اختلف خبراء سياسيون حول السيناريوهات المتوقع حدوثها على الساحة السياسية بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، فى حالة فوز الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، أو الفريق أحمد شفيق، وإن اتفقوا على تزايد احتمالات الصدام فى حالة فوز شفيق.
الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، يرى أن الصدام آت لا محالة بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، مشيرا إلى أن هناك سيناريوهين متوقعين لهذا الصدام، الأول سيكون فى حالة الإعلان عن فوز شفيق، والثانى فى حال فوز مرسى، مؤكدا أن السيناريو الأول سيكون الأعنف بين الجانبين، خاصة أن الجماعة وقتها ستكون خسرت كل شىء بعد حل مجلس الشعب، معربا عن أمانيه بألا يتحول هذا الصدام إلى صراع مسلح.
أما السيناريو الثانى، على حد قوله، فسيكون «صداما ناعما» بين الجانبين، وهو الصدام المحتمل فى حالة فوز مرسى، وسيكون فى بدايته حول السلطات التشريعية التى اختصها المجلس العسكرى لنفسه من خلال الإعلان الدستورى المكمل، وسيسعى مرسى لاستعادتها، ومن بعده الصراع على الجمعية التأسيسية للدستور، قائلا إنه صدام متوقع، خاصة مع احتمالات حدوث خلافات حول الدستور والجمعية التأسيسية، مشيرًا إلى أن حدة الصدام ستتحدد وفقا لما سيتم التوافق عليه بين المجلس والجماعة، ومدى قبول كل طرف منهما للتنازل بما لا يدع فرصة للصدام المحتمل.
فيما رأى الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو مجلس الشعب السابق، أن السيناريوهات المطروحة فى الشارع الآن المتمثلة فى حدوث انقلاب عسكرى أو اشتباكات مسلحة واحتجاجات دموية، كلها شائعات من صنع المجلس العسكرى نفسه، وأتباعه من أجهزة الدولة، الهدف منها إدخال البلاد فى دوامة خطيرة لاستمرار الحكم العسكرى.
وقال إنه سواء فاز مرسى أو شفيق فإن العسكرى سيرفض تسليم السلطة، وأن الطريق الوحيد لتحقيق هدفه هو إثارة الرعب والفزع فى قلوب العامة لتهيئتهم لقبول أى شىء يحدث، مشيرا إلى أن العسكرى لم تكن لديه أى شرعية يستند عليها فى حل البرلمان وإصدار الإعلان الدستورى المكمل.
واستبعد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حدوث صدام مسلح بين الإخوان والعسكرى فى حالة فوز شفيق بالرئاسة، وقال: «كل ما سيحدث عدم استقرار فى الشارع المصرى، وسيستمر لفترة طويلة، خاصة مع عدم اقتناع الإخوان بنتيجة الفصل فى الطعون المقدمة على نتيجة الانتخابات».
وتابع: «أما فى حالة وصول مرسى للحكم فستكون الأمور فى الشارع أهدأ، لكن الصراع الحقيقى بين الإخوان والعسكرى سيكون على صلاحيات رئيس الحمهورية التى نزعها العسكرى منه، وظهر هذا جليا فى تعيينه لواء للإشراف على الشؤون المالية والإدارية بديوان الرئاسة، بالإضافة إلى حق العسكرى فى الاعتراض على اقتراحات تأسيسية الدستور».
وقال الدكتور صبحى عسيلة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «توقع أى سيناريو صعب للغاية، لكن نستطيع القول نظريا إنه فى حال فوز شفيق ستكون هناك قلاقل ميدانية، ولكن ستسهل السيطرة عليها سريعا، أما لو فاز الدكتور محمد مرسى فستكون هناك قلاقل أقل على المستوى الميدانى، لكنها ستكون كبيرة جدا داخل قلب الدولة، وسيتوقف البلد تماما ولن يتحرك».
وأوضح: «ستكون هناك مقاومة للدكتور محمد مرسى من كل أجهزة الدولة مثل الشرطة والجيش، التى قد تتعاون مستقبلا، ولكن ليس فى البداية، وهو ما سيأخذ وقتا طويلا، بعكس الفريق شفيق التى ستتعاون معه كل أجهزة الدولة، وستقوم بعمل كل ما عليها لإنجاح تجربته فى الرئاسة»، ولفت إلى أن مرسى لديه جهاز كامل فى جماعة الإخوان المسلمين سيعاونه فى إدارة شؤون البلاد لتلافى تلك النقطة، ووقتها ستتحول مصر إلى غزة، وسيكون الصدام داميا، على حد قوله.
وأضاف: «ألحظ تغييرا فى نبرة الإخوان، والدليل تصريحات خيرت الشاطر وتأكيده على عدم لجوء الإخوان إلى العنف، وأعتقد أنها جاءت نتيجة دراسة متأنية للمشهد، لأن أى صراع دموى فى مصر ستكون تكلفته عالية جدا، ولن يكون فى صالح الإخوان، الذين سيتحملون مسؤولية أى دم فى الشوارع»، وتابع: «أعتقد أنهم وجدوا أنه ليس من المنطقى استدعاء الصدام مع العسكرى حاليا».
سياسيون: الصراع المسلح بين «الإخوان» والجيش «شائعة من صنع العسكري»
محمد عزوز,سوزان عاطف,رشا الطهطاوي
Thu, 21 Jun 2012 16:32:59 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى