قال الكاتب الصحفي روبرت فيسك، في مقاله، الإثنين، بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن الجيش المصري لعب لعبة «ذكية»، فبينما حاكم الرئيس السابق حسني مبارك، ساعد مؤيديه والملتفين حوله على الحفاظ على مميزاتهم ومكتسباتهم.
وأضاف أن، الإثنين، يوافق ذكرى اللواء محمد نجيب، الذي كان على رأس الثورة الأولى التي أطاحت بالملك فاروق منذ 60 عامًا تقريبًا، وتباحث نجيب مع رفاقه في الثورة حول ما إذا كان يجب إعدام فاروق أو محاكمته أو نفيه.
وكان رأي جمال عبد الناصر هو القضاء على الملكية تمامًا، فيما رأى نجيب أن الحل في الانتخابات، وأرسل إليه ناصر وقتها يخبره بأنه يجب التخلص من الملكية فورًا للالتفات إلى محاربة الفساد الذي خلفه الملك فاروق وراءه والبدء في مرحلة جديدة يتمتع فيها الناس بالحريات والكرامة.وقال ناصر إنه لا يمكن إعدام فاروق دون محاكمة، كما أنه لا يمكن الانشغال بوضعه في السجن وبحقوقه بدلا من تحقيق أهداف الثورة، ولذلك اقترح نفيه خارج مصر.
وأوضح أن ربط الفساد بالنظام القديم موجود في كل الثورات، «لكن المصريين حتى اليوم مازالوا يطالبون بالكرامة، ولأن ناصر عرف أن المحاكمة لفاروق ستستغرق وقتا وتشهد تعقيدات كثيرة، نفاه، وهو موقف مشابه لموقف المجلس العسكري ولكن باختلافات طفيفة. فقد أصروا على محاكمة مبارك، وفي هذا امتصاص لغضب الجماهير، وحكم على مبارك بالسجن المؤبد وهو حكم درامي يشغل الناس عن المستقبل، ولكن في الوقت نفسه ساعدوا أعوان مبارك على الحفاظ على مميزاتهم».
ونقل عن المستشار زكريا عبد العزيز قوله إنه «حتى لو أدين مبارك بالقتل وعوقب نهائيًّا، فقد استمر القتل بعدها لأيام ولم يوقفه أحد»، مشيرًا إلى أن «وزارة الداخلية ليست وحدها التي تحتاج لتطهير، وإنما القضاء أيضًا».
وقال فيسك: إن قضاة مبارك هم الذين سمحوا لأحمد شفيق بدخول جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة، وأخرجوا رئيس أمن الدولة المنحل من السجن بالبراءة، على الرغم من أنه عند اقتحام مباني أمن الدولة في مارس 2011، وجدت غرف ووسائل تعذيب في كل مبنى تقريبًا، كما حكموا بالبراءة لمعاوني العادلي الذين تحكموا في كل مؤسسات مبارك.
وأشار إلى أنه لن يستخدم مصطلح «الإفلات من العقاب»، وإنما يحاول القول إن «بلطجية أمن الدولة والأمن المركزي» وعددهم 300 ألف تقريبًا مازالوا في الخدمة، وقال إنه من الصعب ألا يكون المجلس العسكري جاهلاً بوجودهم وأنشطتهم، موضحًا «لو كان مبارك يمثل فاروق، ونجلاه هما مستقبل العائلة الملكية، فإن ثورة 2011 تمثل ثورة 1952 ولكن دون نفي الملك، والفرق أن ظل الملكية مازال في السلطة».
ورأى «فيسك» أن فكرة أن ميدان التحرير سيمتلئ مرة أخرى بثوار العام الماضي للتخلص من الحكم الحالي أثبتت عدم واقعيتها، فالمصريون أثبتوا أنهم يريدون التصويت بدلا من التظاهر حتى لو عاد النظام القديم، مشبهًا الأوضاع في مصر الآن، مرة أخرى، بوضع الجزائر في التسعينيات، أكثر منه وضع تونس باختلافاتها.
«فيسك»: «الداخلية» ليست وحدها ما تحتاج لتطهير وإنما القضاء أيضًا
ملكة بدر
Mon, 18 Jun 2012 11:44:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى