آخر المواضيع

آخر الأخبار

28‏/08‏/2012

«العوكشة» أسلوب حياة - نشوي الحوفي

 

يبدو أن توفيق عكاشة لم يعد ظاهرة مقصورة على ذاته، بل امتد بسره الباتع ليؤثر على الناس من حولنا فتحولت طريقته فى تحليل الأمور وتوصيفها لأسلوب حياة. فتصريحات حزب «النور»، السلفى عن فوائد قرض البنك الدولى وكيف أنها ليست ربا بل مصاريف إدارية! يمكنك أن تدرجها وأنت مطمئن البال والقلب تحت توصيف «العوكشة»، لأنه لا يعقل أن تصل درجة الاستخفاف بعقولنا لتلك الدرجة، حتى لو كانت صادرة من أصحاب اللحى، الباحثين عن أسباب التحريم والتحليل فيما يلقون لنا به من فتاوى سياسية واقتصادية، يضحكون بها على البسطاء ولا يستحيون من أنفسهم حينما يطلقونها هكذا لوسائل الإعلام بقلب جرىء، أضف لذلك تصريحات «أبوحامد»، الرجل السياسى المغوار، الذى قاد حركة 24 أغسطس وأصر على تسميتها ثورة، فأضاع هيبة المعارضة الحقيقية لسياسات الإخوان وأظهرها بهذا الضعف.. منه لله، ورغم ذلك تخرج صحف مستقلة فى كامل ردائها «العوكشى» تؤكد خروج الملايين وراء «أبوحامد!».. يا للهول أين كانوا؟.


وتتواصل ظاهرة العوكشة فى أبهى صورها فى الصحف القومية ثانى أيام حركة «أبوحامد»، حينما خرجت بمانشيتات تؤكد فشل القوى السياسية فى حشد الناس ضد الإخوان، أى قوى سياسية تلك وقد أعلنت غالبيتها مقاطعتها لهذا اليوم من أساسه؟ وهكذا تعيد لك مانشيتات الصحف القومية رائحة مقالات من نوعية «مبارك وطشة الملوخية»، وهى تدافع عن الرئيس الحاكم وحزبه، ولا تتركك فى هذا اليوم إلا وقد قدمت لك «نخنوخ»، قتال القتلة، على رأى فيلم «لخمة راس»، الذى ظهر فى نهاية الفيلم أنه هو الطرف التالت!!!


ثم تتجلى أسمى معانى «العوكشة» فى تصريحات المسؤولين عن مباحثات قرض صندوق النقد الدولى، وحاجتنا الماسة له لنقص السيولة، وتبرر رفضها له فى حكومة «الجنزورى» بعدم ثقتها فيه وفى حكومته التى كانت مهمتها تسيير الأعمال وحسب، رغم أن «الجنزورى» نفسه اختاره السيد الرئيس مستشاراً له!


يا الله كيف نجح توفيق عكاشة فى نشر فكره ومنطقه بين الجميع هكذا، فباتوا يتحدثون بلسانه، ظانين فى المصريين ظن السوء، وأنهم تحولوا لقطيع يُساق بما يمنون علينا به من آراء لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟


أم أن الأصل فى غالبية المصريين «العوكشة» بعد سنوات من التعليم الفاجر الذى قدمه لنا نظام سابق ظلمنا حتى النخاع؟ لا أخفيكم سراً أننى أتابع ظاهرة «العوكشة» بينما تجرى أمام عينى صورة زعيم مثل مهاتير محمد فى ماليزيا حينما رفض عام 1998 مساعدات صندوق النقد الدولى والاقتراض منه، فى أعقاب الأزمة الاقتصادية التى دمرت عدداً من دول آسيا، وعرفت باسم «أزمة النمور الآسيوية»، مبرراً ذلك بأن الماليزيين أدرى بوجيعتهم وأقدر على حل مشاكلهم لتنهض ماليزيا سريعاً بفضل أبنائها. وأتذكر تورجوت أوزال، رئيس الوزراء التركى، الذى لم يعد شعبه حينما تولى السلطة فى عام 1982، إلا بالمعاناة والمشقة فى بناء تركيا الحديثة لكى يستريح أبناؤهم فى المستقبل. نموذجان لدولتان كانتا أقل من مصر بكثير، لكن أدرك مؤسسو النهضة الحقيقية فيها أنهم لن ينهضوا إلا إذا أكلوا من عرق جباههم.. طوبى لهم وشفانا الله من «العوكشة»

«العوكشة» أسلوب حياة - نشوي الحوفي
قسم الأخبار
Tue, 28 Aug 2012 07:30:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى