ماذا يبقى من الثورة إن استبدت الأهواء والمكائد الصغيرة بأصحابها فراحوا يغمزون ويلمزون فى أنبل وأشرف معارك الصمود يوم موقعة الجمل؟
أفهم أن يجتاح الغضب من الإخوان وتيار الإسلام السياسى صدور البعض، وأوقن أن آخرين يبحثون عن حجج وذرائع يبررون بها سقوطهم فى حجر مرشح الثورة المضادة.. غير أن كل ذلك لا يبرر أبدا الانتقام من الثورة وبيعها فى سوق النخاسة السياسية، كيدا للإخوان، وتقديما لفروض الخنوع والمذلة لمن يتوهمون أنه سوف يعتلى سدة الحكم. لقد بلغ العته والسفه حدا، صار معه البعض مستعدا لافتعال حرائق فى تاريخ مجيد سطره المصريون بدمائهم، نكاية فى رفاق الميدان عند احتدام الخلاف معهم.. أو تجارة بالدم والهم فى سوق الانتخابات.
وأول ما يلفت النظر فى هذا الانتعاش المفاجئ لذاكرة مقاولى الميدان هو التوقيت، ذلك أنهم لو كانوا فعلوا ذلك بعد أن هدأ غبار المعركة لكان هناك بعض من الوجاهة والمصداقية فيما يفعلون.. لكنهم صمتوا ونشطوا فى بناء أمجاد زائفة على جثث الشهداء، وعذابات المصابين، وعند أول منعطف تعروا، وقفزوا فى قارب الفلول، واستثمروا علاقتهم بالميدان فى بورصة السباق الانتخابى.
لقد كان غريبا أن أحد الذين تتردد أسماؤهم فى إعادة كتابة قصة موقعة الجمل، جمع قبل نحو عشرة أيام وتحديدا يوم 2 يونيو مجموعة من شباب الثورة فى منزله لكى يوقعوا على مبادرة يتقدم بها صاحبنا إلى كلا المرشحين تتضمن عدة مطالب من الرئيس القادم.. ويلفت النظر فى مسودة هذه المبادرة أنها فى بندها التاسع تطلب ما يلى:
«تحديد موقف واضح من موقعة الجمل أ (سيوف وسلاسل) وموقعة الجمل ب (قناصة على أسطح العمارات) والرعاية المباشرة من رئيس الجمهورية لفتح ملفات ما يسمى «الطرف الثالث».
لقد أفلت شباب الثورة من الفخ المنصوب لهم ورفضوا التوقيع أو الظهور فى مؤتمر صحفى لإعلان تلك المبادرة، التى حملت عبارات ترددت بنصها فيما بعد على لسان جنرال الثورة المضادة، تجرد موقعة الجمل من كل قيمها الأخلاقية والبطولية وتحولها إلى مؤامرة مزعومة ارتكبها الثوار ضد ثورتهم.
ولعله ليس من قبيل الصدف أنه فى الوقت الذى تثار فيه هذه الزوبعة حول موقعة الجمل، يتم اصطياد مجموعة من أسر شهداء الثورة وتسفيرهم إلى إيران للتكريم والاحتفاء، وفقا لسيناريو شديد الخبث يحاول أن يكرس الأكاذيب المخترعة عما جرى يوم 2 فبراير، من أن عناصر مدربة هى التى قتلت المتظاهرين.
إن موقعة الجمل كانت وستبقى درة هذه الثورة، وهدمها هو هدم للثورة، فلا تكونوا كمن أراد أن يغيظ زوجته فتخلص من رجولته.
13/06/2012
المضاربة بموقعة الجمل فى بورصة الانتخابات - وائل قنديل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى