آخر المواضيع

آخر الأخبار

18‏/08‏/2012

المستشار الخضيري يكتب: منذ متى وسيناء مرتع للإرهاب والتطرف؟

تعجبت كثيراً عندما قرأت فى بعض الصحف أن فى سيناء حوالى خمسة آلاف إرهابى ومتطرف مسلحين بأحدث الأسلحة التى لا توجد إلا مع الجيوش ومختبئين فى أماكن صعبة ليس من السهل الوصول إليها، قلت لنفسى: منذ متى وهذا العدد الهائل من الإرهابيين يقطن فى سيناء وكيف وصلوا إليها؟ ومن أين جاءتهم كل هذه الأسلحة ووصلت إليهم؟ وأين كانت الشرطة بأنواعها والقوات المسلحة من هذا الموضوع، والتى تعلم دبة النملة فى مخابئها وتحصى علينا أنفاسنا؟ بعض الصحف تقول إن هذه الجماعات بدأت تتكون منذ الثمانينيات، معنى ذلك أن النظام السابق كان على علم بها،
والمؤكد أن إسرائيل كانت تتابعها لأن أمن هذه المنطقة يعتبر فى الحقيقة مسؤوليتها هى لا مسؤولية مصر التى لا تملك من السيطرة عليها قدر ما تملكه إسرائيل، وهو ما يمكنها من معرفة كل شىء فيها بدليل أنه فى العملية الأخيرة كان لدى إسرائيل من المعلومات عنها ما لم يكن لدى مصر من معلومات، وأنها- حسب قولها- حذرت مصر قبل وقوعها ولكن هذا التحذير لم يؤخذ مأخذ الجد وحدث ما حدث، كون هذه الجماعات الإرهابية بدأت تتكون وتتجمع منذ الثمانينيات حتى الآن دون اتخاذ أى إجراء معها يجب الوقوف أمامه كثيراً، لأن معناه أن مصر مبارك وإسرائيل كانتا ترغبان فى وجودها، وأنها فى الحقيقة لم يكن نشاطها موجهاً ضد إسرائيل وإلا كانت إسرائيل قاومتها وقضت عليها دون إذن مسبق من مصر لأن إسرائيل فى هذه الأمور لا تحتاج إلى إذن بل إذنها معها ولا يملك أحد التعقيب عليها، لأن أمن إسرائيل خط أحمر مهما كانت قوة المعتدى، وأمريكا تساعدها على ذلك بل هى تصرح دائماً بأنها ضامنة لأمن إسرائيل وكل حكامها يتفاخرون بذلك،
أما مصر مبارك فبكل تأكيد كانت تعلم بوجود هذا العدد الكبير من الإرهابيين والمتطرفين فى سيناء فهم لم يتسللوا لها فى يوم وليلة بل خلال شهور وسنوات، فلماذا لم تحرك مصر ساكناً فى هذا الأمر؟ وإذا كان ذلك جائزاً فى عصر مبارك لأسباب لا نعلمها فلماذا استمر ذلك بعد الثورة، وكيف سمح المجلس العسكرى بتشكيله السابق به؟ وهل يمكن القول إن المجلس العسكرى لم يكن يعلم بهذا العدد الهائل من الإرهابيين فى سيناء؟ وكيف وصلت إليهم هذه الأسلحة المتطورة التى تقول الصحافة إنها لا توجد إلا مع الجيوش المتقدمة؟ وهل يعقل أن تصل إليهم دون علم المجلس العسكرى، وهل يمكن أن تكون حالة الانفلات الأمنى ساعدت على ذلك؟
أعلم أن حالة الانفلات الأمنى يمكن أن تساعد على ذلك ولكن على الأقل يكون ذلك معلوماً لدى الجهات الأمنية والجهات العسكرية، فلماذا لم يتم التحقيق فى هذا الموضوع ويأخذ حقه من الاهتمام؟ أسئلة كثيرة لابد من الإجابة عنها فى هذا الموضوع، لأن الموضوع جد خطير ويهدد أمن مصر من جهة الداخل والخارج، وهل يمكن أن تكون إسرائيل قد ساعدت على ذلك حتى تحدث قلاقل فى سيناء وتجد مبرراً لإعادة احتلالها، خاصة أنها تعلم تمام العلم حالة مصر الداخلية الآن وانشغال القوات المسلحة بشؤون الحكم الداخلى مما لا يمكنها من الدفاع عن مصر؟ هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام بل يجب التحقيق فيه لمعرفة أسبابه حتى قبل القضاء عليه،
والحقيقة أنه يبدو أن الأمر ليس بالبساطة التى نتخيلها وأن القضاء على هذه الجماعات المسلحة بالصورة التى أظهرتها لنا الصحف ليس بالأمر الهين بل إنه سيستمر مدة طويلة تنشغل فيها الحكومة بهذا الأمر عن علاج المشاكل الداخلية التى خلفها لنا الحكم السابق فتمر الأيام والشهور والسنون دون أن يستطيع الحكم الجديد، أن يحقق أى نمو اقتصادى أو اجتماعى أو سياسى، فيثور الناس على الحكام الجدد، ويطالبون بتغييرهم وهو عين ما يريده المجلس العسكرى وإسرائيل حتى يعود حكام الزمان الماضى، كنوز إسرائيل الاستراتيجية من جديد، هل يمكن لأحد أن يتخيل غير ذلك، كان الله فى عونك يا سيادة الرئيس فى المشاكل الهائلة التى تقابلك فى الداخل والخارج.
شىء واحد أود أن أهمس به فى أذنك لو أن الفرص متاحة، وهو أن الشعب الذى اختارك عن حرية واقتناع يرغب منك فى المصارحة فى كل شىء تتخذ فيه قراراً مهماً، فكم كنا نود أن تطلع علينا شخصياً أو حتى عن طريق المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية لكى تقول لنا ما سر هذه التغييرات الأخيرة، ولماذا أبعدت من أبعدت واخترت للقرب منك من اخترت حتى نكون على بينة من الأمر، وأنت تعلم يا سيادة الرئيس أن الشعب الذى اختارك هو سندك الأول ضد أعدائك، مر من المائة يوم التى حددتها لحل بعض المشاكل جزء كبير دون أن يتحقق أى شىء مما وعدت، ولذلك فإنى أطلب منك أن تخرج على الناس بمناسبة العيد وتقول لهم ما حدث وما الصعوبات التى تقابلك حتى يعيش الناس معك ويشعرون بأنهم شركاؤك فى الحكم وليسوا غرباء كما كان يحدث فى الماضى.
إلقاء الاتهام جزافاً على غزة فيما حدث أمر إن دل فإنما يدل على أن العقليات التى كانت تتحكم فى وسائل الإعلام مازالت هى هى لم تتغير بل زادت قبحاً وسوء نية وعدم رغبة فى أن تعود مصر الأخت الكبرى إلى حضن أشقائها العرب، تكبر بهم وهم يفاخرون بها، يريدون مصر الخاضعة لأمريكا التابعة لإسرائيل المرتمية فى حضن الغرب لا قيمة لها ولا شخصية، فأرجو أن يفطن المسؤولون الجدد لذلك، وألا يكونوا عونا لإسرائيل على إخوتهم فى غزة التى يعود حصارها على مصر بالضرر المادى والأدبى، لأن ظلم ذوى القربى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهندِ.

المستشار الخضيري يكتب: منذ متى وسيناء مرتع للإرهاب والتطرف؟
قسم الأخبار
Sat, 18 Aug 2012 07:14:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى