كان صباح هذا اليوم مختلف نوعاً ما فاليوم أجازة واليوم عيد إنتصار .. اليوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981، إستيقظت متأخراً بعض الشيئ على صوت المعلق العسكري يعلّق على العرض الذي يحضره الرئيس، لم يكن في التلفزيون مايشجّع فالعرض وبرغم إبهاره إلا أنه كان متكرراً وطويلاً وأصبح مملاً بعض الشيئ، ليس فقط العرض هو الممل، ولكن السادات أيضاً قد أصبح مملاً لكثير من المصريين في هذه المرحلة التي لم يعد يتذكرها الكثير، كان السادات قد وصل لمرحلة تتسع فيها الفجوة بينه وبين شعبه بشكل كبير، وأصبحت تصرفاته وعنايته بنفسه وخطاباته وقراراته تشير إلى أن الرجل قد قارب لمرحلة تشبه جنون العظمة، فمصر هو وهو مصر، أما الشعب فهو شعبي ووصف شعبي هنا كانت تعني المِلكية أكثر منها الإنتماء، كرر السادت عبارة شعبي في مؤتمره الصحفي العالمي في ميت أبو الكوم في 10 سبتمبر عشرين مرة، ويقول هيكل عن تلك الفترة في كتابه خريف الغضب أن دائرة من كان يتصل بهم السادات قد ضاقت وإنحصرت فيما من كانوا على إستعداد لأن يقولوا له مايرغب في سماعه، وأصبح يصدق مايقدم له من نتائج إستفتاءات ويصر على أن أكثر من 99 في المائة من المصريين يؤيدون سياسته، وأن احد لايعارضه إلا قلة من الأرذال والمنحرفين، كان الشعب يرى في السادات تلك الفترة أنه حاكم خيالي يعيش في واد والشعب في واد آخر، حاكم أعمته الصحافة بالإشادة فهو المعجزة وهومحرر العبيد فتكبر وطغى وحتى عندما أراد أن يتحدث للشباب عن مشاكل الشباب في فترة حرجة عقب إعتقالات سبتمبر لم يتحدث عن إلا عن نفسه وإنجازاته وذاته وتجاربه وكأن لا شيئ في مصر أو العالم إلا أنور السادات، أصبح المصريون يرون السادات أنه فرعون مصر الحديث وتراه الجماعات الإسلامية التي نشطت في تلك الفترة أنه الطاغوت
لم يكن في العرض العسكري على شاشة التلفزيون مايُشجّع، كنت وقتها في الصف الأول الثانوي أتحرك هنا وهناك أجلس دقائق أشاهد التلفزيون ثم أبتعد لأعمال أخرى، وبينما إنقطع صوت التلفزيون في الثانية عشر وأربعون دقيقة أسمع صوت شقيقي الأكبر ينتفض وهو يقول: إيه ده الإرسال إتقطع .. فيه ضرب نار في العرض العسكري، هرولت على التلفزيون مقطوع الإرسال ولا أعرف ماذا حدث ولا هو ولكن يبدو أن هناك شغباً، لم يكن يتوقع أحد أن تتطور الأمور لتصل إلى أقصاها، كان التلفزيون يعرض وقتها أغاني وطنية، في الإذاعة لم يكن هناك مايفسر مايحدث، إلا عندما أذاع راديو مونت موجز أنباء الحادية عشر بتوقيت جرينتش الواحدة ظهراً بتوقيت القاهرة، عندما أعلن المذيع أن إطلاق رصاص حدث أثناء العرض العسكري الذي يحضره السادات وقد أفادت أنباء بأن الرئيس السادات قد وافته المنية وسنوالي تقديم مايستجد من أنباء تباعاً، وقع الخبر على الجميع كالصدمة، لاتصدق أذاننا مانسمع فلم يكن يتوقع أحد أن تتطور الأمور لهذه النتيجة، في الثانية والنصف أذاع الردايو المصري خبراً أنه حدث إطلاق بعض الأعيرة النارية خلال العرض العسكري وقد غادر السادات ساحة العرض العسكري وكل من نائبه حسني مبارك ووزير الدفاع
قصة إغتيال السادات كانت مثل كل مايتم بصلة للسادات مثيرة صادمة جريئة مفاجئة، تفاصيلها أقرب ماتكون فيلم سينمائي، ولن يستطيع المشاهد رغم حبكته إلا أن يعتبره من كلاسيكيات حسن الإمام التي تلعب فيه الصدفة دوراً كبيراً في أحداثه فيبتعد عن الواقعية، ولكن أحياناً يكون الواقع أبعد كثيراً من الخيال وهو ماتوفر في عملية إغتيال السادات، لقد كان سيناريو عملية الإغتيال مثيراً وإستغرق مدة أربعون ثانية فقط لاغير وعندما أعاد الجناة تمثيل جريمة الإغتيال لم يفلحوا أن يقدموها في نفس المدة الزمنية
خالد الإسلامبولي بعدما فتح باب السيارة وقفز خارجها ملقياً القنبلة الأولى
خالد الإسلامبولي عائداً للسيارة ليأخذ من على كرسيه سلاحه الآلي بينما يبدأ عبد الحميد عبد السلام القفز من السيارة والرقيب حسين عباس يطلق الرصاص في إتجاه السادات
في الساعة الثانية عشر وتسعة وثلاثون دقيقة ونصف وبينما كانت طائرات الفانتوم تقوم بإستعراضتها بالأدخنة الملونة كانت العيون كلها متجهة لأعلى، كان طابور المدفعية على أرض الإستعراض يتحرك بمهل أمام المنصة بعربات مدفعية تجر كل عربة خلفها مدفع، وعلى سطح كل عربة ثلاثة جنود وبداخل العربة السائق وقائد العربة، في تلك اللحظة أمر خالد سائق العربة الذي لايعلم شيئا عن عملية الإغتيال بأن يوقف العربة، فإمتثل السائق للأمر وكان في مخطط خالد أن يشدّ فرامل اليد في حالة عدم إمتثال السائق للأمر، كان إتجاه السيارات ناحية الشرق من ناحية نادي السكة في إتجاه رابعة العدوية، فيصبح باب خالد الجالس بجوار السائق مقابل المنصة بينما السائق في مقابلة النصب التذكاري، قفز خالد خارج السيارة وتقدم خطوة للأمام متخذ وضع ثبات قذف خلاله القنبلة الأولى التي إنفجرت أمام المنصة، ثم عاد وإستدار للعربة ليسحب خالد بندقيته الآلية متجهاً ناحية منتصف المنصة، في الوقت الذي قفز فيه عبد الحميد عبد السلام من السيارة بسلاحه متجهاً على يمين خالد الإسلامبولي، قفز عطا طايل حميدة من السيارة حاملاً سلاحه الآلي في إتجاه يسار خالد بعدما قذف قنبلة من أعلى السيارة إنفجرت في منتصف المسافة، ثمر رمى خالد قنبلة ثالثة لم تنفجر أحدثت دخاناً فقط قبلما يقذف عبد الحميد القنبلة الرابعة على المنصة وهو متجه لها، كان هناك القناص حسين عباس على سطح العربة الذي أطلق عدة طلقات من سلاحه في منتصف المنصة تماماً والتي وجدت السادات وحيداً واقفاً غير مصدق لما حدث بينما كان إنبطح الجميع أرضاً، ثم قفز هو الرابع منطلقاً ناحية المنصة
الإسلامبولي يتقدم في إتجاه منتصف المنصة بينما سبقه على اليمين عبد الحميد عبد السلام ليستطيع أن يتمكن من الوصول للسادات
الثلاثي يهاجم المنصة .. خالد في المنتصف وعلى يمينه عبد الحميد عبد السلام وعلى يساره عطا طايل
اللحظات الأخيرة قبل مغادرة المنصة
إتجه عبد الحميد عبد السلام ناحية يمين المنصة ليتمكن من السادات ويُقال أنه وجد حسني مبارك فأمره بالإبتعاد قائلاً: إحنا مش عايزنك إنت إحنا عايزين الفرعون، وأشك في الرواية حيث كان يجلس مبارك على يمين السادات، كان سلاح خالد في منتصف المنصة على سورها محاولاً إكتشاف موقع السادات ويُقال أنه وجد في مواجهته المشير أبو غزالة فطلب منه الإبتعاد قائلاً: إبعد إنت، بعد ثلاثة طلقات فقط حدث عطل في سلاح خالد فإستبدل خالد سلاحه بسلاح عطا طايل في الوقت الذي كان فيه الرقيب متطوع القناص حسين عباس قد قفز من أعلى السيارة ليلحق بالثلاثة، حاول عطا طايل الهروب من يسار خالد في إتجاه منطقة رابعة العدوية ولكن رصاصة من داخل المنصة أصابته، في الوقت الذي إقترب حسين عباس من المنصة فإستدار خالد ليأخذ منه سلاحه طالباً منه الفرار، وبالفعل فر حسين عباس من أرض العرض وسط الفوضى العارمة دون سلاح، رصاصتين أصابتا عبد الحميد عبد السلام من داخل المنصة ولكن مازلا لديهما قدرة على الحركة السريعة، وبعدما تأكد الثلاثة من مقتل السادات وقبل أن يفروا في إتجاه رابعة العدوية تم إصابتهم وسقوطهم على بعد 75 من أرض المنصة برصاص المخابرات الحربية، والملاحظ أن ثلاثتهم لم يتبادلوا معهم إطلاق النار بالرغم من وجود أسلحة بذخيرة معهم، أما حسين عباس فقد إختفى من أرض العرض متجهاً إلى شارع صلاح سالم حيث أوقف تاكسي وإتجه إلى منطقة الألف مسكن وكأنه لم يفعل شيئاً، في الثامنة والنصف مساء أذاع مُبارك بياناً قصيراً ينعي فيه وفاة السادات
هذا كان سيناريو حادث المنصة المثير ولكن السيناريو الأقوى والأكثر إثارة كان في الأيام التي سبقت الحادث، أعدت قراءة ملف الإغتيال وتوقفت عن بعض النقاط
النقطة الأولى هناك ثلاثة تواريخ هامة ترتبط بعملية الإغتيال، أقدمهم قبل الإغتيال بثلاثة وثلاثين يوماً وبالتحديد في 3 سبتمبر عندما صدرت قرارات إعتقالات سبتمبر الشهيرة التي أُعتقل بمقتضاها كل معارضي السادات من كافة التيارات والإتجاهات مما يدل على أن القيادة السياسية قد قد فقدت رشدها تماماً وبعصبية شديدة، معروف أن السلطة أو النظام عندما يهاجم المعارضة فإنه يركز إهتمامه على تيار بذاته سواء كان تيار ديني أو إشتراكي أو وفدي، ولكن أن يواجه كل التيارات السياسية في ذات الوقت وبالإعتقال فلاشك بأن ذلك دليل على غياب الرؤية السياسية لما قد تؤول إليه الأمور، في هذا اليوم صدرت قرارات بإعتقال كافة القوى المعارضة فكان هناك فؤاد سراج الدين سكرتير حزب الوفد الجديد والصحفي محمد حسنين هيكل والبابا شنودة ومرشد الإخوان عمر التلمساني، وفتحي رضوان وزير الإرشاد الأسبق ومحمد فائق وزير الإعلام الأسبق في عهد عبد الناصر، وحلمي مراد أمين حزب العمل، والشيخ كشك والشيخ المحلاوي، وفؤاد مرسي وجلال رجب من حزب التجمع، وميلاد حنا وصلاح عيسى وحمدين صباحي وحسين عبد الرزق، ومن السيدات نوال السعداوي وصافي ناز كاظم وفريدة النقاش ولطيفة الزيات، وكان هناك إسم محشوراً بين قائمة بها أكثر من الف ونصف ألف إسم لم يلتفت له أحد ولم يعيره أحد إنتباها وهو محمد أحمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد
ثم يأتي التاريخ الثاني الذي أعقبه بيومين وبالتحديد في 5 سبتمبر 1981 عندما ألقى السادات خطابه الشهير أمام مجلسي الشعب والشورى والذي كان خطاباً معظمه إرتجالياً بدا فيه السادات وهو في قمة الغضب والتوتر والثورة على معارضيه فأخذ يكيل لهم من الصفات السيئة والتوبيخ والإهانات الكثير، مما إعتبره الكثيرين بداية نهايته فقال مصطفى أمين تعقيباً على جملة لن أرحم بعد الآن: السادت كتب في هذا اليوم شهادة وفاته بيده، أشعل هذا الخطاب العنيف والغاضب غضباً مكتوماً في نفوس كثير من المصريين وكان من بينهم أربعة أشخاص هم الملازم أول العامل بسلاح المدفعية خالد الإسلامبولي 24 سنة، والظابط المستقيل من الخدمة عبد الحميد عبد السلام 29 سنة الذي كان متزوجاً من شقيقة زوج شقيقة خالد الإسلامبولي ويقطن بنفس المبنى الذي تقطن فيه شقيقة خالد والذي يقيم عندها خالد في شارع عبد الحميد أبو هيف بمصر الجديدة، والظابط إحتياط مهندس عطا طايل حميدة 27 سنة، والرقيب حسين عباس 28 سنة أحد أبطال الرماية على مستوى الجمهورية
أما التاريخ الثالث في يوم 28 سبتمبر قبل حادث المنصة بثمانية أيام عندما ذهب السادات مدينة المنصورة ليزور مصنع سماد اليوريا في مدينة طلخا، لقد شاهدت السادات حقيقة على الواقع في هذا اليوم ولم تكن تلك المرة الأولى التي أشاهده فيها، كان السادات يبدو في هذا اليوم شاحباً مثقلاً بالهموم والمشاكل علمت بعدها أنه كان هناك مخطط لإغتياله من قبل جماعة الجهاد بقيادة المقدم عبود الزمر في محطة القطار بالمنصورة، حيث يصل السادات من القاهرة للمنصورة بالقطار فيتم إغتياله من وسط الحشود المنتظرة وهو ينتقل من القطار للسيارة ووقتها تم كشف المحاولة والقبض على أفرادها الخمسة فيما إستطاع عبود الزمر الهرب
النقطة الثانية الصدفة والقدر في ملف الإغتيال كانت بارزة بشكل كبير، فخالد الإسلامبولي المتهم الأول وأحد الأربعة الذين إشتركوا في التنفيذ، لم يكن حتى يوم الأربعاء 23 سبتمبر أي قبل الحادث بثلاثة عشر يوماً لديه أي نية لقتل السادات، عندما تم إستدعاء خالد إلى مكتب قائده المباشر حيث أخبره القائد بصعوبة موافقته على الأجازة السنوية المقدمة له من خالد سابقاً في الفترة من 25 سبتمبر وحتى مابعد عيد الأضحى وذلك لتغيب النقيب عبد الرحمن سليمان المكلف بالإشتراك في العرض العسكري لمرض زوجته الشديد وإستبداله بخالد الذي شارك مرتين سابقتين بالعرض العسكري، كانت تلك الصدفة قدرية لتظهر بوادر فكرة الإغتيال بأرض العرض العسكري، لاشك أن القدر كان له دور كبير في إتمام العملية ، فمن أين يأتي خالد بأشخاص ثقة في ذلك الوقت الضيق ليعدهم للمشاركة في الإغتيال، فمن المعروف أن خالد لم يكن قد عرف أو قابل عطا طايل ولا حسين عباس المشتركين معه في العملية قبل إسبوع من تنفيذها، ومن أين يأتي بالسلاح والذخيرة، وكيف يستطيع أن يدخل شركاؤه طابور العرض، وكيف يستطيع أن يمر من مراحل التفتيش المختلفة، لم يكن أشد المتفائلين منهم يعتقد بنجاح العملية، يقول خالد أن نسبة نجاح العملية عندما قفز من السيارة قاذفاً الفنبلة الأولى على المنصة من على بعد 30 متر كانت لديه صفر في المائة وكان كلما يتقدم نحو المنصة بسلاحه الآلي كانت تزيد نسبة النجاح وهو غير مصدق أنه لم يتصدى له أحد، حتى وصلت النسبة لمائة في المائة وهو أمام المنصة
كثير من الأمور القدرية حدثت ليتم نجاح عملية الإغتيال، فالسادات لم يكن يرتدي القميص الواقي، والسادات عند بداية الهجوم إنتفض واقفاً بينما إنبطح الجميع أرضاً ليسهل مهمة حسين عباس في إلتقاطه بسلاحه، والتفتيش العسكري على الجنود كان من نصيب كل ظابط في مجموعته فكان من نصيب خالد تفتيش مجموعته التي هي أساساً مُكلّفة بالإغتيال، والظابط جرجاوي المكلف بالتفتيش من قبل المخابرات الحربية قبل ساعات من بداية العرض إكتفى بعّد إبر ضرب النار المسحوبة من الأسلحة المستخدمة حيث لايعمل السلاح بدونها، والتي لم يتم سحبها من أسلحة المشاركين الثلاثة وقد إستكملها خالد بثلاث إبر أخرى تم الحصول عليها بنفس طريقة حصوله على الذخيرة والقنابل، والتفتيش من الحرس الجمهوري قبل الدخول لأرض العرض كان من خلال ظابط لم يرتجل من الموتسيكل الخاص به وإكتفى بالنظر إلى خزنة السلاح الخاص بالطاقم المجاور لخالد، ثم إنطلق دون أن يطلب من طاقم سيارة خالد الكشف أيضا عن أسلحتهم، كذلك المكلف بحراسة الرئيس من الأمام ويمكن أن نرى المقعد الخاص به بوضوح أمام المنصة خال بعدما طلب السادات أن ينتقل للخلف وذلك حيث أنه رأى أن ظهور الحارس في هذا الموقع أمام الكاميرات غير مناسب، وخصوصاً أن إحتمال حدوث أي محاولات سوف يكون من خلف المنصة التي شهدت حراسة غير عادية
النقطة الثالثة التي إسترعت إنتباهي في سيناريو مقتل السادات هو الرائد مكرم عبد العال ، هذا الرجل كارثة قدرية ساقها القدر لتكون شريكاً قدرياً أساسياً في سيناريو إغتيال السادات دون أن يدري أو يعلم شيئاً، فبدون هذا الرجل لم يكن لهذا السيناريو أن يبدأ من الأساس، قبل حادثة مقتل السادات بعدة أشهر كانت إتجاهات خالد الدينية تجعله في زيارة للمساجد السُنّية التي يكثر فيها من يعتنقون فكر الجهاد، وحيث أن تلك المواقع كانت مراقبة بشدة من الجهات الأمنية فلفت نظرهم وجود خالد الإسلامبولي، وبالتحري تبين أنه ظابط عامل بالقوات المسلحة فرُفع الأمر للمخابرات العسكرية للتحقيق معه، لم يكتشف الرائد المخابرات مايدين خالد سوى بعض ميوله الدينية ولا أكثر من ذلك، فتركه يرحل بعدما نصحه بالإبتعاد عن تلك الشبهات نظراً لموقعه داخل القوات المسلحة، وكما يقول عادل حمودة في كتابه إغتيال رئيس عن تقرير من المخابرات الحربية أن الرائد قام بكتابة تعليق أسفل التحقيق يراعى عدم إشتراكه في العرض العسكري، تلك التأشيرة التي لم يتذكرها قائد خالد المباشر الرائد مكرم عبد العال، الرائد مكرم عبد العال الذي كان يعلم بأن الشرطة قد إعتقلت محمد شقيق خالد الإسلامبولي في ضمن إعتقالات 3 سبتمبر 1981، الرائد مكرم الذي أصر على إلغاء أجازة خالد السنوية وإشتراكه في العرض العسكري، الرائد مكرم عبد العال الذي لم يهتم بغياب بعض جنود مجموعة الظابط خالد الإسلامبولي، ولم يهتم بأن يعرف من أين سوف يحضر خالد جنود آخرين عندما طلب من خالد أن يتصرف ويحل المشكلة عقب علمه بغياب بعض الجنود في مجموعته، الرائد مكرم عبد العال الذي لم يحاول أن يتأكد من هوية الجنود الملحقين على وحدته من وحدة أخرى للمشاركة في العرض، فلم يكن حتى لخطابات الإلحاق المزورة التي أعدها خالد مسبقاً وأعطاها للجنود المزيفين زملاؤه عبد الحميد وعطا وحسين أي داع فلم يطلبها منهم أحد، في قضية الإغتيال تتبعت الرائد مكرم ضمن الأحداث لأكتشف أنه تم التحقيق مع ستة من القادة في سلاح المدفعية كان بينهم الرائد مكرم عبد العال تم تبرئتهم جميعاً فيما عدا الرائد مكرم عبد العال الذي تم إعفائه من الخدمة العسكرية وتسريحه من الجيش وقد أصيب بإنهيار عصبي
لم يكن فقط الرائد مكرم الذي أصيب بإنهيار عصبي ولكن العجيب والفريد وحسب التقرير الطبي الموقع من 11 طبيب من أكبر أطباء مستشفى المعادي، أن السبب الرئيسي لوفاة السادات كان نتيجة لصدمة عصبية شديدة قبل أن يذكر أسباب أخرى منها نزيف داخلي بتجويف الصدر وتهتك بالرئة اليسرى، ياالله لقد مات السادات أولاً نتيجة صدمة عصبية شديدة من هول المفاجأة عليه .. ومن رحمة الله أنه مات لأن السادات لو كان قد نجا .. لم يكن يدري أحد ماذا يمكن أن يحيط بالبلاد أوماذا يمكن أن يفعل السادات
المصدر :Late Night Stories حكاوى آخر الليل
اليكم باقى الصور :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى