اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية فى تقريرها السنوى لوضع حقوق الإنسان فى العالم أن أكبر تحديات قضية حقوق الإنسان فى مصر خلال عام 2011 هى الاعتداء على المتظاهرين، واستخدام العنف ضد الأقليات الدينية، والمحاكمات العسكرية للمدنيين، وعمليات الاعتقال التعسفى، مشيرةً إلى حادثة اقتحام قوات الأمن لمقار منظمات غير حكومية تعمل فى مجال المجتمع المدنى.
وانتقد التقرير، الذى صدر الخميس ، الاعتداء الجسدى على السجناء واستخدام التعذيب على أيدى قوات الأمن، وسوء ظروف السجن، وفرض القيود الحكومية على حرية التعبير والتجمع، لافتاً إلى احتجاز عدد من الصحفيين والمدونيين بسبب انتقاداتهم للجيش.
وذكر التقرير، الذى رصد عدداً من الحوادث التى وقعت على مدار العام الماضى، أن أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز فى مصر لاتزال صعبة وقاسية على الإنسان، مشيراً إلى ازدحام السجون ونقص الرعاية الطبية والصرف الصحى السليم، الطعام والشراب النظيف والتهوية الصحيحة.
وقال التقرير إن المصريين عبروا عن ارآئهم فى موضوعات سياسية واجتماعية على نطاق واسع، مضيفاً أنه بعد الثورة تعرض عدد من المواطنين إلى مضايقات بسبب انتقادهم المجلس العسكرى أو الجيش مما عزز مفهوم «الرقابة الذاتية».
وأشاد التقرير بابتعاد الحكومة عن التدخل فى الانتخابات البرلمانية التى جرت نهاية العام الماضى، باستثناء بعض المشاكل الإدارية التى رصدها المراقبون الدوليون مثل تأخر موعد فتح اللجان ونقص بعض المواد اللازمة لإجراء عملية التصويت مثل الحبر الفوسفورى وصناديق الانتخاب وأوراق الاقتراع.
وعلى المستوى الدولى، أشاد التقرير بموجة انتفاضات «الربيع العربى» التى شهدها الشرق الأوسط لكنه قال إن حالة عدم الاستقرار وأعمال العنف غالبا ما تسبق التحول إلى احترام أكبر لحقوق الإنسان.
وقال التقرير إن ثقافة الانفتاح السياسى لن تظهر بين عشية وضحاها بعد عقود من القمع.
وأضاف «الحاجة الماسة إلى التغيير التى شهدناها فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا كانت ملهمة ولكن التغيير دائما ما يخلق حالة عدم استقرار قبل أن يؤدى إلى احترام أكبر للديمقراطية وحقوق الإنسان، موضحاً أن عمليات التحول تمثل فترة من غياب اليقين، ومن الممكن أن يكون تحولاً فوضويا ومضطربا وفى بعض الأحيان عنيفا، وحتى عندما ينجح نادرا ما يكون سلسا وسريعا وسهلا».
وشجب التقرير «الانتهاكات المشينة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان» من جانب القوات الموالية للزعيم السورى بشار الأسد.
وتابع: فى بعض الأماكن مثل سوريا، ما يحدث ليس اعتداء على حرية التعبير أو حرية الاجتماع، ولكن اعتداء على حياة المواطن نفسه».
وتطلع التقرير إلى المستقبل بأمل رغم أنه اعترف بأن هناك مهمة شاقة فى المستقبل. وأضاف «بعد عقود من القمع لم يتم خلالها السماح بالمشاركة السياسية المفتوحة، ستكون هناك حاجة لوقت لتشكيل أحزاب سياسية متنوعة وإقامة مجتمع مدنى نشط وخلق مناخ من شأنه أن يؤدى إلى حرية التعبير وترسيخ ثقافة سياسية تتسم بالشفافية».
فيما أكد التقرير أن إسرائيل لا تعامل كما يجب من المهاجرين الأفارقة الذين يطلبون حق اللجوء.
وأوضح التقرير أن المهاجرين الأفارقة خاصة الذين جاءوا من السودان وإريتريا يشكلون 85% من مجمل طالبى حق اللجوء فى إسرائيل، إلا أنه لم يتم التعامل معهم بالشكل اللائق، ولم يحظوا بالحصول على وثائق رسمية تبين حالتهم ومكانتهم القانونية، وبدلا من ذلك منحوا تصاريح «إطلاق سراح مع وقف التنفيذ».
وقال التقرير الأمريكى إن بعض المهاجرين الأفارقة الذين تم اعتقالهم واحتجازهم فى معتقلات ومراكز اعتقال مختلفة قبعوا فى الاعتقال فى حالات كثيرة لشهور طويلة.
المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى