، هذا جديد عليَّ، وأود بالتأكيد أن أرى الأساس الهندسي، والدليل على أن ذلك في تصميم الطائرة.
الطيار يسري حامد:
مجموعة الذيل ده بتتكون من جزأين: جزئين أفقي، وفي جزء رأسي وده اللي هو الدفة اللي في التحرك ده، ما إلناش دعوة بيه دهالوقت، الجزء الأفقي ده هو المسؤول اللي يتحرك لفوق وبتحرك لتحت، مسؤول عن طلوع الطائرة، فلو حصل له إنه هو نزل بهذا الشكل وحصل له إنه هو نزل بهذا الشكل، لسبب من الأسباب، وحصل له اتقفش أو اصتك أو غرجن على هذه الحتة، معناه إنه هو لما بنيجي نشدُّه، ما بيتحركش خالص، ولو شديناه بقوة جامدة اشوية، أو لازم الاثنين الكباتن اللي جوه يمسكوا الطيارة مع بعض، يمسكوا العصاي مع بعض ويشدوا بقوة زيادة، تؤدي إلى إنه في وصلة بين الاثنين دول، ممكن تتكسر هذه الوصلة، ويصبح كل جزء من دول بيتحرك لوحده، ما بشتغلوش مع بعض. لو في واحد فيهم قافش لسبب من الأسباب، القافش ده حيفضل قافش، الثاني حيتحرك، وهو ده يعني ظهر في الـ( Fly Data Recorder) بتاع الطائرة، إنه فعلاً في واحد منهم لفوق وواحد لتحت، فده بيبين أنه هم في أثناء ما بشدوا، وده باين برضه في الـ(Voise data Recorder) أنه هو بيقول له: شدّ معي، شدّ معي، شدّ معي، إذن الاثنين بيشدوا مع بعض في لحظات معينة، أدت إلى كسر الوصلة اللي بين الجزأين دول، أدت إلى إنه الجزء المصتك انفصل عن الجزء دهوت، والثاني ابتدأ يتحرك، عند تحرك هذا الجزء أصبح يمكن للطائرة لأنه ده حيقبض فيه الهواء، وحيشيل الطيارة وبالسرعة العالية ويخليها تطلع ثاني.
الحلقه الثانيه
سر الطائره المصريه
ماثيو وورلد:
لو حدث خلل ميكانيكيّ وتوقفت إحدى الرافعتين، فإنك تحتاج إلى فصلهما، كي تتمكن الرافعة الأخرى من التحرك، والطائرة مصممة بحيث إذا وضع الطيار قوة كافية، يستطيع فصل الرافعتين لعلاج الخلل الميكانيكي المتمثل في توقف إحدى الرافعتين عن العمل.
وليد البطوطي:
فالراجل بعث قال لي: لا، الطيارة ده ما تعملش غير 12 درجة، والطيارة ده ما فيش فيها (الفلابس) اللي هم الكلام اللي قالوا عليه، واحد نزل، وواحد طلع، فكلام يعني ناس ما ركبتش طيارات، ولا ناس بتفهم، والمفروض أنه سيناريو وحيعدي.
واحد طفى الماكين، طفى ماكين الطيارة والطيارة طايرة في الجو، البني آدم العادي، اللي ما ركبش طيارة وما بفهمش ييقول لك: آ، [نعم]. طفى الطيارة ده بـ، طيب ده ممكن بطفي الطيارة عشان بهرب من صاروخ في الليل.. حرارة..مشى ورا الطيارة، وبيعمل (Gleding)، والطيارة مصنعة على إنها تعمل (Gleding)، يعني تطير شراعي، كويس ولكن زاوية الانكسار.. كويس وباللغة العربية أقولها لحضرتك العربية احنا لما بنسوق العربية (الدركسيون) له زاوية ما بيروحش بعدها، مهما إنت عملت بقى وحطيت قوة عليه، حتتكسر الطارة لكن ما تقدرش.
يسري فوده:
يقول لنا المحققون: إن عدادات الطائرة تقول لهم: إن السرعة النسبية للطائرة اقتربت من سرعة الصوت، وإن لم تصل إلى حد كسر حاجز الصوت، فيما تزيد سرعة الطائرة أي طائرة، يتضاغط الهواء أمامها حتى إذا بلغت حدًّا معينًا، يشكل الهواء جدارًا صلدًا لا تستطيع اختراقه، فإذا حاولت لتمزقت إلى أشلاء من تلقاء ذاتها، لو كانت هذه الطائرة طائرة عسكرية مصممة لذلك، لمزقت الهواء، ولو فعلت ذلك على ارتفاع منخفض لمزق الهواء الممزق نوافذ المدينة.
الطيار ديفيد ليرمونت:
هذه الطائرة ليست مصممة إلا للقيام بتلك المناورات التي يتحملها الجسد البشري بسهولة، يمكنها فقط -مثلاً- تطبيق الجاذبية الإيجابية، وهو الإحساس الذي يسيطر على راكب أرجوحة في ملهى، حين ترتفع فجأة، فيندك في مقعده، وأقصى ما تستطيعه الطائرة يعادل مرتين ونصف المرة من الجاذبية، فيشعر الراكب بأن وزنه زاد مرتين ونصف المرة، وهذه ليست مشكلة، إن طائرات كهذه -ببساطة- ليست مصممة للقيام بمناورات تحتوي على تطبيق قوى عنيفة من هذا النوع.
يسري فوده:
وأخيرًا، يقول لنا المحققون: أن رادار سلاح الطيران الأمريكي يقول لهم: إنه التقط الطائرة، وهي ترتفع مرة أخرى إلى 24000 قدم ثم تهوي إلى 10000 قدم قبل أن تتبخر .
ماثيو وورلد:
لدى سلاح الطيران الأمريكي رادار من نوع خاص، يستطيع تحديد الارتفاع، وقد قالوا: إنه بعد سقوط الطائرة، رأوها تصعد مرة ثانية لمسافة ميل، ثم تسقط مرة أخرى، وهذا نمط غريب جدًّا، أثار مزيدًا من التساؤلات، وبعد أيام قليلة، وجدوا الصندوقين الأسودين اللذين أكدا هذا السقوط المفاجئ، ثم الصعود مرة أخرى.
الطيار ديفيد ليرمونت:
كان هذا هو الرادار الذي رسم صورة مكنت المحققين من تكوين فكرة عن بداية انفجار الطائرة من جراء ديناميات الهواء، رأوها تتفسخ، فبدلاً من رؤية نقطة واحدة، رأوا فجأة أكثر من نقطة في المنطقة نفسها، وهنا أدركوا أن الطائرة تنفجر.
يسري فوده:
سلمت مصر مقاليد التحقيق إلى الجانب الأمريكي، تحول الخصم إلى خصم وحكم في آنٍ معًا.
محمود عوض:
سنة 1980 السعودية ما هي وقعت لها طيارة، ريس الطياره أمريكاني، في البداية برضه حاولوا يعني يلبسوا التهمة للطيار السعودي، كان معاه مساعد اللي هو المهندس الميكانيكي اللي كان معاه أمريكاني، ووبعدين تبين بعد كده لما السعوديين راحوا جابوا خبرا بريطانيين يحللوا لهم الموضوع، طلع إنه عيب في التصميم تاع الطيارة، في عندك حوادث كثير، يعني نقدر نسترسل في هذا، ما ننساش أبدًا إنه في تضارب مصالح، لا حكاية بقى لا صاحبي، ولا مش صاحبي، هنا أنا لي مصلحة تختلف تمامًا عن مصلحتك.
مصطفى بكري:
هو ده، نحن -للأسف- سمحنا للجان تحقيق أمريكية بأن تأتي هنا، وتستجوب أسر الضحايا، وكان الأولى بنا أن نطردهم من هنا، وأن نكون نحن الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية، لنحقق في هذه الجريمة التي وقعت على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، أو في مياه دولية على الأقل، من حقنا أن نكون طرفًا فعلاً، لكن للأسف أنا شاعر بتقصير، ويشعر كل مصري بتقصير حكومي مصري تجاه التعامل مع قضية الطائرة.
محمود عوض:
قعدوا يقولون: آه، لا، ده نحن مشتركون، ودينا وفد، ودينا لجنة وبتاع، لغاية التفريغ بتاع الشريط الثاني مثلاً، عرفنا إنه في الجلسة الأولى بتاع الاستماع لتفريغ الشريط الثاني، الصندوق الثاني، مُنِعت مصر للطيران من حضور جلسة الاستماع، ومُنِع مجلس الطيران الفيدرالي الأمريكي نفسه، واقتصرت جلسة الاستماع على مندوبين من وكالة المخابرات الأمريكية اللي هي الـ( C.I.A)، طيب إفرض عمل معاه شغل عافية، يعني ما هو أنا مش حأخش [أدخل] فيه وأبقى ماسك له مسدس وأقول له خش على الأوضة ولا ما تخشش، يبقى كان لازم يطلع متحدث باسم مصر للطيران، ثاني يوم يقول جملة واحدة، ما يخشش في اشكالات ولا عواطف ولا مشاعر ولا صداقة ولا عداوة، تسجل مصر للطيران أنها منعت من حضور جلسة الاستماع الأولى، ده أهميتها أيه بقى؟ أهميتها إنها حتخلي الأمريكان يفوقوا مش في وجه مصر للطيران ولا مواجهة مصر، في مواجهة روابط الطيارين، وشركات الطيران حول العالم، لأنه هنا مصداقيته على المحك.
يسري فوده:
ولأن الموضوع يعِج بالتفاصيل الفنية، قررت أن أضع هذه المصداقية عمليًّا على المحك، ألقت بي مصر للطيران إلى مطار الدوحة، إلى هنا -على أية حال- ألقت الصدفة بأجيال من طيّاري مصر للطيران، لا للسياحة، ولا للتجارة، ولا للعمل، بل للتدرب على فنون الطيران.
ذهبت كارثة الرحلة 990 بمجموعة من خيرة طيَّاري طراز بوينج 767 ، أحمد الحبشي، رؤوف نور الدين، جميل البطوطي، عادل أنور، وغيرهم.. ومعهم كبير الطراز نفسه حاتم رشدي، كبيرهم الآن هو الطيار رشدي زكريا، وصل إلى الدوحة بعد الكارثة لتدريب صف جديد من الطيارين.
سياج من الحساسية غير مُبَرَّر يلف طيَّاري مصر للطيران في معظم اتصالاتي بهم بعد الكارثة، مفروض عليهم أحيانًا، وغير مفروض في معظم الأحيان، واحد فقط من أبرزهم، وأكثرهم كفاءة -لا أستطيع الآن ذكر اسمه- تحمس لفكرة بزغت في ذهني عندما قابلته في القاهرة، وافق على أن يلحق بي إلى هذا المركز التدريبي الملحق بالمطار، كي نختبر معًا على أرض الواقع مدى صدق التحليلات الأمريكية المبنية على ما يقولون لنا: إنه حقيقة، قدمنا طلبًا إلى شركة طيران الخليج، التي تملك وحدها في منطقة الشرق الأوسط هذا المحاكي لطراز الطائرة بوينج 767، وانتظرنا الرد.
في اليوم التالي توجهنا إلى صالة الاستقبال في مطار الدوحة انتظارًا لوصول الطيار المصري، كنا نعلم أنه ربما لن يأتي، وكان لدي أمل أنه ربما سيأتي، كان الصيد على أية حال أثمن من أن أضيع أخفت بارقة من الأمل، حطَّت الطائرة على مدرج المطار، لكنه لم يكن قائدها، ولا كان بين الركاب، في ذلك اليوم كانت الصحف قد نقلت عن وكالات الأنباء تصريحات لرئيس شركة مصر للطيران محمد فهيم ريان، يعبر فيها لأول مرة عن قناعته بأن شيئًا ما حدث في ذيل الطائرة، هو الذي أدى إلى سقوطها، قالت لي مصادر مقربة: أنه استشاط غضبًا، لأنه لم يكن يتوقع أن تخرج قناعته هذه إلى الملأ، بعد ذلك قال لي الطيار المصري الذي كنت في انتظاره: إنه حين عُلِم باتفاقه معي طُلِب إليه عدم السفر، رغم أنهم مقتنعون بسلامة موقفهم، متحمسون للدفاع عن أنفسهم، ما الذي يخشاه المصريون بعد ذلك إذن؟.
مصطفى بكري:
أنا لا أعرف الحقيقة، ولكن -للأسف- يعني الموقف المصري في قضية الطائرة في حاجة إلى مراجعة حقيقية، وأعتقد أن كل مواطن مصري يشعر بالجرح، لأنه يعني شعر بإهانة قومية من الولايات المتحدة الأمريكية، وكل مواطن مصري يدرك أن دماء هؤلاء الشهداء معلقة في رقاب الأمريكان، لا أعرف إذا كانت مصر ستظل إلى متى عند هذا الموقف؟ والحكومة متى ستتحرك؟ هل هي بالفعل في انتظار نتائج التحقيق؟ ومتى يمكن أن تظهر نتائج التحقيق؟.
محمود عوض:
خلينا نبتدي أولا بالجزء الإيجابي، إنه في أول 48 ساعة، طلع رئيس شركة مصر للطيران وقال: والله لو ثبت مسؤولية مصر للطيران، فأنا استقالتي حكون أول حاجة أعملها، كان يجب هنا تنتهي مهمة رئيس الشركة، الجملة ده وهي يعني كافية جدًا، وما نشوفش رئيس الشركة بعد كده.
د جيهان رشتي:
بصفة عامة، وهذا رأيي قد لا يكون علمي أو بل انطباعي، إنه أداء مصر للطيران كان سيِّء، وأنت لما ما كنتش تصمم على حقوقك، ما حدش حيديها لك، خصوصًا مع الطرف الأمريكي، أنت لازم تكون قوي، ولازم لو كنت صاحب حق تصمم عليه، وما تتنازلش، يعني احنا شُفنا الإسرائيليين بيعملوا أيه معاهم.
محمود عوض:
طبعًا كان ممكن يبقى الأداء مختلف عن هذا، يعني أداء مصر للطيران، وبالمناسبة أنا أيضًا أشرك في المسؤولية الحكومة المصرية نفسها، ما كانش هو الأداء المثالي، وبالعكس احنا ارتكبنا أخطاء ما كانش لازم ترتكب.
[مشهد من أرض المطار إبَّان خبر سقوط الطائرة حيث صراخ وعويل على أرض المطار]
يسري فوده:
منذ الإعلان عن تلك الكلمة: توكلت على الله، وما أعقبها من ثورة شعبية، لزم المسؤولون المصريون الصمت، تبدو حجة انتظار نتائج التحقيق الرسمي في عيون بعض المراقبين حقًّا يراد به باطل، هذا اعتذار موثق عن حديث طلبناه من رئيس شركة مصر للطيران فهيم ريان، وهذا خطاب مسجل إلى سفير المصري في واشنطن نبيل فهمي، اعتذر عنه بالهاتف، وهذا اعتذارٌ آخر من المدير العام لفرع مصر للطيران في نيويورك سمير الشنواني. [يعرض على الشاشة صورًا للخطابات المذكورة].
بدأت الإجابة على أية حال تتسرب إلينا فيما تلا ذلك من مراحل إنتاج تحقيقنا هذا، لا الطيار المصري وصل إلى الدوحة، ولا شركة طيران الخليج قبلت أن تفتح لنا أبوابها، الحجة هذه المرة أن محاكي الطراز المطابق لطراز الطائرة المصرية محجوز، هكذا..محجوز إلى يوم القيامة..! لا بأس، كلفت أحد زملائي في لندن باستئجار ساعتين على طائرة بريطانية من الطراز نفسه، لم يكد يشرح لهم من نحن حتى قالوا له: إن كان الأمر يتعلق بطائرة مصر للطيران فلتنسه تمامًا.
فكرت في باكستان، فكرت في السودان، فكرت في أفغانستان، فكرت في كل هؤلاء المغضوب عليهم من وجهة نظر الغرب، لكن قناعة كانت قد تكونت لدي، بأن الأمر إن لم يتم هنا في الدوحة، فلن يتم في أي مكان آخر على وجه الأرض.
الذي رسَّخ من قناعتي هذه أن مطار جون كيندي، رغم أنه واقعيًا أغلق الباب أمامنا، كان أذكى، فأرسل إلينا ما يبدو ظاهريًّا موافقة على استقبالنا، اشترط فيها عدم تصوير نقاط التفتيش الأمني، عدم تصوير صالة السفر رقم4 التي تضم مصر للطيران، وبصفة خاصة -على حد تعبيرهم- عدم تصوير أي عنصر أو مادة أو لافتة تشير إلى مصر للطيران، أضف إلى ذلك اعتذارًا هاتفيًّا من شركة بوينج، وآخر كتابيًّا من شركة (براتن وتني) المصنعة لمحركات الطائرة.
رسالتان أخريان منا مسجلتان أولاهما: إلى مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) (لويس شو ليرو) الذي صرح مرة بضلوع مكتبه في التحقيقات، رغم أنف الجميع، وثانيتهما إلى رئيس الهيئة القومية لسلامة المواصلات (NTSP) (جيم هول)، كان مصيرهما أيضا اعتذارًا هاتفيًّا عن عدم الحديث .
وليد البطوطي:
في البحث في ملفات جميل البطوطي لقوا إنه ما عندوش أي دوافع، فحيبصوا على واحد من الطيارين، لا، لأنه المرة القادمة أنا حأروح أقف أي طيار ثاني، وحأقف برضه، لا، لو يجيبو لنا العـيب والمشكلة فين يجيبوها. هـم عارفينها، هـم عارفينها كويس. شوف حضرتك سر الطيارة ده هم يعلموه تمامًا، وأنا مقتنع بالكلام ده، وقعدني مع (جيم هول) كده قدامه و(Face To Face) [وجهًا لوجه]، ربع ساعة حيوقع هو، الحقيقة الطيارة ده معروفة.
يسري فوده:
في العاصمة الأردنية عمان، زادت قناعتنا ترسُّخًا، عندما علمنا أن طاقم الطائرة الملكية الأردنية في رحلتها رقم 262، وقَّع قبل أيام من ذلك التاريخ على وثيقة ينفي فيها شهادته الأولى التي قال فيها: إن مساعد الطيار عواد الراشد رأى كتلة نار ملتهبة تقترب من طائرته في الموقع نفسه، الذي شهد سقوط الطائرة المصرية بعد ذلك بثلاث ساعات ونصف الساعة، لسنا ندري بعد ذلك إن كان الطيار الألماني الذي أدلى بشهادة مماثلة قبل ذلك، ثم سكت تمامًا، إن كان سكت وحده، أم أُجبر على السكوت مثلما لا ندري إن كان الطيار الأردني أحمد خفاجة قد رفض الحديث إلينا، أم أنه أُجبر على الرفض، رغم ذلك فقد استطعنا الوصول إلى من استطاع الوصول إليه، ثم أملى ضميره عليه بعد ذلك أن يبعث بهذا الكتاب إلى وزير الخارجية المصري عمرو موسى، وإلى شركة مصر للطيران.
لأننا لا نملك من الأدوات الفنية، أو ربما من الإرادة ما يمكننا من تفنيد ما يقولون لنا إنه حقيقة، لا أقل إذن من قليل من المنطق.
أترى حين أفقأ عينيك.
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى.
ولا أقل إذن من قليل من الإرادة، في الحلقة القادمة من هذا التحقيق ندخل معكم أخيرًا بهذه التفاصيل الفنية كلها، رغم هذه الضغوط كلها إلى محاكي طراز الطائرة المصرية بوينج 767، كي نناقش نظرية الانتحار على أرض الواقع، نضع بين أيديكم ما وقع بين أيدينا من حديث اللحظات الأخيرة، في قمرة القيادة، ونناقش حرية إعلامهم في هتك أحشاء من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، حتى ذلك.. طيب الله أوقاتكم.
وليد البطوطي:
الإعلام بتاعهم قال: ضغوط سياسية. بيكلموا يعني بيكلموا..احنا ناس متعلمين يعني، ما الواحد ما بيقللش من من شأن بلده أبدًا، لأننا احنا لنا وضعنا طبعًا في المنطقة، ولكن يعني ما ييجيش يقول لي: مصر عملت ضغوطًا سياسيةً على أمريكا!! لا، مصر فقست أو.. أو.. أوقف عندك، أوقف والزم حدودك، سمعني الشريط [شريط غرفة القيادة].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى