توالت متابعات الصحف الغربية، للانتخابات الرئاسية فى مصر وذلك فى أعقاب إعلان النتائج النهائية، غير الرسمية، لصناديق الاقتراع فى جولة الإعادة بين الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، التى توجت مرسى رئيساً للبلاد.
قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن فوز مرسى هو أول انتصار لإسلامى كرئيس للجمهورية، فى أعقاب ثورات الربيع العربى، التى اجتاحت منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضى للمطالبة بالديمقراطية، إلا أن المجلس العسكرى احتفظ لنفسه بـ«نصيب الأسد» من السلطة، بعد الإعلان الدستورى المكمل، مما يشير إلى إمكانية المواجهة بينهما.
وتابعت: «المرسوم سيمنح جنرالات المجلس سلطات واسعة، وسيضمن سيطرتهم على الدولة، وسيخضع الرئيس الجديد لهم».
ومضت تقول «ولكن فوز مرسى سيؤدى إلى تحدى الإخوان رغبة الجيش فى الاستيلاء على السلطة»، متوقعة حدوث صراع محتمل على السلطة بين القوتين.
وقالت شبكة «سى.إن.إن» إن الإعلان الدستورى المكمل جرّد مرسى عملياً من السلطة، معتبرة أن هذه الخطوة أضافت لحالة الاضطراب السياسى الذى يثير تساؤلات حول استقرار الديمقراطية الهشة فى البلاد.
من جانبها، رأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن توسيع الجيش المصرى صلاحياته مع إعلان فوز مرسى بالانتخابات ينذر باندلاع معركة جديدة بين الطرفين.
ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة بمثابة أحدث مناورة من قبل حرس مبارك القديم لفرض سيطرتهم على البلاد، وفى الوقت الذى يعد الإخوان فيه بعهد جديد، مما يشكل تحولاً هائلاً فى مسار البلاد.
وتابعت: «الصراع بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، التى طالما اعتقل أفرادها وتعرضوا للتعذيب طوال حكم مبارك، سينتقل الآن إلى معركة تقشعر لها الأبدان بشأن المستقبل السياسى للبلاد».
ومضت تقول إن انتصار مرسى توج نضال الجماعة الإسلامية الأبرز فى العالم لأكثر من 80 سنة، مشيرة إلى أن المصريين قد ينتهى بهم الحال إلى «ديمقراطية ظل» ستفشل فى تحقيق التغيير الذى دفع لثورة 25 يناير.
واستطردت أن «الورطة الحالية فى مصر تشير إلى أن الثورة كانت بمثابة عملية التجميل، حيث تم تغيير وجه السلطة وليس قلبها».
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الإعلان الدستورى يثير شكوكاً جديدة حول وعود الجيش بتسليم السلطة للرئيس المنتخب، واصفة إياه بـ«الصادم»، مشيرة إلى أن المجلس العسكرى وضع نفسه فى مواجهة السياسيين المدنيين.
ورأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن المرسوم يهدف إلى تهميش دور الرئيس القادم ليكون «خانعاً»، مقابل توسيع صلاحيات القادة العسكريين للبلاد، وهو ما يتزامن مع إعلان فوز مرسى.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من عدم إعلان الإدارة الأمريكية موقفها حتى الآن من التطورات التى تشهدها مصر حالياً، فإن الإعلان الدستورى محبط بالنسبة لها لتراجع نفوذها على البلاد.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» إن الجيش منح نفسه صلاحيات «كاسحة» بإصداره الإعلان الدستورى، مشيرة إلى أن المجلس العسكرى يحاول السيطرة على مقاليد الحكم فى مصر، مما يترك للرئيس المنتخب صلاحيات قليلة، وسيكون بمثابة منصب شرفى وشبهته بمنصب ملكة بريطانيا.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن الجنرالات فى مصر يسعون للتغلب على نتائج الانتخابات الرئاسية، خاصة أن الإعلان الدستورى يرسخ لقوى الجيش على الرغم من فوز الإخوان بالانتخابات الرئاسية بشكل مبدئى.
ووصفت الإعلان بأنه «مكافأة للمجلس العسكرى نفسه وتقييد لصلاحيات الرئيس القادم»، مضيفة أن الانتخابات، وجولتها الثانية شهدت امتعاضًا كبيرًا من الناخبين، خاصة مع المناخ السياسى القمعى الذى يسوده تلاعبات الجيش والانقسام الوطنى الذى يزداد يوميًا منذ الإطاحة بمبارك العام الماضى.
وقالت صحيفة «تليجراف» إن مرسى سيأخذ سلطات هامشية من المجلس العسكرى بعد الإعلان الدستورى المكمل مما يلقى بظلال الشك على العملية الانتخابية.
على صعيد آخر، رصدت قناة «تى إف 1» الفرنسية إعلان محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين، فوزه بحسب نتائج الفرز الأولية للجولة الثانية واعتراض منافسه أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، على هذه التصريحات، مشيرة إلى أنه إذا أكدت النتائج الرسمية التى تعلن الخميس المقبل فوز الإخوان المسلمين، فإن نطاق المناورة التى يمكن أن تقوم بها تجاه المجلس العسكرى ستكون ضيقة حتى انتخاب مجلس شعب جديد بدلاً من المجلس الذى تم حله مؤخراً.
وقالت قناة «فرانس 24»، فى تقرير إخبارى بعنوان «الناخبين فى المدن فى مقابل الناخبين فى القرى»، إن الدفاع عن مبادئ الثورة من خلال مقاطعة الانتخابات أو إبطال الأصوات، ضد «مرشح الجيش» يأتى فى مقدمة أولويات الكثيرين من الناخبين فى القاهرة. فى المقابل، ذهب سكان القرى إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس وبرنامجه. وأضافت القناة أنه فى بعض القرى يرى سكانها فى مرسى الأمل فى أن يحل المشاكل التى يعانى منها الفلاح فى الريف، حيث وعدهم بتوفير المياه ورفع الدعم عن الأسمدة.
من جانبها، رأت «صحيفة لوبوان» أنه بالرغم من تقارب الأحداث الأخيرة فى مصر مع ما حدث فى أوائل التسعينيات فى الجزائر، فإن طبيعة الدولتين والتوقيت مختلفان، مشيرة إلى أن المجلس العسكرى فى مصر أقل وحشية وأكثر دقة، فضلاً عن إشادة الجيش بالربيع العربى، الأمر الذى جعله يتفادى مواجهة مباشرة مع الإخوان المسلمين، وحاول الطرفين التوصل إلى اتفاقات، حتى لو كانت ضمنية.
واعتبرت صحيفة «لونوفيل أوبزيرفاتور» أن الإعلان الدستورى التكميلى من شأنه أن يقلص سلطات الرئيس الجديد، حيث يحرمه من أى سلطة على القوات المسلحة. وعلقت الصحيفة على التشديدات الأمنية أمام مراكز الاقتراع، حيث انتشرت الأجهزة الأمنية فى حى السيدة زينب كما لو كانت ثكنة عسكرية، وهو ما يعكس الوزن الحقيقى لأجهزة الشرطة فى السيطرة على العملية الانتخابية. واستبعدت الصحيفة تكرار «النموذج الجزائرى» فى مصر، مشيرة إلى أن المواجهات بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى يجب أن تظل محصورة فى الساحة السياسية فقط، وألا تتحول إلى حرب أهلية، بحسب ما نقلته عن محللين سياسيين مصريين.
وقالت صحيفة «ويست فرانس» إن الإخوان المسلمين يدعون الانتصار فى الجولة الثانية من الانتخابات، فى الوقت الذى يحتفظ فيه الجيش بالسلطة، بعدما أكد استرداده السلطة التشريعية بموجب إعلان دستورى تكميلى. وبررت الصحيفة عدم ارتفاع نسبة المشاركة فى الجولة الثانية عن الأولى التى وصلت إلى 46% إلى أن المصريين رفضوا الاختيار بين مرشح ولاؤه لحسنى مبارك، الرئيس السابق، وآخر يتحدث باسم الدين. وأكدت «ويست فرانس« أن الإعلان الدستورى يعكس رسالة من المجلس العسكرى تفيد أنه لن يترك المجال مفتوحاً أمام عدوهم على مر التاريخ «الإخوان المسلمين»، وذلك بعد أيام من حل البرلمان.
صحف عالمية: فوز مرسى «توّج نضال الإخوان».. و«العسكري» يتغلب بالإعلان الدستوري
فاطمة زيدان,مريم محمود,منة الله الحريري
Mon, 18 Jun 2012 17:43:10 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى