تتنوع وسائل الدعاية في الانتخابات الرئاسية المصرية، ويشكل التركيز على شخصية المرشحين القاسم المشترك. ورغم تفاوت مستوى استخدام المرشحين للإنترنيت فإن ضعف الإحترافية يميز الدعاية السياسية للبرامج الانتخابية هناك.
تلعب وسائل الإعلام الدور الأبرز في الدعاية خلال معركة الانتخابات الرئاسية المصرية. ونظراً لأنها التجربة الأولى من نوعها يعتمد العاملون في مجال الدعاية على الاستعانة بالتجارب الدعائية الغربية. فشعار حملة المرشح عمرو موسي على سبيل المثال "احنا أد التحدى" يأتي مشابها لشعار حملة الرئيس أوباما "نعم نستطيع". بينما تتميز حملة أبو الفتوح بشعار "مصر قوية" مما يذكر بشعار"فرنسا قوية" الذي استخدمه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزى في حملته الانتخابية الأخيرة.
الدعاية السياسية والاحترافية
يرى محمد فتحي الأستاذ في كلية الإعلام أن هذا النسخ والاعتماد على أساليب دعائية غربية لا تتناسب مع البيئة المصرية وأن العاملين في مجال الدعاية السياسية "غير محترفين"، فهم لا يقلدون الشعارات والحملات الغربية فقط بل يسرقون الشعارات من بعضهم البعض. فشعار المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل "سنحيا كراماً" تحول إلى " بالعدل سنحيا" في حملة المرشح محمد سليم العوا.
وعزا الأستاذ فتحي ذلك إلى أن تمويل حملات الدعاية للمرشحين يتم من قبل رجال أعمال أو إعلاميين من مجال الدراما التلفزيونية، أي أنهم يتعاملون مع مرشحي الرئاسة مثل تعاملهم مع نجوم التلفزيون ويضيف الأستاذ فتحي قائلاً: "حملة أحمد شفيق مثلا مسؤول عنها محمود بركة وطارق نور والاثنان من نجوم عالم إنتاج البرامج التلفزيونية والإعلانات. والنتيجة أن حملة شفيق لا تركز على برنامج انتخابي محدد بل على شخصية شفيق في محاولة لإظهاره في صورة النجم الجذاب للجمهور".
تركيز أكبر على شخص المرشح
التركيز بشكل أكبر على شخصية المرشح وليس بالأساس على البرنامج الانتخابي لا يبدو في حملة المرشح شفيق فقط بل يميز أيضا - كما يقول فتحي - بقية حملات المرشحين التى تحاول إضفاء طابع أسطوري على المرشح بهدف اظهار عمرو موسي مثلا في صورة المعارض لنظام مبارك أو لتقديم أبو الفتوح كالصوت الإصلاحى الوحيد داخل مجموعة الإخوان. وبذلك تعتمد أغلبية الحملات الدعائية بشكل أساسي على تقنيات مدافعة عن مرشحيها دون توضيح تصوراتهم السياسية المستقبلية.
الدعاية لمرشح الرئاسة المصرية أبو الفتوح
كما تشكل الدعاية السلبية إحدى التقنيات المستخدمة في الانتخابات الرئاسية، كما يقول محمد فتحي: "شاهدنا في الانتخابات البرلمانية الماضية كيف كانت المساجد تستخدم بهدف حشد التأييد لمرشحي تيار معين سيطبق شرع الله - أما الآخرون فهم علمانيون وكفرة، وهو أمر لا يزال مستمراً في انتخابات الرئاسة. كما تحولت الشبكات الاجتماعية في الإنترنت لأهم أداة في الترويج للدعاية السلبية من خلال نهج أسلوب السخرية من شخصية المرشحين ومن ملامح وجوههم "
الدعاية عبرالانترنت أيضا
بالرغم من تركيز أغلبية حملات المرشحين على الدعاية من خلال التلفزيون والإعلانات في الشوارع إلا أن الإنترنت والشبكات الاجتماعية تحتل الأولوية لدى عدد آخر من المرشحين، كما هو الأمر بالنسبة لحملة المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، حيث يصفها محمد جمال بشير المتخصص في الشبكات الاجتماعية بأنها الأنجح للدعاية في استخدام الإنترنت. فموقعه الشبكي يتيح لمؤيديه التبرع للحملة الدعائية من خلال تقنيات بسيطة مثل رسائل الموبايل أوالتواجد المكثف لإعلانات أبو الفتوح في المواقع الأكثر مشاهدة في مصر، خصوصاً المواقع الإخبارية مثل موقع جريدة "المصري اليوم" وموقع "جريدة الشروق".
ويعتقد الخبير جمال بشير أن بعض المرشحين ابتعدوا عن الدعاية بالإنترنت خوفا من ردود الأفعال السلبية من قبل جمهور الإنترنت كما هو الشأن بالنسبة لمرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. ويلاحظ الخبير بشير قائلاً: "منذ الإعلان عن ترشيح مرسي للرئاسة توقف نشاط الجماعة الدعائي على الإنترنت. فهي تفضل التركيز على الدعاية على الأرض، وربما بسبب حالة الرفض والسخرية التي تعرض لها مرسي في الشبكات الاجتماعية مع إعلان ترشيحه بدلاً من خيرت الشاطر".
متابعة للحملة الإنتخابية في صالون الحلاقة أيضا
الإنترنت بين الإشاعات والتوضيح
يلفت بشير النظر إلى أن الدعاية للمرشحين على الانترنت لا تتم من قبل المنظمين للحملة الرسمية فقط . فهناك توجه لاستقطاب بعض الشخصيات التي حققت الشهرة في السنوات الأخيرة بسبب نشاطها في بعض الشبكات الاجتماعية مثل "تويتر" حيث يتجاوز عدد المنخرطين مئات الآلاف، ويضيف محمد جمال بشير: "نشهد توسعاً في الشكل اللامركزي للدعاية فأشخاص مثل وائل غنيم - أدمن صفحة كلنا خالد سعيد على فيسبوك - يدعو من خلال الصفحة لأبو الفتوح بالرغم من أنه ليس جزءا من الحملة الرسمية".
لكن هذا الشكل من الدعاية المجانية القائم على اللامركزية يحمل بين طياته حسب الخبير جمال بشير عنصرا سلبياً يمكن استخدامه أحياناً للدعاية السلبية ضد بعض المرشحين كما فعل الكاتب بلال فضل على حمدين صباحى من خلال حسابه على "تويتر" حيث إنه اتهم صباحى بتلقي أموال من صدام حسين والقذافي.
وعلى الجانب الآخر يري الخبير جمال بشير أن أهم ميزة لدخول الإنترنت في مجال الدعاية الانتخابية تتجلى في التأكيد على الشفافية وتقليل مساحة الإشاعات ويضيف قائلا: "أرشيف كل المرشحين أصبح متاحاً على الإنترنت. وبالتالي فحينما يتم إطلاق أية إشاعة ضد مرشحين فلا يمكن تصديقها إلا إذا كانت مؤكدة وموجودة في مواقع الإنترنت، وربما موثقة بالصوت والصورة".
أحمد ناجي – القاهرة
مراجعة: عبدالحي العلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى