أكد عدد من القوى السياسية أنها تدرس قرار الاعتصام فى ميدان التحرير حتى يتراجع المجلس العسكرى عن الإعلان الدستورى المكمل ويسلم السلطة بالكامل إلى رئيس مدنى منتخب بإرادة شعبية حرة، ويعلن النتائج الرسمية بنزاهة وشفافية، فى حين توقع خبراء استجابة العسكرى لبعض الضغوط متوقعين سيناريو جديد للثورة مختلف عن أحداث 25 يناير أو العباسية.
وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين، تعليمات لأعضائها ببدء اعتصام مفتوح فى ميدان التحرير وعدد من الميادين الرئيسية فى المحافظات، للضغط على المجلس العسكرى وإجباره على عدم التلاعب فى نتائج الانتخابات الرئاسية، وضد الانقلاب على الشرعية الدستورية فيما يتعلق بحل البرلمان والإعلان الدستورى المكمل.
وقال محمود عزت، عضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين وأمين التنظيم سابقًا، إن الإخوان موجودون وسط الناس وأن الجماعة قررت المشاركة فى الاعتصام حتى يتراجع المجلس العسكرى عن الإعلان الدستورى المكمل وتسليم السلطة كاملة إلى الرئيس المنتخب.
وأشار إلى أن الاعتصام لن يخرج عن سلميته، لكنه سيؤكد ضرورة احترام إرادة الشعب، متوقعًا قيام ثورة جديدة ونموذج لثورة يناير بعد استثارة المجلس العسكرى ومحاولته فرض الوصاية عليهم.
ومن جانبه قال محمد حسان، السكرتير الإعلامى لمجلس شورى الجماعة الإسلامية أن تشارك فى فعاليات التظاهرات فى ميدان التحرير والميادين الأخرى منذ إصدار الإعلان الدستورى المكمل، مشيرًا إلى أن الجماعة الإسلامية أبدت اعتراضها على هذا الإعلان وعلى تدخل المجلس العسكرى فى الحياة السياسية.
وأضاف حسان أن الجماعة الإسلامية تدرس جيدًا المشاركة فى اعتصام مفتوح داخل ميدان التحرير للاعتراض على القرارات الأخيرة، وأهمها حل مجلس الشعب وقانون الضبطية القضائية، والأهم من ذلك الإعلان الدستورى المكمل، مشيرًا إلى أنهم إذا اعتصموا فلن يتم فض الاعتصام حتى يتم تسليم السلطة بالكامل إلى الرئيس المدني المنتخب عبر إرادة الشعب الحرة.
ومن جانبه قال يسرى حماد، المتحدث باسم حزب "النور"، قرر المشاركة فى مليونية التحرير اليوم، وكذلك الميادين العامة فى مختلف المحافظات، ودعا أبناء الحزب للمشاركة الفاعلة، اعتراضًا على صدور الإعلان الدستورى المكمل بما فيه من اعتداء على حق الشعب المصرى، مشيرًا إلى رفض الحزب وصاية العسكرى على الشعب المصرى وحل مجلس الشعب.
وأضاف حماد أن الحزب يحذر من التلاعب بإرادة الشعب المصرى أو التلاعب فى إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أنهم يرفضون أيضًا تدخل المجلس العسكرى فى عمل الجمعية التأسيسية سواء بالوصاية على التشكيل أو طريقة التصويت أو الاعتراض على بنود الدستور، لافتًا إلى أن الحزب عازم على المشاركة فى جميع الفعاليات الميدانية التى ترفع طلبات الشعب وتعزز حريته.
فيما قال الدكتور مختار محمد غباشى، مستشار ونائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الاعتصام بميدان التحرير سيكون له ضغط كبير على المجلس العسكرى للتعجيل بتسليم قيادة البلاد للرئيس القادم، خصوصًا إن كان الدكتور محمد مرسى وهى رسالة شديدة للمعنيين بالأمر بأن الثورة مستمرة وهو ما سيجعل العسكر يعيدون النظر فى بعض المسائل متوقعًا أنه من الممكن أن يؤدى الضغط إلى إلغاء الضبطية القضائية فقط لا غير.
وأوضح غباشى أن الضغط سيؤدى إلى الإسراع فى تسليم إدارة البلاد للرئيس القادم وتوفير نوع من الشراكة بين المجلس العسكرى ومرسى بدلاً من مناوأته ويعجل بإجراء الانتخابات البرلمانية للثلث المنحل.
وأكد أن وصول شفيق للحكم أمر مختلف، ومزعج فى نفس الوقت للكثير من القوى السياسية، حيث إن رموز الوطنى كانوا خلف شفيق علنًا وحينها سيلجأ المعتصون إلى نوع من التصعيد الذى لا يحمد عقباه ففوز شفيق سيزيد الإصرار على الثورة والمحافظة عليها ومحاولة إزاحة النظام بالكامل، مشيرًا إلى أن سيناريو 25 يناير هو الأقرب للحدوث إذا فاز شفيق.
وفى نفس السياق قال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية الأسبق، أن الاعتصام لن يجعل المجلس العسكرى يتراجع عن قراراته، لافتًا إلى أن الضغط قد يؤدى إلى تفسير هذا الإعلان الدستورى بطريقة مختلفة.
وأوضح سعيد أن ما قد يضعف تأثير اعتصام وتظاهرات ميدان التحرير أنها سينظر إليها على أنها مظاهرات الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامى فقط، وهو ما سيجعل المجلس العسكرى لا يتراجع فى وجه ضغط الإخوان الذين يتحركون وفقًا للشرعية الثورية، مؤكدًا أن المعتصمين سيلجأون للتصعيد إذا فاز شفيق متوقعًا حدوث سيناريو جديد مختلف عن سيناريو 25 يناير والعباسية.
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى