اعلنت روسيا الخميس ان محادثاتها مع الولايات المتحدة بشان اقامة درع مضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية شارفت على الوصول الى "طريق مسدود" محذرة من انها قد تنشر صواريخ جديدة في اوروبا لتدمير بعض مكونات تلك الدرع المثيرة للجدل
ا ف ب - موسكو (ا ف ب) - اعلنت روسيا الخميس ان محادثاتها مع الولايات المتحدة بشان اقامة درع مضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية شارفت على الوصول الى "طريق مسدود" محذرة من انها قد تنشر صواريخ جديدة في اوروبا لتدمير بعض مكونات تلك الدرع المثيرة للجدل.
وقال وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف خلاله مؤتمر نقله التلفزيون حول قضايا الدفاع الصاروخي "لم ننجح حتى الان في التوصل الى حلول مقبولة من الطرفين، الوضع وصل عمليا الى طريق مسدود".
وجاءت تصريحاته قبل ساعات من اجتماع بين جنرالات روس مع فريق خاص ارسلته واشنطن لاجراء محادثات قبل نشر العناصر الاولى من الدرع الصاروخية رسميا. وعارضت روسيا بشدة المنظومة الدفاعية التي تنشرها الولايات المتحدة لحماية حلفائها الاوروبيين من اي هجوم من دول اعداء مثل ايران التي يخشى الغرب انها تسعى الى تطوير سلاح نووي.
ويخشى مسؤولون روس من ان تضر الدرع الصاروخية بردعهم النووي وحذروا من انها قد تطلق برنامجا جديدا للتسلح اذا فشلت واشنطن في تبديد مخاوفها.
وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال نيكولاي ماكاروف ان احد الخيارات امام روسيا هي نصب صواريخ اسكندر القصيرة المدى في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على تخوم الاتحاد الاوروبي.
وقد اثارت مناقشة هذا الخيار قلق دول شرق اوروبا.
وقال ماكاروف ان "نشر صواريخ جديدة في جنوب وشمال غرب روسيا بما في ذلك منظومة صواريخ اسكندر في كالينينغراد - هي احدى خياراتنا الممكنة لتدمير البنى التحتية الاوروبية للمنظومة" الصاروخية.
وعرض الجنرالات الروس على شاشة امام المشاركين في المؤتمر الذين جاؤوا من 50 بلدا احتوت على رسوم بيانية حول كيف يمكن لصواريخ الحلف الاطلسي القضاء على صواريخ روسيا بنهاية العقد.
وقال ماكاروف "اظهرت تحليلات دقيقة اجرتها منظمات ابحاث تابعة لوزارة الدفاع انه عند نشر المرحلتين الثالثة والرابعة من الدرع، فان القدرة على اعتراض صواريخ روسية بالستية عابرة للقارات ستصبح حقيقية".
وبات مشروع الدرع المضادة للصواريخ الذي اطلق في 2010 احد ابرز مواضيع الخلاف بين الحلف الاطلسي وروسيا التي ترى فيه تهديدا لأمنها، وناقشها الرئيس الاميركي باراك اوباما عندما اعلن عن بداية جديدة للعلاقات بين البلدين في 2009.
الا انها اكتسبت مزيدا من الاهتمام مع انتقال الرئاسة الروسية من ديمتري مدفيديف الى فلاديمير بوتين الذي دارت بينه وبين الولايات المتحدة العديد من الخلافات اثناء فترة رئاسته الاولى.
وسيؤدي الرئيس الروسي اليمين الدستورية الاثنين وارسلت واشنطن فريقا كاملا من كبار المستشارين بهدف تهدئة التوترات بين البلدين على المدى القصير.
وقرر بوتين عدم المشاركة في قمة الحلف الاطلسي التي ستعقد في شيكاغو الشهر المقبل احتجاجا على الاعلان عن النشر الرسمي للدرع الصاروخية اثناء القمة.
الا انه يبدو ان التصريحات المتبادلة تاتي في اطار اتفاق سري متبادل بين الطرفين لتاجيل المحادثات الجدية بشان الدرع الصاروخية لتمكين اوباما من الحصول على فرصة في تشرين الثاني/نوفمبر لهزيمة مرشحه الجمهوري الذي يمكن ان يتبنى سياسة اكثر تشددا حيال موسكو.
وسمع الصحافيون اوباما يقول لمدفيديف من خلال مايكروفون كان مفتوحا سهوا في اذار/مارس الماضي انه يمكن ان يفاوض على بعض التنازلات بشان النظام اذا منحته روسيا "فسحة من الوقت" الى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
وسمع مدفيديف يقول لاوباما بالانكليزية "سانقل هذه المعلومات الى فلاديمير".
وقال نائب الامين العام لحلف الاطلسي الجنرال الكسندر فيرشبو مع انتهاء اجتماعات اليوم الاول بان القيادة الغربية الزائرة لم تقدم اية عروض جديدة لموسكو.
وصرح فيرشبو لاذاعة "صدى موسكو" انه "في هذه المرحلة من العلاقات بيننا، فان الحلف لن يعهد بامنه الى روسيا، ولن يمنح روسيا حق النقض بشان الدفاع عن مناطق الحلف
فرانس 24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى