انتقدت صحيفة "ذا ستار" الكندية القلق الذي ينتاب بعض الأوساط الغربية من صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر حيث قالت الصحيفة " في بلدان الربيع العربي تتخوف كل من واشنطن وتل ابيب من مخاطر الديمقراطية فكيف تدع التيار الإسلامي في هذه البلدان يتولي مقاليد الحكم خاصة في دولة مهمة بحجم مصر، ورأت الصحيفة أن الخطر الحقيقي هو عدم السماح لجماعة الإخوان المسلمين بالفوز وتولي مقاليد الحكم إذا جاءت صناديق الاقتراع في صالح الجماعة، وقالت إذا حدث ذلك فإن الأمور ستنقلب رأسا علي عقب.
وأكدت الصحيفة إن "محمد مرسي" مرشح جماعة الاخوان المسلمين حصل علي 25 بالمائة من اصوات الناخبين الذين صوتوا في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية المصرية بينما حصل الفريق أحمد شفيق المرشح المحسوب علي الحزب الوطني المنحل علي 24 بالمائة من نسبة الأصوات ليصعد المرشحان الي جولة الاعادة المقررة في 16 و17 من الشهر الجاري.
واشارت الصحيفة الي ان الجيش والأجهزة الأمنية في مصر تتمتع بكامل قوتها، وتساءلت الصحيفة هل يمكن لهذه الدولة التي أصابها قدم البيروقراطية في الوزارات ومؤسسات القضاء وقطاع الأعمال العام التي تتبع في إدارتها القوات المسلحة أن تنعم بالديمقراطية رغم انها تقرب الي حد كبير من النظام التركي
وأوضحت الصحيفة أن مصر تم اختراقها خلال الـ 15 شهرا الماضية في ميدان التحرير ومناطق عدة لإحباط الديمقراطية الوليدة.
وأشارت الصحيفة الكندية الي الحكم بالمؤبد الذي صدر ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخليته وبراءة مساعديه الأسبوع الماضي بتهمة قتل 850 متظاهرا العام الماضي أمام محكمة الجنايات وأوضحت الصحيفة أن براءة الرئيس السابق ونجليه من تهم تتعلق بالفساد الأمر الذي أعاد الثورة والثوار مرة أخري الي التحرير عقب النطق بالحكم.
لفتت الصحيفة الي تصريحات بعض المنظمات التي قالت أن شبه بالتلاعب قد شابت الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية والتي احتل فيها أحمد شفيق وزير الطيران الأسبق المركز الثاني بالرغم من القضايا العديدة التي تم تقديمها ضده إلا أن "اللجنة الرئاسية التي يتم إدارتها من قبل رجال مبارك" سمحت له بخوض الانتخابات الرئاسية وتطرقت الصحيفة الي عمل المؤسسات القريبة من الجيش وأعضاء الجزب الوطني السابقين في صالح شفيق من أجل فوزه بجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.
وفيما يتعلق بالغشراف عيل الانتخابات قالت الصحيفة أنه لم يسمح للمراقبين الدوليين والمحليين بالاشراف علي الانتخابات في الجولة الأولي إلا قبل بدء الاقتراع بلحظات ولم يسمح لهم بالبقاء طويلا في مراكز الاقتراع أو أثناء فرز الأصوات وجاءت النتيجة النهائية التي أذهلت المصريين علي حد قول الصحيفة.
كما نوهت الصحيفة الي الزيادة في عدد الناخبين والتي زادت 4.5 مليون ناخب عمن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل الرئاسية بستة أشهر من 46.4 مليون ناخب لتقفز الي 50.9 مليون ناخب.
ذكرت الصحيفة أن المرشح اليساري حمدين صباحي جاء في المركز الثالث بينما احتل الليبرالي الاسلامي عبدالمنعم أبوالفتوح المركز الرابع و جاء عمرو موسي السياسي المعروف والأمين العام السابق للجامعة العربية في المركز الخامس.
قالت الصحيفة أن جماعة الإخوان تتجه نحو الاعتدال فهي لا تتحدث كثيرا عن تطبيق الشريعة والخلافة حيث يحاول الدكتور محمد مرسي كسب من أدلوا بأصواتهم لصالح عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي المرشحين الخاسرين في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية والمدافعين عن حقوق المرأة والأقباط وحق التعبير كما لم يتطرق محمد مرسي أو أي عضوو بارز في الجماعة الي معاهدة السلام مع اسرائيل.
رأت الصحيفة أن الوضع الجدير بالاهتمام في مصر وجميع بلدان العالم العربي ليس " العلمانية - الفزاعة الإسلامية" (سواء يرتدي السياح البكيني أو الخمور كما تركز وسائل الإعلام) لكن الخطر بين الديكتاتورية والديمقراطية وبين الرأسمالية المبنية علي المحسوبية وبين الاقتصاد الشفاف وهيا لأمور التي يجب أن تقدم بصيصا من الأمل للمواطنين الذي عانوا كثيرا خلال السنوات الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى