نيويورك تايمز: التحول الديمقراطى فى مصر بات مهددًا.. التطورات الأخيرة أظهرت النوايا الحقيقية للعسكرى حول تسليم السلطة.. الصحيفة الأمريكية تنتقد موقف بلادها وتطالبها بتقديم الدعم للعملية الديمقراطية
علقت صحيفة نيويورك تايمز، فى مقالها الافتتاحى، على الإجراءات والقرارات التى تم اتخاذها مؤخرا فى مصر، بهدف توسيع صلاحيات المؤسسة العسكرية على حساب السلطات التى سوف يتمتع بها الرئيس القادم فى مصر، موضحة أن تلك التطورات التى تشهدها حاليا الساحة المصرية تعد تهديدا للتحول الديمقراطى فى البلاد.
وأضافت الصحيفة أن ما يحدث الآن فى مصر يتعارض تماما مع الأهداف التى مات من أجلها المصريون إبان ثورة 25 يناير، موضحة أن مصر نظرا لأهميتها الإقليمية ربما تصبح نموذجا مخيفا للمجتمعات الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط التى تسعى لتجاوز الحكم الديكتاتورى.
وأوضحت الصحيفة البارزة أنه بالرغم من الوعود التى قطعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بنقل السلطة إلى الحكومة المدنية المنتخبة فى يوليو القادم، ظل العديد من المتابعين متشككين فى مدى صحة تلك الوعود، إلى أن صدقت شكوكهم، وظهرت النوايا الحقيقية لجنرالات المجلس العسكرى من خلال عدد من القرارات المتتالية والتى بدأت بإعادة تطبيق الأحكام العرفية، مرورا بقرار حل البرلمان، حتى إصدار الإعلان الدستورى المكمل والذى يقوم على إعفاء المؤسسة العسكرية ووزارة الدفاع من أى إشراف من جانب الرئيس.
وتابعت الصحيفة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد طالب المصريين أمس، بعد ظهور المؤشرات الأولية لنتائج جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، بالوثوق فى قواتهم المسلحة باعتبارها المؤسسة القادرة على أن تفعل أكثر من الكلام، موضحا أن المؤسسة العسكرية سوف تعمل على إعادة الديمقراطية إلى مسارها مرة أخرى.
وأضافت نيويورك تايمز أن المصريين قد سعوا إلى تحقيق تغيير حقيقى خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بينما الوضع كان مختلفا إبان جولة الإعادة نظرا للتساؤلات العديدة التى ثارت حول مرشحيها، ومدى التزامهما بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التى تحتاجها مصر خلال المرحلة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن مرشح جماعة الإخوان المسلمين حاول أن يتبنى خلال حملته الانتخابية خطابا معتدلا، إلا أنه تحالف بعد ذلك مع الجماعة السلفية المتشددة، وتبنى مطلبها الأهم والمتمثل فى تطبيق الشريعة الإسلامية، وهنا أوضحت الصحيفة أن لابد أن يتم السماح لمرسى – فى حالة فوزه بالرئاسة – للقيام بهذا الدور.
وأكدت الصحيفة أن الشعب المصرى الذى قام بالثورة ينبغى أن يعمل على إنجاحها، موضحة أن الإصلاحيين يجب أن يتوحدوا، مؤكدة أنهم سوف يكونون أكثر قوة وتأثيرا إذا استطاعوا أن يعملوا سويا.
من ناحية أخرى انتقدت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، موضحة أنه قد بعث برسالة خاطئة فى مارس الماضى عندما أصر على استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر، على الرغم من أن الجنرالات المصريين لم يلغون حالة الطوارئ من ناحية وكذلك لم يوقفوا محاكمة موظفى المنظمات الأمريكية الداعمة للديمقراطية فى مصر. وأضافت أن تأخير المساعدات من جانب الإدارة الأمريكية كان ضروريا لإظهار قدرا من الدعم لعملية التحول الديمقراطى فى مصر.
وأوضحت الصحيفة فى نهاية المقال أن مسئولى الإدارة الأمريكية قد حذروا القادة العسكريين بأنهم سوف يخسرون مليارات الدولارات، إذا لم يلتزموا بتعهداتهم بنقل السلطة إلى الرئيس الجديد، وكذلك إشراك قطاع واسع من المصريين فى عملية كتابة الدستور الجديد خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة ينبغى أن تعمل على ضمان التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أن بقاء حالة الاضطراب الذى تعيشه مصر حاليا سوف لا يخدم المصريين أو إسرائيل أو باقى دول المنطقة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى