شهدت جلسة محاكمة المتهمين في قضية قتل متظاهرين خلال أحداث ثورة يناير، والشهيرة بـ«موقعة الجمل»، والتي عقدت السبت، حالة من الانقسام بين المتهمين، تطورت إلى مشادات بعد مهاجمة رجائى عطية، محامى رجل الأعمال إبراهيم كامل، ودفاع مرتضى منصور، لهيئة المحكمة واتهامها بعدم الحيادية وطلب ردها، وهو ما رفضه باقي المتهمين.
وقعت المشادة الأولى عندما طلب رجائى عطية، ودفاع مرتضى منصور، رد هيئة المحكمة، فصرخ المتهمون المحبوسون داخل القفص، مؤكدين أنهم يتمسكون بالمحكمة، وأن «مرتضى منصور» والمتهمين المفرج عنهم لا يشعرون بما يعانونه من عذاب، ويماطلون فى الدعوى ويتلاعبون بهم.
واضطرت المحكمة إلى رفع الجلسة أكثر من مرة، بعد هتافات ضدها من أنصار «مرتضى منصور»، والذين رددوا: «ارحل ..ارحل »، وغاب مرتضى عن الجلسة، وقدم دفاعه عذراً للمحكمة قال فيه: «موكلى يبلغكم بأن وزارة العدل كلفت قاضى للتحقيق مع رئيس الدائرة وهذا هو العذر»، وهو ما استفز القاضى, وردت المحكمة: «وزير العدل هو المختص بإخطارنا بالتحقيق».
وشهدت الجلسة زحامًا شديداً من أنصار المتهمين البالغ عددهم «24 متهمًا»، بينهم فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب المنحل، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى المنحل، وبمجرد بدء القضية طلب رجائى عطية محامى رجل الأعمال إبراهيم كامل، «المتهم الثالث عشر في القضية»، تنحى المحكمة عن نظر القضية، وذلك لعدم قيام المحكمة بإثبات التحقيقات التكميلية المقدمة من النيابة العامة فى الجلسة الماضية، والخاصة بشهود الإثبات، والمثبت فيها اتهامات للشهود بالبلاغ الكاذب، والشهادة الزور في الدعوى، وقال عطية: «إن المحكمة لم تثبت تلك التحقيقات فى محضر الجلسة مما يشكل خللاً فى القضية».
وأثبت عطية فى محضر الجلسة أن بحوزته التحقيقات المشار إليها المقدمة من المستشار صلاح زيادة المحامى العام لنيابة الاستئناف، والمقيدة بأرقام 100 , 102 ,103 , 104 , 105 ,106 , 107 , 108، وأنه عقب الاطلاع عليها تبين أنها خاصة ببعض شهود الإثبات، وبينهم «عبد الرحيم عباس»، الذى ثبت من التحقيقات أنه لم يكن موجوداً بمكان الواقعة، وأثبت ذلك من خلال الهاتف المحمول، وتم توجيه تهمة البلاغ الكاذب له، بالإضافة إلى محمد على سليمان الشوربجي، ومحمد صلاح الدين، وآخرين، وذلك طبقا للأوراق.
وأشار«عطية» إلى أن المحكمة لم تثبت ذلك فى محضر الجلسة، ولم تخطرالدفاع، مشيراً إلى أن تلك التحقيقات فى صالح المتهم العاشر مرتضى منصور، وأضاف أن موكله لم ينل أي قسط من مراعاة العدالة، وطلب من المحكمة التنحى.
بعدها ضجت القاعة بالتصفيق الحاد، وهتف بعض المحامين: «يحيا العدل»، و«ارحل.. ارحل.. ارحل»، مما تسبب فى حالة من الهرج والمرج داخل القاعة، وحاول بعض المحامين الوصول إلى منصة المحكمة لولا تدخل حرس المحكمة وتم رفع الجلسة لمدة نصف ساعة .
ومع عودة المحكمة صرخ المتهم «محمد عودة»، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة شبرا الخيمة، قائلاً لرئيس المحكمة: «أستحلفك بالله قبل ما أموت أنا عندي 74 سنة اديني دقيقة قبل ما أموت عشان ميبقاش ذنبي في رقبتك»، فرد عليه المستشار: «هو أنا يعني اللي هموتك».
وسمحت المحكمة لـ«عودة» بالحديث فقال: «أعاني الكثير من الأمراض، ومحبوس احتياطيًا منذ عام، في حين أن هناك 15 متهماً مخلياً سبيلهم، ويتمتعون بالحرية، وهذا يخل بميزان العدالة»، وأضاف: «يعلم الله أني لا أشك لحظة في عدالة سيادتكم، وليس لي أحد سوى الله، وأن أجهزة الدولة غير قادرة على الإتيان بهؤلاء المتهمين، وهذا يخل بميزان العدالة» .
وطالب «عودة» بالإفراج عنه، لكون استمرار حبسه يؤدي إلى الإضرار بأكثر من 40 شخصاً، هم أبناؤه وأحفاده، مشيراً إلى أنه يتحدى أن يثبت أي شخص إدانته في القضية، وعقب انتهاء حديثه ردد قائلاً: «حسبي الله ونعم الوكيل»، وتبعه باقى المتهمين من داخل قفص الاتهام مرددين الجملة نفسها.
وقال المتهمون من داخل القفص: «الهاربون فى القضية باعتين محامين علشان يعطلوا القضية ويوقفوا الدنيا».
وصرخ المتهم «رجب هلال حميدة»: «حرام ياسيادة الرئيس إحنا تعبانين.. والله بقالى سنة فى السجن والدولة مش عارفة تجيبهم»، فرد عليه بعض المحامين من أنصار المتهمين المخلى سبيلهم: «إنتوا متمسكين بالمحكمة ليه»، فرد حميدة «علشان دائرة عادلة»، وطلب المستشار مصطفى عبد الله من المتهمين عدم التحدث مرة أخرى .
وقال المحامى هاني عبادة من فريق دفاع «مرتضي منصور ونجله ونجل شقيقته»: «إن المحامين تعرضوا للاعتداء من قبل قوات الأمن ، وتم منعهم من الدخول بناءً على تعليمات رئيس المحكمة، وطلب اثبات ما تعرضوا له في محضر الجلسة».
وقامت المحكمة بفض أحراز القضية، التي تضمنت إسطوانات خاصة بتسجيلات لقاءات تليفزيونية للمتهم الثالث عشر رجل الأعمال إبراهيم كامل.
وعقب رفع الجلسة للاستراحة شهدت قاعة المحكمة هرجاً ومرجاً، و مشادات كلامية بين محاميي المتهمين المطالبين بتنحي هيئة المحكمة، وأهالى بعض المتهمين المتمسكين ببقائها، ما ادعى تدخل حرس المحكمة لفض الاشتباك.
وقال محامي مرتضي منصور: «إن هيئة المحكمة تخرج عن حيدتها ولذلك يطالب بتنحيها، وهو ما دفع المتهم أحمد شيحة، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الدرب الأحمر، إلى الصياح بداخل قفص الاتهام قائلاً: «مرتضي منصور يتلاعب بينا.. و بيوقف حالنا»، وقال رجب هلال حميدة: «الإخوان المسلمون وحركة حماس هم المتورطون في قتل أبناء الشعب المصرى».
المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى