بقلم : محمد الدعدع
لم أكن من تلك الكتلة التصويتية الهائلة التى وثقت بالسيد حمدين صباحي ومنحته صوتها الانتخابي مع كامل احترامي لشخوصهم جميعا ولا أحسبهم في خطأ أمرهم ولكن أرجع الأمر الي حسن نواياهم في شخص لايرتقي – برأيي - ليتولي مسئولية رئيس الجمهورية>
ذلك لما يقدمه الرجل عبر تصريحاته ومواقفه من نموذج صارخ في التناقض الذي لايحتمل التوافق والاتساق بين شطري الجملة الواحدة بقدر مايحمل في جنباته حالة من "الشيزورفينا الحادة" والمعروفة بعربيتنا بمرض انفصام الشخصية , لو قصدت مقالي هذا كسيرة حياتية للرجل لأختلف التناول بقدر ماعمدت من خلاله تقديم معالجة تقييمية لأداءه قبل وبعد الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة مفصلا ذلك في جملة من أمور أهمها :
1 – صباحي هو نفسه ذلك الرجل الذي واجهته صعوبات في جمع توكيلاته الألف من مسقط رأسه بكفر الشيخ في وقت من الأوقات دللت فيه استطلاعات الرأي جمعاء علي صدارة المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لاسيما في تلك الفترة التى أعقبت خروج كلا من حازم صلاح أبو اسماعيل وخيرت الشاطر من خوض السباق الرئاسي وبالرغم من ذلك أبي وأستكبر أن يتنازل – كما يقضي المبدأ أن يتنازل الأقل وزنا للأكثر زنة – اعتمالا بمبدأ المصلحة العليا للثورة واستجابة لنداءات الكثيرين ممن حملوه فيما بعد مسئولية ما ألت اليه نتائج المرحلة الأولي الانتخابية نظرا لعدم توحد الصف الثوري خلف مرشح واحد فقط.
2 – صباحي الذي ناقض نفسه حينما صرح برفضه لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية حال تولي الرئاسة لرئيس اسلامي – رغم أنها ارادة الناخبين – وصرح برفضه لتولي "أخواني" أو "أخواني بشرطة" للرئاسة في اسقاط لتلك الأخيرة علي شخص أبو الفتوح رغم ادعاءه بأنه كان قد قطع عهدا مع أبو الفتوح يقضي بدعم أحدهما للأخر حال تأهله لجولة الاعادة , ليبقي السؤال محيرا : " اذا كان موقف صباحي الصريح قد أكد علي رفضه لحكم أبو الفتوح "الأخوانى بشرطة" فكيف به يقبل بدعمه حال تأهله للاعادة؟!".
3- صباحي الذي ناقض نفسه حينما بادر وسابق الريح ابتهاجا بقرار اللجنة العليا للانتخابات القاضي باقصاء أثنين من أكبر المرشحين حظوة بالشعبية في الشارع وهما أبو اسماعيل والشاطر وأخذ يطلق الدعوات والتصريحات لكليهما بضرورة احترام قرارات اللجنة العليا للانتخابات القاضية باقصائهما واحترام أحكام القضاة دون أن يمهل نفسه فينة من الدهر ليسأل نفسه :" هل يقف وراء استبعادهما مواقف سياسية مسبقة أم هو حقا عدم استيفائهما للشروط؟!" , بالطبع لم يسأل نفسه في ذلك لما يمثله خروجهما من مصلحة له في تفتت أصوات مؤيديهم , ولم يدرك بذلك أن أضفي شرعية لاتقبل التناول علي اللجنة العليا التى سارع بعد فشله الانتخابي باتهامها بالمزورة والمدلسة وقرر أن ينسي أو "يلحس كلامه" بشأن ضرورة احترام قراراتها بطعنه علي نتائجها!
4- صباحي الذي ناقض نفسه حينما ملأ الدنيا صراخا وعويلا حول ضرورة احترام أحكام القضاء وعدم التشكيك بها وذهب بالرغم من ذلك للطعن في أحكامه فيما يتعلق بالحكم القضائي القاضي بسجن عادل امام 3 أشهر بتهمة اذدراء الاسلام ووصفه للحكم بـ"العودة للعصور الظلامية" ولم يدرك الفارق بين التأكيد علي احترامه للفن وبين طعنه علي حكم قضائي بسجن أحد الفانين طاعنا بذلك في أحكام القضاء!.
5- صباحي الذي ناقض نفسه حينما أكد علي تأكيد باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها أكد في تصريحاته حول أزمة المحامي المصري أحمد الجيزاوي الذي أوقفته السلطات السعودية بمطارها لحيازته أقراص مخدرة , فلم يمهل نفسه للبحث في الأمر والتحقق منه ليذهب بذلك الي اطلاق التصريحات الغير مسئولة بأنه لو كان رئيسا للجمهورية لكان سيذهب للمملكة العربية السعودية ليأتى بالجيزاوي من يده أو يعود بسفير مصر لدي المملكة! , لم تتدخل المملكة في الشئون المصرية ولا في أحكام قضائها الذي تؤكد كثيرا علي احترامه رغم أن ثمة 20 سعوديا يواجهون عقوبات الاعدام والمؤبد في السجون المصرية ولم تتدخل المملكة في سير العدالة بالرغم من ذلك , لكن السيد صباحي قرر عدم القبول بأحكام القضاء السعودي طاعنا فيه غير محترما للسيادة السعودية مقررا بأن يتحدي القانون السعودي بعنجهيته لاعادة الجيزاوي أو ليتجه الي قطع العلاقات السعودية المصرية بسحب السفير المصري لدي الرياض في حال حدوث العكس!
6- صباحي الذي ناقض نفسه حينما قبل ورحب بوجود الفريق أحمد شفيق ضمن المرشحين المخول لهم بخوض السباق الرئاسي , عبر مابدي بينهما من حميمية شديدة في برنامج "مصر تنتخب" حينما أكد علي احترامه لشفيق ولم يبدها – أي الحميمية في الحوار – محمد مرسي حال حواره مع شفيق بتأكيده علي رفضه للفلول ولعودتهم للحياة السياسية بعدما أفسدوها , ليخرج بعد خسارته ساخطا وصارخا رافضا للنتيجة مطالبا بتطبيق قانون عزل الفلول وما يعنيه من استبعاد شفيق واعادة الانتخابات مرة أخري بل وذهب ليعتقد بفهمه الخاطيء أن مرسي نازعه ملكه وسلطانه وأخذ مالايستحق بينما لم يدرك أن معركته الحقيقية مع شفيق وليست مع مرسي!.
7- صباحي الذي ساوي بين مرسي وشفيق رغم رفض كثيرين حتى من أنصار صباحي نظرا لعدم توافر الانصاف في ذلك الحكم ولم يقبل بدعم أحدهما رغم مبادرة مرسي باظهار حسن نيته بدعوته لأن يكون نائبا بعد ساعات من انتهاء الفرز, وقد نسي وتناسي أن الاخوان هم فصيل ثوري أصيل ساعد في انجاح الثورة حتى بشهادة الفريق شفيق نفسه الذي ذهب لربط نجاح الثورة برسوخ الاخوان المسلمين , ونسي أن الأخوان كانوا دائما ما يسحبون مرشحهم لمجلس الشعب من أمام صباحي لعدم تفتيت الأصوات بما يزيد من فرص مرشح الوطنى الحاكم.
8 – صباحي الذي ذهب للاجتماع بمرسي لابتزازه واحراجه أمام الرأي العام – حسبما يري الدكتور خليل عناني – رغم أن الاخوان لم يربطوا تصويتهم التلقائي بأيمن نور في انتخابات الرئاسة السابقة بالحصول علي امتيازات أو تعهدات أو غير ذلك , وطالب بمجلس رئاسي مدني علي أن يضمه وأبو الفتوح وخالد علي والبرادعي ذلك الأخير الذي وصف العملية الانتخابية بالمهزلة دون اعتبار للكتلة التى صوتت لمرسي أو حتى ضم حاز أبو اسماعيل بدلا من البرادعي!
9- صباحي الذي ذهب للاجتماع بمحمد بديع مرشد عام الجماعة ليطلب منه نزول حزب الكرامة علي قائمة الحرية والعدالة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أتهم الجماعة - رغم موافقتها احتواءا منها لفصائل سياسية كثيرة ومتنوعة وللتأكيد علي عدم انتهاجها لسياسية التكويش والسيطرة- بمحاولات التكويش والسيطرة!
10 – صباحي الذي ناقض نفسه حينما أتهم الجماعة في حواره مع الاعلامي خيري رمضان بأنها تعد سيناريو للعنف المسلح حال فوز شفيق متهما ايها بالارهاب وكأنه كان ملما ومشرفا علي تفاصيل السيناريو نسي وقرر أن يتناسي أن هؤلاء هم أخوته في النضال وأن القيادي الأخواني محمد البلتاجي كان يحمل له الميكروفون في تظاهرات النظام السابق لتكون الكلمة لصباحي وحده!
وأخيرا.. وأسفاه علي ثورتنا التى ضاعت بفضل أنانية البعض ممن قبلوا بالثورة المصرية ولم يقبلوا بحق الشعب الليبي والسوري بالثورة علي حكامه , ووأسفاه علي من رفض سياسة "التوريث" فيما سبق بينما كان يمارس "التلميع" السياسي لتولي نجل القذافي للحكم بعد أبيه!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى