آخر المواضيع

آخر الأخبار

24‏/07‏/2012

«صباحي»: أنا أفضل من مرسي.. وسأكون رئيس مصر القادم

«صباحي»: أنا أفضل من مرسي.. وسأكون رئيس مصر القادم

 

"جريدة المصري اليوم" -فى الوقت الذى ظننا فيه أن حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق، يمر بما يمكن أن نطلق عليه «فترة صمت المحارب»، كشف لنا فى حواره مع «المصرى اليوم» ما يقوم به من جولات فى النجوع والقرى لتأسيس التيار الشعبى الذى يسعى من خلاله لتنظيم أكبر عدد من بين ما يقرب من 5 ملايين مواطن منحوه أصواتهم فى الانتخابات.
والانطباع الأول الذى يمكن أن تخرج به من الحوار أن «حمدين» يمارس دوره الآن كمعارض، مع قناعته الكاملة بأنه رئيس مصر القادم دون أى احتمال آخر.. وقالها صراحة، إنه أفضل من الرئيس محمد مرسى، الذى يراه أخطأ بوضوح بخوضه معارك سياسية لا لزوم لها، أبرزها معركته مع القضاء التى خسرها، دون أن يخوض معارك اجتماعية يشعر معها المواطنون بأن الرئيس ينحاز للعدالة الاجتماعية، أحد أبرز مطالب ثورة يناير.
■ هل تعتقد أن الفترة الانتقالية انتهت بتولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية؟
مازلنا نعيش فى أجواء المرحلة الانتقالية، «كويس إننا أنجزنا انتخابات الرئاسة»، ولكن من الناحية الموضوعية يحتاج الرئيس الجديد لأن يستكمل سلطاته التنفيذية ويشكل حكومة وطنية تنتصر لمطالب ثورة يناير بتحقيق العدالة الاجتماعية، وحتى الآن لا توجد دلائل حول ذلك يمكن القول معها إننا أنهينا المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى أن عدم وضع دستور جديد حتى الآن يعد دلالة أيضاً على عدم بداية مرحلة البناء، لأنه قبل وجود الدستور يصعب أن نقول إننا أنهينا المرحلة الانتقالية.
■ هل مصر الآن برئيسين؟
- طرح هذا السؤال يؤكد أننا مازلنا فى المرحلة الانتقالية، ويجب حسم قضية التنازع على السلطة بأن تكون جميع صلاحيات الرئيس فى يده دون شبهات، لأنه لا يجب أن يشعر الناس بأن قرار الرئيس ليس نهائياً، وأعتقد أن الإعلان الدستورى المكمل الذى أعطى صلاحيات للمجلس العسكرى، ساهم فى إيجاد هذه المشكلة، وأظن أن المشكلة فى استقلال الرئيس يجب علاجها على مستويين: الأول أن يكون مستقلاً تماماً عن المجلس العسكرى والثانى ألا تفرض عليه الجماعة التى كان ينتمى إليها قرارها، الرئيس يحتاج الآن الاستقلال عن طرفين وليس عن طرف واحد.
■ هل أصدر «مرسى» قرارات شعرت معها بوجود تأثير خارجى عليه؟
- لم يكن هناك ضرورة لأن يصدر مرسى قراراً بعودة مجلس الشعب ويضع نفسه فى مواجهة القضاء، لأن معركة الرئيس ليست فى مواجهة القضاء، وإنما فى استقلال قراره فى مواجهة المجلس العسكرى ومجلس شورى جماعته.. إن كان يريد أن يكون رئيساً مستقلاً عليه أن يستقل عن هذين الطرفين لا أن يكون مستقلاً عن القضاء، وأعتقد أنه اختار معركة مع «لا خصم» بينما ترك خصومه الحقيقيين دون أن يدخل معهم فى معركة، أيضاً كان من الأولى به اتخاذ قرار ضد الإعلان الدستورى المكمل مثلاً، وأن ينزع صلاحيات التشريع من المجلس العسكرى ليعطيها للجنة التأسيسية، وهو قرار يمكن أن يواجه به سلطة المجلس العسكرى، وكان أولى به أن يعيد النظر فى تشكيل الجمعية التأسيسية لتعبر عن كل المجتمع وليس عن هيمنة طرف، وهو قرار أيضاً يمكن أن يواجه به جماعته على طريق الاستقلال عنها، ولكنه اتخذ قراراً غير صحيح وخسر لأنه سرعان ما تراجع عنه، ولم يكن هناك داع لأن يبدأ هذه المعركة مادام لم يكن مستعداً لها ولم يكن يعلم مداها الذى ستأخذه إليه، وما كان متحمساً له بالأمس سرعان ما تراجع عنه اليوم وهو ليس فى حاجة لهذه الطريقة من الأداء.
■ إذا كان «مرسى» نجح بدعم الإخوان فهل ترى أن لديه القدرة على الاستقلال عن الجماعة؟
- هو يملك هذه الإجابة، أنا لا أريد أن أصادر على إرادته لأن مرسى الآن مختلف عن مرسى من قبل، الآن هو رئيس جمهورية مصر العربية، وبغض النظر عن مواصفاته الشخصية فهذا الكرسى يقوى من يجلس عليه، ومرسى جاء فى لحظة كان خلالها ضعيفاً، وعليه الآن أن يستمد قوته من موقعه.. جزء من قوته ألا يكون تحت سيطرة المجلس العسكرى أو الجماعة، لأن قوته الحقيقية يستمدها من الشعب والشعب غير مستعد لأن يعطى لرئيس ثقة ودعماً وتأييداً ثم عندما ينزل ميدان التحرير يجده محتلاً بمظاهرة مليونية من الإخوان، لأن هذا معناه رصيد مخصوم من محبة الشعب المصرى لمحمد مرسى لحساب الإخوان، وهذا يضره ولن يفيده لأنه يعبر عن قوة الإخوان وليس الرئيس، ومن فترة لأخرى نرى مظاهر لقوة الجماعة رغم أننا نريد أن نرى مظاهر لقوة الرئيس الذى يحتاج الآن لأن ينتقل من المقطم إلى القصر الجمهورى.
■ كيف رأيت حلف الرئيس اليمين فى أكثر من مكان؟
- استحسنته واعتبرته من الذكاء السياسى وأعجبت به وراض عن أدائها فى ميدان التحرير، وأيضاً بقاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة وأسجل هذه النقطة لصالحه، لأنه أرضى كل الأطراف ولم يغضب أحداً، وهى مناورة سياسية ذكية منه كنت أتمنى لو كان استمر بهذا المنهج دون أن يدخل معركة مع المحكمة الدستورية حول عودة البرلمان، ودون أن يصدق على قانون معايير اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية الذى أصدره مجلس الشعب قبل حله بأيام قليلة، بهدف تنفيذه بأثر رجعى.. إنه يورط نفسه فى أشياء هو أرفع وأرقى من أن يدخل فيها، وعموماً لا ينبغى أن نطلب منه الكمال بل نطلب قدر الإمكان منه أن يتعلم من أخطائه.
■ ما رأيك فى التصريحات التى أطلقها المستشار أحمد الزند بتعليق أعمال القضاء احتجاجاً على قرار مرسى بعودة البرلمان بعد أن ورط الرئيس نفسه فى معركة مع القضاء؟
- القضاة خاضوا معركة رائعة من أجل استقلال القضاء أمام مبارك فما بالك برئيس بعد ثورة عظيمة شارك فيها القضاة، ولم يكن مقبولاً أن يرتضوا هذا العدوان السافر بإلغاء حكم قضائى بحل البرلمان بقرار جمهورى.. قضاة مصر ضمير هذه الأمة ولهم مواقف مشهودة قبل وبعد الثورة، وكان لابد أن يدافعوا عن أنفسهم ويهددوا بتعليق أعمال القضاء وهو تصرف يجب أن نحترمه ونشيد به لأنه فى صلب مطلب احترام استقلالية القضاء، ولابد أن يتخذوه فى حق أى رئيس قادم لأن احترام أحكام القضاء ليس رخصة لأحد وإنما أساس للدولة المدنية التى نريد بناءها، وإذا اعتدى الرئيس على القضاء ضاعت دولة القانون، وإن كان من الممكن أن نأخذ على الزند شيئاً فهو لغة الخطاب الذى وجهه، وكان يجب أن يكون أكثر رفقاً خاصة مع رئيس مازال يخطو خطواته ويحتاج إلى عدم هز صورته.
■ هناك من يرى أن المحكمة الدستورية تغولت على السلطة التشريعية بحل البرلمان وليس معقولاً أن تلغى سلطة الأخرى؟
- المحكمة الدستورية ليس لديها سلطات إلا الفصل فى دستورية القانون، لأن البشرية اخترعت القانون والدستور للاحتكام إليه إذا حدثت خلافات، ونحن ذهبنا للدستورية للفصل فى دستورية قانون مجلس الشعب وقالت حكمها، وليس بالضرورة أن أكون راضياً عن الحكم أو أن أكون راضياً عن القضاء المصرى، وإنما نحن مضطرون لأن ننفذ أحكام القضاء مادمنا ارتضينا الديمقراطية، ولاحظ أننى تظاهرت ضد عدم تطبيق قانون العزل السياسى وقت أن كان قانوناً صادراً عن مجلس الشعب وسارياً وحدث عدوان من جانب لجنة الانتخابات الرئاسية بعدم تطبيقه، ولكن احترمنا الحكم بعدم دستورية القانون، وأمرنا لله، لأن هذا هو الأساس، ومطلبنا الأول هو استقلال القضاء وتطهيره.
■ من يقوم بتطهير القضاء؟
- القضاء نفسه يقوم بذلك، ولا يجب لأى سلطة خارجية أن تتدخل فى القضاء لتطهيره دون أن تلم بقواعده وأعرافه.. القضاة أدرى بمهنتهم ليحافظوا على صورتهم، «أنا شيخ القضاة يبقى أنا أطهره مش رئيس الجمهورية أو وزير العدل»، وإذا تم التطهير من الخارج ستكون مذبحة حتى لو كان القاضى من أفسد الفاسدين، لأن ذلك سينتقص من صورة القضاء المصرى لدى الرأى العام، لكن إذا تم من الداخل فسيتم التخلص من العناصر الفاسدة عبر قرارات فصل أو استغناء أو التحقيق أو إحالة للتقاعد أو السجن فتصبح مصر مطمئنة إلى أن قضاءها يتم تطهيره على أيدى قضاتها وليس عن طريق سلطة أخرى، وأنا رأى أن القضاء فى مصر يحتاج لدعم واستقلال وتطهير، فلابد من دعم مادى يضمن للقضاة معيشة كريمة لأننى أرى أن أكثر فئتين يجب أن تعيشا «عيشة محترمة» مادياً ومعنوياً هما القضاة والمدرسون، لو لدىَّ قضاء عادل وتعليم جيد لأمسكت مفاتيح نهضة كبرى باستثمار الإنسان، وباعتبارى ناصرياً كان عبدالناصر دائماً يقول «بناء المصانع سهل وبناء السدود سهل، ولكن من الصعب بناء الإنسان».
■ مرسى قال فى خطابه بالتحرير جملة «وما أدراك ما الستينيات»، هل هذا نذير صراع جديد بين الإسلاميين والناصريين؟
- لم أرض أبداً عن هذه المقولة واعتبرتها زلة لسان، وأرجو أن تكون كذلك، وألا تكون مقصودة، ومرسى أخطأ خطأ كبيراً بهذا التصريح، والحقيقة أن «ما أدراك ما الستينيات» تحمل معنيين: الأول سيئ جداً، وهذا ما أعتقد أن مرسى كان يقصده، والآخر أنها عظيمة جداً، لأن الستينيات تعلم مرسى خلالها مجاناً، والستينيات تعبير عن ثورة يوليو التى انحازت للفقراء وبنت أوسع طبقة وسطى فى تاريخ مصر، وما لم يتم صلح حقيقى مع تاريخنا الوطنى سندخل معركة ليس لها معنى، وهى معارك أيضاً من النوع الذى إذا دخلها الرئيس يفسد على نفسه فرصة أن يوحد شعبه، والستينيات أيضاً شهدت مصر فيها أول خطة خمسية ومعدل النمو فيها كان أعلى معدل للتنمية فى العالم، ومشروعنا للنهضة فى هذه الفترة كان يضع كوريا والنمور الآسيوية خلفنا، إلا أننا توقفنا وأصبحنا نتطلع للحاق بهم، ومحمد مرسى دخل الجامعة بفضل مجانية التعليم التى طبقتها الثورة التى قادها جمال عبدالناصر، وأشقاء محمد مرسى يبدون أكثر عرفاناً ووفاء وامتناناً لعبدالناصر الذى أعطاهم الأراضى الزراعية، وكنت أرجو من مرسى أن يحمد الله، هو يقول إنه يختلف مع ثورة يوليو وجمال عبدالناصر، لكنه يجب أن يعترف بأن عبدالناصر أعطى لأهله «فدادين» يمتلكونها ويزرعونها، وكان من المستحيل أن يدخل الجامعة لولا سياسات عبدالناصر، ويجب أن نتعلم «إن لما حد يعمل حاجة كويسة نشكره ويبقى عندنا وفاء إنسانى لأصحاب الفضل»، وبالمناسبة عندما تكلم عن تاريخ مصر بدأ من العشرينيات أى منذ تاريخ تأسيس الجماعة، والاحتفال بثورة يوليو، اختبار لمحمد مرسى على أى حال ليصحح زلة لسانه.
