آخر المواضيع

آخر الأخبار

21‏/05‏/2012

بالصور : قصر «الإليزيه» من الداخل بالتفاصيل والأرقام و... الأسرار


ألف موظف.. ورئيس جديد ينوي تقليص ميزانية سنوية قدرها 113 مليون يورو
باريس: «الشرق الأوسط»
ينوي فرنسوا هولاند، ضمن خطته في ضبط الهدر الحكومي، تقليص نفقات القصر الرئاسي الذي ما زال البذخ جاريا فيه مثلما كان في زمن الملوك السابقين. لكن هذه المهمة لن تكون هينة نظرا للتقاليد التي سار عليها «الإليزيه» وباتت من علاماته الشهيرة. إن نفقات مقر رؤساء فرنسا تفوق نفقات البيت الأبيض في واشنطن، مقر رؤساء الولايات المتحدة الأميركية.
وبلغة الأرقام، ارتفعت ميزانية «الإليزيه» بنسبة تزيد على 8 في المائة بعد دخول ساركوزي إليه حتى بلغت 113 مليون يورو في السنة. وهو أمر يثير حفيظة عدد من نواب البرلمان الذين اعترضوا على تبذير القصر الرئاسي في وقت تشكو فيه الخزانة من ثقل الديون. وللعلم، فقد حاول الرئيس السابق شد الأحزمة على بعض البطون حين قرر إلغاء الحفل السنوي الذي يقام في حدائق القصر بمناسبة اليوم الوطني ويدعى إليه الخاصة والمشاهير والدبلوماسيون وذوو المناصب العليا وفئات مختارة من العامة. لكن ساركوزي، في المقابل، رفع عدد العاملين في القصر من 945 موظفا وعاملا في 2006 إلى 1045 في خريف 2007، سنة تسلمه الرئاسة.
يتحرك الساكنون والعاملون في القصر فوق مساحة تزيد على 11 ألف متر مربع عدا الحدائق. وحيثما أداروا رؤوسهم يجدون كنوزا من التماثيل والثريات ولوحات عصر النهضة والأثاث المصنوع وفق طراز لويس الخامس عشر أو السادس عشر والسجاد المنسوج في مشاغل «سافونري» وجداريات قماشية من تطريز ورشة «غوبلان» الشهيرة. وعندما تقام مأدبة رسمية أو يعقد مؤتمر صحافي في القصر فإن العاملين في طاقم الإدارة يتوزعون في الأرجاء بشكل مستتر للتأكد من أن أحدا لم يتسبب في ضرر للموجودات الثمينة والتاريخية.
يتوزع العمل في «الإليزيه» على مجموعة طواقم، فالطاقم المسؤول عن الجدران والأرضيات، مثلا، يتألف من 4 عمال ماهرين مهمتهم تعليق الستائر والاعتناء بورق الحائط وخياطة الوسائد للصالونات المختلفة وإعداد قاعة المؤتمرات الصحافية وتحضير الطلبات للفائف والأقمشة المخملية التي يحتاج إليها القصر. وهناك 5 عاملات مسؤولات عن المفارش والشراشف والبياضات، وهن يغطسن طيلة النهار في أنهار من القماش الأبيض والسماوي والأحمر والأزرق، كلها مطرزة بالأحرف الأولى لكبار المصممين. وتستغرق عمليات الكي والفرد والطي باليد ساعات طويلة كل يوم. ويمتلك القصر 22 ألف قطعة تتراوح ما بين الصدرية ومفرش المائدة ومنديل السفرة والمماسح، عدا الشراشف وأغطية الوسائد والمناشف وبرانس الاستحمام.
أما الأزهار الطبيعية الموزعة في الصالات والحجرات فمهمة العناية بها وبتجديدها موكولة إلى 3 عاملين يعرفون مواسم النبات والفصل الذي تزهر فيه كل شجرة أو نبتة. ويحرص الثلاثي على انسجام ألوان الأزهار في المزهريات الكبيرة والصغيرة ومراعاة اختيار تلك الأنواع التي لا تسبب حساسية لأهل القصر أو ضيوفهم. وطبعا فإن التحضير لعشاء رسمي يحضره الضيوف من الرؤساء أو الملوك الأجانب هو معضلة في حد ذاته، لا يتقنها سوى فريق مدرب وخبير.
تشرف المسؤولة عن كهف الأنبذة وقناني المشروبات على مخزن يحتوي على أكثر من 12 ألف قطعة، وهي تعرف موضع كل قنينة حتى وهي مغمضة العينين لأنها وصلت إلى منصبها بعد خبرة وتدريب طويلين. وتستغرق عملية نصب طاولة عشاء رئاسي يحضره 250 مدعوا وقتا لا يقل عن 4 ساعات. ويدور حول الطاولة عاملات وعمال وسفرجية يكوون المفارش لإزالة آثار الطيات فيها، كما يقيسون المسافة بين كل صحن وآخر بالمسطرة، وكذلك المسافات بين الأقداح ذات الاستخدامات المختلفة وبينها وبين أدوات الأكل. وتحتوي خزائن «الإليزيه» على 28 ألف قطعة من الفضيات الخاصة بأدوات المائدة، ومعها 6 آلاف قطعة إضافية من الشمعدانات والأواني المنقوشة باليد، بينها قطع فنية يصل سعر كل منها إلى 4 آلاف يورو وتعود إلى زمن أباطرة فرنسا القدماء. وكل قطعة ممهورة بنقش «الجمهورية الفرنسية». وطبعا لكل رئيس، أو بالأحرى لكل سيدة أولى، ذوق خاص في اختيار أطقم السفرة. وكان ساركوزي وكارلا يفضلان طقما مؤلفا من 400 قطعة من البورسلين المصنوع في ورشات الخزف في «سيفر». وتحمل كل قطعة صورة طائر مختلف عن الآخر.
وهناك حكايات كثيرة تحتفظ بها ذاكرات الرؤساء ومساعديهم ومسؤولي البروتوكول عن الضيوف الذين مروا بمائدة القصر الفرنسي. فقد أبدى الرئيس نيلسون مانديلا إعجابه بطبق من الفضة يعلوه صحن من الخزف الأزرق الداكن فطلب صنع واحد منه لقصره في جنوب أفريقيا، يوم كان في الحكم.
أما الكؤوس فهي من كريستال «باكاراه» وتغسل كلها باليد وباستعمال فرشاة من وبر الحرير. وليس واردا وضع تحف المائدة في الغسالات الكهربائية. ولإنجاز غسيل الصحون لا بد من اجتماع 4 عمال مشهورين باليقظة والحرص والرهافة، يقفون بالساعات أمام الأحواض، يقابلهم 8 آخرون لتنشيف الصحون المغسولة. وهو نشاط يستغرق ما يتبقى من ساعات الليل بعد انفضاض العشاء ومغادرة الضيوف. وعادة ما يتصور هؤلاء أن الرئيس وزوجته سيخلدان إلى غرفة نومهما في القصر بعد عناء الضيافة، لكن هذا ما كان يفعله الرئيس شيراك وقرينته برناديت، أما ميتران فكان يودع زوجته دانييل لتذهب للمبيت في بيتهما الشخصي في حي سان جيرمان، بينما يذهب هو ليمضي الليل، غالبا، في شقة عشيقته المطلة على الضفة الشرقية من السين. وكذلك كان يفعل ساركوزي حيث يركب السيارة بعد مغادرة آخر الضيوف ويذهب مع زوجته كارلا ليناما في المنزل الذي تملكه في باريس. أما الرئيس الجديد هولاند فلم يتقرر بعد مكان مبيته، ذلك أن شريكة حياته فاليري لا تحبذ السكن في القصر الرئاسي، بل في شقتهما في الدائرة الخامسة عشرة من العاصمة، لكن الشقة تقع في شارع ضيق يصعب توفير الحماية له عدا عن أن من المستحيل مراقبة كل الجيران الساكنين في العمارة والتضييق على حريتهم.
وإذا كان السكان الرسميون للقصر يتركونه ليبيتوا في بيوتهم الخاصة فإن أطقم الحراسة والنظافة والإدارة تبيت في غرف وأجنحة مخصصة لهم في «الإليزيه». وقد فتح الحرس الجمهوري أبوابه للنساء منذ عام 1999. ويتكون الحرس من 487 حصانا يقودها عسكريون وعسكريات يرتدون زيا خاصا بهم مع خوذة تعلوها ريشة حمراء.
ينتظر الفرنسيون أو السياح الموعد السنوي للاحتفال بيوم التراث الوطني لكي يدخلوا «الإليزيه» ويتفرجوا على ما فيه من تحف وحيطان تنغلق آذانها على أسرارها. ففي ذلك اليوم تفتح قصور الدولة أبوابها للزوار، فيقفون في الطوابير ويتجمعون أمام الرقم 55 من شارع فوبور سانت هونوريه في باريس، منتظرين دورهم للدخول ومعاينة المكتب الرئاسي ومخادع النوم. ويتألف مكتب الرئيس من صالون ذهبي للاستقبال يغمره الضوء من نوافذ كبيرة، وفي أحد أرجائه طاولة الكتابة والإدارة التي يختارها كل رئيس حسب ذوقه. فقد كان مكتب شيراك من الطراز الفرنسي التاريخي، أما مكتب ميتران وساركوزي فمن الأثاث الحديث. ويفضي المكتب إلى شرفة تطل على حدائق القصر الغنّاء.
تودع سيارات الرئاسة في مرأب يقع في مبنى مجاور للقصر ولا تفتح بوابته إلا برقم سري، لدواعي الأمن. وقد استخدم الرؤساء، تقليديا، سيارات رسمية من نوع «سيتروين» الفرنسية الصنع، مع سيارات من نوع «رينو» للتنقلات اليومية. ويراعى أن يكون كل الميكانيكيين العاملين في صيانة السيارات من العسكريين أو العاملين السابقين في الحرس الجمهوري.
يذكر أن القصر قد شيد على يد المهندس أرمان كلود موليه، عام 1720، بناء على طلب من لويس هنري دولاتور دوفيرن، الملقب بكونت إيفرو. ويخبرنا التاريخ المثير لـ«الإليزيه» بأن الملك لويس الخامس عشر قدمه، في ما بعد، هدية لمحظيته مدام دو بومبادور، قبل أن يصبح مقرا للأمير يواكيم مورا، نسيب الإمبراطور نابليون الأول. ثم اتخذه هذا الأخير قصرا له، لكن الذي أقام فيه كان ابن أخيه، نابليون الثالث. ومن كونت إلى أمير إلى عشيقة إلى ملك، مضى الزمان ليجعل من القصر الباريسي الأشهر مسكنا لرؤساء الجمهورية التي أطاحت بالملوك، وآخرهم الاشتراكي فرنسوا هولاند.


لكل رئيس، أو بالأحرى لكل سيدة أُولى، ذوق خاص في اختيار أطقم السفرة

يتحرك الساكنون والعاملون في القصر فوق مساحة تزيد على 11 ألف متر مربع عدا الحدائق

الأزهار الطبيعية الموزعة في الصالات والحجرات، مهمة العناية بها وبتجديدها موكولة إلى 3 عاملين يعرفون مواسم النبات والفصل الذي تزهر فيه كل شجرة أو نبتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى