حرصت وسائل الإعلام العالمية أمس في تعليقاتها علي أحداث وزارة الدفاع بالقاهرة علي التحذير من أجواء العنف التي تلقي بظلالها علي الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتناولت بإسهاب مبررات ما حدث وحاولت التوصل إلي تحديد الطرف المتسبب فيه, وربطت بين هذه الأحداث واحتفال الرئيس المخلوع حسني مبارك بعيد ميلاده ال84 في المستشفي المحتجز به في اليوم نفسه, في الوقت الذي حرصت فيه التصريحات الرسمية علي أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها, مع ضرورة تحلي كافة الأطراف بالهدوء وتجنب العنف.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه في الوقت الذي واجهت فيه مصر يوما عصيبا واشتباكات دامية أمام مقر وزارة الدفاع المصرية في العباسية, كان مبارك وزوجته وأحفاده وبعض أقاربه يحتفلون معه في المستشفي بعيد ميلاده, بل نقلت أيضا عن مصادر- رفضت الكشف عن هويتها- أنه تلقي بعض الزهور من مؤيديه بهذه المناسبة.
أما صحيفة ديلي تليجراف البريطانية فأكدت أن الاشتباكات التي تزامنت مع عيد ميلاد مبارك, تعد الأولي من نوعها التي تندلع بين القوي الإسلامية المتشددة- بحسب وصفها- والتي كانت تحرص قبل ذلك علي الابتعاد عن الدخول في المواجهة مع المجلس العسكري.
ولكن صحيفة الجارديان البريطانية حرصت علي تسجيل لحظة بداية الاشتباكات, واهتمت بالبحث عن الطرف الباديء بها, مشيرة إلي أن اندلاع شرارة العنف الأولي جاء بسبب تجاهل المتظاهرين لتحذيرات سابقة من القوات المسلحة بعدم الاقتراب من مقر وزارة الدفاع, حيث ذكرت الصحيفة أن المتظاهرين هم الذين شرعوا في قذف القوات بالحجارة.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فأكدت أن الملابسات المحيطة بالاشتباكات التي تعود خلفيتها إلي منتصف الأسبوع الماضي غير واضحة في ظل تبادل الاتهامات بين المعتصمين وأهالي العباسية, فأشارت الصحيفة إلي أن المتظاهرين كانوا يتهمون بلطجية وعناصر شرطة وجيش بالملابس المدنية بإشعال العنف, أو علي الأقل اتهموا الجيش بعدم التدخل بسرعة لوقف الاشتباكات وتركها تتفاقم لساعات.
ولكن الصحيفة قالت إن هذه الاتهامات تتناقض مع ما أكده أهالي المنطقة ونشطاء من أن المتظاهرين كانوا يحملون الأسلحة بالفعل, وأنهم هم الذين تسببوا في إشعال الموقف منذ البداية, وأنهم تصرفوا بشكل خاطيء باستخدام الأسلحة في ترويع سكان المنطقة وهم في منازلهم.
وأثارت الصحيفة المخاوف من أن تكون أحداث وزارة الدفاع بداية لدورة جديدة من العنف قد تلقي بظلالها الوخيمة علي الانتخابات الرئاسية, ومشيرة أيضا إلي أنها المرة الأولي التي يتصدر فيها الإسلاميون المتشددون المشهد بدلا من التيارات العلمانية التي اعتادت علي احتلال موقع الصدارة في مثل هذه الأحداث.
الأهرام اليومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى