حاولت مجموعة من الفرقة الجوية، الإطاحة بمبارك، هذه المجموعة والتى كانت تنتمى أيديولوجيا للجماعة الإسلامية، والتى تولّت خلال حقبة المخلوع الكثير من المحاولات، وخاصة فى فترة التسعينيات، وقدمت فى ذلك الكثير، ويأتى فى المقدمة دماء أبنائها الذين أعدم منهم الكثير رميًا بالرصاص وعلى أعواد المشانق، ناهيك عن التصفية الجسدية فى الشوارع والسجون، والتى اكتظت بالآلاف من الإسلاميين، الذين وقفوا فى وجه النظام البائد، حينما كان غيرهم يسبح باسم المخلوع وحمده.
فى هذه الحلقة من الدولة البوليسية عن حقيقة هذه المجموعة الجوية والتى اتخذت مطار سيدى برانى مسرحًا لتنفيذ الإطاحة بالمخلوع وأعدت عدة سيناريوهات لتريح العباد من مبارك وعصابته، ولكن تم التقاط خيط عن هذه العملية جاء بمحض الصدفة فتم القبض على المهندس مدحت الطحاوى - مهندس العملية – وحاول المهندس حمادة لطفى، الهروب ولكنه تم القبض عليه بعد 6 شهور وتمت محاكمة عسكرية سريعة لجميع الأطراف، منهم من أعدم رميًا بالرصاص أو الإعدام شنقًا، ومنهم من غيّب فى السجون سنوات عديدة، وقد مارس جهاز أمن الدولة كل أساليب التعذيب مع أفراد المجموعة الجوية وكذلك أسرهم، وهو ما تكشفه "المصريون" فى هذا الانفراد فمع قصة الإطاحة بالمخلوع :-
بداية الفكرة
أثناء فرض الحظر الجوى على ليبيا كان من المعتاد أن تهبط كل الطائرات بمطار "سيدى برانى" ويتم بعد ذلك عبور الحدود المصرية عن طريق منفذ السلوم البرى، وكان من المعتاد أنه فى شهر يناير من كل عام أن يقوم الرئيس المخلوع بزيارة إلى ليبيا، وتم التقاط الخيط منذ شهر 6-1993 وذلك أثناء زيارة صفوت الشريف إلى ليبيا، فتولدت فكرة الإطاحة برأس النظام أثناء عبوره منفذ السلوم.
يقول خالد فرج- من بقايا مجموعة القوة الجويّة التى كانت ستقوم بالتنفيذ – أنه كان هناك ثلاثة سيناريوهات للتخلص من رأس النظام وضعتها مجموعة من أفراد القوات الجوية كان لها علاقة بالتنظيم السرى للجماعة الإسلامية فى ذلك الوقت، وقبل أن تقوم بمبادرة وقف العنف.
السيناريو الأول: وكان سيتم تفجير الطائرة التى يستقلها الرئيس المخلوع عند هبوطها مباشرة على الممر بالتفجير عن بعد، وهذا السيناريو لم يتم تطبيقه لصعوبة التنفيذ.
السيناريو الثانى: تفجير الموكب أثناء مروره بمدينة سيدى برانى، وتم إلغاء هذا السيناريو لعدم السيطرة على المكان، نتيجة ازدحام هذا المكان بالمارة من المدنيين، والخسائر بالأرواح ستكون كثيرة.
السيناريو الثالث: هو تفجير الممر الفرعى داخل المطار وهو ما تم الاستقرار عليه وذلك يكون بتفجير الموكب فى مساحة 100 متر تفاديا للأرواح، ويكون ذلك بوضع العبوات المتفجرة على هذه المساحة فقط، وذلك لعدم وجود أى أفراد فى هذا المكان أثناء مرور الموكب لتقليل حجم الخسائر البشرية.
وعن طبيعة سيدى برانى يقول: كان من المعتاد أن يسير المخلوع فى الطريق الفرعى فى المطار الموصل من مهبط الطائرات إلى البوابة الرئيسية للمطار، وكانت نقطة الصفر عند محطة الكهرباء بالمطار عن طريق وضع 12 عبوة متفجرة بعناية فائقة حيث لا يتم كشفها عن طريق أجهزة كشف المتفجرات أثناء قوات التأمين بتمشيط المنطقة قبل مرور الرئيس المخلوع،إلى جانب وضع قوالب متفجرات من نوع T.N.T داخل تانكات من السولار مقدارها 60 ألف لتر بحيث يتم تفجيرها أثناء سير الموكب للإجهاز على رأس النظام مباشرة.
أعضاء التنظيم وفكرة التنفيذ
أحمد حسن عبد الجليل الملقب بـ"الأستاذ "حاصل على بكالوريوس العلوم من جامعة أسيوط وهو المهندس الحقيقى للعملية وقد تلقى تدريبات عالية بأفغانستان أثناء قتاله ضد الروس، وتم تصفيته عام 1994، من قبل عناصر النظام السابق بمدينة أسوان، وهو من قام بتصنيع العبوات بطريقة لا تستطيع أجهزة كشف المتفجرات التوصل إليها أثناء القيام بتمشيط المنطقة قبل مرور المخلوع، وذلك بوضع العبوات داخل صندوق خشبى وإضافة بعض المواد العازلة التى تمنع من خروج رائحة المتفجرات لتضليل الأجهزة، وقد تم عمل ذلك بنجاح لدرجة أنه بعد توصل رجال المخابرات الحربية لأعضاء التنظيم وتم استخراج المتفجرات ووضع الجهاز عليها لم يستطع إرسال أى إشارة إنذار.
وقد تم إجراء عملية اختبار للمتفجرات قبل التنفيذ فى المنطقة ما بين سيدى برانى – مطروح
وقد تم دخول "الأستاذ" إلى مطار سيدى برانى بارتدائه ملابس عسكرية على أنه أحد أصدقاء أفراد التنظيم، وقد قام بمعاينة المكان ووضع خطة التنفيذ.
(قائد المجموعة) مدحت عبد العال الطحاوى: من كفر شبين- القناطر الخيرية، خريج هندسة شبرا قسم كهرباء باور بتقدير جيد جدا وامتياز بالمشروع.
التحق بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة العسكرية كضابط احتياطى بمطار برانى.
حاز تقدير كل زملائه ورؤسائه حتى وثق به كل من بمطار برانى لإتقانه لواجباته وتفانيه فى إخراج كل أعماله على ما يرام، وهو صاحب فكرة تصفية رأس النظام واختيار المكان وطريقة التنفيذ.
حمادة محمد لطفى: من مواليد الشرقية، والنشأة فى أبى زعبل البلد، مهندس بترول، وهو عضو بنقابة المهندسين، ورقم عضويته 10711/5، وقضى الخدمة العسكرية فى قيادة القوات الجوية، وكان دوره هو همزة الوصل بين قائد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية وبين قائد المجموعة. وقد تم تنفيذ الحكم عليه بالإعدام شنقا فى يوم 31-12-1994.
محمد سعيد: مواليد 17/5/1972 كان يقوم بنقل ما يحتاجه أعضاء التنفيذ من القاهرة إلى مدينة برانى.
خالد فرج: مجند بالقوات الجوية فيما بين عامى 1991- 1993 وكان دوره هو القيام بحفظ ما تستوجبه عملية التنفيذ داخل المطار وخاصة فى نقطة الصفر عند محطة الكهرباء.
كشف التنظيم
يقول خالد فرج أنه تم القبض على أعضاء العملية فى 22- 12 - 1993، وكان مبارك سيزور ليبيا فى بداية يناير 1994، وبعد كشف العملية لم يقم مبارك بزيارة "سيدى برانى" لمدة 10 سنوات.
وأوضح أن بداية الخيط كانت بالقبض على قائد المجموعة مدحت الطحاوى، وذلك بعد أن اعترف عليه بعض الشباب الصغار الذين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية بمحل إقامته بأنه كان يقوم بدعوتهم إلى فكر الجماعة فتم القبض عليه وباعتباره ضابطًا احتياطيًا تم إرساله إلى مقر المخابرات الحربية، وبعد تفتيش منزله تم العثور على حقيبة بها أسلحة، وعن طريق مراقبة تليفونه تم التوصل إلى محمد سعيد ثم إلى بقية أعضاء التنظيم، ولكن تم القبض على حمادة لطفى بعد أفراد المجموعة بـ6 شهور، وتم التعرف عليه عن طريق مخبر فى حملة أمنية على بعض الشقق بجوار مبنى أمن الدولة بلاظوغلى، وكان يعرفه معرفة شخصية لأن والد حمادة كان "صول" بالداخلية بسجن أبى زعبل، وقد حاولوا أن يجعلوا وجهه إلى الخلف لكى يطلقوا عليه النار من الخلف لإثبات ذلك فى تقرير الطب الشرعى أنه كان يحاول الهرب ولكنه رفض وامتنع.
أثناء التحقيق
وأشار فرج إلى أنه مورس على أفراد التنظيم مجموعة من أساليب التعذيب المادية والنفسية منها دخول كلاب بوليسية، والصعق بالكهرباء فى أماكن حساسة، والتعليق لفترات طويلة والتهديد الاعتداءات الجنسية، وقد كانوا يقومون بالتصوير لعملية التنفيذ أثناء التحقيقات.
وقد تم وضع خالد فرج فى غرفة بالمخابرات لمدة 27 يوم مساحتها 160×160 سم، وكذلك بقية الأفراد.
وتم إحالة الأفراد إلى نيابة المدعى العام العسكرى، وكانت أول جلسة فى 9-1-1994، وكانت المحكمة سرية للغاية.
موقف مثمن
وأكد فرج أنه عند عرض أعضاء التنظيم على النيابة العسكرية للمواجهة فى مبنى المخابرات، كان يرأس النيابة العسكرية فى ذلك الوقت العقيد سيد حمودة رئيس نيابة المدعى العام العسكرى، وعند مواجهته لمدحت الطحاوى بالمتفجرات المستخدمة للإطاحة برأس النظام فقال له رئيس النيابة العسكرية هل لك علاقة بهذه المتفجرات، فقال له قائد المجموعة"مش متأكد" ثم أمسك بسلك الكهرباء الموصل للعبوات وقال لرئيس النيابة أنت تعلم ماذا سيحدث لو وصلت هذا السلك بالكهرباء فسوف ينسف مبنى المخابرات بالكامل ،"ولكن لست أنت المقصود ولا المخابرات،المقصود هو رأس النظام".
وكان النطق بالحكم فى 14-2-1994 واستغرقت المحكمة حوالى 15 يومًا لأنها بدأت فى يوم 29- 1 - 1994، وتم الحكم بالإعدام على كل من مدحت الطحاوى بالإعدام رميًا بالرصاص فى التبة بمنطقة "الهايكستب". وحكم على حمادة لطفى ومحمد سعيد بالإعدام شنقًا بسجن الاستئناف، وقد رفض مدحت الطحاوى عمل تظلم بعد الحكم عليه بالإعدام لعلمه التام أنه مجرد روتين، كما حاول أن يتحمل المسؤلية وحده عن هذه العملية حتى ينقذ المجموعة الجوية من بطش النظام السابق.
وأضاف خالد فرج أنه تم ترحيلى بعد الحكم إلى سجن أبى زعبل ووضعت فى عنبر التأديب وكنت أضرب ضربا فوق الوصف فقد كان يتناوب على مجموعة مكونة من 15 فردا،3 صف ضباط، و12 عسكريًا وقدت فقدت الوعى أكثر من مرة، وبعد حفلة الضرب المتكررة تم إلقائى فى زنزانة بدون أى مقومات للحياة والأكل الميرى كانوا يلقونه على أرضية الزنزانة ولا يوجد به طعم ولا لون إلا الرائحة الكريهة، حتى الملح كانوا لا يضعونه فى الطعام، وكان يتم إعطاء الطعام فى حفلة من الضرب والركل والإرهاب النفسى.
وأشارإلى أن المحكمة كانت سرية للغاية لدرجة أننى تحولت إلى النيابة العسكرية والمحكمة، وتم الحكم على وترحيلى إلى السجن ولم يعرف أهلى عنى أى شىء.
وتابع أنه تم انتداب 4 محامين من قبل المحكمة وتأجيل القضية لمدة أسبوع للاطلاع على القضية، ولكن المهزلة ظهرت حينما قابلنا المحامين المنتدبين، فعرفنا أنهم كانوا تحت حراسة أمنية مشددة من المخابرات، ولم يسمح لهم حتى بتصوير ملف القضية.
وأوضح خالد أنه لم يتم الإعلان عن هذه القضية فى أى وسيلة من وسائل الإعلام، وتمت المحاكمة بصورة سرية للغاية وهزلية فى نفس الوقت، والغريب أنه تم الإفراج عنى بعد قضاء الحكم بثلاث سنوات فقد تمت محاكمتى بالأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات ولم يتم الإفراج عنى إلا بعد 14 سنة، وعندما حاولت بإصرار الحصول على شهادة الخدمة العسكرية فوجئت أنه لا يوجد أى ملف خاص بى داخل السجلات العسكرية، وحتى الآن لم أحصل على شهادة الخدمة العسكرية.
وأشار فرج إلى أنه تم التعتيم الإعلامى على القضية لعدم إضفاء أى شرعية على القضية خاصة أنها خرجت من القوات الجوية والتى كان يروّج له أثناء فترة حكمه بأنه هو الأب الروحى لها.
معاناة الأهالى(أسرة حمادة لطفى)
يقول والد حمادة لطفى: إنه تم القبض على وحجزت بأمن الدولة لمدة 22 يومًا، ثم رحلّونى إلى ليمان طرة وقضيت فيه 14 شهرًا، وقد مورس على أنواع التعذيب، كما قاموا بالقبض على بناتى، وتم تهديدهم فى أمن الدولة، وحينما وصلت إلى ليمان طره قالوا "حطّوه فى أى مصيبة فى حبس انفرادى، وأعطونى بطاطين مليئة بالحشرات، كل ذلك وأنا لا أعرف أى شىء، حتى حكم الإعدام على ابنى لم أعرف عنه شىء إلا عن طريق أحد المسجونين والذى سمعه من خلال إذاعة مونت كارلو.
وأضافت والدة حمادة لطفى أنه أثناء هروب حمادة كان يتم استدعاؤنا إلى مشرحة زينهم لنتعرف على الجثث لكى أعرف ابنى من بينهم.
وقد مورس علينا أشد أنواع التعذيب وخاصة النفسية، وأكثر ما كان يؤلمنى أن أمن الدولة كانوا يقومون بالضغط على كل من يقوم بخطبة أى واحدة من بناتى حتى يفسخ الخطبة، وظللنا لمدة سنة ونصف السنة، وقوات الأمن لا تغادر البيت ولا الشارع حتى درجات سلالم البيت كان مليئة بقوات الأمن، وتحوّلت أبو زعبل إلى ثكنة عسكرية، وكانوا يمارسون نوعًا من المضايقات على الجيران لبث الكراهية بيننا لدرجة أن بعض الأهالى كانوا يقولون لى "أنتو بيت قرف فأقول لهم نحن بيت شرف"، وقد كنا نعيش فى سجن بل أكثر من السجن، وقد زرت حمادة مرة واحدة ورأيته وهو مقيد بالسلاسل وقلت له ما تهمتك "فأشار إلى صورة الرئيس المخلوع وقال لى هو ده تهمتى"، كان ذلك يوم الخميس، ويوم السبت اتصلوا بنا لكى نستلم الجثة من مشرحة زينهم.
وتابعت أنه عند سماع خبر تنفيذ حكم الإعدام دخلت فى غيبوبة ولم أستطع تسليم جثته فقام باستلامها خاله وعمه ولم يكن أبوه موجود لأنه كان معتقلا فى السجن بدون أى ذنب إلا أنه والد حمادة لطفى، وقد قمت حتى الآن بعمل 12 عملية، وما زال ينتابنى نزيف بين الحين والآخر.
وأشارت أن حمادة أوصانى فى الزيارة التى زرته فيها بأن يتم دفنى فى مقبرة شرعية، وكذلك بعد الإعدام أن أقوم بتوزيع شربات.
وأكدت أنها حينما رأت الثورة ورأت مبارك فى السجن كنت أتمنى من أى واحد من شباب الثورة يأخذنى من إيدى ويذهب بى إلى ميدان التحرير.
(أسرة محمد سعيد)ترويها ابنته عن أمها
تقول "حياة محمد سعيد" والتى ولدت قبل تنفيذ حكم الإعدام بـ14 يوما، وتروى ذلك عن والدتها التى عاشت المأساة تخلى عنها الأهل والجيران والناس حتى لا نجلب لهم المشاكل من أمن الدولة وكنت دائما أشعر بالضعف بسبب استقواء الأولاد بآبائهم.
وأضافت لم يكن لأبى دخل ثابت أو معاش وكان جدى بيصرف علينا وعلى أولاده المعتقلين وفى أحد الأيام أتى شخص لجدى وقاله "ممكن يطلع لحياة معاش الشئون"وبالفعل ذهبت أمى للشئون التابعة لأبى زعبل فطلبت من ماما ورق من وزارة الزراعة ومن وزارة الرى علشان يثبت أنه لا يملك أرضا وطلبت ورقًا كثيرًا جدًا وبعدها قالت إن المعاش 11جنيها من الشئون.
وتابعت أنه تم اعتقال خالى وعمى وتخريب شقتنا وشقة خالى.
وأخذهما أمن الدولة دون أن يعلم أحد لماذا أخذوا وهم أيضا لا يعرفون عن أبى شيئًا.
وأشارت إلى أن والدتى ذهبت فى أحد الأيام لعمل تظلم كى تتمكن من استخراج تصريح لزيارة خالى فى سجن الاستقبال.
فوجدت المحامى وسألته "هو إيه اللى حصل مع محمد"
فقالها "ياه هو أنت متعرفيش ده أخد إعدام" كأنه يخبرها خبرًا سعيدًا.
وأكدت أنهم لم يعرفوا مكان أبى إلا بعد صدور حكم الإعدام.
ثم أخبر المحامى جدى بأن أبى ذهب إلى سجن" مرسى مطروح الحربى " وأن الزيارة خميس وجمعة.
وتابعت أنه فى الزيارة الثانية لم تستطع والدتى الذهاب لأنها رزقت بى وقد سمّونى "حياة"
وقد أخبرهم أبى أنه كان سيرحّل فى هذا اليوم ولكنهم لم يجدوا طيرانًا لنقله إلى القاهرة، وأخبره جدى أنه سوف تأتى إليه كل من (أمى وعمتى وأنا)الجمعة القادمة، وفى هذه الفترة قدّم جدى التماسًا إلى (زكريا عزمى_وعاطف صدقى _ومبارك) ولكن رفضت كل هذه الالتماسات.
وأضافت حياة أنه بالفعل ذهب كل من أمى وأنا وجدتى وجدى وعمتى إلى سجن مرسى مطروح وكان فى هذا اليوم عمرى 12 يومًا، وطلب العسكرى من جدى أن يذهب إلى النيابة العامة فى مرسى مطروح لختم التصريح ثانية، وقام بتقديم التصريح للمجند فأخبره :"آسف يا حج ابنك مش موجود هنا" فصرخ جدى"لما هو مش موجود مقولتليش من ساعة لما جيت ليه" قاله :أنا معرفش حاجة روح النيابة العسكرية واسألهم.
فذهب جدى وسألهم قالوا: اسأل عنه فى 3 أماكن إما مصلحة السجون أو سجن الاستئناف أو المدعى العسكرى وذهب إلى سجن الاستئناف ومعه التصريح وبيسأل الضابط وقاله"يا بنى أنا بسأل عن ابنى هنا وأهو التصريح"فرد عليه الضابط "ياه يا حج ده لسه طالع أمامك على المشرحة دلوقتى فى العربية اللى كانت موجودة"فذهب جدى إلى المشرحة وهو يصرخ فطلب جدى ان يراه ليتأكد أنه هو فقال الضابط لجدى "هو أنت لوحدك يا حج"فقال جدى "أيوه يا بنى عندى ولدين معتقلين والثالث قضى فيه أمر الله"ثم قام جدى وغسله وكفنه وصلى عليه ثم استدعوا القوات لنقل أبى إلى إن دفن فى المقابر.
وأشارت حياة إلى أن المصيبة ليست "وفاة أبى"بل أيضا اعتقلوا خالى واثنين من أعمامى وظلوا 13 سنة فى سجون مبارك، وقد مات جدى حزنًا على أولاده الثلاثة.
وفى نهاية حديثها لـ "المصريون" أريد أن أخبرك رغم كل هذه السنين التى مضت لم يعرف أحد هذا الكلام وهذه أيضا من ضمن المصاعب أن تعيش فى مجتمع تخاف أن تخبر أحدًا بما لديك خوفًا من أن يبتعدوا عنك أو يظنوا بأنى ممكن أن أجلب لهم المشكلات لدرجة أننى كنت أخاف أن أقدم شهادة وفاة أبى فى المدرسة خوفًا أن أعامل بأن أبى إرهابى.
اخبار يوم بيوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى