حالة من الخوف والهلع أصابت الوسط الفني، بعد اعلان بعض الفضائيات المؤشرات المبدئية بفوز المرشح الاخواني محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، وزاد من حالة الخوف ظهور مرسي في مؤتمر صحفي أعلن فيه فوزه بانتخابات الرئاسة قبل نهاية عملية فرز الأصوات.
وعلي الرغم أن تلك النتائج لم تكن نهائية، ولا يمكن التعويل عليها لأنها ليست رسمية وتم الاستعانة بأرقام المندوبين؛ إلا أن الحزن أصبح الصبغة الأساسية لكلمات العديد من الفنانين الذين شعروا أن هناك ضربة قاصمة سوف توجه للابداع والفن اذا تأكد فوز المرشح الاخواني، وأعلن معظمهم قلقهم من الإعلان عن مواقفهم الآن، خاصة أن مصر ليست بلدا ديمقراطيا ولن يقبل بعد ذلك أن يعبر أحد عن رأيه.
قال الكاتب والمخرج محمد العدل: "منذ انتخاب الاخوان في مجلس الشعب وهم يمارسون سياسة التضييق علي حرية الإبداع، وبالتالي نفس السياسة سيتبعها الدكتور محمد مرسي، ونتوقع حدوث حالة من الهجوم والقمع للفن والفنانين، وقد يصل هذا القمع وهذه السيطرة لدرجة عالية من القيود تصل للقتل، كما حدث للمخرج التونسي محمد بن طيب، الذي لقي مصرعه في تونس قتلا، بعد مصادرة فيلمه الأخير".
وأضاف أن موقفه وموقف جميع الفنانين هو أن يتمسكوا بالمقاومة والدفاع عن الفن وحرية الابداع, والتصدي لأي محاولة من التضييق وفرض الهيمنة علي السينما والأعمال الفنية بشكل عام، حتي ولو أدي هذا لقتلنا كفنانين.
وصرح ممثل كبير رفض ذكر اسمه بأنه يفكر جدياً في الهروب في حالة تأكيد فوز محمد مرسي بالحكم وقال: " البلد لم تعد بلدنا، وبدأت جديا أشعر بالخوف من مستقبل الفنانين في مصر، وهو الأمر الذي يجعلني أنجو بنفسي وبفني الي دولة أخري، ومن الممكن أن أجد فيها مناخاً جديداً يساعدني علي تقديم ابداعي بحرية مطلقة خلال سنوات عمري الباقية".
قائلا إن عمره لم يعد به الكثير كي يضيعه في ساحات المحاكم للدفاع عما قدم طوال الأعوام الماضية.
واضاف : "مصر لا تستحق ما يحدث بها الآن؛ وكنا نتعشم أن نشهد ميلاداً جديدا لوطننا الغالي بعد ثورة 25 يناير؛ لكن ما يحدث يؤكد أننا خرجنا من عهد الاستبداد الي عهد تقييد الحريات".
وقال عبدالجليل الشرنوبي منسق جبهة الابداع المصري :"لا يوجد تضاد بين الابداع والاسلام؛ ولم يكن الاسلام ضد الفن لأنه دائماً قادر علي كفالة الحريات ولكن المشكلة أن بعض مبادئ الفكر الوهابي أصابت التنظيم الاخواني فأدت إلي تراجع الفكرة الاسلامية الأصيلة التي تحرم الحريات وتقدم في المقابل التحريم قبل التحليل، وفي دولة الإخواني يري الفن ديكوراً في صورة وليس عنصراً رئيسياً فاعلاً فيها، ودور الرقابة في ظل حكم الاخوان سيكون دوراً مختلفاً ويتجاوز حدود الدور النمطي والتقليدي ويجعله يتفاعل مع المبدع مباشرة عبر رقابة فوقية ينطلق من ثوابت يراها الاخوان، ومن يختلف معهم عليه تحمل المسئولية، كما أنهم عندما تم مطالبتهم بوضع رؤية وتصور للابداع لم يكن لديهم طرح واضح لتنمية الحالة الابداعية فالأزمة الحقيقية ليست في علاقة الاسلام بالفن، ولكن المشكلة في استخدام الفن كأداة يتم تطويعها لخدمة مراحل خاضعة للتنظيم، فلماذا لم يكن هناك مشكلة من وجود بعض الأغاني من موسيقي الراب والتي أعدت لحملة مرسي لماذا لم يتم تحريمها؟".
علي جانب آخر عبر موسيقار كبير عن أن الأحداث التي تمر بها مصر تجعلنا جميعا نخشي علي مستقبلنا، وبالتالي فالهجرة ربما تكون السبيل الوحيد لنا لكي نواصل ابداعنا بعيداً عن أي مهاترات قد تحدث مستقبلاً، وأضاف نعم هناك وعود بعدم المساس بإبداعنا لكن سابق تعاملنا مع الجماعات الدينية !!".
ويؤكد الموسيقار أن الإخوان يغيرون كلامهم من وقت لآخر وطبقا للظروف التي يمرون بها من حيث القوة أو الضعف؛ واضاف :" أنا شخصيا أفكر جديا بالخروج من مصر وهو ليس نوعا من أنواع الهروب، ولكن احتجاج علي الوضع الذي وصلت اليه البلد".
وأكد كاتب شاب أنه يفكر جديا بالهجرة من مصر لأن الفن لا يمكن تقديمه بقيود ولن ننتظر حتي نكون دولة مماثلة لتونس.
علي جانب آخر أصيب عدد كبير من الاعلاميين بحالة من الحزن الشديد وهم يعلنون بأنفسهم تقدم المرشح محمد مرسي منهم عماد أديب ومصطفي بكري ولميس الحديدي ومجدي الجلاد وعادل حمودة وخيري رمضان؛ مما يوحي بأنهم اصيبوا بحالة احباط من تولي الاسلاميين الحكم وتأثير ذلك علي عملهم الاعلامي لو كان ضد التيار، كما أعلن توفيق عكاشة مغادرته للبلاد في حالة اعلان فوز مرسي رسمياً.
مباشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى