آخر المواضيع

آخر الأخبار

09‏/08‏/2012

اغتيال الرئيس مرسي - سمير الحجاوي

لا يمكن تبرير الهجوم الذي قتل فيه 16 جنديا مصريا على الحدود المصرية الفلسطينية في سيناء، فهو عمل إجرامي لا يمكن الدفاع، يهدف إلى خلط الأوراق في اتجاهات مختلفة.
حتى الآن لا تتوفر  معلومات واضحة عن منفذي هذا الهجوم وانتماءاتهم وجنسياتهم ومعتقداتهم وأهدافهم، مما يفتح الباب أمام التكهنات، فجماعة الإخوان المسلمين المصرية وجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى الموساد الإسرائيلي، في حين اتهمت المؤسسة العسكري مجموعة تضم عناصر فلسطينية ومصرية، أما الناطق باسم الرئيس محمد مرسي ياسر علي فقال: “الكثير من التصورات منها يقول إن مرتكبيه مجموعة مصرية، وآخر يقول إن بينهم غير مصريين ولكن لا يقين حول أي منهما”، وبالطبع هناك إسرائيل التي اتهمت “مجموعات جهادية”، من بين هذه التصريحات المختلفة يبقى تعليق الناطق باسم الرئيس هو الأقرب للدقة:” لا يقين”، فليس هناك تأكيدات عن الجهة المنفذة ومن يقف وراءها.
بغض النظر عن الجهة التي نفذت هذا الهجوم الآثم، فانه سيفرز تداعيات خطيرة، قد تقود إلى مالا يحمد عقباه إذا أساءت السلطات الحاكمة في مصر التعامل معها، سواء كانت الرئيس أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهرول أي منها لاستخدام الهجوم ضد الآخر، خاصة من جانب العسكر الذي يبدو أنهم دائما على أهبة الاستعداد للانقضاض على السلطة متى كانت الظروف سانحة.
منذ فوز الدكتور مرسي في الانتخابات واعتلائه سدة الرئاسة وهو يتعرض لهجوم كاسح، علني وخفي، فأجهزة إعلام الفلول تعمل ليلا نهارا على اغتياله معنويا، وتأليب الرأي العام عليه، وأجهزة “الدولة العميقة” المكونة الآلة البيروقراطية الضخمة والفاسدة والأجهزة الأمنية الدفينة وبقايا الفلول ورجال الأعمال الفاسدين، وهي لا تكف عن إثارة المشاكل في وجهة الرئيس لعرقلة عمله ومنعه من التقدم إلى الإمام والتركيز على حل مشاكل مصر المزمنة خاصة الأمنية منها.
هذه “الدولة العميقة” المتحالفة مع الإعلام الفاسد وجدت في الهجوم على الجنود المصريين ذخيرة يمكن استخدامها لإطلاق المزيد من النيران على الرئيس مرسي، عبر الترويج أن علاقاته الحسنة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي السبب وراء هذا الحادث، وهو استغلال انتهازي بشع ضد الرئيس، فالعلاقات الحسنة بين الرئيس مرسي وحماس سينتج عنها حرص الأخيرة على استقرار الأوضاع في سيناء لإتاحة الفرصة أمام الرئيس مرسي للاهتمام بالمشاكل الداخلية، وإعادة ترتيب البيت المصري من الداخل، فليس من مصلحة حماس إضعاف “الرئيس الصديق”، بل على العكس من ذلك فان مصلحتها دعمه وتقويته داخليا وخارجيا، ومن هنا فان الهجمة على الرئيس المصري ومحاولة ” تثوير الرأي العام المصري” ضده، لا يعني سوى تشتيت الأنظار عن “القاتل الحقيقي” للجنود المصريين من اجل “تكبيل الرئيس” وشل قدرته على الحركة.
السؤال المنطقي: من هو المستفيد من هذا الهجوم؟ ومن هو الخاسر؟ لا شك أن المستفيد الأكبر هو الكيان الإسرائيلي الذي يبرع بخلط الأوراق بهدف الابتزاز، والحصول على اكبر قدر من المكاسب، فالدلائل تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي كان على علم بما سيجري، ولهذا كانت جاهزة لإتمام العملية وقتل كل العناصر المنفذة للقضاء على الشهود الذين يمكن أن يدلوا بمعلومات عمن يقف وراء المهاجمين لإخفاء الحقيقة، وكتبت صحيفة “إسرائيل اليوم” غداة الحادث: “هناك إرهاب إسلامي لا في قطاع غزة وحده بل في شبه جزيرة سيناء أيضا، وسلطة مصرية جديدة هي أقرب اليوم إلى غزة من القدس، وجيش مصري يعزز شبه جزيرة سيناء الذي هو اليوم في أيدٍ مسؤولة بل صديقة لكن ليس واضحا ما الذي سيكون في الغد” .. وتصل إلى النتيجة” يجب أن يكون واضحا للسلطة الإسلامية الجديدة في القاهرة أن لمصر وإسرائيل مصلحة مشتركة في الحفاظ على حدود هادئة في وجه المنظمات الإرهابية الإسلامية.. فالعلاقة الغرامية الجديدة بين مصر والقطاع لا تمنح مصر منعة”، ووصل الرأي الإسرائيلي إلى الخلاصة ومربط الفرس “سيكون من الممكن في الغد الاعتماد على الجيش المصري، ولا أحد يعدنا بالشيء نفسه بعد غد”.
هذا الهدف الإسرائيلي لن يتورع على تحويل سيناء إلى برميل بارود، من اجل المؤسسة العسكرية المصرية في حرب باردة وربما ساخنة، ودفع الأمور باتجاه الصدام بين الرئيس مرسي والعسكر، هذا ما تقوله القراءة المتأنية للحراك الإسرائيلي.
في كل هذه المعمعة فان الفلسطينيين هم الخاسر الأكبر، وهم الضحايا الذين يدفعون الثمن، فالسلطات المصرية أغلفت معبر رفح وعزلته عن العالم نهائيا رغم الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، وجلبت معدات ثقيلة لإغلاق الإنفاق التي تعتبر شرايين القطاع المعيشية، واتخذت إجراءات تستهدف الفلسطينيين وتعرقل حركتهم وسفرهم من وإلى قطاع غزة، تحرج الرئيس مرسي الذي تعهد بتخفيف الحصار على غزة وتمنعه من تنفيذ وعوده.
الهجوم الآثم على الجنود المصريين يتفاعل بقوة لإنتاج حالة من الهيجان “لاغتيال الرئيس مرسي” معنويا وإسقاطه شعبيا، وليس أدل على ذلك الهتافات ضده ومنعه من حضور تشييع الجنود، وهي هتافات ليست عفوية على الإطلاق، بل منظمة جيدا، ولا يقف الامر عند الرئيس المصري بل يتعداه إلى اغتيال “قطاع غزة” بهدف قطع “العلاقات الغرامية بين القاهرة وغزة لتركيع الرئيس وحماس بضربة واحدة.

اغتيال الرئيس مرسي - سمير الحجاوي
قسم الأخبار
Wed, 08 Aug 2012 22:21:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى