آخر المواضيع

آخر الأخبار

18‏/06‏/2012

أسامة الغزالى.. "حرب" على الثورة




كتب : كريم محيى الدين


أستاذ السياسة "داعية الديمقراطية" عضو أمانة السياسات بالوطنى يعلن تأييده لشفيق!
نموذج لنخبة منفصلة عن الواقع.. ولا تتصور مصر دون "وصاية"
توسّل للعسكر من أجل "التمديد".. ويرى أن وجود رئيس عسكرى على رأس الدولة لا يعنى أنها دولة عسكرية بالضرورة!
أكد أن موسى جزء من النظام القديم.. ثم دعمه فى انتخابات "الرئاسة" بعد 9 أشهر
نشطاء: هذا الجيل عبء على الثورة ولم يقدم لها إلا الأزمات
لعله المثال النموذجى لتلك النخبة التى مثلت العائق الأكبر أمام تحقيق ثورة يناير أهدافها حتى الآن، ويعتبرها شباب الثورة عبئا عليها وعائقا لها، بل يصل بعضهم إلى حد اعتبارهم الخائن الأكبر لها.
أسامة الغزالى حرب.. الرئيس السابق لحزب الجبهة الديمقراطية "الليبرالى"، الذى صار أثرا بعد عين عقب سحب "التمويل الساويرسى" إلى واجهات حزبية أخرى انضوت تحت اسم "الكتلة المصرية".
كان عضوا بأمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل قبل أن يستقيل منه؛ بسبب ما زعم أنه اعتراض على سياسات الحزب وتباطؤ خطوات الإصلاح، وكان عضوا بمجلس الشورى بالتعيين، وهى الصفة التى لم يحصل عليها من النخب إلا أصحاب الحظوة السياسية لدى الرئيس المخلوع.
خبير العلوم السياسية -الحاصل على الدكتوراه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1985- قدم نفسه كمعارض لنظام مبارك فى سنوات حُكمه الأخيرة، وحصل حزبه على تمويل ساويرس – فرع معاملات المعارضة– فيما كان فرع المعاملات الحكومية يتشارك مع رموز الحزب الحاكم فى مشروعات اقتصادية كبرى.
كشف رجل الأعمال للإعلام تمويله للحزب الذى التف حوله كثير من النشطاء المعارضين لاستبداد نظام مبارك، وكان ذلك بمثابة إعلان نهاية حضور الحزب، ونقل فرع التمويل الساويرسى لمعاملات المعارضة إلى واجهات حزبية جديدة، ويصبح حزب الجبهة الديمقراطية بعدها فى ذمة التاريخ.
بعد الثورة انتقل "حرب" إلى صف نخبة الإسلاموفوبيا التى لم تقدم للمجتمع إلا خطاب التفزيع من التيار الإسلامى بشكل عام، والإخوان المسلمين بشكل خاص، وتوسل بكل السبل إلى قيادات العسكر من أجل "تمديد" الفترة الانتقالية، وعدم الالتزام بخارطة الطريق التى أقرها الشعب فى استفتاء 19 مارس، بدعوى عدم جاهزية القوى المدنية للانتخابات، وهو ما استجاب له المجلس العسكرى وضرب بسقف الستة أشهر عرض الحائط، واستمر فى السلطة عاما ونصف العام حتى الآن دفعت مصر فيها الكثير من أمنها واقتصادها، فيما ظلت النخب المتوسلة "محلك سِر".. فلا أحزابا حقيقية نظمت، ولا مشروعا للنهضة قدمت.
دارت عجلة الانتخابات.. النقابات ثم البرلمان ثم الرئاسة، وعقب كل منها يزيد هوس الإسلاموفوبيا، وتتساقط الأقنعة التى طالما تغنت بفضائل "حكم الشعب" وأهليته للديمقراطية والحرية، ليصبح فى نظرها شعبا جاهلا غير مؤهل للانتقال الديمقراطى، تعطى أغلبيته أصواتها نظير الزيت والسكر، تماما كما كان يقول أحمد نظيف وعمر سليمان.
المناضل النخبوى تزعَّم قائمة كاملة من مئات النخب العلمانية التى تسببت فى تمديد الفترة الانتقالية، وأعلن موقفه علانية بعد شهور طويلة من إخفائه سرا، وذلك فى حواره مع جريدة الشروق بتاريخ 29 سبتمبر 2011، والذى قال فيه نصا: "أعتقد أن الجيش يجب أن يظل لفترة أطول فى السلطة، لسبب بسيط، هو وجود مشاكل تحتاج لوجوده، أهمها مشكلة الأمن، فالوجود الأمنى ضعيف للغاية، ونحن ما زلنا نحتاج لوقت إضافى لإعادة بناء الشرطة، التى تم تدميرها بالكامل أيام الثورة، وهذه العملية لا تتم بقرار، ولكن تحتاج إلى الوقت، وفى تقديرى الأمر يحتاج لعامين، أما المشكلة الثانية فهى عدم جاهزية معظم القوى السياسية والأحزاب الجديدة للانتخابات، فالجاهزون فعليا هم بقايا الحزب الوطنى المنحل، والأحزاب القديمة بشكل عام، والإخوان المسلمون الذين لديهم طموح فى الحصول على أكبر عدد من الأصوات خلال الفترة المقبلة، وبالتالى أنا من أنصار أن نتمهل فى إجراء الانتخابات لعام أو عامين آخرين حتى تتمكن الأحزاب والقوى السياسية الجديدة من أن تقوى نفسها، وخلال هذه الفترة تدار البلاد بمعرفة المجلس العسكرى".
النخبوى الكبير طالب بتعطيل العملية الديمقراطية لحين ضمان "نتائج معينة" يريدها هو وجماعته، وتم لهم ما أرادوا، فلا أمن تحقق، ولا أحزاب تجهزت، ولم يستفد من ذلك سوى التنظيم السرى للثورة المضادة.
حواره مع "الشروق" كان كاشفا لتناقض كامل بين ما يعلنه وما يفعله، فهو يقرر أن عمرو موسى "جزء لا يتجزأ من النظام القديم" ثم يعلن دعمه له فى انتخابات الرئاسة بعد نحو تسعة أشهر من تاريخ الحوار.
واصل النخبوى الكبير تناقضاته وصرح لبوابة الأهرام بتاريخ 27 يناير 2012 بأن حكم العسكرى يمثل امتدادا لنظام مبارك، رغم تأكيده فى حوار الشروق على أن وجود رئيس عسكرى على رأس الدولة، لا يعنى أنها دولة عسكرية بالضرورة!
ولم يكن غريبا بعد تسلسل التصريحات والأحداث أن يعلن حرب تأييده لأحمد شفيق رئيسا للجمهورية، فالرجل يعود إلى أصله ذى الصلة الوثيقة بالحزب الوطنى المنحل، واللعب الآن على المكشوف فى مرحلة فارزة من عمر الثورة تتكشف فيها كل الأقنعة، وتعلن فيها الانحيازات واضحة.
برر حرب فعلته بقوله: "وصلنا لمرحلة فاصلة فى الانتخابات بين محمد مرسى، والفريق شفيق، وكان طبيعيا أن أنتخب شفيق؛ لأنى لا أتصور الإخوان المسلمين تحكم مصر".. هكذا بكل بساطة يروج الرجل لخطاب الإسلاموفوبيا، ولتذهب الثورة إلى الجحيم، وعلى المسئول سياسيا عن موقعة الجمل أن يأتى بحق دماء الشهداء.. أو لا يأتى.. المهم هو الخلاص من بعبع الإخوان المزعوم.
الوجه المشكوف الحالى لربيب الحزب الوطنى السابق أسقط عنه تمسحا سابقا بميادين الثورة، فالرجل يرى أن الشكل العام للميدان "أصبح غير مطمئن ولا يبشر بخير"، مشيرا إلى أن محاكمة النظام السابق جاءت استنادا للقانون الجنائى العادى، وليس لقوانين ثورية، ولذلك كانت الأحكام بالبراءة متوقعة، معللا سبب ذلك أن الثورة منذ اللحظة الأولى لاندلاعها لم يكن لها رأس يمثلها ويخطط لها.
فى المقابل، يرى شباب الثورة أن هذا "الرأس" لو كان موجودا لَمَا قامت الثورة أصلا، فنخبة سياسية كهذه لم تقدم للثورة إلا التعويق والأزمات، ورغم خلاف بعضم أيديولوجيا مع الإخوان المسلمين، خصوصا قيادتها، إلا أنهم لم يسقطوا فى مستنقع الإسلاموفوبيا الذى سقط فيه النخبويون الكبار، حتى إن شادى الغزالى حرب –العضو المؤسس بحزب الدستور وعضو اتحاد شباب الثورة– استنكر تأييد عمه لشفيق، مؤكدا أن إعلان البعض عن دعمهم لشفيق يعتبر خيانة للثورة، ولدماء الشهداء، لافتا إلى أنه كان بإمكان عمه إعلان مقاطعة الانتخابات، بدلا من تدعيم أحد أفراد النظام السابق الذى أجرم فى حق مصر.
وتابع: "إذا كان الدكتور أسامة يعتقد أن رفض المتظاهرين للمرشح (أحمد شفيق) والتمسك بمبادئ الثورة (مراهقة ثورية) فأنا وجيلى نفخر بهذا الوصف"، وهو نفس موقف الناشطة اليسارية سارة علام التى أعلنت دعمها للدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة مع شفيق، قائلة: "سأنتخب مرسى حتى أخبر أولادى بأننى حاولت إنقاذ الثورة من أنياب النظام القديم حتى اللحظة الأخيرة.. سأخبرهم بأننى كنت ضحية مجلس عسكرى لم يكن أمينا مع الثورة ونخبة فاشلة وإعلام كاذب وشارع لم أقصر يوما فى النزول إليه وأحلام من فرط ما آمنت بها أوجعتنى".
وبأحلام الشباب وإصرارهم تتغير مصر وشعبها إلى الأفضل.. فيما تظل النخبة الفاشلة -من كل التيارات– العائق الأكبر أمام جيل أخذ على عاتقه تحقيق "التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى