هويدي: هناك صراع مفتعل من النخبة حول التأسيسية

 

أكد فهمي هويدي، الكاتب والمفكر، أن مصر في وضع أفضل مما كانت عليه سابقا, واصفا المرحلة السابقة بكابوس استمر 30 عاما، مشيرا إلى أنه تم تجاوز هذه المرحلة بجراحة كبيرة أجريت بنجاح وأن هذه الجراحة تستلزم فترة نقاهة نمر بها الآن.
وأشار هويدي في برنامج "90 دقيقة" على "قناة المحور" أن أفق الحلم بمصر الجديدة ظهر، وأننا نحتاج إلى المزيد لكي نقرب هذا الحلم، ونصنع منه الواقع الذي نتبناه، وهناك أشياء كثيرة تغيرت في هذه المرحلة، وما تغير في أعماق الناس أكثر بكثير مما تغير في واقع الناس، مثل الجرأة والمبادرة والإحساس بالانتماء للبلد، وما زال الواقع يتشكل.
وأضاف أن مصر تسير في الطريق الصحيح، والمواطن المصري والقوى السياسية مسئولون بشكل متفاوت عن تحقيق الأهداف, مشيرا إلى أن كثيرا من الإرباك الذي يحدث هو من جراء اشتباكات النخب في قضايا بعيدة كل البعد عن القضايا الحقيقة للمجتمع، من بطالة وغلاء وتعليم متدهور وصناعة متوقفة ومشاكل كثيرة، مشيرا إلى أن الإعلام يسلط الضوء على قضايا سياسية لا تهم المواطن.
وأوضح أن هناك صراعا مفتعلا من النخبة حول الجمعية التأسيسية، مشيرا إلى تعمد بعض وسائل الإعلام بث بعض الإشاعات حول الجمعية التأسيسية، مشيرا الى أن بعض الصحفيين يحاولون نشر آرائهم الشخصية على أنها أخبار، وهناك سقف ليس له حدود في حرية التعبير بعد الثورة، وليس هناك قلق على حرية التعبير؛ لأن هناك متغيرات مهمة لا يمكن أن تعود مرة أخرى لما كانت عليه قبل الثورة.
وقال: إن ضمان حرية التعبير يمكن أن يكون بنصوص دستورية أو مجتمع قوي بمؤسسات قوية، تتمثل في نقابات وأحزاب ومؤسسات شعبية.
وأكد أن أداء الرئيس مشجع وباعث على التفاؤل، وأن الرئيس يبذل مجهودا كبيرا، ويعمل بشكل إيجابي، ومستعد للاستماع للرأي الآخر، ولا بد أن لا نصدر أحكاما نهائية عليه، ويجب أن نعطيه فرصة، وهناك  زلات يتم تداركها، ولا بد أن نصححه فيها.
وأشار إلى أن البعض يقوم بتصيد الأخطاء فقط دون أن يقوم بالتشجيع والتصويب، الذي من المفترض أن يقوم به، مشيرا إلى أن ما قامت به بعض الصحف بالتعرض لزوجة الرئيس ليس من حرية التعبير، ولكن يجب أن يكون هناك تأدب مهني.
وأضاف أن هناك حالة من التصيد بعضها بدافع الإثارة وبعضها بدافع الكيد والوقيعة والتشهير، ومن المؤكد أن ذلك لحساب أطراف لها مصلحة في تشويه تلك الصورة، وهذه الأطراف داخلية وعربية.
وأضاف هويدي أن زيارات الرئيس محمد مرسي لم تكن مزعجة كما يقول البعض، بخلاف زيارات الرئيس السابق التي كانت تكلف ما لا يقل عن 5 أو 6 ملايين دولار, مشيرا إلى أن المتظاهرين يقولون كلاما قاسيا كثيرا، وأن جرأة المجتمع جزء من التعبير عن كرامته, موضحا أن المظاهرات والاعتصامات خسرت مصر 30 مليون دولار، ومصر كانت تستحقها لخروجها من أزمتها, ولكن هؤلاء المتظاهرين كانوا يعبرون عن أزمات وآلام حقيقية يشتكي منها الشارع المصري.
وأشار إلى أن الدولة معذورة والمواطنين أيضا, وترجع إلى أنه لم يكن هناك هيئات قوية ترفع القضية والمشكلة للمسئولين وحل الأزمة قبل وقوعها, مضيفا أن قيادات الحزب الوطني المنحل ورموز النظام السابق الذين أخطئوا في حق المواطنين لا بد أن يعاقبوا، ليس فقط جزاء ما فعلوه، ولكن لردع أي شخص يحاول استغلال نفوذه لمعرفة أنه يوما ما سيحاسب.
ولفت إلى أن المصالحة ربما تكون مفيدة, مشيرا إلى أن الأشخاص عوقبوا بما فيه الكفاية، ومن الممكن التصالح ولكن هو حق الشعب, ولا بد أن يكون محفوظا في كل الأحوال.
وأكد أن صفحة الفرعونية طويت وسقط الرئيس الإله, ولم يكن هناك رئيس فقط, ومواطن عادي, عاش فترة من عمره داخل السجن, مشيرا إلى أن هناك عددا من المنافقين الذين ينتمون إلى الثورة, ويعشق التصدر في وسائل الإعلام حتي أصبح الجميع ثوارا.
وأوضح أن تظاهر الأطباء الشبان حق مكفول لهم, معلنا تعاطفه معهم لما يقومون به في فترة الامتياز, مشيرا إلى أن إضراب الأطباء كان متميزا، وتعاملت معه النقابة بحكمة, ولا بد من التفهم لمطالب الفئات المظلومة, مطالبا بسرعة تطبيق الحد الأدنى والأقصى, رافضا ألا نبدأ بالقرض أولا، وأن ننظر إلى البدائل، وأن يكون القرض آخر الحلول.
وأكد أنه ليس من المصلحة أن نبدأ من الصفر في صياغة الدستور وحل الجمعية, مقترحا أنه من الممكن أن يعيد تشكيل الجمعية التأسيسية من نفس تشكيلاتها, وهذه من الملائمة السياسية, بحيث يتم ضم عدد من قامات الأمة, مضيفا أنه ليس من المصلحة أن ندخل في انتخابات تربك البلد مرة أخرى، وتأتي بخسائر مالية كبيرة, وأن يكمل الرئيس مدته، ويكون هناك سلطة تشريعية سريعة في انتخابات حرة ونزيهة، بحيث أن تكون في يناير القادم بعد صياغة الدستور بثلاثة شهور.

هويدي: هناك صراع مفتعل من النخبة حول التأسيسية
قسم الأخبار
Wed, 03 Oct 2012 10:01:00 GMT

مواضيع مشابهة