■ هل ميدان التحرير مختطف الآن من قبل جماعة الإخوان؟
- لا، التحرير ملك للجميع، ولأن الإخوان سيطروا عليه بعد وصولهم للحكم يبدو وكأنهم اختطفوه لكنه سيعود لأنهم هيمشوا ومش هيقعدوا، ومن الممكن أن يعبر عن جماعات أخرى عندما تصل إلى الحكم بعد الإخوان حسب مقتضى الحال، والمسألة هنا تتعلق بمقارنته بوضعه قبل الثورة حيث نحتاج إليه كمعبر عن الاحتجاج ضد الدولة القمعية وأسقطنا به نظام مبارك، ووضع الميدان الآن اختلف عن وضعه قبل ووقت الثورة لأنه سيبقى معبراً عن صورة النظام الحاكم.
■ هل ستخوض الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- سأكون رئيس مصر القادم بإرادة الله، ولا أقول إن مرسى سيئ حتى أفوز بالانتخابات المقبلة، بل هو رئيس جيد جداً ولكننى أعتبر نفسى أفضل منه وهذه هى قواعد المنافسة، والتيار الشعبى لن يساعدنى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لأنه سيكون عبئا على عكس دوره المهم فى انتخابات المحليات والبرلمان، لأنى لا أحتاجه فى انتخابات الرئاسة فأقصى شىء أحتاجه للفوز بالانتخابات القادمة هو التواجد بين الناس باستمرار بينما لا أحتاج التيار من أجل انتخابات رئاسية ولكن أحتاجه لتحقيق أهداف الثورة.
■ لماذا رفضت عرض «مرسى» تعيينك نائباً لرئيس الجمهورية؟
- عندما اعتذرت قال لى إنه سيعلن هذا الموقف، فقلت له إن هذا حقك، وأسباب الاعتذار هى أن مرسى له مشروعه الخاص به وأنا لى مشروعى ولست مقتنعاً بأن جماعة الإخوان تريد أن تصنع شراكة حقيقية، ربما تريد وجوها تسوقها للرأى العام على أنها جماعة ديمقراطية، ولكن هل هؤلاء سيكونون شركاء حقيقيين؟ ليس عندى هذا اليقين، وأنا طلبت من مرسى فى اللقاء الذى جمعنى به بحضور الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عمل جمعية تأسيسية تكون مؤشرا على رغبتهم فى عمل شراكة معنا فلم يستجيبوا لنا حتى الآن رغم وعده، إذن المطلوب منك أن تكون نائبا لرئيس الجمهورية وتفاجأ أنك لن تأخذ القرار بنفسك وأن رأيك لن يسمعه أحد أو يؤخذ به، فتكون النتيجة خروجى من موقعى عبر أزمة لا داعى لها، أو أصمت لتنفذ سياسات ضد أفكارى فيقابلنى مواطن بالشارع ويتهمنى بأنى ضحكت عليه لعدم تنفيذى تعهدى برفع الحد الأدنى للأجور بعد أن انضممت نائباً لمرسى بدون صلاحيات فى يدى لتحقيق ذلك، لذلك كنت سأكون الخاسر الأكبر إذا قبلت منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى أن منهج الإخوان الاقتصادى يشبه منهج جمال مبارك، وهو المنهج اليمينى المضاد لأغلبية الفقراء مع الفارق فى الفساد أن أتباع جمال مبارك كانوا يسرقون والإخوان لايفعلون ذلك، فيصعب جداً أن أكون نائباً للرئيس لأكون شاهداً على تنفيذ سياسات لا تعبر عنى، وأنا مقتنع بالاستمرار فى صفوف المعارضة التى لم أتخل عنها يوماً، فأنا أعتبر نفسى خبير معارضة، لكن بالمعنى الإيجابى، الذى يعين الرئيس على معالجة أخطائه، وليس المعارضة من أجل المعارضة فقط.
■ ما نتائج اجتماعاتك بالغنوشى والمنصف المرزوقى وداوود أوغلو؟
- كل تلك المقابلات تمت بطلب منهم، وهى شخصيات دولية محترمة لذلك أسرعت بالموافقة على مقابلتهم، فالغنوشى والمرزوقى هما تعبير عن ثورة بلد عربى شهد أولى ثورات الربيع العربى، وأكن لهم احتراما وتقديرا شديدين.
■ هل جاء الغنوشى للوساطة بينك وبين الإخوان؟
- نعم، فحديثى مع الغنوشى قبل إجراء جولة الإعادة من الانتخابات انصب حول إمكانية تأييدى لـ«مرسى» خلال جولة الإعادة، وإن كان الغنوشى لم يطلب منى هذا الأمر صراحة، إلا أننى أعلنت موقفى بوضوح بعدم دعم أحد من المرشحين.
■ هل ترى أن مصر وقعت فى قبضة التيار الدينى؟
- مصر أكبر من أن تقع فى أيدى تيار، والمشكلة فيمن يتوهمون أن مصر أصبحت فى أيديهم، لأنك من الممكن أن تصل لمواقع الحكم، لكن هذا ليس معناه أن تتحكم فى البلد، وأرجو ألا يقع الإخوان فى هذا الوهم حتى لايتعبوا أنفسهم ويتعبوا البلد معهم، لأن مصر بلد التعدد والوحدة فى الوقت نفسه، وستظل معتزة بتاريخها، ومن يظن أنه أعلى من مصر ستقصم ظهره، «محدش هيخترع شخصية جديدة لمصر، لأنها شخصية راسخة عبر تاريخ طويل ممتد لـ7000 سنة، واللى مش عارف شخصية مصر كويس يقرا لجمال حمدان هيعرف عبقرية المكان وعظمة شخصيتها»، ويجب ألا يحاول الإخوان تغيير شخصية مصر وإنما عليهم أن يتسقوا معها.
■ فى تقديرك هل سيحقق التيار الدينى مكاسب أخرى أم أن ذلك أقصى ما يمكن أن يصلوا إليه؟
- أدعو الجميع لعدم إصدار أحكام بالفشل، على الأقل قبل مرور الـ100 يوم التى وعد بها «مرسى»، ممكن أن نصدر تقديرات لمواقف إنما أى حكم سيكون متسرعاً، وأنا عن نفسى أدعو الله أن يوفق محمد مرسى، لكن المهم أن يعطينا دلالات وإشارات لانحيازه للثورة وللفقراء وللعدل الاجتماعى وللمواطنة ولاستقلال قراره، وكلما بعد عن الطريق سنقوّمه، ولن نظلمه أبداً وعسى ألا يظلم هو نفسه.
■ هل ترى أن الفريق أحمد شفيق هرب للإمارات؟
- أفضل الأشياء التى حدثت فى جولة الإعادة أنها أكدت أن مصر ضد إعادة إنتاج النظام القديم بعد الثورة، وهو الشىء الوحيد المبهج فى انتخابات الإعادة من وجهة نظرى، الفريق «شفيق» سافر خلاص شكراً، سواء بقى فى الإمارات أو رجع لنا أرى أن دوره السياسى انتهى بانتهاء الانتخابات، ولن يستطيع تكوين حزب، كما أعلن، ونتائج الانتخابات فرضت على جميع أتباع «مبارك» الاختفاء، وأتباع النظام السابق نوعان، الأول قيادات عليها أن تختفى بمحض إرادتها وتحترم نفسها، والثانى يضم جماهير طيبة جداً يجب أن نتوقف عن ملاحقتها باتهامات من عينة «أنتم فلول.. أنتم فلول»، لأن الطبقة الأولى عددها محدود وتضم من استفادوا من «مبارك» ونظامه وفسدوا وأفسدوا، وأخذا الفلوس والمناصب، أما الطبقة الثانية فكانت تتبع «مبارك» بمنطق اتقاء شر المستبد ويمشوا حالهم وخلاص، وعلينا أن ننهى هذا الإحساس بالمطاردة لهذه الطبقة وإعادة دمجهم فى الحياة السياسية والمجتمع بشكل عام.
■ رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك نظم لقاء بين الرئيس والمستثمرين، فهل ذلك دعوة لتزاوج المال بالسلطة، وهل بدأت تلاحظ اقتصاديات «إخوانية» فى مصر؟
- الإمارة والتجارة إذا اجتمعتا تفشل الدولة كما قال ابن خلدون، ونحن حاربنا من أجل منع وجود تزاوج بين الثروة والسلطة، وأكبر خطر يمكن أن تتعرض له مصر ويقع فيه الرئيس «مرسى» هو إعادة العلاقة بين الثروة والسلطة من خلال كوادر الإخوان البارعين فى التجارة، وهم الآن رجال سلطة، فإذا اجتمعت الإمارة والتجارة سيعاد تزاوج السلطة بالمال بطريقة أسوأ، وستكون النهاية أكثر سوءاً مما كنا عليه أيام «مبارك»، وهذا خطر على اقتصاد مصر وعلى الصناعة الوطنية والاستثمار فى مصر، والأخطر من ذلك أنهم يجيدون فى التجارة أكثر مما يجيدون فى الصناعة، وهو ما يعد مشكلة كبيرة لأننا من الممكن أن نكون أمام اقتصاد غير منتج.
■ هل طلبت هيلارى كلينتون مقابلتك؟
- لا لم تطلب، وإن كنت أرجو أن تشعر الإدارة الأمريكية عندما يأتى وزير خارجيتها إلى مصر بعد أول انتخابات رئاسية بعد الثورة بأنها أقل نفوذاً فى مصر وما يؤلمنى هذا المناخ الذى يقول إن أمريكا ليست أقل نفوذاً فى مصر، الآن بعد الثورة وانتخاب الرئيس مما كانت عليه قبل الثورة، ولم أشعر بهذا الفارق، وكنت أتمنى كمواطن مصرى عندما تأتى هيلارى كلينتون بعد انتخاب رئيس جديد بعد الثورة أن أشعر بأى تغيرات فى الشكل أو المضمون، وللأسف شعرت أننا لم نستقل عن «أمريكا» بعد انتخاب أول رئيس.
■ هل توقعت الطريقة التى تعامل بها مرسى مع ذكرى ثورة يوليو؟
- نحن نعيش ظلال ثورة يناير التى تعد استكمالاً لثورة 23 يوليو، وأنا ابن 23 يوليو وجندى من جنود 25 يناير، وأنظر إلى الثورتين باعتبارهما جزءاً من تاريخ وطن ضم ثورات عديدة منها ثورة 1919، والثورة العرابية، وحركة مشايخ الأزهر ضد الحملة الفرنسية، ومن هذه الوقفات يمكن أن أقول إننا لدينا حركة وطنية مصرية تتنامى، لا ينبغى أن يكون فيها قطع أو جحود لأى مرحلة أو إنكار لدور أى فترة من هذه الفترات بجماهيرها وقياداتها، من عمر مكرم لأحمد عرابى لسعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمد فريد ومصطفى كامل لقمة الوطنية المصرية جمال عبدالناصر، لا يجب القفز على التاريخ، وأبدأ من العشرينيات نسبة لتاريخ الجماعة التى أنتمى لها، وعلى مرسى أن يكون رئيساً لكل المصريين وليس لجماعة أو حزب.. لأنه لا توجد جماعة تستطيع بمفردها أن تحكم مصر، ولا حتى حزب، وهناك فرق بين اتخاذ قرار وطنى يخدم الشعب كله، ويدوم أثره بين الناس، وقرار يخدم مصالح فئة معينة ويؤدى لثورة بقية الأطراف عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى