آخر المواضيع

آخر الأخبار

14‏/06‏/2012

الأديب صنع الله إبراهيم: المستشار طارق البشرى ارتكب جريمة بوضع الإعلان الدستورى..(حوار)

 

وصف الأديب الكبير صنع الله إبراهيم المشهد السياسى فى مصر بكل قوة ووضوح غير عابئ بالتوازنات السياسية ولا المواءمات الحزبية، ولأنه شخص يعد من رموز هذا الوطن وقاماته العليا كما أنه نادر الظهور إعلاميا، يكتسب الحوار معه أهمية خاصة جدا.

صنع الله إبراهيم يقول إن المشهد السياسى الحالى يؤكد أن هناك محاولات لقتل الثورة بخطة أمريكية يشرف على تنفيذها المجلس العسكرى ويساعده رجال الأعمال، ويؤكد أن الإخوان أساءوا إلى الثورة وأوصلونا إلى حالة من التخبط، وأن المستشار طارق البشرى أقدم على جريمة بحق مصر بوضعه الإعلان الدستورى على نحو أدمى الفترة الانتقالية، وأن النخب السياسية تصرفت بشكل مخزٍ، ومع ذلك يؤكد أن الثورة مستمرة.

■ منذ قيام ثورة 25 يناير، وتحمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة مسؤولية قيادة الفترة الانتقالية، تعرض المجلس ومعه الجيش بشكل عام للعديد من الانتقادات، خصوصا بعد اشتباكات مجلس الوزراء، فضلا عن الاتهام بمحاولة حماية النظام السابق، وظهور قضية الوضع الاقتصادى للجيش إلى السطح، هل تعتقد أن الفترة الانتقالية أدت إلى اهتزاز صورة الجيش المصرى فى أعين الشباب ومن ثم الأجيال القادمة؟

- على مدار التاريخ والجيش المصرى يتعرض لمحن كبرى ويدافع عن الوطن ببسالة ويسقط منه شهداء، ولابد أن نفرق بين الجيش كمؤسسة وقادة الجيش، فدائما ما كان قادة الجيش سببا فى هزيمة الجيش المصرى أو تعرضه للمحن، فمثلا نجد أن قيادات الجيش عام 56 هى السبب فى هذه الأزمة، حيث كان قائد سلاح الطيران وقتها صدقى محمود الذى كان من قبل قائد الطيران للملك فاروق، وفى نكسة 67 نجد أن القادة أيضا هم سبب النكسة حيث انشغل المشير عبدالحكيم عامر وأعوانه بشهواتهم وتركوا الجيش يعانى وحده ويلات الحرب، حتى فى 73 وبعد أن قدم الجيش بطولات عظيمة وضرب مثلا فى البسالة للعالم كله جاء الرئيس السادات ووقُع على اتفاقيات جعلت المشير الجمسى يبكى، ناهيك عن تخلصه من قادة الجيش البواسل أمثال سعد الدين الشاذلى والفريق أحمد بدوى الذى لا أستبعد أن يكون السادات هو من أمر بقتله.

■ لكن كل الرؤساء السابقين كانوا حريصين على إرضاء الجيش وقياداته ربما خوفا من أى انقلاب على الحكم؟

- نعم لكن تم تحويل ضباط الجيش بخطة ممنهجة إلى أعمال البيزنس الذى أصبح مسيطرا على 40% من الاقتصاد الوطنى، وتحول الجيش كباقى قطاعات المجتمع إلى طبقتين: الأولى من أصحاب النفوذ والأموال والشركات التى تتعامل مع إسرائيل، والطبقة الثانية المطحونة وهى أفراد الجيش الذين يعملون فى خدمة القيادات سواء الشخصية أو العائلية فهل هذه هى الخدمة العسكرية؟!

■ وكيف ترى إدارة المجلس العسكرى للفترة الانتقالية؟

- منذ بداية الثورة وهناك خطة مستميتة لقتل الثورة واختلاق المشاكل وإحداث نفور لدى الناس من الثوار، وكل الشواهد تؤكد أن هناك خطة ذكية أشرف على تنفيذها المجلس العسكرى فى هذا الصدد.

■ ومن وضع هذه الخطة من وجهه نظرك؟

- من الممكن أن تكون المخابرات المصرية أو أجهزة أمريكية أو إسرائيلية لأنهم حريصون أن تبقى مصر بهذا الوضع.

■ وما الشواهد التى أوحت لك بأن هناك خطة مدبرة؟

- كثيرة جدا.. منها عدم الحسم فى الأمور، والمذابح التى ارتكبت فى حق الثوار، والحرائق فى السويس والمحلة وآخرها حريق مقر حملة أحمد شفيق الذى أعتبر أنه هو المسؤول عنه ربما لدعاية انتخابية، والدليل على ذلك المبررات التى صرح بها لهذا الحريق، وهى غير منطقية وشهادة الشهود التى لا يقبلها عقل وذلك لإلصاقها بالثوار رغم أنهم منذ بداية الثورة لم يحرقوا أى ورقة، إضافة إلى تواجد البلطجية ومن يتحكم فى خروجهم ودخولهم وغيابهم المثير للتساؤلات أثناء الانتخابات، إضافة إلى نقص موارد الحياة الأساسية.

■ ولكن نقص الموارد مثلا يقال إنه بسبب تدهور الحالة الاقتصادية ووقف عجلة الإنتاج؟

- هذا ليس به شىء من الصحة، بدليل تصريحات الوزراء المسؤولين المتخبطة فى هذا الموضوع، فمثلا فيما يتعلق بأزمة البنزين المفتعلة هل تعلمين أن «مجدى راسخ» صهر مبارك يمتلك سبعاً وعشرين محطة بنزين؟ يعنى إذا أراد أن يعطش مصر كلها من البنزين سيفعل.. فكل التصرفات التى تمت من وقت الثورة حتى الآن تؤكد وجود خطة ممنهجة، وأمريكا بالتأكيد لها دور فى المشهد السياسى المصرى.

■ هل تعتقد أن أمريكا هى من توجه المجلس العسكرى سياسيا وهل تدعم واشنطن مرشحا بعينه أم تترك الأمر للشعب على أن تتعامل مع الرئيس القادم بالترهيب والترغيب؟

- لا أعلم، لأن هذا الأمر يحتاج إلى معلومات دقيقة، ولكن، كما ذكرت، أمريكا لها دور فى المشهد السياسى، فالفريق سامى عنان كان بأمريكا يوم 25 يناير وجاء على الفور بعد اندلاع الثورة، ومنذ قيام الثورة هناك محاولات مستميتة لإنهاء هذه الحركة الثورية ومحاولة تبديل «الكارت المحروق» وهو مبارك بشخص جديد لأن أمريكا ليست لديها أى مشكلة فى تبديل أى شخص فشل، تماما كما تم استبدال السادات بمبارك وهم المسؤولون عن قتل السادات ليأتوا بمبارك، وهذا ما حدث مع شفيق وعمر سليمان، فقد اختاروا شفيق بعد أن وجدوا أن عمر سليمان كارت محروق. أمريكا ليست بعيدة عن اختيار رئيس مصر القادم، والمجلس العسكرى ورجال الأعمال ينفذون هذه الخطة.

■ وهل لرجال الأعمال دور فى إدارة الحكم الآن فى مصر؟

- بكل تأكيد ولم ينفصلوا عن الحكم لحظة، فطوال الوقت وهم فى المشهد السياسى، بعد وقبل الثورة، من قبل كانت الأمور تدار فى الخفاء لكن الآن بدأوا يظهرون أمام الجميع بل يعلنون عن أنفسهم.

■ وماذا عن دور جهاز المخابرات فى الحكم، وهل تعتقد بانفصال عمر سليمان عن هذه المؤسسة الآن؟

- إطلاقا لم تنقطع صلة عمر سليمان بجهاز المخابرات، فهناك اتصالات دائمة، ولا تنسى أن من يدير المخابرات الآن كان أحد معاونى ومساعدى عمر سليمان، وهذا الجهاز لا ينام أبدا، وأنا أعلم أشخاصاً غير متوقعين لهم ملفات وتعامل مباشر مع هذا الجهاز وهم موجودون حولنا طوال الوقت، وهذا الجهاز غير منفصل عن إدارة البلاد داخليا.

■ هل كان فهم مبارك الإستراتيجى للمنطقة يعتمد على العلاقة بأمريكا فقط؟

- لا، طبعا معها إسرائيل.. وكان التعامل مع إسرائيل مباشرة عبر المخابرات فى الدول العربية والتى تسمى بـ«سفارى»، وقد ذكر الأستاذ هيكل فى كتابه الأخير كيف كان لمبارك علاقة مباشرة مع جميع ممثلى أجهزة المخابرات فى كل الدول العربية التى كانت تسمى بـ«سفارى» وهذه العلاقة كانت موجودة من قبل حين كان نائبا للسادات.
لذا موقف الخليج معادٍ لفكرة الثورة، فهى بالنسبة لهم شىء مرعب لوجود نخب مثقفة فى كل هذه الدول لا يتفقون مع وضع بلادهم، وخير مثال السعودية حيث هناك فئة صغيرة تسيطر على دخل البلاد كله فى حين يعانى باقى الشعب، لذا هم يخشون امتداد الثورة لأراضيهم، أما فيما يخص رفضهم محاكمة مبارك فهذا للمصالح المشتركة بينهم، فمنذ أيام السادات كان مبارك صديقا لرئيس المخابرات السعودية «كمال أدهم» واتفقا على أشياء تخص البلدين، والعلاقات بقيت مستمرة بعد توليه الرئاسة لذلك هم يحاولون مساندته لأن هذا يهدد مصالحهم شخصيا.

■ مصر ما بين محمد مرسى وأحمد شفيق.. ما توصيفك للمشهد السياسى؟

- هذا يعنى أن مصر محاصرة ما بين الفاشية الدينية والفاشية العسكرية.. ما بين جماعة تاريخها ملىء بالاغتيالات والفكر الأحادى ومحاولة العودة إلى الوراء وتقاليد المجتمعات الصحراوية، وما بين واحد يده ملوثة بالدماء لأنه ارتكب مع المجلس العسكرى مذابح كثيرة جدا.

■ هل وُضعت خطة لتصعيد أحمد شفيق أمام محمد مرسى فى الانتخابات رغم ما قيل عن نزاهة الانتخابات؟

- يقال إن الانتخابات نزيهة حرة ولكن كيف تكون نزيهة ونحن نعلم كيف تكون الانتخابات فى القرى وكيف يتحكم العمد ومأمورو أقسام الشرطة ورؤساء المصالح الذين لهم دور فى ذلك، وماذا عن أتوبيسات الإدارات الحكومية وتوجيه الموظفين والمجندين؟ بدون جهاز الدولة لا يمكن لشفيق أن يأخذ صوتاً واحداً. كما أن هناك أموراً كثيرة غير قانونية تحدث مثل المادة 28 وقانون العزل الذى لم يطبق والبلاغات المقدمة فى شفيق لكن النائب العام لأنه من نظام مبارك لم يتحرك فيها، فهناك اتفاقات مع شفيق لوضع هذه البلاغات فى «الدرج» وهكذا تسير الأمور للحفاظ على مصالح المجلس العسكرى.

■ هناك آراء تتساءل لماذا لم يدعم المجلس العسكرى «عمرو موسى» رغم أنه شخص يسهل التوافق معه، وهو رجل لا يتبع المنهج الدينى وليست عليه علامات استفهام كالتى على شفيق؟

- هذه منطقة ليس لأحد قط معرفة بها، ولا أحد يعرف عنها أى شىء لأنه لا أحد يعرف كيف يفكر المجلس العسكرى، وما هو نفوذ شفيق وعلاقاته داخل المنظومة العسكرية وما نتيجة استطلاعات الرأى عندهم.

■ هناك آراء تقول إن المجلس العسكرى وضع الفريق شفيق أمام محمد مرسى لما عليه من لغط شديد، وهكذا يوضع الشعب ما بين خيارين أحلاهما مر فيشتعل البلد من جديد وتأتى الأحكام العرفية ويستمر المجلس العسكرى فى حكم البلاد، ما رأيك فى هذا السيناريو؟

- كل شىء وارد بالنسبة للمجلس، لأنه جزء من نظام مبارك وعندهم مصالح وهم منظومة تتعامل بالمليارات من البيزنس ومن المساعدات العسكرية التى ليس لدى أى أحد منا علم بها، لذا هى تسعى للحفاظ على مصالحها فى المقام الأول وليس مصالح البلد.

■ هل تعتقد إذن أن وصول مرشح الإخوان للرئاسة سوف يحافظ على الثورة؟

- لا طبعا لأننا مهددون بالعودة بألف سنة إلى الوراء بوصول مرسى إلى الحكم ومهددين بالرجوع 30 عاماً إلى الوراء بوصول شفيق.

■ فهل تعتقد أن وصول مرسى للحكم سيكون بعقد صفقات وإعادة النظام السابق لكن بطريقة أخرى؟

- تاريخهم يؤكد أنهم سادة الصفقات المؤقتة حتى يحققون هدفهم وهو السيطرة على السلطة، وأنا لا أعتقد أن الشعب المصرى سوف يعطيهم فرصة لذلك.

■ وهل تعتقد أن مرسى لو أصبح الرئيس القادم سيتمكن من إدارة المخابرات والجيش والأمن، ومن ثم إدارة البلاد أم أنه لن يمكن من ذلك وسيصبح رئيساً غير قادر على إصدار القرارات وتنفيذها؟

- الرئيس القادم لن يمكن من الحكم فعليا إلا بصفقة مع هذه الأجهزة، وهذا ما حدث من قبل مع الإخوان عند الإفراج عن مجرمين من الجماعات الإسلامية القتلة، والتخلى عن الميدان فى مارس، والمذابح العديدة وعلى رأسها مذبحة بورسعيد ومذبحة محمد محمود.. وتاريخ الإخوان يقول إنهم يميلون إلى الصفقات وبالتالى وحتى يتمكن من الحكم ولا يواجه بمراكز قوى عديدة سيعقد الصفقات مع هذه الجهات وكأن الثورة لم تقم أو يدخل فى صراعات معها.

■ لكن هل يتحمل «الإخوان» المسؤولية كاملة فيما حدث فى الفترة الانتقالية وعدم تحقيق مطالب الثورة أم تتحمل النخبة السياسية جزءا منها؟

- الإخوان لعبوا دوراً سيئاً جداً خلال المرحلة الانتقالية بتخليهم كثيرا عن الميدان وعقدهم للصفقات مع المجلس العسكرى، والدور الذى قام به صديقى طارق البشرى جريمة فى تاريخ مصر أوصلتنا لما نحن فيه الآن، ولكن على أى حال الكل أخطأ.

■ هل ترى أن النخب السياسية أفسدت الحياة السياسية كما أفسدها نظام مبارك؟

- هم كانوا جزءاً من الفساد لأنهم كانوا يلعبون دوراً خطيراً جداً بتنفيذهم لتعليمات أمن الدولة، وهناك وثائق عرضت على الإنترنت بعد اقتحام مبانى أمن الدولة بينت كيف أن رئيس حزب «يسارى ثورى» كان يتلقى تعليمات من أمن الدولة، فليس غريبا أنه اليوم يدافع عن الحكم الصادر ضد مبارك، فكلها تعليمات! والغريبة أنهم يقولون إننا كنا من الثوار.

والفترة الماضية أكدت أن النخبة لديها ضيق أفق وأكبر دليل أنهم رفضوا الاتفاق فيما بينهم لتحقيق مطالب الثورة وخصوصا مرشحى الثورة، فكل منهم رأى نفسه المرشح الرئاسى، رغم أنه كان هناك اقتراح للاتفاق حول مرشح منهم ولكن تصرفاتهم كانت مخزية بتشتيت الأصوات فيما بينهم فكانت النتيجة مهزلة.

■ فى رأيك ما دلالات الحكم على مبارك وأعوانه وما تبعه من نزول للميدان من جديد؟

- أولا وجود فساد كبير فى مؤسسة القضاء وعلى رأسها النائب العام الذى يعتبر من رموز النظام السابق، فالحكم مرفوض نهائيا.. كيف يقول القاضى إنه لا توجد أدلة وفى نفس الوقت يحاكم حسن عبدالرحمن على إحراق الأدلة، كيف لا يكون للقاضى يقين بمعرفة ماذا حدث من فساد وتنظيم لإخفاء الأدلة.

■ ولكن القاضى يحكم بما قدم له من أوراق وهذا الحكم بموجب الادلة المتاحة؟

- لا طبعا هناك شىء اسمه «استقر فى يقين القاضى» حتى وإن لم توجد أدلة أمامه، وهو بنفسه قال إن الأدلة تم حرقها وهو مصرى مثله مثلنا يقرأ الصحف ويتابع الأحداث أولا بأول، فأين ضميره من كل ما حدث؟

■ إذن أنت ترى أن الحكم سياسى؟

- طبعا والدليل أن مبارك أثناء دخوله مستشفى سجن طرة قال «إحنا متفقناش على كدة» وهذا دليل أن الحكم تمت مناقشته معه من قبل.

■ أخشى أن تتهم بأنك تريد ضرب آخر مؤسسات الدولة بالتشكيك فى القضاء كما قال المستشاران الغريانى والزند؟

- نحن نصنع ثورة للتخلص من نظام ونأتى بنظام جديد، وهو ما يحدث فى كل الثورات، حيث يتم التخلص من كل الرؤساء والقيادات بالنظام السابق، والاستعانة بقيادات جديدة، ولكن ما حدث أن النظام السابق مازال موجودا مثل النائب العام، والاستعانة بشخصيات مثل عبدالعزيز حجازى للحوار الوطنى والتنسيق بين القوى السياسية، رغم أنه أحد رموز الفساد، حيث كان رئيس مجلس إدارة شركة كلورايد المصرية لتصنيع البطاريات السائلة التى كانت شركة ملك للقطاع العام، وأدخلها فى شركة إنجليزية هو رئيس مجلس إدارتها أيضا وأوقف الشركة فى مصر.. والأمثلة كثيرة، لذالك نحن نحتاج إلى هدم الدولة القديمة وإعادة بناء دولة حديثة تعتمد على الشعب وعلى شباب الثورة وليس على النظام السابق.

■ هل أنت مع فكرة إلغاء الانتخابات وإقامة مجلس رئاسى مدنى أم مع فكرة استمرار جولة الإعادة وإلزام أحد المرشحين بوثيقة العهد؟

- أنا من الأساس كنت ضد فكرة الانتخابات وضد الاستفتاء على الدستور لأنهما طريقان أديا بنا إلى إعادة النظام السابق، وأنا أعلم أن العودة إلى فكرة المجلس الرئاسى بها شىء من الصعوبة، كما أن تمسك المجلس العسكرى بالتعامل مع أمريكا فى هذا الشأن سيزيد الأمر صعوبة، ولكن بالمحاولة من الممكن أن نصل إلى ما نريد.

■ ولكن معارضى الفكرة يذهبون إلى أن المجلس الرئاسى سوف يعود بنا لنقطة الصفر، لأن النخب السياسية سوف تختلف فيما بينها من جديد، فما تعليقك، ومن ينبغى أن يكون بهذا المجلس ومن يستبعد منه؟

- أعتقد أن النخب السياسية تعلمت كثيرا من الانتخابات، والدليل أنهم أصبحوا يدا واحدة الآن فى الميدان حتى إن كان هذا الاتحاد بسبب خسارتهم فى الانتخابات، ولكنهم تعلموا الدرس، أنا مع ضغط الشارع لعمل مجلس رئاسى وإعادة محاكمة رموز النظام السابق من جديد وإعادة الانتخابات.

■ لكن الثورة قامت من أجل احترام القانون، وقد قبل البعض بخوض الانتخابات من البداية والاحتكام لصناديق الانتخاب، فلماذا نرفض الانتخابات بعد الخسارة؟

- القول بأننا يجب أن نحافظ على القانون خطأ وتعابير يراد بها إثناء الثورة عن مطالبها، لأن القانون ليس شيئاً مقدسا، ولا ننسى أن الثورة نفسها سلوك ضد القانون، ولو كانت فشلت لكان صناعها يحاكمون الآن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، لذا من غير المنطقى الآن أن يقولوا لنا لا خروج على القانون، القانون الجديد تحدده الثورة، والشرعية تمنح من الشعب، ونحن نحتاج إلى قوانين جديدة وشرعية دستورية جديدة.

■ هل تكتب شيئاً عن الثورة حاليا؟

- هذا موجود دائما فى كتاباتى لكن حاليا الوضع لا يوحى بأى كتابة.

■ هل من الروايات التى كتبتها رواية تتحدث عن اللحظات التى نعيشها الآن؟

- فى رواية شرف التى تتحول حاليا إلى فيلم سينمائى مصرى ألمانى أناقش الأوضاع الموجودة حاليا وهى تفتح طريقا مغايرا بمعنى أن فيها تمرداً وبها نماذج وشخصيات متمردة، وكذلك تتحدث عن دور الشركات العالمية فى الوضع المصرى بنفوذهم الاقتصادى الذى يمتد للتأثير على المجتمع بأكمله. وسوف أعطى لك مثلا من أرض الواقع، فهناك شركة عالمية تنتج دواء «البلاتومين» ونفذت له حملة دعاية ضخمة تعتمد على فكرة أن الدواء يعيد الشباب والحيوية وحل سحرى لكل الأمراض، المهم أن الشركة اتصلت بنائب رئيس حزب شهير له ميول اشتراكية، وهو طبيب فى الأصل واستعانت به للدعاية لهذا المنتج، وقد اتصلت به بعد الأرباح الطائلة التى حققتها الشركة ووهم الناس بأن الدواء له تأثير كبير، ويعيد الشباب وأوضح لى أنه عومل فى الخارج بطريقة لم يعامل بها فى مصر حيث تمت استضافته فى أفخم الفنادق وسافر بتذاكر طيران درجة أولى وغيره، فما كان منه إلا أن أصدر كتابا عن طريق الحزب «الاشتراكى» يتحدث فيه عن مزايا هذا الدواء! وهذا يثبت مدى تغلغل القوى الخارجية فى الأحزاب المصرية.

■ هل هناك شخصية معينة تستحق الكتابة عنها منذ بداية الثورة؟

- طبعا جمال مبارك، فهو شخصية درامية من الدرجة الأولى كمجرم ومجنى عليه فى الوقت نفسه، بشخصيته الغريبة وعلاقته بوالدته التى صنعت منه ما نرى الآن، وهى التى زرعت بداخله الحلم بأن يكون رئيس جمهورية، مرورا بتزويجه حتى يكتمل الشكل الاجتماعى كنوع من التأهيل للحكم، ثم حياته الخاصة التى دار حولها الكثير من الشائعات، ثم دخوله السجن.. وأنا أعلم ما يعانيه أى شخص داخل السجن، لأنى سجنت خمس سنوات، لذا لا أستبعد شائعة محاولته الانتحار، وأنا أعتقد أنه سيحصل على البراءة هو وأخه أيضا فى قضية التلاعب فى أرباح البورصة، بل أعتقد أنه سيظل يتمسك طويلا بحلمه أن يكون رئيسا للجمهورية.

■ مصر إلى أين من وجهة نظرك.. هل أنت متفائل أم متشائم؟

- مصر إلى مستقبل ديمقراطى زاهر يمر عبر مجموعة من الصعوبات وتحدد النتيجة فيه وحدة الشباب والقوى السياسية.

وأنا غير مهتم بموضوع الانتخابات، وأرى أن الرئيس القادم أيا كان انتماؤه اذا لم يحقق أهداف الثورة فسننزل ونواجهه فى الميدان، وإن كان البعض يخيفنا بأن الإخوان لديهم تنظيم قوى يخشى مواجهته، ولن يسمح بنزول الناس للشارع للاعتراض على رئيس منهم.. أقول لهم نحن سبق أن واجهنا مبارك بأمنه المركزى المنظم وأسلحته وأسقطناه.

■ هل أنت مطمئن لكتابة الدستور الفترة القادمة؟

- أنا أعتقد أنه فى النهاية سوف يتم الاتفاق، نحن عاصرنا أزمات كثيرة، ولكنها مرت بسلام مثل النكسة وغيرها، وأنا واثق أن الحل فى وحدة شباب الثورة والنخب الثورية.
وقتها يستطيعون إحداث توازن لو حاول الإخوان الهيمنة على الدستور.

الأديب صنع الله إبراهيم: المستشار طارق البشرى ارتكب جريمة بوضع الإعلان الدستورى..(حوار)
رانيا بدوي
Wed, 13 Jun 2012 21:28:40 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى