تأييد الحكم بالحبس 3 أشهر ضد الفنان عادل إمام، ومحاكمة عدد من المبدعين أمثال وحيد حامد ونادر جلال وشريف عرفة وغيرهم على أعمالهم السابقة، ومحاولات بعض المتشددين تسفيه أعمال فنية وأدبية، والاعتصامات الفئوية التى تخرج فى أى وقت وأى مكان بلا ضوابط، كل هذا دفع الفنان خالد الصاوى للإعلان عن اقتراح إنشاء لجنة دائمة للدفاع عن حرية التعبير تكون فى جميع النقابات المهنية والعمالية والمؤسسات العاملة بالثقافة والفن والأدب، وتقوم بالتنسيق فيما بينها من أجل الدفاع عن حرية التعبير ... و إلى نص الحوار :
■ نتحدث أولاً عن مسلسلك الذى تخوض به ماراثون الدراما الرمضانية؟
- صورنا حتى الآن أكثر من نصف مشاهد مسلسلى «على كف عفريت»، وجار التصوير الآن خارج البلاتوه فى عدة مناطق متفرقة بأنحاء القاهرة بين أماكن شعبية وفيلات ومقاه وشوارع وميادين، والمسلسل أقدم خلاله دور «فاضل أبوالروس» الذى يستهويه الدخول لعالم رجال الأعمال، وأفضل أن يكون العمل مفاجأة للمشاهدين فى رمضان، فأنا لست من هواة الحديث عن أعمالهم قبل أن تعرض.
■ أنت معروف بمساندتك للثورة منذ بدايتها ولك نشاطك السياسى.. ألا يشغلك عملك الفنى عن هذا النشاط؟
- أحاول التنسيق بين عملى كفنان ونشاطى كسياسى فأنا عضو فى حركة كفاية، وعضو فى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وأنتمى لتيار الاشتراكية الثورية، ولدى مدونتى الخاصة أكتب عليها كل آرائى، ومواقفى واضحة، فأنا لا أحب الحلول الوسط، وأرفض منطق «الإمساك بالعصا من المنتصف»، ولا أغضب حين يقال عن آرائى إنها حادة جداً لأن هذا وصف دقيق وأعتز به، فأنا أقول ما أقتنع به وأؤمن بدعم الثورة دون مساومات.
■ بعد مرور 15 شهراً على ثورة 25 يناير.. كيف ترى حال الثوار وحجم الإنجازات؟
- سأتحدث فقط عن حال الثوار الذين انقسموا -للأسف- إلى مجموعات صغيرة متناحرة وضعفت قوتهم، لذلك فنحن بحاجة إلى أمرين مهمين، الأول التوافق على حلول مرضية للجميع، وهذا يستلزم تنازل كل فئة منا عن جزء من رغباتها وطموحاتها الخاصة من أجل مصلحة الكل، والأمر الثانى الذى نحتاج إليه هو الحزم بقوة تجاه الطبقة الحاكمة التى تلعب من وراء الستار وتريد أن تجرنا للوراء من أجل استقرار مصالحها، وكل يوم يمر على الثورة أتأكد أكثر أن الحل كان فى التغيير الجذرى.
■ البعض يشعر بقلق بسبب الصراع بين التشدد الدينى وبين تحررية الفن، كيف ترى هذا الأمر؟
- هذا الصراع موجود وقديم وله جذور منذ أيام الدكتور طه حسين والشيخ مصطفى عبدالرازق وعمليات التكفير والقضايا والاغتيالات، كل هذا معروف، لكن إذا أردنا حلاً يجب أن نهدأ ونفكر بعمق، مصر دولة متدينة وتحب الفن، لن تترك الدين وأيضا لن تجرم الفن أبداً، وبالتالى فإدارة هذا الصراع يجب أن تكون لها صيغة توافقية تضع حلولا ترضى الجميع، لا ينبغى أبدا الانشغال بالتراشقات الكلامية ومحاولات الإقصاء التى يمارسها كل طرف تجاه الطرف الآخر، يجب أن نقول بصدق إن هناك تشدداً يجب التصدى له وهناك أيضاً إسفافاً فى الفن يجب التوقف عنه فوراً، يجب أن يدرك الجميع أن ما بينهم هو سوء تفاهم وليس سوء نية.
■ لكن التيارات المحافظة أحياناً تشعر بقلق من دعاوى الدفاع عن حرية التعبير وتعتبره تهديداً للثوابت الدينية والاجتماعية؟
- هذه مشكلة سوء التفاهم، يجب أن يستمع كل منا للآخر لأن الخلاف يؤدى إلى انقسام وتتسع الهوة، والوطن هو الخاسر فى النهاية، لذلك اقترحت إنشاء لجان للدفاع عن حرية التعبير ولا أريدها مجرد أبواق تنشد أناشيد نحفظها جميعنا عن ظهر قلب، وإنما أريدها فاعلة ومدافعة فعلاً عن حرية تعبير كل تيار، فأنا مثلاً لا أنتمى إلى تيارات الإسلام السياسى، لكن أدافع عن حقهم فى حرية التعبير ولا أسمح بقمعهم، هذه هى الحرية.
■ اختلاف القناعات والمرجعيات نتج عنه عدم اتفاق على حدود حرية التعبير فكيف نضع صيغة مشتركة لذلك؟
- الحوار هو الحل، وفتح هذا الموضوع على كل جوانب المجتمع سيعطى أطراً وسياقات توافقية، علينا أن نحاول ونأخذ شرف المحاولة، كما أن الإيمان بحرية التعبير تكفله كل الأنظمة الديمقراطية وكل الأديان السماوية، وبالتالى لا يجب أبداً أن تكون نقطة خلاف بيننا، الخطر الذى يهدد حرية التعبير هو التشدد الدينى مستخدماً ستار الدين، وأيضا التشدد العسكرى مستخدماً ستار الوطنية، وتشدد رأس المال الذى يتخفى وراء عجلة الإنتاج والاستقرار وغير ذلك من دعاوى الحق التى يراد بها باطل.
■ هل لديك تصور تفصيلى «للجان الدائمة للدفاع عن حرية التعبير» التى تقترحها؟
- لدى تصور مبدئى وهو أن تكون هذه اللجان فى كل المؤسسات، فلو فرضنا أن الأطباء مثلا يريدون عمل نشرة بمطالبهم لتحسين أوضاعهم، فيجب أن تكون لديهم لجنة للدفاع عن حرية هذا التعبير، ولابد من إيجاد تنسيق بين كل اللجان فى مختلف المؤسسات، لأن هذه الطريقة ستكون هى المخرج المناسب للمأزق الذى نعيشه الآن لأن إطلاق حرية التعبير دون ضوابط.. يولد الفوضى، وكبت حرية التعبير.. يولد القمع، وهذه اللجان ستكون «منطقة وسط» بين الفوضى والقمع.
■ بعض النخب بدأت تهاجم التيارات المتشددة بعد تعدد دعاوى ازدراء الأديان وتسفيه الأعمال الفنية والأدبية.. هل أنت مع مهاجمة تلك التيارات؟
- أنا مع أن يخوض المرء قتالاً عاقلاً عادلاً طويل المدى، لو التزمنا بذلك سنخوض معارك شريفة يستفيد منها المجتمع كله، يجب على النخب من الفنانين والإعلاميين أن يستمعوا جيداً لما يردده المتشددون، ثم يردون عليهم بالعقل، نحن مجتمع محافظ ووسطى ويميل للتجديد بشرط أن يكون تجديداً هادئاً وهادفاً، وعلى المتشددين أن يتريثوا ويتحلوا بالعقل ويشاهدوا الأعمال الفنية والأدبية قبل انتقادها ليعرفوا الصالح منها والخبيث، فالتحلى بالعقل سيصل بنا إلى حلول، بينما التراشق اللفظى والدعاوى القضائية المتبادلة ستزيد المشكلة تعقيداً.
■ هل تشعر بأمل حقيقى فيما يتعلق بإزالة الخلافات فيما بيننا؟
- إزالة الخلافات يجب أن تكون هدفاً قومياً نسعى جميعاً لتحقيقه، لأن أنصار حرية التعبير كثيرون، وأنصار التشدد والقمع كثيرون أيضا، وهذا الوضع الفوضوى سيؤدى لتناحر اجتماعى حاد، وهذا ضد أهداف الثورة التى وحدت مطالبها فى «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» وأحيانا كان يقال بشكل آخر هو «عيش.. حرية.. كرامة إنسانية» وأحيانا «كرامة وطنية»، أنا متفائل إذا استمع كل منا للآخر واحترم كل منا رأى الآخر.
■ هل تؤيد اعتصام أنصار حازم أبوإسماعيل فى محيط وزارة الدفاع؟
- الاعتصام كان فى التحرير بالأساس ثم تحول إلى ميدان العباسية بهدف تحويله إلى احتجاج عام ضد الحكم العسكرى، وكلنا ضد أى ديكتاتورية عسكرية أو دينية أو رأسمالية، لذا يجب أن نتوحد على هدف أكبر هو مدنية الدولة وتحررها من كل الديكتاتوريات لأن هذه الصورة ستكفل حرية التعبير لكل التيارات، كما أن هذه الانقسامات فيما بيننا أمر خطير جداً، وأقترح على مرشحى الرئاسة عمل مبادرات للم الشمل، وتكون هذه المبادرات قائمة على التفاهمات وليس على المساومات.
■ ماذا عن طموحاتك السياسية فى المستقبل القريب؟
- أحلم بأن يتنازل المجلس العسكرى والثوار والإخوان ومجلس الشعب وجميع القوى اللاعبة على المسرح السياسى الآن عن جزء من أحلامهم الخاصة من أجل تحقيق حلم مصر الأكبر وهو دولة ديمقراطية قوية، يعتز مواطنها بجنسيته ويتمتع بكرامته وحريته ككل مواطنى الدول المتحضرة، كما أحلم بعمل دستور توافقى متحضر يتباهى به أولادنا وأحفادنا، ويكون دستوراً دون ألعاب أو حيل من أى قوى سياسية، وألا تتم مواجهة الاحتجاجات السلمية بعنف، لأن هذا يزيد الأمور تعقيداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى