آخر المواضيع

01‏/06‏/2012

مبارك.. محاكمة في "الصندوق"

يرى كثير من المراقبين أن قرار المحكمة سيؤثر على صناديق الاقتراع.

أبوظبي - سكاي نيوز عربية- أحمد عطا

كلمة واحدة سينطق بها قاضي المحكمة التي تحاكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك ربما لن يكون لها تأثير على مصير الرجل فحسب بل على حظوظ من يسعى لخلافته عبر صناديق الاقتراع وأيضا على نظرة الشارع المصري لثورة تواجه عقبات كثيرة.

وتأتي جلسة النطق بالحكم على مبارك (84 عاما) ونجليه ومساعديه السبت في أجواء سياسية ملبدة، حيث يترقب المصريون الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة والتي يتنافس فيها المرشحان الإخواني محمد مرسي والمحسوب على النظام السابق أحمد شفيق.

ويواجه مبارك الذي حكم مصر نحو ثلاثة عقود تهما بالفساد، ومزاعم بأنه أمر بقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية التي استمرت 18 يوما، وأدت إلى إزاحته عن كرسي الحكم في فبراير 2011.

وتضم القضايا المنظورة أمام المحكمة نجلي الرئيس السابق علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي إضافة إلى عدد من مساعديه.

العقوبة المشددة أو العقوبة المخففة أو تأجيل القضية، احتمالات لكل منها تداعيات.

ففي حالة الحكم المشدد على الرئيس السابق، يرى المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سامح راشد أنه سيصب في صالح أحمد شفيق، حيث سيعطي ذلك طمأنة للرأي العام بأن المحاكمة تسير بشكل سليم.

وأوضح أن ذلك "سيهدئ من الشكوك في أن المجلس العسكري الحاكم دفع بآخر رئيس وزراء في عهد مبارك من أجل خلافته وبالتالي حماية الرئيس السابق من عقوبة مشددة".

وقال إن المرشح الرئاسي "سيستخدم هذا الحكم لإعلان التزامه بقرار القضاء ما سيساعد كثيرا في حصد مزيد من الأصوات".

ويتفق مع هذا الطرح المحلل السياسي بشير عبد الفتاح الذي أكد على أن هدوء الشارع بسبب العقوبة المشددة "ستهيئ الأوضاع أكثر لشفيق".

لكن ثمة ما يجب وضعه في الاعتبار وهو أن الحكم لن يكون نهائيا، فبحسب إجراءات التقاضي فإنه ما تزال هناك فرصة للطعن في الحكم عبر محكمة النقض.

ويرى عبد الفتاح أن الشارع المصري سيتسرع في رد فعله على مجمل القضية عبر الحكم الأولي الأمر الذي سيساعد في حالة إصدار عقوبة مشددة على امتصاص غضبه بدرجة كبيرة بغض النظر عن الإجراءات اللاحقة والتي قد تؤدي إلى البراءة أو عقوبة مخففة.

المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب المستقل عمرو الشوبكي يتفق أيضا مع راشد وعبد الفتاح، لكنه يشير إلى أن قضية مبارك ليست محورية في هذه الظروف التي تعيشها البلاد حيث "أدى طول فترة المحاكمة إلى انشغال الناس بقضايا أخرى أكثر إلحاحا"، في إشارة إلى الفوضى الأمنية وأزمة الوقود.

أما الحكم بعقوبة مخففة على مبارك فسيكون له وقع آخر، بحسب الخبراء.

فبحسب الشوبكي، سيستفيد من هذا الحكم مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين محمد مرسي.

وأوضح أن الغضب من الحكم "سيحشد مجموعات سياسية إصلاحية وثورية لفتح النار على من يعرف بمرشح النظام القديم أحمد شفيق ".

وسيدرك الشارع حينها أن "الثورة لم تحقق أيا من أهدافها وأن البلاد تعود إلى عهدها القديم كما سيرتبط ذلك بحظوظ شفيق الذي سيظهر على أنه رمز لعودة نظام مبارك الذي لم ينل جزاء ما اقترفه من جرائم"، حسب راشد.

ولا يتوقع المحلل السياسي أن يشهد الشارع المصري مظاهرات حاشدة كتلك التي خرجت أثناء الثورة أو حتى بعدها، مشيرا إلى أن القوى الثورية في البلاد يكاد رصيدها ينعدم بين شريحة واسعة من المصريين، وذلك بسبب كثرة الأزمات السياسية والاقتصادية التي جعلت كثيرين يلقون باللوم فيها على الثورة ذاتها، على حد تعبيره.

ويقول راشد:" التحركات ستطالب بمحاكمة سياسية لمبارك وأعوانه لكنها ستكون محدودة رغم الإحباط الشديد من نتائج المحاكمة".

"هذا الإحباط لن يولد انتفاضة بل سيولد يأسا من التغيير"، بحسب راشد.

ولا يرى عبد الفتاح أمام الشارع من خيار سوى التظاهر، لكنه يؤكد على أن الإطار القانوني الجنائي للمحاكمة يحجم كثيرا من رد فعل الشارع.

وأوضح أن "حركة الشارع تزداد في القضايا التي ليس لها إطار قانوني مثل المطالبة بالتغيير أو إسقاط حكم العسكر لكن طالما دخلت القضية حيز القضاء فإن ذلك يكبح بشكل كبير من جماح الشارع الغاضب".

ولفت أيضا إلى أن قطاعا كبيرا من "المصريين اكتفوا بمشاهدة مبارك في القفص ولن يعير اهتمامهم مصيره بعد ذلك".

ولا يمكن فصل الحكم على مبارك عن الحكم المنتظر بحق نجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه، بحسب راشد.

"فإذا حصل مبارك على حكم مخفف بينما حصل العادلي على عقوبة شديدة ونجليه على عقوبة متوسطة، فإن ذلك سيكون بالنسبة للكثيرين كافيا خاصة في ظل تعاطف قطاعات واسعة مع مبارك بسبب كبر سنه".

ويتفق الخبراء الثلاثة على أن تأجيل القضية أو إحالتها لدائرة أخرى سيكون له نفس أثر العقوبة المخففة سواء كان في الشارع أو على صناديق الاقتراع.

ويلفت الخبراء إلى طبيعة القضية كونها جنائية وليست سياسية وهو ما يجعلها غير مرتبطة كثيرا برغبات الشارع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى