تنشر "بوابة الأهرام" أول مقال نشره الكاتب محمد حسنين هيكل كرئيس لتحرير الأهرام في أول أغسطس 1957 وكان بعنوان "السر الحقيقي في مشكلة عمان"، وقدنشر في الصفحة الأولى للأهرام دون تتمة في داخل الصفحات كما اعتاد هيكل بعد ذلك.
يأتى ذلك فى إطار احتفاء "بوابة الأهرام" بالأستاذ بمناسبة دخوله عامه التسعين
تحدث هيكل في مقاله الأول عن "مشكلة عمان" قاصدا النزاع المسلح الذي نشأ بين سلطان مسقط وبين إمام عمان في السيطرة على البلد الخليجي الذي كان واقعا تحت نفوذ بريطانيا وهو ما سبب صراعا داخليا كان مدعوما بأطراف خارجية وفقا لهيكل الذي رأى أن الصراع بين شركتين من شركات البترول.
في بداية المقال قال هيكل إن السر الحقيقي في مشكلة عمان هو الصراع بين شركة البترول العراقية وهي شركة بريطانية تقف وراء سلطان مسقط، وبين شركة أرامكو الأمريكية التي تنظر بعين العطف لإمام عمان.
واعتبر الكاتب أن مشكلة عمان حلقة في سلسلة طويلة ممتدة من المعارك بين بعثات الكشف عن البترول تحت رمال الصحراء في هذه المنطقة.
لم يخف هيكل حماسته لإمام عمان لكنه قال ""إننا نحب أن تكون حماستنا لإمام عمام حماسة واعية مستنيرة تنطلق من القلب ولا تصطدم مع العقل ونحب أيضا أن يكون اندفاعنا إلى نصرة إمام عمان وقفة في صف متماسك متفاهم وليست وقفة في حلقة ذكر تائهة ذاهلة تقيمها جماعة من الدراويش، لهذا نواجه الحقيقة كما هي ولا ندير عيوننا عنها ونعلقها بالأوهام والأحلام".
وكشف هيكل تفاصيل اجتماع الرئيس الأمريكي أيزنهاور مع رئيس وزراء بريطانيا السابق أنتوني إيدن سنة 1956 في واشنطن وكيف أن إيدن عندما دخل مكتب أيزنهاور وجد خريطة كبيرة لجنوب شبه الجزيرة العربية، وكيف أن أيزنهاور كان يحفظ عن ظهر قلب اسم إمام عمان وسلطان مسقط وأسماء زعماء القبائل في المنطقة وعلاقات النسب التي تربط بينهم.
ثم شرح هيكل كيف أن بريطانيا تقف وراء سلطان مسقط دفاعا عن البترول الخبيئ تحت رمال عمان والمتفجر حولها في جنوب شبه الجزيرة العربية الذي لم يبق للإمبراطورية البريطانية من مصدر للقوة في العالم غيره ودلل على ذلك بأن دخل بريطانيا السنوي من بترول المنطقة 1000 مليون جنيه وهي التي تمثل "العمود الفقري لقوة الاسترليني".
وانتقد هيكل لجوء بريطانيا التي لم تتخلص بعد من عار استعمال القوة في السويس إلى استعمال القوة مرة أخرى في عمان.
ووجه هيكل في نهاية مقاله رسالة إلى اللجنة السياسية للجامعة العربية التي كان مقررا اجتماعها في يوم نشر المقال قائلا: "إن معركة عمان ضد بريطانيا اليوم مقدمة لمعركة أخرى لا تتسلم فيه أمريكا ما ربحه إمام عمان من بريطانيا، ومن غير هذا فإن المعركة لا تساوي ما يراق على أرضها من دم.
ولهذا أيضا نحرض إمام عمان على أن يستعين قدر استطاعته بأمريكا ضد بريطانيا استعانة بشيطان ضد شيطان آخر.
وأنهى هيكل رسالته قائلا ليس فينا من يريد أن يقاتل كي تنتقل الغنيمة من يد بريطانية إلى يد أمريكية هذا هو الحق.. حتى لا تكون حركتنا قفزة في الظلام.
22/09/2012
أول مقال نشرها الاهرام : لـ الكاتب محمد حسنين هيكل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
اخر الموضوعات
تركى آل الشيخ :الفول يُعد مصنع طبيعي لإنتاج هرمون السعادة، بفضل احتوائه على مادة L-DOPA التي تدعم المزاج والطاقة الذهنية.
(18 Aug 2025)(0 comments)غير عادى ومهين: ترامب يعرض لماكرون وزيلينسكي وستولتنبرغ مجموعته من القبعات المكتوب عليها «أربع سنوات أخرى»
(20 Aug 2025)(0 comments)رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للقدوم إلى مصر والدراسة فيها.. على غرار سفر الطلاب المصريين إلى اليابان للدراسة
(20 Aug 2025)(0 comments)صور مهينة للزعماء الاوربيين .. ترامب يفتح لهم مدرسة الاخلاق الغير حميدة
(20 Aug 2025)(0 comments)مدبولي: مصر أنفقت 550 مليار دولار على البنية التحتية
(19 Aug 2025)(0 comments)الخرباوى يكشف التفاصيل : الاخوان ساهموا بمنتهى الجدية فى خورم الاوزون
(18 Aug 2025)(0 comments)#كامل_الوزير يقول إن هناك دراسة لتحويل مصنع الحديد والصلب بحلوان إلى مجمع صناعي للملابس الجاهزة والنسيج، لتعزيز تنافسية المنتج المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية
(18 Aug 2025)(0 comments)النهاردة الافلام المصرية وامبارح الفول المصرى .. تركى ال شيخ مهموم بمصر
(18 Aug 2025)(0 comments)#يوسف_الحسيني يقول إن جماعة #الإخوان تقع على عاتقها أكثر من 98% من أي أمر سلبي يحدث، ليس فقط في مصر بل في أي مكان بالعالم
(18 Aug 2025)(0 comments)(تصعيد اسرائيلي بوجه #فرنسا) 🔴#عاجل| وزير الخارجية الإسرائيلي "غدعون ساعر" يقرر إغلاق القنصلية الفرنسية في #القدس عقب اعتراف #باريس بدولة فلسطين.
(18 Aug 2025)(0 comments)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى