شيع الآلاف فى محافظات الشرقية والغربية وبنى سويف والمنوفية جنازات ضحايا حادث انقلاب سيارة الأمن المركزى بسيناء، الثلاثاء، ففى الشرقية ودعت المحافظة 8 من أبنائها هم كل من المجند أحمد عبدالله السيد عطوة، من الزقازيق، والمجند عبدالرحمن أبوالعزايم، من بحر البقر بالحسينية، وإسلام غازى عبدالعظيم غازى، من مركز ديرب نجم، ومحمد فرحات سالم، ورضا إبراهيم إبراهيم أحمد، من مركز بلبيس، وإسماعيل السيد عبدالرحمن، من مركز ههيا، ومحمد أحمد يوسف، من مشتول السوق، ووليد السباعى محمد، من فاقوس.
وسادت حالة من الحزن أهالى قرية أنشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس، واتشحت القرية بالسواد حزناً على المجند رضا إبراهيم جمعة «22 سنة»، الذى استشهد قبل زفافه بـ5 أيام، وأقيمت صلاة الجنازة بمسجد عمرو بن العاص، وأدى الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة الصلاة عليه، وقال والده: «كان من المقرر عقد زفاف نجله الشهيد يوم الأحد المقبل إلا أن القدر شاء أن يلقى ربه»، وتابع الأب قائلاً فى نبرة حسرة: «كنت مستنى أزف ابنى بعد أسبوع ودلوقتى بزفه للجنة».
وفى حى أبوبكر بمدينة بلبيس، انتظر المئات من أبناء المدينة جثمان الشهيد محمد فرحان سالم، أمام مركز شرطة بلبيس، بعدما علموا بخبر استشهاده من مأمور المركز فى الواحدة والنصف من صباح الثلاثاء، وقضوا ليلتهم فى الشارع حتى تسلموا الجثة، وشيع إلى مثواه الأخير بعد صلاة الجنازة بمسجد أبوبكر الصديق.
وقال «سالم»، شقيق الشهيد الأصغر، إن شقيقه اتصل به تليفونياً قبل الحادث بساعتين ليطمئن على الأسرة وزوجته وطفليه، وظل يوصيه بهم.
وشيع أهالى كفر النمر بمركز الزقازيق جثمان أحمد عبدالله السيد عطوة، فى الربعة فجراً، وتم أداء صلاة الجنازة عليه، وخرجت الجنازة فى مشهد مهيب سيطر فيه البكاء على الرجال قبل النساء، وانطلقت الزغاريد من والدته وعماته، ويقول والده عبدالله السيد عطوة، ضابط بالقوات المسلحة بالمعاش، إن نجله التحق بالخدمة العسكرية منذ شهر يونيو الماضى وأول إجازة بعد فترة التدريب كانت منذ 10 أيام بعدها سافر، «وقال لنا إن أمامى سفراً طويلاً بسبب الظروف التى نمر بها فى سيناء».
وقالت والدته حميدة عبدالعزيز طنطاوى «50 عاماً»: «هاتوحشنى يا عريس»، وقال صديقه أحمد سامح إن «أحمد» كان محبوباً بين زملائه، شجاعاً، وعندما ذهبنا معه يوم سماع اسمه فى التجنيد قال لنا: «اسمعوا أنا هاموت شهيد إن شاء الله لكن فين وإزاى معرفش».
وفى قرية قرموط وصهبرة وصل جثمان إسلام غازى عبدالعظيم بعد صلاة الفجر، وقال شقيقه «أشرف» إن هذه أول إجازة لشقيقه بعد التحاقه بالخدمة العسكرية منذ شهرين، وأضاف: «علمنا الخبر من أحد زملائه، والذى كان معه فى السيارة، حيث اتصل بنا وقال البقاء لله إسلام توفى وأنا مصاب بمستشفى العجوزة».
وشيع أهالى قرية السلمون التابعة لمركز ههيا، جنازة إسماعيل السيد عبدالرحمن، وعم الحزن أنحاء القرية وحرص الأهالى على المشاركة فى الجنازة والصلاة على الشهيد وإلقاء نظرة الوداع عليه، شارك فى الجنازة اللواء هشام البيه، مساعد مدير الأمن، وأطلقت القوات 21 طلقة فى الهواء بعد أن وارى المشيعون جثمان الفقيد الثرى.
واصطف الأهالى لتعزية الحاج السيد، والد الشهيد، الذى لم يفارق شفتيه قول: «إنا لله وإنا اليه راجعون». و«ربنا يتولاه» وقال لـ«المصرى اليوم»: «ابنى إسماعيل عمره 19 عاماً، حاصل على الشهادة الإعدادية، ولم يكمل تعليمه لأنه أراد أن يساعدنى فى الفلاحة، فهو أصغر أولادى السبعة، وآخر اتصال به كان يوم الخميس عندما اتصل بى، وقال لى أنا نازل يوم الاثنين واعملوا حسابكم سنحصد الأرز يوم الثلاثاء، لكن يوم الثلاثاء كان يوم دفنه وجنازته».
وفى الغربية، اتشحت 6 قرى بالسواد حزنا على استشهاد 6 من أبنائها وانتظر الآلاف بالساعات وصول جثامين الشهداء لتشييعها إلى مثواها الأخير بعد إقامة جنازة عسكرية لهم أمام مسجد الشيخة صباح بطنطا بحضور المحافظ المستشار محمد عبدالقادر واللواء صالح المصرى، مدير الأمن.
كان اللواء صالح المصرى، مدير أمن الغربية، قد تلقى إخطاراً من وزارة الداخلية يفيد باستشهاد 6 جنود أمن مركزى من أبناء المحافظة هم السيد رمضان، مقيم بقرية العتوة التابعة لمركز قطور، ومحمد عبدالله المشد، من قرية صالحجر التابعة لمركز بسيون، وزياد نور الدين محمد، مقيم بقرية فيشا سليم، التابعة لمركز طنطا، وهشام عبدالله أحمد، مقيم بقرية أكوا الحصة التابعة لمركز كفر الزيات، وأحمد يسرى دويدار، مقيم بقرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور، واستقبل الأهالى جثامين ذويهم بالعويل والبكاء الشديد، وسادت حالة من الغضب بينهم، مطالبين بالتحقيق فى الحادث.
وتقدم صلاة الجنازة اللواء صالح المصرى، مدير الأمن، وقام المحافظ المستشار محمد عبدالقادر بمحاولة لتهدئة أهالى الضحايا الثائرين، وبعد أداء الجنازة العسكرية قام الأهالى بنقل كل جثمان إلى قريته بالمحافظة لدفنه بمسقط رأسه.
وفى المنوفية، شيعت قرية ساقية أبوشعرة بمركز أشمون جثمان الشهيد جمال صبحى نصر، فجر الثلاثاء، وتم دفنه بمدافن الأسرة بحضور عدد من قيادات الأمن التابعة لمركز أشمون وقيادات من الأمن المركزى بالمحافظة والآلاف من أبناء القرية.
وأكدت شقيقته «رباب» أن شقيقها كان فى إجازة لحضور فرح شقيقته هناء الخميس الماضى، وكان ينزل إجازة كل شهر 15 يوماً وكان يشعر بأن الموت فى انتظاره، حيث أوصى والدته فى آخر إجازة بأن تقوم بدفنه إلى جوار جده.
وأكد والده صبحى نصر «55 سنة»، فلاح، أنه تلقى من نجله آخر اتصال يوم الاثنين الماضى الساعة الواحدة صباحاً للاطمئنان على وصوله إلى خدمته بسيناء، وتلقى نبأ وفاته من أحد أصدقائه، وجاءت إشارة من مركز أشمون الساعة الثامنة مساء الثلاثاء مع أصدقائه ومقدم من الشرطة من القاهرة.
وفى بنى سويف شيعت فى موكب مهيب فى ساعة متاخرة، مساء الاثنين، جنازة الشهيد مجند مصطفى عزمى عبدالعظيم محمود «21 سنة» بمقابر أسرته بقرية بياض العرب.
وتقدم الجنازة مندوب من القوات المسلحة النقيب محمد عودة، والذى أحضر الجثمان من القاهرة فى سيارة تابعة للقوات المسلحة وسلم الجثمان إلى أسرته فى حضور النقيب أحمد مشرف، معاون مباحث مركز بنى سويف، وقبل صلاة الجنازة طلب عم الشهيد من الشقيق الأكبر محمد التحقق من جثمان نجلهم الشهيد وقام محمد الشهيد الأكبر برفع غطاء الكفن وتحقق من وجه شقيقه. وقال محمد الشقيق الأكبر «34 سنة»، حاصل على دبلوم ويعمل فى مطعم بمدينة بنى سويف، إن شقيقه الشهيد كان فى إجازة حتى يوم الجمعة الماضى وسافر إلى وحدته العسكرية بمنطقة رفح بعد أن قضى معهم 10 أيام.
وقال «محمود»، الشقيق الأوسط للشهيد، إن مصطفى اتصل السبت الماضى بوالدته عبر المحمول وطلب منها الدعاء له، وقال لها «أرجو أن تسامحينى يا أمى»، فقالت له: «مسامحاك يا ابنى وقلبى تعبنى عليك»، وأضاف «والدتى اتصلت به وقت الحادث إلا أن تليفونه المحمول كان خارج نطاق الخدمة وعاودت الاتصال بصديقه الذى استشهد معه إلا أنه لم يرد هو الآخر، وبعدها فوجئنا بعمدة القرية يدخل علينا منزلنا، ويقول إن مصطفى تعبان شوية، فردت أمى عليه «لا مصطفى مات أنا قلبى حاسس بكده، قول يا عمدة»، فما كان من العمدة إلا أن خرج باكياً من أمام والدتى فعرفنا أنه استشهد.
قرى ضحايا سيارة الأمن المركزي تتشح بالسواد.. والآلاف يشاركون في تشييع جنازاتهم
مصباح الحجر,عمر الشيخ,عبد الله العريني,سامح غيث,محمد فايد,محمد أبو الدهب,هند إبراهيم
Tue, 09 Oct 2012 18:40:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى