أثارت إزالة قوات الأمن لرسوم الجرافيتى من على جدران شارع محمد محمود والجامعة الأمريكية بوسط البلد فجر الأربعاء موجة عارمة من الغضب فى أوساط النشطاء السياسيين والحركات الثورية، معتبرين ذلك محواً لمرحلة تاريخية مهمة من حياة مصر توثق مراحل الثورة، حيث قامت قوات الأمن المركزى بإزالة رسومات الجرافيتى المتواجدة على جدران محمد محمود، الذى كان مغطى بأكمله برسومات الجرافيتى.
وسادت حالة من الغضب والسخط الشديد للنشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعية "فيس بوك" و"تويتر"، ووصف العديد منهم أن مسح رسوم الجرافيتى عودة لنظام المخلوع مبارك، وطمس لجميع ملامح الثورة واحتلال الداخلية لميدان التحرير.
ودشن نشطاء على موقع التدوين القصير "تويتر" هاش تاج يحمل اسم "محمد محمود"، وذلك ليتداولوا عليها ذكريات ما تعرض له الثوار فى الشارع.
حيث قالت الناشطة السياسية سالى توما، "محمد محمود يعنى ثوار أحرار هنكمل المشوار.. تاهت أصواتنا فى صناديق برلمان داسو بيه على أجسادنا.. وصندوق ثورتنا اتقفل على شهيدنا.
وقالت فى تغريدة أخرى، "محمد محمود يعنى عيون الحرية.. أبطال ضلمة عيونهم نورت روحى وغيرت كل ما فيه"، وأضافت "محمد محمود يعنى موتوسيكلات الإسعاف والأبطال اللى بينقذوا المحاربين الشجعان، يعنى علم مينا دانيال صامد على الجبهة أيام.. دليلى وطريقى للحرية".
وأضاف الشاعر تميم البرغوثى: "محمد محمود يعنى الشارع اللى اصطفى، وقصر الإمارة لم ملوك قليلة الرباية ركبوا واتركبوا".
فى حين قال ناشط آخر، "محمد محمود يعنى الشباب اللى بتخاف عليهم وهما داخلين ع الضرب إيديهم ف إيدين بعض وتروح المشرحة تلاقيهم فى تلت تلاجات جنب بعض".
يذكر أن شارع "محمد محمود" شاهد على الثورة من أول يوم لآخر يوم لتعرضه للكثير من الأحداث كانت بدايتها فى المواجهات التى تمت بين قوات الأمن والمتظاهرين منذ اندلاع ثورة 25 يناير، فكان أولها فى اليوم نفسه الذى اندلعت فيه الثورة، وأسفرت عن جرح نحو 150 شخصاً، ووفاة اثنين.
واستمرت الموجهات لمدة ثلاثة أيام حتى يوم جمعة الغضب، وسقط نحو 70 قتيلاً فى ذلك اليوم "28 يناير الماضى"، لاسيما بعد اعتلاء قناصة وزارة الداخلية أسطح البنايات المطلة عليه، وخاصة الجامعة الأمريكية، وأطلقوا الرصاص على المحتجين ضد نظام حكم الرئيس السابق حسنى مبارك ثم شهد الشارع مواجهات مماثلة، حيث اندلعت احتجاجات واسعة بين قوات الأمن والمحتجين على إثر استخدام الشرطة العنف ضد مجموعة من أسر القتلى والمصابين، أثناء احتفال أقيم فى مسرح البالون فى حى العجوزة القريب من ميدان التحرير، فانتفض الآلاف من الشباب للدفاع عن أسر القتلى والمصابين، ووقع شىء ما يشبه حرب الشوارع مع قوات الأمن على مدار يومين، سقط فيها مصابين ولكن من دون سقوط وفيات.
ثم وقعت مواجهات أخرى فى الشارع نفسه، فى ما سمى بـ"أحداث السفارة الإسرائيلية"، أثناء جمعة تصحيح المسار فى 9 سبتمبر 2011، ولكنها لم تكن فى عنف الموجهات السابقة، لاسيما بعدما أخلت قوات الأمن الشارع، وتركته مفتوحاً أمام المتظاهرين، الذين وصلوا إلى أبواب وزارة الداخلية، وتظاهروا أمامها، بل وأسقطوا اللافتة الموضوعة على واجهتها.
وكانت آخر الأحداث التى حدثت يوم 19 نوفمبر 2011 والتى أسفرت عن سقوط 43 قتيلاً وأكثر من أربعة الاف مصاب، وذلك احتجاجاً على فض اعتصام مصابى الثورة بالقوة صبيحة ذلك اليوم، واحتجاجاً على استمرار حكم المجلس العسكرى للبلاد، والتباطؤ فى تسليم السلطة للمدنيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى