منذ ان حل الرئيس السابق حسني مبارك ضيفا علي ترعة السلام، في 2008، ووقف فوق الماء المتدفق شرقا، وقد ضربها الجفاف، وتعطل المشروع الذي انشا لري نصف مليون فدان داخل سيناء، ليظل اللون الاصفر هو سيد الموقف، والملمح الوحيد الذي يميز الاف الافدنه الواقعه علي جانبيها بعد ان جفت المياه من الترعه التي كلفت الدوله مليارات الجنيهات.
وعليه، توقف حلم التنميه، بعد تكتل التحديات والصعوبات في مواجهه احلام المزارعين، والذي فشلت معه، كل تصريحات المسئولين، قبل وبعد ثوره 35 يناير في احيائه من مواته مجددا.
هنا وسط الصحراء، ينتظر الالاف من ابناء سيناء، مصير هذه الاراضي، التي شطرتها ترعه السلام، منتظرين اجراء حكوميا ينهي تاريخا طويلا من التخوين، والخوف من تخصيص الاراضي لهم بالقانون.
شكاوي العديد من المزارعين، لخصها، احمد سليم، احد المزارعين بمنطقه بئر العبد، وقال: ان جميع الزراعات جفت بعد تجفيف المياه من الترعه منذ 2008، ولم يطرا اي جديد بشان تخصيص الاراضي، للاهالي، او حتي الحصول علي وعد حكومي لاعاده توصيل المياه الي الترع.
ويكشف سليم بعض الجوانب عن ماسي المزارعين، «الوضع في اراضينا سيئ للغايه، والناس هاين عليها تروح تشحت المياه من الحكومه، كما ان محاولات استخراج المياه الجوفية من الابار باءت بالفشل بعد انقطاع الكهرباء المتكرر، وصعوبه الحصول علي زيت الديزل لتشغيل الابار الجوفيه، ورفض محطات التموين بيع البنزين في جراكن للمزارعين لتشغيل مكينات الري».
يؤكد سليم ان جميع المزارعين لديهم استعداد كامل لتوفيق اوضاعهم مع الدوله ودفع ثمن الارض لتخصيصها وتمليكها، قائلا: «انا خسرت في الارض دي 30 الف جنيه وعندي استعداد ادفع اي ثمن مقابل تخصيصها واعاده زراعتها، لانه ماعنديش استعداد اسيب ارضي وامشي».
يحكي سليم رحله التخصيص مع هيئه التعمير بوزاره الزراعه منذ ان اعلنت الحكومه عن بدء تخصيص الاراضي وتقنين الاوضاع، لتتوقف الاجراءات فجاه، عندما اكد لهم المسئولون ان الاراضي ستكون من نصيب شركات استصلاح كبري وعلي المزارعين تسويه اوضاعهم مع هذه الشركات.
وتوعد سليم «لو جت شركه واحده هنا خدت مننا الارض علي الجاهز ها تحصل مجازر، ازاي الحكومه تحرم كل ابناء سيناء من تملك ارضهم وتعطي الحق لشركات استثماريه كبيره لن تخدم الا نفسها».
من جانبه قال علي المهر، رئيس قطاع الموارد المائيه في شمال سيناء، ان مشروع ترعه السلام بات يعاني فقط من المشاكل الامنيه التي تلحق بجميع منشات الري علي مستوي مصر، بعد ان بات الانفلات الامني هو ضريبه المرحله الحاليه، مؤكدا عدم وجود اي حساسيات او مشاكل مع بدو سيناء قائلا: «هما عارفين ان احنا جايين نعمل لهم خدمه فلا يوجد اي مشاكل معهم».
واوضح المهر ان وزاره الري قامت منذ العام الماضي بطرح استكمال عدد 8 ماخذ علي ترعه الشيخ جابر، السلام، رقم 14 و12 و9 و8 و7 و6 و5 و4 و3، لري زمام 28 الفا و292 فدانا، مؤكدا اعتماد الاستثمارات الخاصه لاستكمال تبطين هذه الماخذ من الترعه تصل الي 175 مليون جنيه، ومن المقرر الانتهاء منها في 2013.
واضاف المهر الي طرح باقي الماخذ علي الترعه رقم 22 و20 و19 و18 لري زمام 32 الفا و586 فدانا، باعتمادات ماليه تصل الي 450 مليون جنيه، علي ان ينتهي العمل منها في نهايه 2014، مؤكدا ان بحلول عام 2014 تكون وزاره الري قد انتهت رسميا من جميع الماخذ واعمال البنيه الاساسيه من ترعه السلام لخدمه الاراضي الزراعيه الواقعه علي جانبيها بمنطقتي رابعه وبئر العبد.
واكد المهر ان امكانيه توصيل المياه الان من قبل وزاره الري تقتصر علي 80 الف فدان كمرحله اولي لحين استكمال باقي اعمال البنيه الاساسيه في الترعه واستكمال باقي الماخذ لخدمه مساحات اكبر من الاراضي، وتم الاتفاق مع وزاره الزراعه من خلال اللجان المشتركه بين الوزارتين لتسير امور المشروع.
واكد المهر ان مجلس اداره الجهاز الوطني لتنميه سيناء لا يزال يدرس تقنين الاوضاع لابناء سيناء والبحث في تمليكهم لاراضي ترعه السلام، ودراسه اليه تخصيص الاراضي الواقعه في زمام الترعه، للافراد ام للشركات الكبيره والمتوسطه الحجم.
يذكر ان الجهاز الوطني لتنميه سيناء انشئ بقرار من رئيس مجلس الوزراء السابق كمال الجنزوري، رقم 600 لسنه 2012، والذي شكل بموجبه مجلس الاداره بممثلين عن وزارات الري والزراعه والكهرباء والسياحه والبترول والدفاع والتجاره والصناعه والتعاون الدولي والاسكان، فضلا علي ممثلين لشركات التنميه التابعه للقطاع الخاص منهم حسن راتب، لمده 3 سنوات من بدء اصدار القرار، ولم يعقد سوي 3 اجتماعات حتي الان لبحث كيفيه تمليك الاراضي لابناء سيناء مع مراعاه الاحتياطات التي تحافظ علي الامن القومي المصري.
ورد المهر علي قرار وزاره الري بوقف المياه عن مجري الترعه، قائلا: المياه متوافره ووزاره الري لا تعاني من مشكله في ضخ المياه داخل الترعه لكن لا يمكن اتخاذ هذا القرار الا بعد تنسيق الاوضاع من خلال وزاره الري حتي لا تخلق مشكله التعديات مره اخري، مؤكدا انه بمجرد تقنين الاوضاع مع وزاره الزراعه ستضخ المياه في الترعه، حتي لا تحدث المشاكل بين القبائل مره اخري.
واكد المهر ان وزاره الزراعه بدات بالفعل في اجراءات الحصر لواضعي اليد علي زمام ترعه السلام وتبحث في تقنين اوضاعهم، نافيا ان يكون جفاف المياه في الترعه قد اثر سلبا علي سلامه جسم الترعه، موضحا ان اجهزه الوزاره تقوم بضخ المياه من حين لاخر بالترعه لاختبار مدي صلاحيتها ومنع حدوث اي تشققات بها منذ قرار وقف المياه في الترعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى