بين الشعارات والواقع تناقض صارخ في السياسة الإيرانية
فن "المقاومة" بالشعارات: نجاد يصف اسرائيل بـ"بعوضة تتحدى إيران"
العرب اونلاين ـ وائل بعلبكي - أدان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد السبت بشدة توجهات بعض حكام منطقة الشرق الاوسط حيال "الكيان الصهيوني" منتقدا بشدة صمتهم إزاء الجرائم التي يرتكبها "الاحتلال الصهيوني".
وقال احمدي نجاد في خطاب القاه االسبت امام حشد في محافظه خراسان الرضويه: بعد مضي الف و400 عام، وصل بنا الامر الي ان يقوم حفنة من الصهاينة المعادين للإنسانية بالهمينة علي الشعوب بقوة السلاح واحتلال اراضيهم" بحسب كالة الانباء الايرانية الرسمية "إرنا".
واضاف "اسرائيل ليست اكثر من بعوضة لايمكنها ان ترى الأفق الكبير للأمة الإيرانية" بحسب وكالة أنباء فارس.
واستطرد: في هذه الظروف تبادر بعض الحكومات في المنطقة الي شراء اسلحة بعشرات المليارات من الدولارات من اسياد الصهاينة وعوضا عن ابداء ردود افعال "حيال جرائم الصهاينة" يتخذون موقف المتفرج حيال الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني".
ويقول مراقبون إنه ليس بإمكان الرئيس أحمدي نجاد أن يقدم مثالا واحدا يكشف عن أن بلاده قد أطلقت ولو رصاصة واحدة على جبهة القتال العربي الإسرائيلي، على الأقل منذ قيام ما تسمى بالثورة الإيرانية.
ويضيف هؤلاء المراقبون أن ما هو ثابت بالحجج الدامغة هو العكس من ذلك تماما، إذ ان إيران أسهمت في تاريخها الحديث وتحت سلطة المرشد الإسلامي الأعلى في تدمير بلدين إسلاميين العراق وافغانستان وذلك بشهادة كبار المسؤولين فيها الذين أكدوا في أكثر من مناسبة انه لو لا مساعدة إيران لما تمكنت الولايات المتحدة من احتلال العراق وأفغانستان.
وفي العراق مثلا اجتمعت طهران مع عتاة الأمريكيين والصهاينة على احتلال بلاد الرافدين تشفيا من هزيمتها في حرب الثماني سنوات، وساهمت وبحيوية في تمزيق وحدة هذا البلد العربي بمشاريع سياسية طائفية وقبلت عن طريق حلفائها الحاكمين هناك بان يسير العراق بدستور نوح فيلدمان "الفدرالي- الطائفي".
وفي افغانستان كان الموقف الإيراني من طالبان السنية، وتجندها مع الغرب للقضاء عليها دينيا طائفيا بحتا، إذ لا يحتمل المذهب الشيعي الإثناعشري الصفوي، أي مذهب إسلامي عداه حتى ولو كان شيعيا، على أنه لا يؤمن بتكفير السنة وسب الصحابة.
ويعتقد نفس المراقبين أن ايران لم تعد تفرق بين حقها في الدفاع عن ارضها وبين العدوان على دول الجوار العربي يدفعها في ذلك حلم امبراطوري فارسي يريد استعادة ما يعتبره أمجاد الماضي تحت عباءة إسلاموية.
وقال نجاد "بعض حكام المنطقة يقومون بإطالة اللسان على الشعب الإيراني الذي يريد الدفاع عن حقوقه ومصداقيته وحقوق الشعوب وصون العداله".
وتابع "انهم مستعدون لصرف مئات المليارت من الدولارات ضد المبادىء الاسلامية وان البعض منهم يعمل على قتل ابناء شعبه، ولكن غير مستعدين ان يعبروا عن غضبه حيال جرائم الصهاينة عديمي الثقافة والمعادين للإنسانية والاسلام".
ويعلق بعض المحللين العرب على ما جاء في خطاب نجاد بالإشارة إلى أن الرئيس الإيراني يتجاهل أن بلاده، عندما تمعن في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطمب الكبرى وطمب الصغرى، وعندما تهدد بين الفينة والاخرى باستعادة البحرين على اساس أنها تابعة لها تاريخيا وعندما تمول وتحرك النشاطات الشيعية المريبة في الدول العربية، وعندما ترعى مؤتمرا للانفصاليين اليمنيين لتقسيم اليمن، فإنما هي تستنسخ التجربة الصهيونية في أطماعها في المنطقة العربية.
يشار إلى ان اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة تطلقان تصريحات شديدة اللهجة ضد طهران مفادها أن كل الخيارات مطروحة على المائدة بما في ذلك الخيار العسكري في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب بانه ستار لتصنيع اسلحة نووية.
وتقول ايران إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.
العرب اون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى