اهتمام كبير أولته كبرى الصحف العالمية لنتائج المؤشرات الأولى لانتخابات الإعادة الرسمية بين الفريق أحمد شفيق ود. محمد مرسي؛ لتحول جولة الإعادة إلى صراع بين استمرار الثورة أو إعادة إنتاج النظام القديم.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت عن فوز مرشحها د. محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، وذلك بعد ساعات من إصدار المجلس العسكري للإعلان الدستوري المكمل الذي يمنح فيه المؤسسة العسكرية سلطات شاملة، ويجرد فيه الرئيس من صلاحياته، مشيرة إلى أن موقف العسكري يمثل "تأكيدًا جريئًا" بعدم تسليمه للسلطة في 30 يونيو لحكومة مدنية منتخبة وفقًا لتعهداته السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن الجنرالات تحركوا بسرعة شديدة للحفاظ على وضعهم المتميز خلال الفترة الانتقالية وتوسيع نطاقه بعد وصول د. محمد مرسي إلى رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن هذا التحرك يعكس قلق القيادة العسكرية من المساءلة إذا تمتع نظام الحكم المدني الجديد بالضوابط والموازين الصحيحة.
وأضافت الصحيفة أن النشطاء والمراقبين يرون في خطوة المجلس العسكري بداية لديكتاتورية عسكرية تمثل انعكاسًا للوعود التي قطعها المجلس العسكري على نفسه بدعم ثورة 25 يناير في بداية تولي "العسكري" الحكم بعد الإطاحة بمبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين خاضوا الانتخابات الرئاسية بين آخر رئيس وزراء للمخلوع وبين رئيس حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسي في جو من الشك والقلق، لافتة إلى الإعلان الدستوري الصادر عن "العسكري" الذي نشر في الجريدة الرسمية الذي يعطي المؤسسة العسكرية سلطات أكبر بكثير مما كان متوقعًا من قبل المراقبين، فالرئيس الجديد وفقًا لهذا الإعلان لا يملك السيطرة على موازنة الدولة أو قيادة المجلس العسكري، ولا يؤذن له بإعلان الحرب دون موافقة الجنرالات الحاكمين.
ونقلت الصحيفة عن حسام بهجت الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان "مع هذا الإعلان الدستوري ستغادر مصر تمامًا الربيع العربي" مضيفًا "هذه الوثيقة أسوأ من أسوأ مخاوفنا".
وأضافت الصحيفة أن جنرالات المجلس العسكري بعد الإطاحة بنظام مبارك أظهروا أنفسهم على أنهم أبطال للثورة المصرية إلا أن الثوار يتهمونهم بسوء إدارة المرحلة الانتقالية، والعمل للحفاظ على مصالحهم الخاصة منذ توليهم حكم البلاد.
وقالت د. هبة رءوف عزت "من المستحيل الحديث عن نقل الحكم لسلطة مدنية في 30 يونيو" مضيفة "أن الانقلاب على الثورة كان ناعمًا في البداية ولكنه الآن صارخ جدًّا".
من جانبها ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن فوز د. محمد مرسي في جولة الإعادة يمثل أول انتصار إسلامي في موجة الربيع العربي المذهلة التي نادت بالديمقراطية والتي اجتاحت دولاً بالشرق الأوسط إلا أن المؤسسة العسكرية استأثرت لنفسها بحصة الأسد في السلطة أكثر من الرئيس الجديد؛ مما يشحذ لإمكانية المواجهة بعد حل البرلمان، وإعلان الأحكام العرفية، وسيطرة الجنرالات على موازنة الدولة وصياغة الدستور الذي سيحدد مستقبل البلاد، على حدِّ وصف المجلة.
وأشارت المجلة إلى رفض حزب الحرية والعدالة لحل البرلمان والإعلان الدستوري المكمل، وتكوين المجلس العسكري لجمعية جديدة لصياغة الدستور، مضيفة أن هناك صراعًا محتملاً على السلطة بين القوتين الأكبر في مصر بعد أن شنَّ "العسكري" حملة ضد جماعة الإخوان المسلمين لمنع وصول الإسلاميين إلى السلطة.
وأبرزت المجلة خطاب د. مرسي بعد إعلان حملته نبأ فوزه على منافسه مرشح الثورة المضادة الفريق أحمد شفيق؛ حيث أشارت المجلة إلى أن مرسي سعى بوضوح إلى تهدئة مخاوف قطاعات من المصريين تخشى من التطبيق الصارم لأحكام الشريعة الإسلامية.
كما نقلت عن مرسي تعهداته باستكمال طريق الحرية والديمقراطية، وأن يكون أبًا وأخًا لجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وأن يكون خادمًا لجميع طوائف الشعب.
وخلص التقرير إلى أن أهم إشكالية تواجه الإخوان المسلمين بعد وصول مرسي إلى مقعد الرئاسة هي كيفية استرداد سلطات الدولة التي استولى عليها المجلس العسكري قبيل ساعات من إعلان النتائج الانتخابية.
بدورها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح جماعة الإخوان المسلمين فاز في أول انتخابات رئاسية تنافسية تشهدها البلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير، مشيرة إلى محاولات المجلس العسكري لحماية نفوذه من أي انتصار للثورة المصرية بعد إصداره للإعلان الدستوري المكمل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرالات لا يتحدثون علنًا أو يشرحون تصرفاتهم والتي يتم الإعلان عنها دون ضجة في وسائل الإعلام الرسمية، لافتة إلى قرار المحكمة الدستورية العليا بحلِّ البرلمان والذي قام بتعيين هذه المحكمة الرئيس المخلوع، مشيرة إلى أن الحكم تم استخدامه كغطاء لحل البرلمان الأمر الذي أدى إلى توحيد سريع في القوى لمواجهة الثورة المضادة.
وأشارت الصحيفة إلى تصعيد قادة الإخوان المسلمين ضد إجراءات المجلس العسكري بعد قراره بحلِّ البرلمان، لافتة إلى الاجتماع الذي دار بين د. سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب والفريق سامي عنان؛ حيث أعلن الكتاتني أمام عنان أن المجلس العسكري لا يملك سلطة حل البرلمان أو كتابة الدستور.
وقال سعد الحسيني القيادي بحزب الحرية والعدالة سوف يذهب النواب إلى البرلمان كما كان مقررًا صباح الثلاثاء لمزاولة مهامه.
ونقلت الصحيفة عن النائب محمد البلتاجي عن حزب الحرية والعدالة قوله: "الإعلان الدستوري حلقة جديدة للانقلاب العسكري الكامل ضد الثورة والإرادة الشعبية".
وقال ناثان براون الخبير الأمريكي بجامعة جورج واشنطن "الجيش يسعى إلى انقلاب كامل على الثورة بالعديد من الوسائل الواضحة؛ حيث فرض الأحكام العرفية، ويحمي الجيش من أي تدقيق عام ليديم سيطرته على النظام السياسي"
الصحافة العالمية: فوز مرسي انتصار للربيع العربي
قسم الأخبار
Tue, 19 Jun 2012 18:55:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى