قصه قصيره .. بقلم عصفورة الشرق ….ثرثرة فوق الجبل

 

جلست على كرسيها فوق قمة السفح تتطلع إلى الأفق البعيد .....

تـحاول أن تسبر أغوار الغيب وما وراء السحاب نفس المكان...نفس الكتاب ....

ربما نفس الوجوه...ولكن لم يعد لـها نفس الإحساس أو نفس النظره للمكان .....

فاإرتباطنا بالأماكن هو إرتباطنا بأحاسيسنا...تتبد ل الأحاسيس فتتبد ل الأماكن ...

زخم من الأفكار والأطياف راحت تراودها ...بالأمس كانت تحـس أنـهـا على قمة العالم واليوم...ياله من إحساس بالفقد و الغربه ...وراحت تلملم معطفها الشتوى حول جسدها الضعيف المريـض تـحـاول أن تـحـتمى من إحساسها بالبـرد ولكن.. أهو بـرد الشتاء أم كـان البـرد داخلـها هى..؟ لماذا البـرد دائـما مرتبطا بالـموت والفقـد والغـربه ...؟ أرخت جفنيـها وأستسلمت لأحاسيسها وذكـرياتـها وأطيافها ..

هـناك أتى لـها طـيفه فى عباءة الـربيـع ...وهى كـانـت زهـره .....إمتـد بيـده إلـيها فارتـدت خـائـفه من فـرط سـطوته ...ولـكنه هـمس لـها [ لن يضـر الخـريف شـيئـا لو عـشق الـزهـر واذدانـت عـيونـه بـجمالـه]

فأنـدفعت بـكل أحاسيـسها نـحـوه تـركـض تـريد أن تلحـق بـه ...إمتدت يـدها حـتى طـالـت أعـنان السـماء وحـلقـت وحـلق بـها فى دنيـا لم تعرفــها أبـدا ... إجتــاحهـا كالشـلال ...كالصـاعقه ...وراح يسـرى فى عــروقـها ويـخـتلط بـدمائـها...ويـنام تـحــت جـلدهـا... وأســتسـلمت تـماما...لـم يـقل أبـدا لـها أنـه يـحبـهـا كـان يـقول لـهأ أعشـقك...أغـار عـليك...أغـار من قـرطك يـلمـس خـديـك...من عـقـدك يـلمس نـهديـك...من نسـمه صـيف تـداعب شـفتـيك هى لى وحـدى"ثـم راح يـعزف على شـفتيها بأحلى قـيثارة عشـق عـرفتـها الدنـيا ...وراح يـزرع فـيها كـل ليـله حـرمانه وعـشقه وشـوقه...فهـو ككـل رجـال الـدنـيا يـزرعون فى اللـيل الأشـواق وهى ككـل نـساء الأرض تـحبل بالـعذ ابات وتلـدها قـهرا لـذيذا....ثم اسـيقظـت فـجأه على صوت ( القـهوه ياهانم) وتذكـرت واقـعها ...أشعلت سيـجاره واستـرقت السـمع حـولـها فسـمعت ضـحكات العـشاق وهمسـاتهم ...أرخـت عـينيها تـحـاول أن تكـمل ما كـانـت تقـرأه وإنسـابت أغـنية كـاظم السـاهر فى أذنـيها من بعـيد( أحبـك جـدا وأعرف أن الطـريق إلى المسـتحيل طـويل أحبـك جـدا وأعـرف أنى أعيـش فى منفى وأنـت فى منفى وبيـنى وبيـنك ريـح وثـلج وبـرق ونار وأعـرف أن الوصـول لعـينيك وهم وأعـرف أن الوصـول إليك إنتـحـار) أول ما سـمعت معـه ...ومزقتهـا الذكري

تمـنت لو تـدب فيـه الروح ويـعود لـها لـحظات...لا...لـحـظه واحده تـكـفى... تذكـرت أنـه فـارقـها سـريعا...وتذكـرت أنـها حـتى لم تودعـه...لم تـنظر إلى جـسده...لم تقبـل شفـتيه القـبله الأخـيره...لم تسـمعه تراتـيل الفراق قبـل أن تكـفنه وتدفـنه بين ضلوعـها...لم تنثـر حول جسـده الزهـور...لم يمـهـلها القدر فرصـه الوداع الأخيـر...كانـت تريـد أن تـقول له أحبـك جـدا...وأشكـرك حبيـبى لأنـك دخلـت حيـاتى وأشكـرك أكـثر لأنـك خـرجـت منـها...فـلقد سـجنت قلـبى فى محـرابك وأطـلقت أجـمل ما فى...حـررت روحـى وقـلمى وأوراقى وأحـبارى

فتـلك هى الدنيـا وهذه هى الـحـياه دائـما يولـد الـجمال فيهـا من رحـم الألـم أشكرك حبيـبى ...لك وحـدك أكـتب أنـظـم أحلى قـصائـدي...ثم تنـهدت بعـمق وانتـبهت للكتـاب أمامها...نفـس الصفـحه...نفـس الكـلمات...ورفعـت يدها ...لتمسـح دمـعه حـزن علي خـدها ....نـظرت طويلا إلى السـطور ثم.................

قلبت الصـفحه......لتـبقى الذكـريات...............

ســـــــــــــحر

مواضيع مشابهة