وصفت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية الفترة الانتقالية المصرية بأنها «مرتبكة ومضطربة»، مشيرة إلى أن الفوضى التي شهدها المصريون خلال العام الماضي بالإضافة إلى التغيرات الجذرية كانت سببًا في إحباط وتحير الشعب المصري.
وقالت: إن مصر بعد الثورة شهدت تجارب غير عادية، فيما تعتبر الانتخابات الرئاسية التي تبدأ 23 مايو حجر الزاوية للفترة الانتقالية، فللمرة الأولى لا أحد يعرف من سيكون رئيسًا لمصر.
وأضافت أن كثيرًا من المصريين يحذرون من أن تؤخذ الأمور كما هي، فهم يتوقعون أن يتم تأجيل الانتخابات أو تزويرها، وهذا احتمال لا يدهشهم ولكنه يؤجج غضبهم.
وأوضحت أنه بعيدا عن الانتخابات، فإنه يبدو أن ما من شيء يسير حسب الخطة، فكتابة الدستور وصلت لنقطة سد، والخلاف مع الحكومة أدى لتعليق البرلمان جلساته طوال الأسبوع الماضي فيما تبدو الحكومة المعينة من قبل المجلس العسكري «مشلولة»، كما أن صلاحيات الرئيس مازالت مجهولة بسبب الدستور الذي لم يكتب بعد.
وقالت: إن جزءًا من سبب التخبط هو الإدارة «الحمقاء» للمجلس العسكري وخريطة الطريق الملتوية التي وضعوها للانتقال السياسي، ومن ناحية أخرى أدى انهيار الثقة بين القوى السياسية الرئيسية إلى زيادة هذا التخبط.
وأشارت إلى أن قليلا من القوى السياسية لديه ثقة في المجلس العسكري أو يصدق مزاعم الجنرالات بأنهم لم يكن في أيديهم شيء لمنع اشتباكات الأسبوع الماضي في العباسية، مؤكدة أنه رغم أن المجلس العسكري يخبر السياسيين بأنهم يريدون وضعًا خاصًا في الدستور، فإنهم ينكرون ذلك علنا ويزعمون أنهم لا يطيقون صبرا لتسليم السلطة.
وأوضحت أن الإخوان المسلمين يشعرون دائما بأن المجلس العسكري يسعى للهجوم عليهم في أي وقت، وحكومته تسعى للتغلب على الأغلبية البرلمانية التي حصلوا عليها، وبالتالي دفعتهم شكوكهم لاتخاذ خطوات أكثر حدة، ومنها السيطرة على عملية كتابة الدستور وعدم الالتزام بما وعدوا به وهو ألا يدفعوا بمرشح للرئاسة.
وقالت إن القوى السياسية تختبر بعضها، والمجلس العسكري والإخوان يستعرضان عضلاتهما، مما يعني أن الصراع السياسي يمكن ألا ينتهي بانتهاء التصويت في انتخابات الرئاسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى