أشارت صحيفة «جارديان» البريطانية إلى الأحداث التي شهدتها القاهرة على مدار اليومين الماضيين، وقالت إن قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ظهروا على الشاشة في مؤتمر صحفي «لينكروا قتل المتظاهرين»، «ووعدوا بتسليم السلطة في 30 يونيو المقبل، لكن تلك الوعود مشكوك فيها لدى كثير من المصريين».
ووصفت الإصابات التي رآها مراسلها بنفسه بأنها تتراوح بين إصابات في الرأس، وإصابات جراء إطلاق ذخيرة حية واختناقات بسبب قنابل الغاز وإلقاء حجارة.
وأوضحت أن المجلس العسكري عندما حاول إنكار قيامه بالاعتداء على المتظاهرين، شن حملة دفاع شديدة الشراسة على فترة حكمه لمصر منذ تنحي مبارك العام الماضي، مؤكدة أن أحداث العنف التي شهدتها مصر الأيام الماضية أعادت الانتخابات الرئاسية الأولى منذ ثورة 25 يناير، لمشهد الاضطراب وعدم اليقين مرة أخرى.
من جانبه، قال مجدي عبد الهادي، الكاتب والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال بصحيفة «جارديان» إن المتظاهرين «نقلوا ميدان التحرير لعتبة المجلس العسكري»، موضحًا أن مصر أصبح لديها أرض معارك جديدة في العباسية.
وأضاف أن المجلس العسكري تعلم أن يعيش بمنأى عن الثورة والاضطرابات التي تحدث في ميدان التحرير، إلا أن هذه المرة أصبح على مرمى حجر من قلب المعركة التي تريد الإطاحة به.
ووصف تواجد العساكر والضباط خلف الأسلاك الشائكة والمدرعات والدبابات لحماية وزارة الدفاع وكأنهم «تحت الحصار، وليس العكس». ووصف اشتباكات العباسية بأنها كانت «حمام دم ينتظر أن يحدث في أي وقت»، فرغم الهجمات المتكررة من «البلطجية» على المعتصمين، إلا إنهم استطاعوا الثبات في ميدان العباسية رغم قلة عددهم.
وأشار إلى أن وزارة الدفاع شهدت أكثر من مظاهرة ومسيرة نظمها الشباب اليساريون والليبراليون وكان الهجوم يتم عليهم بشكل منظم من الشرطة العسكرية والبلطجية، وكانوا وقتها وحدهم لأن «الإسلاميين المنظمين ذوي الكثرة العددية كانوا يتمتعون بعلاقة حميمية قصيرة مع الجيش».
من جانبها، ركزت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أيضا على الانتخابات وقرب ميعاد استحقاقها، بالتزامن مع الاشتباكات التي شهدتها شوارع القاهرة، مشيرة إلى أن استمرار العنف يؤكد اتساعه وبدء حلقات جديدة منه.
وأوضحت أن هذه المرة كان الإسلاميون، وليس العلمانيون، في الصفوف الأمامية من الاشتباكات مع القادة العسكريين المتهمين بالتمسك بالسلطة وإحكام قبضتهم على مقاليد الأمور في مصر.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فأكدت على أن «سفك الدماء» الذي حدث الجمعة وأسفر عن وقوع قتيلين ومئات المصابين، جاء بعد مسيرة سلمية للمتظاهرين إلى وزارة الدفاع وبعد تحذيرات لواءات العسكري قبلها بيوم من الاقتراب من «عرينهم»، وتهديد كل من يحاول ذلك بالعنف.
وأضافت أن العنف الذي اندلع هذا الأسبوع ثلاث مرات على الأقل، يعكس شكوك المصريين في نوايا الجيش وغضبهم من حلقات الدم التي سفكها الجنرالات خلال الفترة الانتقالية، كما أنها تزيد من توتر الأجواء قبيل الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحلول الساعة 6 مساء، ومع تراجع المعتصمين أو انسحابهم، احتلت المدرعات الشوارع بكثافة وأغرقت حي العباسية وسط تهليل المواطنين، فيما حمل أحدهم صورة كبيرة للمشير طنطاوي، وأطلق الجنود أعيرتهم النارية في الهواء احتفالا بفض الاعتصام بالقوة.
من ناحية أخرى، أشارت مجلة «فورين بوليسي» إلى أن اشتباكات العباسية تتزامن مع عيد ميلاد الرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفة الجمعة بأنه كان «يوم ميلاد حزين»، مشيرة إلى أن الاشتباكات ما هي إلا تكرار لنفس الأحداث التي تشهدها مصر كل شهرين تقريبًا، تظاهر أو اعتصام، ثم اعتداء على المحتجين، إشعال غضب فصائل أخرى للتضامن مع الثوريين، مقتل محتجين واختفاء الشعور بالأمان من حياة المصريين.
ووصفت ما حدث الجمعة بأنه «استخدام غير معقول للقوة من قبل الجيش ضد المحتجين»، مشيرة إلى استهداف مصورين وصحفيين في الحملة على المتظاهرين، وهي الحملة «المتوقعة» بأحداثها كل مرة، «لكن ما ليس متوقعًا هو نتائج العنف على المشهد السياسي والانتخابات الرئاسية»، خاصة أن المشهد «لا يمكن أن ينم إطلاقا على أن مصر بصدد تنظيم انتخابات رئاسية خلال أقل من أسبوعين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى